الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده

وبعد:

إلى أختى وصديقتى ورفيقة الدرب ,,,

إلى أختى الطبيبة ,,,
إلى أختى الصيدلانية ,,,
إلى أختى الممرضة ,,,


أُرْسلُ لكِ أجملَ تحيةً من خلالِ تلكَ الكلماتِ البسيطةِ التى ودَدَّتُ أن أتحدثَ إليكِ من خلالِهَا ...لنصلَ بإذنِ اللهِ تعالى إلى بَرِّ الأمانِ وجنةِ الرحمنِ.


حبيبتى فى الله ,,,,

إنَّ الله تعالى قدْ منحكِ فُرصةً عظيمةً ,, وخاصيةً جليلةً بحُكْمِ عَملِكِ فى هذا المجالِ السَامِى.

أنظرى حبيبتى ,,, فإنكِ بحكم عملكِ تتعرضين لأصنافٍ كثيرةٍ من البشرِ والتى تُمثل شرائح المجتمع المختلفة منها الغنى والفقير والجاهل والمثقف وكُلُ صالحٍ وطالحٍ فهذه فرصة عظيمة لنشرِ دعوتكِ من خلالِ وظيفتُكِ.

أيضاً حبيبتى هناك أمرٌ هامٌ ,,, إن لكِ قوةً تأثيريةً عظيمةً قدْ وهبها الله تعالى إياكِ,,, ومكانةً خاصةً فى عقولِ وقلوبِ مرْضَاكِ... مكانةً تجعلُ ما تنصحين به يعتبرُ شيئًا غير قابلٍ للنقاشِ والجدالِ مع مرضاكِ.

فـ بهاتين الميزتين تستطعين أن تكونى داعية فعّالة وناجحة فى مكانكِ الذى وضعك الله فيه , وهذا بعد توفيق الله عز وجل.

وتذكرى دائما قوله تعالى "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "

=================

حبيبتى فى الله ,

ليستْ وظيفتُكِ - فقط - أنَّكِ تقومين على وصْفِ العلاج ومداواةِ المرضى ,,, وإنما وظيفتُكِ الأساسية هى الدعوةُ إلى اللهِ من خلالِ المكانِ الذى وضعكِ اللهُ فيهِ .

وتذكّرى قوله تعالى :

( ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِعْبُدونِ)

والعبادة هى أفعال مادية بالإضافة إلى الأعمال الروحية

ولا يفترقان أبداً

وإن افترقا فلن تكون العبادة مكتملة الأركان

مثال : هل تكتمل الصلاة بأداء الحركات من قيام وركوع وسجود فقط أم تكتمل بالنية من الصلاة بمناجاة الرب والخشوع له ؟

فهكذا أىُّ عبادة من العبادات لا تكتمل إلا من خلال اجتماع الأفعال المادية مع الأعمال الروحية.

هذا ما تجدينه من خلال وظيفتك كطبيبة أو صيدلانية أو ممرضة

ليس فقط مهمتُكِ وصْفُ العلاجِ الشافىِ ومداواةُ المرضى ,,, فهذه أفعالٌ ماديةٌ أمَّا الأعمالُ الروحيةً أن تبُثِينَ فى نفوسِ مرضاكِ قوةَ الإيمانِ باللهِ عزّوجلّ واليقين والثقة به والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه ,,,, وأنَّ العلاجَ ما هو إلا سببٌ مادى للشفاءِ وإنِّما الشافى هو الله ,,, فمِن خلالِ وظيفتكِ يمْكِنُكِ غَرس القيم والأخلاق والمبادئ السامية والعقيدة الصحيحة فى نفوسِ مرضاكِ.

===================

حبيبتى فى الله ,

لنْ تكُونى الطبيبةُ الناجحةُ فى عملِهَا والناجحةُ فى دعوتِهَا إلاَّ بعد أنْ تُحقّقى الأسبابَ المُعينةَ على ذلكَ ومنها :

= إخلاصُ النيةِ لله

= العلوِّ بالهمَّةِ
= تحديدُ الهدفِ ليكون واضحًا وجليًّا
= إصلاحُ النفسِ وتهذيبُ الأخلاقِ



===========================

حبيبتى

إليك هذه النسمات ,,,

= أُخيتى بمظهركِ أنتى داعية وقدوة حسنة وذلِكَ بإلتزامكِ الحجابَ الشرعىَّ .

= أُخيتى بسلوككِ أنتى داعية وذلِكَ بالتأدب فى كلامِكِ وتصرفاتكِ وعملكِ فى سكينةٍ ووقارٍ... بعيدةً عنِ الإختلاطِ بالرجالِ وبالبشاشةِ وحُسْنِ الاستقبال والتبسُّم في وجهِ مرضاكِ , وتذكرى قول رسولنا الكريم - صلوات ربى وسلامه عليه :"تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة" رواه الترمذي وحسَّنه

= أُخيتى بتعاملاتك أنتى داعية وذلِكَ بالصبرِ واحتسابِ الأجرِ والثوابِ من اللهِ فى تخفيفِ الألآم عن مريضاتك ,و بتوجيك لأخواتك فى الله من زميلات العمل ودعوتهن للحجاب الشرعى والتخلق بالأخلاق الحسنة بالرفقِ واللينِ والموعظةِ الحسنةِ ,و بحرصك على التوازنِ فى حياتكِ فلا يطغى جانبٌ على آخر .... مهتمةٌ بأسْرَتِكِ وزوجُكِ وأولادكِ كاهتمامك باتقانِ عملكِ .

= أُخيتى اسْتغِلَّى مكانكِ الذى وضعكِ اللهُ فيه ومنحكِ إيَّاه ...بدعوةِ أخواتكِ فى الله سواء زميلات أو مريضات ,وذلك لمعرفة الله حقَّ المعرفةِ وتعليمهنّ أصول دينهنّ والصبر على الدعوةِ إليهنّ ... حتى يكتبَ اللهُ لكِ الخير كلّه ,,, فأنت التى ترْسُمينَ البسمةَ على وجهِ مرضاكِ بعد شفائهنّ فضعى لكِ بصمةً فى عقولهنّ وقلوبهنّ بأسلوبكِ الحسنِ وأخلاقكِ العالية وكلماتكِ النافعة ودعوتكِ الصادقة .

==========================


وأخيراً حبيبتى

أُصْدُقِى الله يَصْدُقكِ

وجديدى النيَّة

والتمسِى الإخلاص

وادعو اللهَ بالتوفيقِ والثباتِ

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم .