﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقِلون ﴾
وإنا لله من أبناء عصرنا كيف يستبدلون رطانة العجم بلغة القرآن .. وإني لأعجب وما عجبي بمنقض ٍ ما قيمة " هاي " في مقابل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ؟! و " ثانكس " في مقابل " جزاك الله خيراً " ؟! أهو التقليد الأعمى الذي درج عليه الأقزام من بني جلدتنا أم ليقال فلانٌ متحضر؟! بئس الاثنين والله.والخوف من اللحن هو الّذي شيّب عبد الملك بن مروان ، فقد سئل عن شيب استقرّ عنده : " أسرع إليك الشّيب يا أمير المؤمنين ؟؟ " فقال شيّبني ارتقاء المنابر مخافة اللّحن .. "

لا بد لا بد لا بد

من إبعاد كل لغة تؤثر على لغتنا ، لأن العربية عزنا وفخرنا وديننا .

والحمد لله في الأولى والأخرة.

( أوكي ) ترددها وقلبـك يطـربُ ** وتلوكُ من ( أخواتها ) مـا يُجلَـبُ

فتقول : ( يَسْ ) مترنمًا بجوابهـا ** وبـ ( نُو ) ترد القولَ إذ لا ترغـبُ

وتعدّ ( وَنْ ) مستغنيًا عن ( واحدٍ )** وبـ( تُو) تثنّي العدّ حين تُحسِّـبُ

تصف الجديد ( نيو) و( أُولْدَ) قديمَه ** و( بْليزَ ) تستجدي بها مـن تطلـبُ

وإذا تودعنا فـ( بـايُ ) وداعُنـا ** وتصيح ( ولكمْ -هايَ ) حين ترحـبُ

مهلا بُنـيّ .. فمستعـارُ حديثِكـم ** عبثٌ ..وعُجْمَـةُ لفظِـه لا تُعـرَبُ

تدعو أخـاك اليعربـيّ كـأعجـمٍ ** مستعرضًـا برطانـةٍ تتقـلـبُ !!

تستبـدل الأدنـى بخيـر كلامِنـا ** وكـأنّ زامـرَ حيِّنـا لا يُطـرِبُ !!

أنـعـدّ ذاك هزيـمـةً نفسـيـةً ** أم أنّه شغـبٌ .. فـلا نستغـربُ ؟

مهلا أخي في الضّاد يا ابن عروبتي ** إن الفصاحـةَ واجـبٌ بـك يُنـدَبُ

حسْبُ العروبةِ أن تخـاذلَ قومُهـا ** فلنحتفـظْ منهـا بلفـظٍ يَـعْـذُبُ

للشاعر : محمد بن عبد الله العود .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :

«وأمَّا اعتياد الخِطَاب بغير اللُّغة العربية التي هي شعار الإسلام ، ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمِصرِ وأهلهِ ، أو لأهل الدار ، للرجل مع صاحبه ، أو لأهل السوق أو للأمراء ، أو لأهل الديوان ، أو لأهل الفقه ، فلا ريب أن هذا مكروه ، فإنه من التشبه بالأعاجم ، وهو مكروه كما تقدَّم ، ولهذا كان المسلمون المتقدِّمون لمَّا سكنوا أرض الشام ومصر ، ولغة أهلهما رومية ، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية ، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية ، عوَّدوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار : مسلمهم وكافرهم ، وهكذا كانت خراسان قديماً .

ثمَّ إنهم تساهلوا في أمر اللغة ، واعتادوا الخطاب بالفارسية ، حتى غلبت عليهم ، وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ، ولا ريب أنَّ هذا مكروه ، غنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية ، حتى يتقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله» . [«الاقتضاء» (1/468-469)] .