بخصوص القدرات الصحية، يمكن التمييز أساسا بين المَلـَـكَات العقلية و التوازن النفسي و اللياقة البدنية. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من أصبح مِنكم معافى في جسده، آمِنـًا في ِسْربه، عنده قوت يومه؛ فكأنما حِيزت له الدنيا" . (*)
الأمن(نقيض الخوف)
قال الله عز و جل: ﴿ الذين آمَنُوا وَ لَم يَلْـِبسُوا إيمانَهُم ِبظلم أولئك لهُمُ الأمْنُ و هُمْ مهتدون (82) ﴾ (سورة الأنعام). و قال تعالى: ﴿ و اتّـقوا فِـتْـنة لا تُصيبنَّ الذين ظلمُوا مِنْكُم خاصة و اعْلَمُوا أن اللهَ شَديدُ العقاب (25)﴾ (سورة الأنفال). و قال تعالى ﴿ وَ عَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَي القَيوِم وَ قَدْ خَابَ مَنِ حَمَلَ ظُلْماً (111) و مَنْ يعملْ مِنَ الصالحات و هو مؤمنٌ فلا يخافُ ظُلماً و لا هَضْماً (112)﴾ (سورة طه). و عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم: علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قـِل:" اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، و لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، و ارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم" . (*)
و قال الدكتور ابن عبود ـ رحمه الله ـ عن الظلم (بنوعيه: ظلم النفس و ظلم الغير) إنه يؤدي إلى كثير من الأمراض الجسمية و العقلية... (*) . و كتب الدكتور كاريل في هذا الصدد موضحا أنه" في استطاعة التفكير أنْ يُولدَ أمراضا عضوية. و يخلق كل مِنْ تقلب الحياة العصرية و القلق الدائم و انعدام الأمن، حالاتٍ من الشعور تُسبب اضطرابات عصبية و عضوية للمعدة و الأمعاء و اختلالا في التغذية و مرور الميكروبات المعوية إلى الدورة الدموية...". (*)
و سبق للماوردي ـ رحمه الله ـ أن كتب عن الأمن قائلا: إن الأمن العام تطمئن إليه النفوس، و يَسْكُن فيه البَـِريءُُ، و َيأنَسُ به الضعيف، فليْـََس لخائفٍ راحة، و لا لحاذر طمأنينة. و الخوف يكون تارة على النفس، و تارة على الأهل، و تارة على المال؛ و عمومه أن يستوعب جميعَ الأحوال، و لكل واحد من أنواعه حظ من الوهن [ الضعف]. و الخائف على شيء يظن أن لا خوف له إلا إياه، فيغفُل عن قدر النعمة بالأمن فيما سواه، فصار كالمريض الذي هو بمرضه متشاغل، و عما سواه غافل، و لعل ما صُـِرفَ عنه أعظمُ مِما ابتُلي به. و مَنْ عَمهُ الأمن كمَن استولت عليه العافية، فهو لا يَعْـِرفُ قَدْرَ النعمة بأمنه حتى يخاف، كما لا يعْـِرف المُعَافى قدْرَ النعمة بعافيته حتى يُصابَ. (*)
الـِّرفـق أو غياب العنف
قال الله عز وجل: ﴿ فـِبمَا رحمة مِنَ الله ِلنْتَ لهم و لو كنتَ فـّظاً غـليظ القلب لانفضوا مِنْ حَولك فاعفُ عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمْـِر (159) ﴾(سورة آل عمران). و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثلا:
ـ " إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف[...]". (*)
ـ " َمنْ يُحْرَم الرفق يُحْرَم الخير". (*)
ـ " بَشرُوا و لا تُنَفروا. يَسرُوا و لا تُعَسروا". (*)
العَـدْلُ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن المُقسطين، عند الله، على منابر من نور عن يمين الرحمان عز و جل. و كلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حُكمِهم و أهليهم و ما َولُـو". (*)
المرأة الصالحة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: الجار السوء، و المرأة السوء، والمَرْكب السوء، و المسكن الضيق". (*)
غياب أو انخفاض نسبة حالات الانتحار
تعتبر نسبة حالات الانتحار في بلد معين مؤشرا جيدا على مستوى السعادة و الشقاء.
انخفاض نسبة الإدمان
فيما يتعلق بأبرز مصادر الإدمان، يمكن أن نذكر على سبيل المثال الإدمان على التدخين و الإدمان على الكحول و الإدمان على المخدرات.
الإحساس بـسعة الأرض
إن الإحساس بأن الأرض تـُـغَير حَجْمَها توسيعا و تضييقا يرتبط ارتباطا وثيقا بالحالات الروحية أو النفسية للإنسان.
جاء في الذكر الحكيم: ﴿ يا عِبَاديَ الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإيايَ فاعْبُدُون ﴾ (سورة العنكبوت:56) . و قال تعالى: ﴿ وَ عَلَى الثلاثة الذينَ خُلـِّـفُوا حَتى إذا ضَاقتْ عَلَيهمُ الأرْضُ بمَا رَحُبَتْ (118) ﴾ (سورة التوبة). و جاء في ديوان الشافعي:
وَ أرْضُ اللهِ وَاسِعة ٌوَ لكنْ إذا نزلَ القضاءُ ضاقَ الفَضَاءُ
سعة القبر
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: إن المؤمن يُفسح له في قبره و إن الكافر يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه. (*)
سعة الجنة
قال الله عز و جل:﴿ و سَارعُوا إلى مغفرة مِنْ ربكم و جنة عرضُها السماواتُ و الأرضُ ُأعِدَّتْ للمتقين(133) ﴾ (آل عمران).
مجموع السعادة
هو مجموع اللذات الروحية (أو النفسية) و اللذات المادية أو الجسمانية. و تَعدُّدُ اللذات و تنوعها هو بتعدد نِعَم الله عز و جل و تنوعها، و هي نِعَمٌ لا تُعدُّ و لا تُحصى. قال الله عز و جل: ﴿ وَ إنْ تَعُدّوا نِـعْمَةَ اللهِ لا تُحصوها(18) ﴾ (سورة النحل).
المفضلات