اعتاد الآباء والأمهات هذه الأيام ترك اطفالهم جالسين طوال اليوم أمام شاشة التليفزيون‏,‏ دون أي محاولة منهم للتعرف علي المضمون المقدم لهم فيتركونهم عرضة لكثير من مشاهد العنف‏,‏ وقد انعكس ذلك علي الأطفال الذين ازدادت تصرفاتهم وسلوكياتهم عدوانية‏.

وقد أثبتت الابحاث والدراسات الأخيرة أن معدل الساعات التي يجلسها الطفل أمام التليفزيون تبلغ نحو‏23‏ ساعة أسبوعيا‏,‏ إن لم يكن أكثر من ذلك يري خلالها مشاهد عنيفة وخيالية مما يؤدي إلي حدوث نوع من تبلد الأحساس لديه‏,‏ بمعني أن الطفل مع الوقت لا يستجيب انفعاليا لمشاهد يفترض أن تثير الانفعال فلا يحزن من مشاهد الموت ولايتأثر لمنظر الدماء وغير ذلك.

أن مشاهدة التليفزيون من الممكن أن تسبب الإدمان ليس للأطفال فقط بل للكبار أيضا الا أن خطورة التليفزيون علي الأطفال تكون اكثر بسبب ما يقدمه من مشاهد كثيرة لا يتلاءم العديد منها مع براءتهم‏.‏

و التليفزيون يسبب للطفل نوعامن الخلط بين الواقع الافتراضي الذي يعرض أمامه الواقع الحقيقي الذي يعيشه‏..‏ فعندما يشاهد الطفل بطل مسلسل كرتوني تسقط عليه صخرة كبيرة ثم يرفعها عنه ويركض فهذا واقع افتراضي سيصدقه الطفل وربما يقوم بإيذاء أخيه الصغير اعتقادا منه أنه سيكون بخير ولن يحدث له مكروه‏.

وهذا الخلط خاصة فيما يتعلق بالأحاسيس مثل الحب والكره والألم والسعادة له آثاره الخطيرة‏,‏ لهذا ينبه المتخصصين إلي أهمية ملاحظة المشاهد التليفزيونية التي تعرض علي الأطفال من قبل الوالدين لأن الإدمان علي المشاهدة يولد نوعا من التبلد في المشاعر ونستخلص من هذا مدي تأثير الإعلام علي الأطفال وضرورة توخي الحذر.

كما يجب علي الوالدين مراقبة ما يشاهده اطفالهم بشكل غير مباشر للتدخل الفوري إذا استدعي الأمر ذلك‏.


ودي لكم