لقد نال نعمان المعالي فأصبحت وأخلاقه كالزهر بالطل يمطر
ولم يفتخر يوماً بها غير أنها به تتباهى أرخوها وتفخر
أنعم برتبة سيد شملت كل الورى من فضله المنن
جاءتك ثالثة لأول من يزهو بحسن صفاته الزمن
يا حبذا شرف على شرف وبما أصاب كلاهما قمن
كمياه قطر فوق خضر ربي فيها تجلي وجهك الحسن
وافت كما نادى مؤرخها بثلثة ينفي بها الحزن
هذا مقام اليازجي فقف به وقل السلام عليك يا علم الهدى
حرم تحج إليه أرباب الحجى أبداً وتدعو بالمراحم سرمدا
هو مغرب الشمس التي كم أطلعت في شرق آفاق البلاغة فرقدا
فخر النصارى صاحب الغرر التي ضربت على ذكرى البديع وأحمدا
هذا عماد العلم مال به القضا فأمال ركناً للعلوم مشيدا
أمسى تجاه البحر جانب تربة هي مجمع البحرين أشرف مجتدى
فعليك يا ناصيف خير تحية طابت بذكرك حيث فاح مرددا
لو أنصفتك النائبات لغيرت عاداتها ووقتك حادثة الردى
تتنزل الأملاك حولك بالرضى ويجود فوقك باكراً قطر الندى
وجميل حظك في الأعالي رحمة ارخ وذكرك في الصحائف خلدا
أمسى نقولا رهين الترب فارتهنت فيه قلوب بني الخوري بالحزن
قضى الثماني والعشرين ثم مضى وهكذا عادة الأقمار في الدجن
غريب دار من الأسكندرية قد ولى إلى دار عرش طاب في السكن
فاتل المراحم مع من أرخوه وقل اليوم عاد غريب الدار للوطن
اليوم طابت ليوحنا مسرته في جنة أشرفت فيها اسرته
شهم صفت بتقى الباري طويته وزينت بكمال الفضل فطرته
قد كان للخير باباً فاز قاصدة ولم تفت نائياً عنه مبرته
ذخيرة تلفت في الأرض ذاهبة فما وفتها من المحزون عبرته
وناحها المجد حزناً فالقضاء كما أرخت أبكاه إذ ولت مسرته
قد ناح جبريل نحاس قرينته لما اختفى في الثرى زاهي محياها
كريمة من ذوات الطهر فاضلة قد كان مثل اسمها طبقاً مسماها
لقد تولت وأبقت بعدها لبني خلاط صيب دمع بل مثواها
فقلا تاريخنا كفوا فقيدتكم كريمة في الأعالي عند مولاها
زر مضجعاً من بني عيروط حل به شهم مضى لجوار الخالق الصمد
ركن قد انبسطت للمكرمات يد منه وحاز مقاليد العلى بيد
ناحت على فقده بيروت نادبة وكان في أرضها من أعظم العمد
قد سار عنها بتأريخ وقام بها تذكار يوسف لا ينسى إلى الأبد
زر بالكرامة قبر سجعان الذي أبكى بني عون الأكارم إذ مضى
ناحت لمصرعة العيون ودونها في كل قلب بعده نار الغضى
شهم دفناه بجانب تربة دفن الكمال بها كما شاء القضا
فقل السلام على ثراه مؤرخاً وتحل جانبه المراحم والرضى
أجراه ميخائيل خورينا الذي باتت بغيرته المصالح تعمر
الفاضل الحلبي ذو الهمم التي يثني عليها في البلاد وتشكر
من آل أزرق قد أفاض مياهه بيضاً يصافحها النبات الأخضر
طاب الصفا بهما فهذا أرخوا فردوس طيب جني وهذا كوثر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات