ثقافة الحشيش..!!
انتشرت في الآونة الأخيرة نكات حول "المحششين"، ولا يخفى على أحد أنه يُقصد بهم الأشخاص المتعاطون نوعاً من المخدرات، عُرِف بالحشيش، ينعكس على شخصياتهم بإطلاق المرح والتهريج والجرأة في الطرح.. فيجدون تشجيعاً من الحاضرين المنصرفين عن الأبعاد السيئة للحشيش، والمركِّزين على جانب المرح فيه.
وسابقاً كان يُطلق على قلة من المرحين سريعي البديهة كلمة "محششين" حتى ولو لم يتناولوا حشيشاً، إنما خُلع عليهم هذا المصطلح لتجليهم وسرعة تجاوبهم مع أجواء المرح.
وقد استخدمت السينما ذلك في تجسيد بعض المواقف الضاحكة التي أصبحت من ركائز خفة الظل.
والحقيقة أن العقلاء منا استهجنوا هذا؛ لأنه يساهم وبقوة في ترويج المخدِّر لتأثيره في تشكيل الشخصية.
والآن - مع الأسف - بات البعض يجله ويقدره ويُطلق عليه ألقاباً مثل: "كبير يا محشش"، "عظيم يا محشش"، بعد باقة من النكات ترسل عبر الوسائل الحديثة، إلى درجة أنهم قالوا "في أم تقدم لبنتها مهندس رفضته، وقالت: يا بنتي نبي المحشش أبو دم خفيف يوسع صدورنا"!
هل هذه ألفاظ من نَفْس سويّة يقبلها مجتمع يطلق على نفسه أنه "محافظ"؟!
البعض بهذا يعطي انطباعاً لبناتنا وأبنائنا أن هذا المتعاطي صاحب رؤية ثاقبة، وفعلته مقبولة!!
ومع الحزم الشديد من قِبل الحكومة، التي تشدد العقوبة على المروِّج بالإعدام، والمتعاطي بالسجن لمدة لا تقل عن سنتين، إلا أن إطلاق مثل هذه النكات سيكسر حاجز الخوف من هذه العقوبة، ويُشعر هؤلاء "المجرمين" في حق أنفسهم والآخرين بأن فعلتهم هذه بطولة تستحق ألقاباً مثل التي ذُكرت، ولن يكون وقتها الإعدام والسجن رادعاً كافياً لأمثالهم.
فمن حقنا جميعاً أن ننظر لهذه النكات على أنها غزو فكري، ينشر ثقافة الحشيش بيننا صغاراً وكباراً، وأنه فعلاً خطر عظيم يجب التصدي له، وأضعف الإيمان أن نستبدل بكلمة "محشش" "مرة واحد" مثلاً!
نقلة لكم هذا المقال بقلم الاستاذة
مها النهدي
المفضلات