أريد حسنة فهل تعطيها لي ؟

**خطاك دمر غلاك** · 20-03-2010, 08:12 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت في يوم ما واقفاً أمام بائع خضار لأشتري منه ليمون وبعد أن قمت بوضع الليمون في الكفة أعطيت البائع الكفة وقلت له أريد نصف كيلو فوضع الليمون في كفة والمكيال في كفة فاذا بكفة المكيال مازالت راجحة فأتى بليمونة صغيرة فوضعها فاذا بكفة الليمون ترجح كفة المكيال
فتأملت وتذكرت أمراً كاد قلبي منه أن ينخلع قلت في نفسي ليمونة صغيرة لا تساوي شيئا هي التي كانت سببا في رجحان كفة الليمون عن كفة المكيال
سبحان الله
تخيلت نفسي وقد وافاني الأجل وجاء الموت فجأة بدون مقدمات فتوقف عملي وادخلت قبري وبقيت وحدي وليس معي شيء غير عملي
ثم نفخ في الصور ليبعث من في القبور فقمت وحدي أنظر حولي لا أجد أبي ولا أمي ولا أصحابي ولا إخواني كل واحد منهم منشغل بنفسه

قد اقتربت الشمس من الرءوس وتصبب العرق وطال القيام وتضرع الخلق لله
واستشفعوا برسل الله ان يبدأ الحساب في يوم كان مقداره خمسين الف سنة
انشقت السماء وتفجر الماء وبرق البصر وخسف القمر

( وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )

يبدأ الحساب ينادى على كل عبد ليقف بين يد الله ليكلمه على مافعلته يداه وما مشته رجلاه وما سمعته أذناه ومانظرته عيناه وما تكلمت به شفتاه وما ملأ بطنه وجنى فرجه نعم يكلمه الله ويقول له :عبدي فعلت كذا وكذ في يوم كذا وكذا
فيعرض عليه ذنوبه ومعاصيه التي يسر بها ويهجر ويفرح بها ويمرح
كل الذنوب صغيرها وكبيرها عظيمها وحقيرها يجد كل ذلك كله

( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )

فيجد أعمالا ماكان يبالي بها كتبت عليه وحوسب عليها حتى النظرة حتى الكلمة حتى اللمسة
ثم تخيلت نفسي امام ميزاني وقد وضعت اعمالي حسناتي هنا وسيئاتي هناك
فقلت لنفسي :ماهذه الاعمال التي عملتها لتوضع في كفة الحسنات مقابل كل هذه السيئات التي ابارز الله بها ليل نهار بلا استحياء
إضاعة صلاة وإهمال في الزكاة وغيرها الكثير من الذنوب
يغرقني في نعمه وانا اعصيه بها
يارب تب علينا وسامحنا ولاتقبض ارواحنا الا وانت راض عنا
ثم تصورت نفسي اقف بين يدي ميزاني ارقب بعيني وبعقلي وبقلبي اعمالي وهي توزن لي
توضع الحسنات في كفة فترجح كفتها ثم توضع سيئات فترجح كفتها
توضع الصلاة فتوضع الغيبة والنميمة . توضع الزكاة او الصيام فيوضع عقوق الوالدين والتبرج وغيره
والميزان يترنح امامي وقلبي يعلو ويهبط مع الميزان ثم تخيلت نفسي وقد رجحت سيئاتي على كفة حسناتي وبقيت لي حسنة ليثقل ميزاني وانجوا من النار وادخل الجنة اريد حسنة ادخل بها الجنة اريد حسنة انجوا بها من غضب الله الجبار

أريد حسنة لكن من سيعطيني حسنة ابي ؟ امي ؟ اخي ؟ اختي ؟ ابنائي ؟ من ؟

يارب اريد حسنة ....... ولكن هيهات لن يعطيني احد منهم ولا نصف حسنة
فكل واحد مشغول بميزانه ولن يستغني احد منهم عن حسنة لي ولو كنت احب الناس له الكل سيفر مني الكل سيقول نفسي نفسي

( يوم يفرالمرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه )
وعندها تتمنى
( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )
ولكن بلا جدوى
وعندها تتحسر
( ياليتني قدمت لحياتي )
ولكن بلا جدوى
وقتها تقول
( لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )

وعندها تندم يوم لاينفع الندم ولا البكاء ولا الحسرة
هذا
من يريد حسنة فما بالك من يريد حسنات ..........كيف بمن لا يجد في حياته غير السيئات

كيف بمن كان كل همه في الدنيا جمع الاموال والمرح والضحك والتنزه وغيرها من متاع الدنيا
اعلموا إخواني وإخواتي إن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه

اجعلوا حياتكم كلها طاعة لله ولا تحقروا من المعروف شيئا فرب شربة عطشان او تمرة لجوعان او مسحة على راس يتيم او ازاله اذى عن الطريق او نصيحةقدمتها او كلمة طيبة قلتها لعل واحدة من تلك تثقل ميزانك وتنجيك من النار وترضي بها ربك فتدخل الجنة

إخوتي في الله حاسبوا إنفسكم قبل إن تحاسبو وزنوا إعمالكم قبل ان توزنوا
واستعدوا للقاء الله والعرض عليه

ولدتك امك يابن ادم باكيا ................والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم ان تكون اذا بكوا ...........في يوم موتك ضاحكا مسرورا

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل وإحسن خاتمة أعمالنا
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فاغفر لنا ذنوبنا وارحمنا يوم العرض عليك
وصلي اللهم على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
الحمد لله على نعمة الإسلام