تجرحنا الحياة بين الحين والآخر

وتذرف أعيننا دموع الألم والحيرة
والضياع


وتلتاع قلوبنا وتحتار عقولنا؟..

هل جربتم مرة البكاء مع الذات؟

البكاء الصامت الذي لا يشعر به سواك؟


■■

الكثير يفضل أن يبكي وحيداً وتتعذر عليه الشكوى بصوت مرتفع

ذلك أن للألم فلسفة كما للحب وللمشاعر الأخرى

فلسفات تفسرها وتعطيها بعض المعاني التي تغيب عنا

ولولا الألم لما عرفنا للسعادة ولما ذقنا طعم الحب،

الألم الأرض الرحبة التي من سمائها تشرق شمس السعادة

وعلى أرضها ينمو نبات الحب..

■■


الغريب أن الألم حتمي وضروري في حياتنا

وهو النقيض الذي يجعلنا نشعر بالأشياء الجميلة ونذوق طعمها

وحلاوتها ومنه تخرج العديد من المعاني السامية

ثم من منا لم يتألم يوماً ويجرب ذلك الشعور؟

لا أعتقد ان انسانيتنا تكتمل

إلا بالألم ومنذ خروجنا للحياة نتعامل مع الألم

كتعاملنا مع الشعور بالراحة والسعادة..


■■

البعض يعلّمه الألم أهم

دروس الحياة في الصبر والعطف والفهم

بل ويعلمهالحب بأوسع معانيه

ومزيداً من معرفة الذات ومعرفة الآخر..

والبعض الآخر يخرجه الألم عن نطاق ذاته

ويكون كالفك المفترس الذي يأكل جوانب شخصيته

ويمزقها ويرمي به في أحضان المرض النفسي.

البعض يتغنى بالألم ويجعل منه رفيق دربه العمر كله

في رحلة من الآهات، وترانيم لمواجع القلب

وتقليباً لجروحه القديمة،

■■

هذه الفئة تدمن مشاعر الألم ولا تستطيع التخلي عنها

رغم أن هناك العديد منمحطات الراحةوالسعادة في حياتها

ولكنها تعودت ذلك الشعور وتجد من الصعب أن تغادره أو يغادرها.



وهناكفئة أخرى حتى الألم



يثير الضحك في ذاتها وتنظر إليه كمسرحية هزلية..



■■


نعم تتألم ولكن بحكمة وبفلسفة واقعية عقلانية وبالتالي



لا تلتصق بهذه المشاعر المؤلمة في رحلة العمر كله


صحيح انها تمر بها تغمرها تأخذ


من وقتها ومن سعادتها ولكن كما يقال


الحياة تستمر ولابد من العبور بمحطة أخرى من محطات المشاعر..



في النهاية الألم جزء حتمي من الحياة


فحتى قطف الوردة لا يتم بدون ألم..


وبين جميع المشاعر، يبقى الألم


مربي الإنسان الأكبر وصانع حياته وأمجاده..