طفلي فوضوي!
المشكلة والحل
تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة فوضوية أطفالهن وكثرة بعثرتهم للأشياء وعدم الإهتمام بالترتيب والنظافة والتنظيم، وغالباً ما تفشل الأم في تهدئة الطفل وتغيير أطباعه الفوضوية وتعاني من عدم إصغاء الطفل لتعليماتها وأوامرها، مما قد يثير الغضب فينعكس على أمور أخرى يمكن أن تفاقم المشكلة. والحقيقة أن الأمر لا يستدعي العصبية أو اليأس من الحل، لأنه يتلخص في تطبيق أمور بسيطة ومحاولة تعديل سلوكيات موجودة لدى الطفل والأم وجميع أفراد الأسرة معاً.
لأن البيئة الفوضوية في المنزل غالباً ماتكون هي سبب نشوء طفل فوضويّ الأطباع، فقد نشأ هذا الطفل في منزل يفتقر للنظام والقوانين الثابتة التي تنظم حياة أفراد الأسرة وتعلّم الأطفال الإلتزام والتعاون، فالطفل بطبيعته يحتاج إلى أحد يضع له حدوداً في كل مجالات حياته، كأن يعرف متى يأكل ومتى يلعب ومتى يستحم ومتى يذهب لسريره وأن يشعر أيضاً أنه فرد مهم من أفراد الأسرة وعليه واجبات كغيره من الكبار، ومن أهم واجباته ترتيب أغراضه وإعادة الأشياء لأماكنها بعد استعمالها، وهذا يمكن أن يشعر الطفل بالإنضباط وينشأ وهو مطمئن أن هناك شخصاً يهتم به ويرعاه.
إحذر من هذه التصرفات
يتبع بعض الآباء والأمهات أساليباً لضبط سلوك أطفالهم والتخفيف من فوضويتهم لكنهم غالباً مايفشلون في ذلك، فعقاب الطفل على الفوضى بالضرب أو السجن أو الصراخ لا يحل المشكلة، لأن الطفل لا يدرك أنه غير منظّم ولا يشعر أن سلوكه خاطئ، خاصة إن كان هذا السلوك موجوداً بطبيعة الحال من حوله. ويمكن لبعض الآباء أن يهملوا هذا السلوك بحجة أن جميع الأطفال فوضوين وأن طفلهم سيتعلم النظام والترتيب بعد أن يكبر قليلاً، وهذا القول هو بالتأكيد خطأ شائع، لأن النظام ينشأ منذ الصغر وقد يصبع أحد أطباع الإنسان مدى الحياة، وعلى الطفل أن يعتاد على النظافة والترتيب منذ الصغر حتى يستمر معه هذا السلوك في غرفته ثم في فصله ثم في جامعته وعمله وبيته الخاص لاحقاً، والطفل الذي ينشأ دون الإحساس بأن له دوراً مهماً عليه تأديته، يواجع صعوبه في تحمل أعباء الحياة في عمر متقدم.
أفضل علاج للسلوك الفوضوي
إن تعديل سلوك الطفل الفوضوي يمكن أن يتحقق في تطبيق عدة نقاط أساسية تهدف أيضاً إلى تحسين طبيعة الحياة التي يعيش بها الطفل في المنزل، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:
· على الأم أن تبدي إنزعاجها من فوضوية الطفل وتشعره أن مايقوم به خطأ، لكن دون اللجوء إلى الصراخ أو الضرب، وعليها أن تتجنب ترتيب أغراضه كلما قام ببعثرتها حتى لا تنمّي الإتكالية واللامبالاة لديه.
· هنا يمكن البدء بتعويد الطفل على الترتيب بتقسيم العملية لعدة مراحل متفرقة وجعل الطفل يقوم بمهام الترتيب كل على حدة وحسب ماتطلب منه أمه.
· شجعيه على حب الترتيب والنظافة واوعديه بمكافأة بسيطة إذا قام بترتيب سريره صباحاً.
· يواجه البعض مشكلة اختلاف أطباع الوالدين وتعاملهما مع الطفل، فيجب على أحدهما ألا يتهاون في القوانين التي توضع للطفل فيشعر بالإنضباط مع أحد أبويه وباللامبالاة مع الآخر.
· يجب على الأم أن تنمّي حس التعاون لدى طفلها من خلال تخصيص عمل ما يقوم بإنجازه جميع أفراد الأسرة معاً، كتنظيف وترتيب المنزل مرة في الأسبوع مع تقسيم المهام على الأفراء بما فيهم الطفل، حتى يشعر أنه جزءاً مهماً وعليه واجبات مثل غيره في المنزل.
· من المهم أيضاً تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل، بإبداء مشاعر الفرح إن قام بعمل جيد ومدحه والثناء عليه حتى يشعر برغبة بتكرار هذا التصرف واعتماده كأحد أعماله اليومية.