مضى جرجس ابن الموصلي ممتعاً بعفو من المولى وقرة عين
رأى الشوق يدعوه فبادر مسرعاً إلى حفرة ضمت على الأخوين
بها أغمد السيفان في الترب أرخوا وأصبح فيها مغرب القمرين
أمسى الحبيب حبيب الله متكئاً في عرشه فائزاً منه بنعمته
أبكى بني عرمان بعد مصرعه واستنفد الصبر إذ ولى برمته
شهم قد انصرفت بالخير مدته من مبتدأ عمره حتى تتمته
لذاك أمسى قرير العين مبتهجاً أرخته في رضى المولى ورحمته
من آل فرنيني الأكارم ماجد أجرى المدامع بالدماء رحيله
شهم بفعل الخير أخلص قصده وبطاعة الباري استقام سبيله
ولقد تمتع بالمراحم والرضى بجوار رب لا يضاع نزيله
فكتبت والتاريخ ينطق صادقاً لا ريب عند الله بات خليله
قف باكراً عند قبر حل تربته بدر لدى التم خانته لياليه
تبكي الفضائل والتقوى شمائله ويندب الفضل والإحسان أيديه
نال المراحم في دار البقاء كما يدعى أبا رحمة فيما نسميه
لذا مؤرخه خطت له يده الياس لا شك حي عند باريه
أنشا الطرابلسيون الكرام لنا جمعية للنهي أذكت منارتها
قوم تبارت أياديهم وهمتهم حتى ثنوا من جيوش الجهل غارتها
قد جددوا من رفات العلم بهجته والبسوا غانيات المجد شارتها
سحب من الفضل أرخ في رياض هدى بالعلم أرختها أحيت نصارتها
لقد ناح روفائيل فرعون إذ مضت قرينته تبغي سعادتها العظمى
فتاة كغصن البان هبت عواصف عليها من الأقدار فانقصفت ظلما
أذاقت بني الخوري من الحزن جمرة وذاق بنوها قبل عرفانها اليتما
فنادى لسان الحال أرخ تصبروا فقد أصحبت أسماء في المنزل الأسمى
زر مضجعاًُ حل يوحنا بظلمته فناح آل فريج هول مصرعه
خطب تصدع قلب المكرمات به وطال نوح المعالي عند موقعه
تبكي عليه مهمات الأمور كما يسقي ثراه أخو البؤسى بمدمعه
ركن تزعزع في بيروت منهدماً فاهتز ربع دمشق من تزعزعه
وبات في تربة نادى مؤرخها يا رحمة الله حلي فوق مضجعه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات