تدق أجراس الحياة ، معلنا الرحيل ، لكن قبل أن يزف موعده ،
اسطر لكم هذه الكلمات والعبرات لعلها تلامس قلوبنا الطاهرة .
أخي الحبيب وأختي الغالية

ما حملني على الكتابة هو اضطرا ب أنفاسي واهتزاز كياني

وتسارع نبضات فؤادي حبا لكم وخوفا عليكم .

ها نحن الآن نسير في بستانناالمليئة بالخضرة التي فيها ما تشتهي نفوسنا وتلذ أعيننا ،
وفي كل يوم نقطف من زهور دنيانا جمالها واريجها الفواح، الزائلة ،
وها هو قد تزينت لنا بألف حلة وألف حيلة ، ونثرت أمامنا متاعها الفانية ولذائذها الناقصة ،
لنبقى نشتهي ونطمع ونحن في سبات عميق،


أخي الحبيب وأختي الغالية .
مهلا لنتوقف هنا ونفتح قلوبنا ونزيل
عنا الغشاوة والرآن التي تملأ أرواحنا
قال تعالى(( وما أتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وابقي ))
أخي الحبيب وأختي الغالية .ها نحن الآن في عالم مليء بالأوهام والمتاع الناقصة الزائلة الفانية ،
وكلنا في سباق وتنافس نحو كنوزها الذهبي وان لم يكن يلمع ،
لنرضي رغبات وشهوات وهوى أنفسنا ، نتسارع لامتلاكها ،
وكأنها دار إقامة لا دار رحيل ،
إيه نعم نسينا أن الدنيا عزها قصير وكنزها حقير والآخرة خير وابقي ،

فما بالنا أخي الحبيب وأختي الغالية انغمسنا في بحر الأوهام وأمواج الحياة الزائلة ،
حتى ذقنا مرارة الذنوب والمعاصي ،وأثقل كاهلنا.
لما رضينا البقاء على بساط زائل يهب لنا السعادة لفترة وجيزة ،

ثم تسلبها منا إلى الأبد ،
فنحن يا من ذقنا لذائد الدنيا كلها
وخضنا في بحر شهواتها وغصنا في متاعها ،

هل وجدنا السعادة الحقيقة الإيمانية الصادقة ؟
هل هدأت روعنا واطمأنت بالنا ؟
هل شعرنا بالأمان وخلدنا للراحة ، ؟


أخي الحبيب وأختي الغالية .

إن نفوسنا المؤمنة غالية عند الله فلماذا نبيعها برخص ،
بسبب لحظة غفلة وساعة شهوة ،
لماذا نريد التميز في الدنيا ؟

لماذا لا تكون أسمى أمانينا وغايتنا

هي التميز في الآخرة عند مليك مقتدر ،

أخي الحبيب وأختي الغالية .
لماذا لا نقاوم غرائزنا وهوى نفسنا ونعيش واقعنا نمضي قدما لتحقيق هدفنا وغايتنا المنشودة ,
أليست هي الدنيا التي جعلتنا نذوق صنوف العذاب ،
وجعلتنا ننسى التزود ليوم الرحيل ، دار الإقامة الخالدة ،
لما جعلنا همنا وغايتنا كلها دنيا فانية ومتاع زائلة ،


أم هل نسينا إن الدنيا

دار سفر لا دار إقامة ، ومنزل عبور لا موطن حبور .


آه ه أحبائي ..

الحياة في هذه الدنيا صعبة مليئة بالأماني الضائعة .
فمهما عاش الإنسان في هذه الدنيا ومهما طال به البقاء ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها،
فان المصير واحد والنهاية مختوم ، قال تعالى(( كل نفس ذائقة الموت ))
فالسعيد منا من اتخذ لهذه السفر زادا يبلغه إلى رضوان الله
والفوز بالجنة والنجاة من النار قال تعالى(( وان ليس للإنسان إلا ما سعى ))



فبصوت المحب المشفق ..

ادعوكم وبكلام الناصح المنذر اهمس لكم أحبائي
لنغتنم زمن عمرنا. وزهرة دهرنا في الطاعات والإعمال الصالحة ،،
اعلم أننا في لحظة غفلة انغمسنا وراء ملذات الدنيا الفانية الزائلة
لذا فلنوحد المسير ولتكن همتنا تعانق الثريا ،،
لا تغوينا الأماني ولا تصدنا ملذات الدنيا ، ولتكن تلك الجنان غايتنا ، واليه سفرنا ،


أخي الحبيب وأختي الغالية .
لنضي ء شعلة الإيمان ونسير نحو طريق الجنان ورضى الرحمن
ونطفئ جمرة النيران ونهجر درب الهوى والفساد والعصيان .
لان دنيانا فانية ولا يستحق منا أي قيمة .
منقول