سواد السماء كاد أن يزول..وبريق النجوم كاد أن يخمد


..حيث الهدوء...السكينة...
وقت استجابة الدعاء..الله اكبر..الله اكبر...
أشهد أن لا إله إلا الله...


تمتمت الام : لا إله الا ا... مالبثت أن اكملت حديثها...
ضجيج مفجع...اخترق كل جدران المنزل...حتى انه كاد أن يهدم...


ركضت مهروله خلف مصدر الضجيج وكأنما كان يقودها ذاك الضجيج إلى المجهول.
.إلى النهايات الحتميه المقدرة على بنو البشر...
: يمه أبونا مات.. مايتحرك..مايتنفس...يبه قوم..روح المسجد قوم صلي..يبه..
لاتيتمنا...تونا صغار على اليتم...يمه كلميه...هو يحبك ويسمع كلامك.
.يبه تكفى قوم أنا شادة الظهر فيك لاتكسر ظهري...قوم .. يبه.
.دايم أردد : عسى عيني ماتبكيك.. لاتخليها تبكي...قوم يبه


هنا الام كل خلايا جسدها النحيل تمزقت..تعطلت عن العمل.
.قدماها لاتقوى على الوقوف..تمشي تارة وتتعثر ...تمشي..تتعثر..


إلى أن وصلت إلى قدرها.. إلى خليلها...إلى أجمل سنين حياتها...روحها...إلى صخرتها الثابته...إلى أب أبنائها...


أخذت تقلب يداها على خديه...تمسح يداها على شعره ...لم يفق ...


عندها استوعبت هول الفاجعه..نعم..رحل!!..رحل..






البنت تلقى عزها عند .} أبوها {.
لامات أبوها .: عزها :. وين تلقاه



أبي ...


أبي...سيظل ذكراك يحفر بين أضلاعي حتى ينحت صور حنانك..عطفك


وستظل ذكرى نقشت على كل جدار ..منزل..مسجد..مررت به


ستظل ابتسامتك ..حمرة وجهك يوم وفاتك سجينة ذكرياتي..وكأنك فرحت بقدومي عند رأسك يوم وفاتك..


سيظل لذكراك هيبة الملوك كما كانت وأنت على قيد الحياة..


..أحبك إلى يوم يبعثون..



همســة :


قال الله تعالى: (
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا
فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
) ... صدق الله العظيم