روزين عنحوري العزيزة قد ثوت قبراً بحبات القلوب تكللا
بكر أتت من أرض مصر فضمها في السبع من أعوامها كفن البلى
لم تبق إلا نحو شهر عندنا وكذا بقاء الورد ما بين الملا
فأشاد والدها السليم مؤرخاً قطفتك باكرة ملائكة العلى
قد سار جرجس في الشبيبة راحلاً كالغصن فاجأه قضاء عاجل
ريان قد غدرت به أيدي الردى ظلماً فجف وكل دمع سائل
أبقي لآل المجدلاني بعده غصصاً يدوم بها الأسى المتواصل
ولقد توسد نازلاً في مضجع في طيه صبر الحشاشة نازل
فجرى سحاب العفو يسقي تربة أمسى بها أرخت غصن ذابل
روزين عنحوري العزيزة قد ثوت قبراً بحبات القلوب تكللا
بكر أتت من أرض مصر فضمها في السبع من أعوامها كفن البلى
لم تبق إلا نحو شهر عندنا وكذا بقاء الورد ما بين الملا
فأشاد والدها السليم مؤرخاً قطفتك باكرة ملائكة العلى
قدسار أسكندر المحبوب فانصدعت له قلوب بني زينية اسفا
كالغصن جف سريعاً ماء نضرته فبات يسقيه ماء الدمع إذ ذرفا
لم يرحم البين فيه قلب والده ولا رثى لصباه لا ولا عطفا
فاكتب على لوح رمس أرخوه له يبكي الحمام على غصن قد انقصفا
هذا ابن قطب علوم الشرق عاجله سهم المنايا فادمى بعده المهجا
أطال حسرة آل اليازجي فبكوا لفقد نصار دمعاً بالدما مزجا
غصن لوته يد الأقدار فابتدرت تبكي عليه حمامات اللوى هزجا
قد حل منتزحاً في ظل سيدة من أمها خائفاً هول القضاء نجا
فخط من فوق مثواه مؤرخه إني غريب إلى مأوى البتول لجا
أبقى الحبيب لآل فياض أسى ذابت بلهفتها عليه الأنفس
شهم تنوح له المكارم والتقى أسفاً وكل فضيلة لا تدرس
قد حل في هذا الضريح ونفسه في الأوج منزلها المقام الأقدس
فلقد ثوى أرخ بأحسن مرتع فيه قد اجتمع الحبيب وبطرس
رمس ثواه كريم قوم ماجد فجرى عليه الدمع مثل العندم
شهم قضى بالله مرتحلاً إلى دار السعادة في النعيم الأعظم
ومضى إلى الله الغفور ميمماً من عفوه الفياض خير ميمم
من آل طاسو من أفاضل معشر فازوا بمجد في الأنام مكرم
هدمت به الأيام ركن عصابة فهوى ولكن ذكره لم يهدم
ولقد أقام بمضجع هو ضمنه ذخر غدا لثراه أكرم مغنم
فأتى مؤرخه ينادي باكراً لك أيها القبر البشارة فانعم
هذا الغريب الذي أبكي دمشق وقد لاقي من البين في أسفاره أجلا
أبقى لآل قلاووز الكرام أسى مدى الزمان يلاقي مدمعاً هطلا
مضى إلى ربه الغفار متخذا من سبل غربته نحو العلى سبلا
فإن تزر تربه يا من يؤرخه أكتب دعا الله إبراهيم فامتثلا
بيت لجاور جيوس أنشاً بنايته أغابيوس حبرنا المشهور في البشر
فقف به خاشع الأبصار مبتهلاً ولذ بساكنه في مطلع السحر
وقل ببيتك لاذ العبد منكسراً يبغي رضى خالق للذنب مغتفر
فانظر لذل ضراعات نؤرخها واشفع لديه بنا يا لابس الظفر
زر قبر يوسف سلوم الكريم وقل كم حسرة لك في طي القلوب ترى
رحلت في الخمس والعشرين مبتدرا فحل حزنك في الأحشاء مبتدرا
أدركت رحمة مولاك الغفور ولم ترحم فؤاد أب من بعدك انفطرا
تسقيك أجفانه أرخ بادمعها يا غصن بان لواه البين فانكسرا
رمس لفارس لحود الكريم ثوى فيه التقى وسقاه الجود مدمعه
شهم بكته العلى والمكرمات كما بكى له كل غاف ذاق مصرعه
قد أجمل السعي في الدنيا بسيرته فأجمل الله في الدارين مرجعه
ظلت له رحمة المولى مؤرخة ونورت بجميل الصفح مضجعه
أمسى نقولا في الضريح فلم تزل أسفاً بنو النحاس تندب فقده
شهم لقد أبكى الفضائل مثلما بكت القوافي والصحائف بعده
تسقي السحائب كل يوم تربه وملائك الرحمن تغشى لحده
تمسي إليه بالسلام مؤرخاً أبداً وتغدو بالمراحم عنده
مضى إلى الله لطف الله مرتحلاً ففاز منه بالطاف ورضوان
من آل يونس من أجرى الأنام يدا في المكرمات جليل الذكر والشأن
قضى الحياة بتقوى الله ملتزماً فعل الفضائل في سر وإعلان
لذاك أجرى عليه غيث رحمته مؤرخاً وتلقاه بغفران
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات