حكم الخطأ في قراءة التشهد في الصلاة



السؤال:
أصلي والحمد لله الخمس صلوات يوميًا وأتبع المذهب الحنفي، ولكني اكتشفت اليوم بعد قراءتي لكتاب الفقه أني أقرأ التحيات قراءة غير صحيحة ؛ حيث كنت أخطأ في نطق ألفاظ التشهد
في التحيات ، فبدلا من أقول "أشهد أن لا إله إلا الله" كنت أقول "لا إله
إلا الله"، وهذا ما أربكني كثيرًا ، ولا أعرف هل صلاتي هذه صحيحة أم وجب
عليّ إعادتها؟ وهل النطق يغير معنى الألفاظ ؟



الجواب :
الحمد لله
أولا :
ينبغي على المسلم أن يراعي في صلاته تصحيحها على الوجه الموافق للسنة ولا
يخالف في ذلك لا في قراءتها ولا في أذكارها ولا في شيء من أفعالها ؛ لعموم
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي
أُصَلِّي ) رواه البخاري (631) .

وقد ثبتت عناية النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه صيغة التشهد
التوقيفية ، ومراعاتهم للفظها . روى البخاري (5794) ومسلم (609) عن ابْن
مَسْعُودٍ قال : ( عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنِي
السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ ) .

ثانيا :
الخطأ عن غير قصد في تلاوة القرآن أو الأذكار أو التشهد في الصلاة إن كان لا يحيل المعنى ولا يغيره : لم تبطل به الصلاة ، وعلى المصلى تدارك ذلك فيما بعد بتصويبه .

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عَمَّا إذَا نَصَبَ الْمَخْفُوضَ فِي صَلَاتِهِ ؟
فَأَجَابَ : " إنْ كَانَ عَالِمًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ
مُتَلَاعِبٌ فِي صَلَاتِهِ ، وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا لَمْ تَبْطُلْ عَلَى
أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 /444) وينظر : "المجموع" للنووي رحمه الله (3/441) .

الخطأ الذي ذكرته لا يغير معنى التشهد
، ولا يخل بمضمونها ؛ بل هو نفس المعنى ، الذي تدل عليه الصيغة الواردة ،
لكن سقط حرف ( أن ) الذي يدل على أن الجملة التي بعدها ( لا إله إلا الله
) هي مضمون الشهادة المذكورة من قبل ( أشهد ) وهي التي تسمى في اللغة : (
أن ) التفسيرية .
والحاصل : أنه لا يضرك ما فات ، مما أخطأت فيه هذا الخطأ اليسير الذي لا يغير المعنى ، ولا تشغل نفسك بوساوس تصحيح الصلاة فيما سبق ؛ وإنما اجتهد في تعلم السنة ، وتصحيح صلاتك وعبادتك فيما يأتي .
راجع إجابة السؤال رقم (
163518) .
والله أعلم



موقع الإسلام سؤال وجواب