تغلغل و تسلل الى حياتنا اليومية في كل نواحيها سواء في المدرسة او مقر العمل و بين الاصدقاء، بين العامل و رب عمله و حتى في بعض الاحيان بين الزوجين اللذين تعاهدا على الصدق و الوفاء انها الافة المتفشية انها النفاق.

للاسف اصبحت حياتنا لا تستقيم الا بمزاولة هذه الافة ومن يسلك طريق الحق ويتبع الصدق نهجا في عمله وتعامله وسلوكه وأفكاره وقيمه ومبادئه فهو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة.

يتجسد النفاق ايضا في الدعايات الكبيرة خصوصا الانتخابية منها والتهاني المتبادلة وشكر الشخصيات البارزة ذات الشأن الكبير و ايضا في مظاهر البذخ في الاعراس والمناسبات الاجتماعية الاخرى التي يراؤون فيها الناس و ينافقونهم.

باختصار ما يجري في مجتمعنا هو أمر مؤلم وشيء محزن ومقلق، فقد خدعتنا المظاهر، وشدتنا المفاتن ،وإختفت روح الجماعة، وتلاشت المحبة والمودة ، وغاب الوفاء،واستشرى حب المال، وبات النفاق امرا طبيعيا وأسلوب حياة، بينما صار الصدق مرفوضا وعملة نادرة،فليس كل ما يلمع ذهبا.

قال الله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم

اصبح النفاق الطريقة المثلى للحصول على اعجاب الناس و على المراتب بابداء عكس ما يبطن و التقرب و التودد و التلاعب بالالفاظ و ارتداء الاقنعة و تلوينها لكن على حساب المبادئ و القيم فبانحلالها و اضمحلالها فقط يمكن ان يتقن فن النفاق و يصبح منافقا من الدرجة الاولى.

لكن هناك من يعتبر المجاملة نوعا من انواع النفاق ؟

المجاملة ضرورية في تنمية العلاقات بين الناس فعندما يجامل الاب ابنه و رب العمل عامله و يقدم لهم المكافآت و الهدايا فهذا يرفع من معنوياتهم و يزيد من مردوديتهم و هذا ليس له اية علاقة بالنفاق.
لكن ان كانت المجاملة غرضا و سببا في الوصول الى اغراض شخصية فعندئذ تصنف في خانة النفاق.


خلاصة القول : كل قول او عمل يقصد بها وجه الله و محبته و محبة خلقه بنية خالصة ليس له علاقة بالنفاق..