كثيراً منكم فتنتهم أعواد الكبريت وهم بعدهم صغار، فقرروا - بسعادة غريبة - أن يحيلوا حياة الاخرين الى جحيم مستعر بغير قصد منهم او سوء نية!
هذا صحيح...!

كما أن كثيراً بينكم وجدوا متعة سرية في الكتابة على الجدران، وقد احالوها إلى لوحات سرية سريالية!
مع ذلك لم يفهم بعضكم وقتها لماذا ضربهم أبائهم إثر اقترافهم هذا الفن النبيل!

الحقيقة أن اكتشافاتك المثيرة، بدأت بعد الثانية الأولى التي خرجت فيها من رحم أمك مزعجاً لمن حولك!
نعم، كثيرة هي هذه الاكتشافات التي سعدت بها، رغم موت الآخرين كمداً وغيظاً منك!
لكن من قال إن الاكتشافات دوماً تأتي مبكراً؟!
من قال ذلك هو شخص لم تكتمل حياته بعد؟!

فمع تقدم السن بنا، نكتشف - مفجوعين بهول الصدمة - إننا لم نكتشف شيئاً، وان اغلب ما اكتشفناه قد جاء متأخراً...
متأخراً جداً!

وعليه، ومن باب المحبة والنصح، قمت بكتابة هذه المأثورات لكم، جامعاً بها إليكم، ما أمكنني من محصلة اكتشافات مبهرة، سبقكم إليها ضحايا آخرون...
على أمل أن تكون صدمتكم بها، ولو بعد حيناً مضاعفة...!