بوالعلاء المعري

[محمودى]

::: وأيُّ امرىءٍ في النّاسِ أُلفيَ قاضياً :::


فلَمْ يُمضِ أحكاماً لحكم سدومِ وأيُّ امرىءٍ في النّاسِ أُلفيَ قاضياً،


وهل رابَ صخراً نحتُهُ بقَدُومِ
أبَتْ فاقداتُ الحِسّ حملَ رزيّةٍ،

[محمودى]

::: أرى جُزءَ شُهْدٍ بينَ أجزاءِ علقمِ، :::


ولُبّاً يُنادي باللّبيبِ: لتَعقُمِ أرى جُزءَ شُهْدٍ بينَ أجزاءِ علقمِ،


صحيحٌ، يَطُلْ مِنهُ العَناءُ ويَسقُم وأسقامَ دِينٍ، إنْ يُرَجِّ شِفاءَها

من السّرّ، في لَوْنيهما، بُرْدُ أرْقَم وصبحاً وإظلاماً، كأنّ مَداهُما

من العالَم: اجلس، أو دعا جالساً: قم وحُكماً لهذا الدّهرِ، صاحَ بقائمٍ

متى ما يكُنْ يُنكَرْ عليه ويُنقَم
كأنّ سرورَ النّفسِ من خطإ الفتى،

[محمودى]

::: تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ :::


إذا ما أتاني الرُّزْءُ لم أتَلَمْلَمِ تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ،


لأشرَبُ منْهُ في إناءٍ مثلَّم فَمي أخَذَتْ منهُ اللّيالي، وإنّني

متى يَنظُرا في نَيّرِ العَينِ يُظلِم وأودى بظَلمِ الثّغرِ صبحٌ وحِندِسٌ،

وغابرُنا مثلُ الأسيرِ المكلَّم فذاهِبُنا كالتُّرْبِ ليسَ بناطِقٍ،

فمَنْ يَنأ عَنهُمْ يَسلُ عَنها ويَسْلَم يُحَبّبُ دُنيانا إلَينا قطينُها،

وتَستَغنِ، لا تجهَلْ، ولا تَتَحلّم متى تَنفَرِدْ لا تغبِطِ المالَ مُثرِياً،

ومَنْ يَتَقَرّبْ منهُمُ يتَظَلّم ومن شأنِ هذا الخلقِ غِشٌّ وظِنّةٌ،

ألمّتْ بهِ، يُخبَرْ ولا يتَكَلّم فإنْ يَسألِ الباقي الثرى عن مَعاشرٍ

على خَيرِ مَعيا، أو على شرّ مَعْلَم وكان حلول الرّوح، في الجسم، نكبةً

شَبا ظُفُرٍ، في الأربِعاءِ، مُقلَّم؟ فهل كفّ وقتٌ لم يكنْ لعُطارِدٍ

ويترُكُها للوارِثِ المتَسَلِّم هيَ الدّارُ يَثويها الفَتى ثمّ يَغتَدي،

[محمودى]

::: لعَمري! لقد أغنَتكَ صورةُ واحدٍ :::


من الإنس، في الأقوام، عن كُنية واسمِ لعَمري! لقد أغنَتكَ صورةُ واحدٍ


جرَينا من الأمرِ القديمِ على رسمِ ولكنْ بَيانٌ زيدَ فيكَ، وإنّما

فقد وُجِدتْ في حيّ عادٍ وفي طَسمِ وما كان فينا من سَجِيّةِ مُخطىءٍ،

ولم يُحوَجِ الرّاعي المسيمُ إلى الوَسمِ إذا ما تَفرّقنا خَلَصْنا من الأذى،

ولا ترضَ للدّاءِ العَياءِ سوى الحَسْمِ تحمّلْ عن الأرضِ المريضةِ غادِياً،

تُمارِسُها، حتى استَقَلّتْ عن الجسمِ وما فَتِئتْ روحُ الفتى في نوائبٍ

وقد علمتْ فضلَ التّفاوُتِ في القِسمِ صَبَرنا لحكمِ اللَّهِ، والنّفسُ حرّةٌ،

[محمودى]

::: ألمِمْ بدارِ النُّسكِ إلمامَهْ :::


فالنّفسُ بالباطِلِ هَمّامَهْ ألمِمْ بدارِ النُّسكِ إلمامَهْ،


يَصلُحُ أن تُجعلَ شمّامه وإنْ رأيتَ الخَودَ مُختالَةً،

أسماءُ، أو زينَبُ، أو مامه تَطرَحُ في المُومِ الفتى، واسمُها

سوداءَ، للأينُقِ، زمّامه فعَدِّ عَنها، وتَعوّضْ بها

لأسفياتِ الحيّ رمّامه غَمّازَةٌ، في الجنحِ، ضحّاكةٌ

عينٌ، بما في الصّدرِ، نمّامه قد حدّثَتْ سرَّكَ طلاّبهُ

يدٌ، لما تملكُ ضَمّامه
وشرُّ ما أُعطيَهُ مُكثرٌ

[محمودى]

::: قد يَرفَعُ الأقوامُ، إنْ سُئِلوا: :::


هل تَخفضونَ، وقولُهم رُبَما قد يَرفَعُ الأقوامُ، إنْ سُئِلوا:


حين الصّنَابر، بارداً شَبِما يُسقَونَ، في القَيظِ، الحميمَ، وفي

قاماتِهمْ، والنّاصبينَ بما النّاصبين، لماء شُرْبِهمُ،

[محمودى]

::: أجِسْماً فيهِ هذي الرّوحُ، هلاّ :::


غبطتَ، لفَقدِها الألَم، السِّلاما أجِسْماً فيهِ هذي الرّوحُ، هلاّ


قليلَ الرّشدِ، مُحتَمِلاً مَلاما أجدَّكَ لنْ تَرَى الإنسانَ إلاّ

على ما كانَ يَفعَلُهُ غُلاما وتَحمِلُهُ الغريزةُ، وهوَ شَيخٌ،

رُكُوبُكَ، في مآرِبكَ، الظّلاما وأيسرُ من رُكوبِ الظُّلمِ، جَهلاً،

فيَترُكُ، من مَخافتهِ، السَّلاما وقد يَبغي السّلامَةَ مُستَجيرٌ،

حديثِ السّنّ، ما بلَغَ احْتلاما وكم حَلَم الأديمُ من ابن دهرٍ

[محمودى]

::: دُموعي لا تُجيبُ على الرّزايا :::


ولولا ذاكَ ما فتئَتْ سُجوما دُموعي لا تُجيبُ على الرّزايا،


ولا تُظهِرْ، لحادِثَةٍ، وُجوما رِضاً بقَضاءِ ربّكَ، فهوَ حتمٌ،

ولا تَلُمِ الذي خَلَقَ النّجوما ولُمْ زُحَلاً، أو المِرّيخَ فيها،

لبَعثِ مُحَمّدٍ جُعِلَتْ رُجوما ولستُ أقولُ: إنّ الشُّهبَ، يوماً،

على القَولِ، الجَراءةَ والهجوما
فأمسِكْ غَربَ فيكَ، ولا تَعوَّدْ،

[محمودى]

::: الجِسمُ والرّوحُ من قبل اجتماعهما :::


كانا وَديعَينِ لا هَمّاً ولا سَقَما الجِسمُ والرّوحُ من قبل اجتماعهما،


بغَيرِهِ، وتجُرُّ الأُلفَةُ النِّقَما
تَفَرُّدُ الشيءِ خَيرٌ من تألّفِهِ

[محمودى]

::: يَدعُو الغرابَ أناسٌ حاتماً سفهاً :::


لأنّهُ بفِراقٍ عندَهمْ حَتَما يَدعُو الغرابَ أناسٌ حاتماً سفهاً


ولا يُبالي أنالَ المَدحَ أمْ شُتما هذا التكذّبُ ، ما للجَوْنِ مَعرِفةٌ،

ولا يَبوحُ بسرٍّ، عندَهُ، كُتِما السّيّدُ البَرُّ مَن لا يستَجيزُ أذى

أو ابنَ مِريَةَ من أُمّاتِهِ يَتِما الغامِرُ، الطّارِقُ المُحتاجَ نائِلُهُ،

ولا يَدِبُّ إلى جاراتِهِ عَتَما لا يرفعُ الصّوت بالقولِ الهَراءِ ضُحًى

له كعوبٌ، ولكنْ بالرّدَى خُتِما
والعمرُ كالذّابلِ الخَطّيّ، قد بُسطتْ

[محمودى]

::: لقد بكَرَتْ في خفّها وإزارِها :::


لتَسألَ بالأمرِ الضّريرَ المنَجِّما لقد بكَرَتْ في خفّها وإزارِها،


ولا هوَ من أهلِ الحِجا فيُرَجِّما وما عندَهُ عِلمٌ، فيُخبرَها بهِ؛

يكونُ غِياثاً أن تَجوَد وتَسجُما يَقولُ غداً، أو بعدهُ، وَقعُ دِيمةٍ،

يظَلُّ، لأسرارِ الغيوبِ، مُترجِما ويُوهِمُ جُهّالَ المَحلَّةِ أنّهُ

لجاءَ بمَينٍ، أو أرَمّ وجَمجَما ولوْ سألوهُ بالذي فوقَ صَدرِهِ

فليسَ إلى يومِ القِيامةِ مُنجِما كأنّ سَحاباً عَمَّهمْ بضَلالَةٍ،

تَداركَهُ غيمٌ سواه، فأنجَما إذا قالَ أهلُ اللبّ حان انسفارُهُ،

وخَلِّ البرايا من فَصيحٍ وأعجما فإن كنتَ قد وُفّقتَ فانجُ بوحدةٍ،

ولا مُسرِجاً في نصرِ غيرِك، مُلجِما
ولا تكُ فيما يكرَهُ القومُ ساعياً،

[محمودى]

::: أراكَ زنيماً، إنْ تَعَرّضتَ لَيلَةً :::


لأُدمِ رماحٍ، أوْ لغزلانِ أزنما أراكَ زنيماً، إنْ تَعَرّضتَ لَيلَةً


فلا تَدْنُ منها، واجعل النُّسك مغنما غَنائمُ قَومٍ سوفَ يَنهَبُها الرّدى،

ويزجُرْنَ، للبينِ، السّوامَ المُزَنَّما يُزنِّمْنَ، بالدُّرّ الثّمينِ، مَسامعاً،

من الغَوْرِ، أبدَينَ البَنانَ المُعَنَّما ولمّا تَناءَتْ بَلدَةٌ عَنَمِيّةٌ،

ويَعمَلنَ، في كيدِ الفوارِسِ، هِنّما يُرِينَ، على ما ليسَ يمكن قدرَةً،

وخيّمنَ، للنّومِ، الرّفيعَ المنمنما لدى سَمُراتِ الحيّ غادرنَ سامراً،

لها عَنكَ يَنفي مالِكاً وجَهَنّما جِنانٌ ورضوانُ الذي هو مالِكٌ

فوَسوَسَ، من تحتِ الثيابِ، وهينما حلُمنَ، وجُنّ الحَليُ من فرْطِ لهجةٍ،

وأعيى غَريقاً، كُظّ، أن يترَنّما وقد صمتتْ أحجالُها عن تَرَنّمٍ،

تَسنّمنَ، من رملِ الغضا، ما تُسُنّما فلا تَبكِ جُملاً، إنْ رأيتَ جِمالَها

[محمودى]

::: إذا مرّ أعمى، فارْحموهُ وأيقِنوا :::


وإنْ لم تُكَفّوا، أنّ كلّكمُ أعمَى إذا مرّ أعمى، فارْحموهُ وأيقِنوا،


كأنّيَ فيهِ مضمرٌ كَنّ في نِعما وما زالَ نعمَ الرأيُ لي أنّ منزلي،

وما هوَ آتٍ لا أُحِسُّ له طَعما غَدَوْتُ ابنَ وَقتي، ما تقضّى نسيتُهُ،

فهَل أثبَتوا أنْ لا شَقاءَ ولا نُعمى؟ وقالَ أُناسٌ: ما لأمرٍ حَقيقَةٌ؛

حيارى، جرَتْ خيلُ الضّلال بهم سَعما وشكَّكَ في الإيجابِ والنّفيِ مَعشَرٌ

ويَعلَمُ ربُّ النّاسِ أكذَبَنا زَعْما
فنَحنُ وهمْ في مَزْعَمٍ وتَشاجرٍ،

[محمودى]

::: يحاوِلُ طِيناً أرمنيّاً، لَعَلّهُ :::


يُدافعُ عَن حَوْبائِهِ قَدَراً حُمّا يحاوِلُ طِيناً أرمنيّاً، لَعَلّهُ


وإن لم يَحِنْ لم يخشَ من شربهِ السُّمَّا
لهُ أجلٌ، إن حانَ لم تَثنِهِ الرُّقَى؛

[محمودى]

::: أسرارُ نَفسِكَ في البلادِ، كأنّها :::


أسرارُ وجهِكَ ما عليهِ لثامُ أسرارُ نَفسِكَ في البلادِ، كأنّها


وظهورُ هذي هَتكةٌ وأثام
وظهورُ تلكَ أباحَهُ لكَ ربُّها؛