بوالعلاء المعري

[محمودى]

::: يا شرفي يا شرفي يا شرفي :::


وجه من أهواه وقد أشرق في يا شرفي يا شرفي يا شرفي

[محمودى]

::: تخطيطات بالفحم والدم على جدران المتحف العراقي :::



سبعة كُهّانٍ من أور..
سبعة حُكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ
النيرانُ تُحاصرهم في فردوسِ الوطنِ المغدورْ
يَطردهم وحشُ العتمة... من حقلِ النورْ
...السومريون أَفاقوا من سَماديرِ الرؤى ..
فانفتحت على جَحيم العالم السفليِّ... ألفُ بابْ وجاءَ رَبُّ الجُنْدِ من ممالكِ الحقد..
إلى أوروك...
منتقماً..
فأَشعَلَ النيران في نَخيلها... وأَشعَلَ النيرانَ في الأعنابْ
أيقَظت المليكَ البابليَّ من سُباتهِ البعيدِ..
ضَجَّةُ اللصوصِ في الأسواقْ
وفَزَعت كاهِنةُ المعبدِ في آشورْ
أهذهِ نهايةُ الكون... وهذي فَورَة التَّنّورْ؟!
خائفةٌ عشتار... قانِتٌ تمّوز..
مَنْ هؤلاء؟
انتزعوا الألوانَ مِن ثمارِ حَقلهِ..
وجَرَّحوا الألحانَ... في ليالي الحانْ
نَهبوا ما أبدَعَ الزمانُ.. من كُنوزْ
...
القادمون من أَرومةِ الخَلِّ... ومن مُسْتَعمراتِ النملِ..
من بقايا مدنٍ منسيةٍ.. من حُقَبٍ وحشيَّةٍ..
من عَفَنٍ في الروحِ..
من عَجينٍ فاسدٍ..
ومن سُلالات الخَراب والخرائبِ..
مَنْ هو انكيدو؟
تَقولُ المرأةُ البَغِيُّ... لم يكن لي صاحباً
ولَمْ يَذُقْ من ثَمراتِ جَسدي... حُلواً ولا مُرّاً
ولم يَكُنْ خِلاًّ لكلكامش... ما رافقَهُ يوماً إلى الماءِ..
الذي خَبَّأَ فيه الجدُّ... سرَّ الموتِ والحياة
.......
تَرتَجفُ النصوصُ في أصابعِ اللصوصْ
تَسّاقَطُ القَصائدُ الأوُلى... كما الأسنانُ في الشيخوخةِ..
اقتربتُ من كاهنةِ المعبَدِ..
كانتْ تَتَخفّى في أزقَّةِ الكرخِ... وكانَ دمُها..
يَمتَدُّ من جراحها إلى فضاء الموت... في المتحفِ
كانَ ناصر بعل يبكي... بَعدَ أنْ جَرَّدهُ الغُزاةُ من خُوذَتهِ
حيثُ رأى الليلةَ... في مواسمِ الأَسلافْ
النارَ والرمادْ
النارَ والرمادْ
النارَ والرمادْ
ليس سوى مرثيةٍ سوداءَ... صارَتْ البلادْ
...
سمعتُ في غيابةِ المتحفِ... صوتاً يصيحْ
يا أُمَّنا شبعادْ
مَنْ ذا الذي يَطردُنا من لغةِ الملحمةِ الأُولى..
ومَنْ ذا الذي يُحيلُنا إلى تُخومِ الظلامْ؟!
يا أُمَّنا شبعادْ
ليسَ سوى مرثيةٍ سوداءَ... هذه البلادْ
.......
المجموعة:
سبعةُ كُهّان من أورْ
سبعةُ حكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ
ضاعوا في ظلموتِ الماءِ المسجورْ
وافترقوا في اللحظات المجذومةِ.. مسمولينَ بأيدي الأوغادْ
لا أحدٌ.. يسأل عن بغداد
لا أحدٌ يسألُ عن بابل.. عن أور.. وعن آشورْ
...
شاهدتُ عبد اللهِ في الجوارْ
يُمسِّحُ الجدرانَ.. يَستظلُّ بالخرائبِ التي كانت بلاداً
ويُقيمُ مأتماً في سرِّهِ.. يفتحُ في الدمارْ باباً.
إلى حدائقٍ غَفَتْ على أَديمها عشتارْ
وغَيَّبَتْ آلاؤها.. ما خلَّفَ التتارْ
أَعادَ للأشجارِ أسماءها..
وأعادَ العِطْرَ للأزهار.. والأَلوانَ للثمارْ
والخريرَ للسواقي.. والهديرَ للأنهارْ
حتى أذا أفاقْ
كان الرمادُ سيِّداً..
وكانْ..
وحشٌ خرافيٌّ يلمٌّ دورة الزمانْ
في لحظةٍ غُيِّب عنها الله والأنسانْ
وكانَ عبدُ الله والنخيلُ والقبابُ الخُضْرُ والنَهران..
في مضارب الأَقنانْ
أهذهِ الغيبوبةُ السوداء بغداد
وهذا الموتُ بغداد؟
لماذا وقَفَتْ في حرمِ التارِيخِ حتى جاءَها القاتِلُ من مأمنها
ماذا سيبقى لك إِن لم تَصْعَدي من عثراتِ العالم السُّفليِّ
من نار الأساطيرِ إلى نورِ المقاصيرِ
وماذا يُلهمُ العشاقَ.. إنْ لم تَغسلي بالضحكِ الأمطارَ..
ماذا يُلْهِمُ العُشاق؟
...........
تَتساقط الأحلامُ.. مثل تساقطِ الأوراق
تزدحِمُ الشوارعُ بالعناكبِ.. بالحرابِ وبالترابِ
حتى كأنَّ الموت.. يَخْتِلُ وردَها والشوكَ..
من ماتَ العَشِيَّةَ.. دون أن يدري لماذا مات في هذي العَشيَّةِ..
لا يُثاب ولا يُعابُ..
وكأَنَّ كُلَّ يدٍ تُمَدُّ إلى بهائِكِ..
أو تَوَدُّّ..
يدَ العذابْ
المجموعة:
في هذا الديجورْ
لا قَمرٌ يفتحُ بواباتكِ بغداد.. ولا الأَرضُ تَدورْ
هَجَرَ الشعرُ الأرضَ.. وغادَرَ موطنَهُ الماءْ
الأوتارُ بقيثارِكِ عُميٌ.. والصمتُ عُواءٌ مقرورْ
في هذا الدَيجورْ
...
لا شاهِدٌ فَطِنٌ.. ولا راوٍ يَقولُ لنا الحقيقَةَ..
كُلَّ شاهِدَةٍ تَخطَّفَها السُعارْ
وكُلَّ ما خطَّ الجدودُ الصيدُ من أَحلامِنا الأولى..
على طِينِ البلادْ
أَضحى سَبيّاً..
كل ما رسموا وما نَحتوا وما كَتبوا..
يُقيمُ مع الرمادْ
أهذهِ بغداد؟!
أسأَلُ عابرينَ فما أجابوا..
أينَ الصِحابُ؟
لا سامرٌ في الحيِّ.. لا ضَحِكٌ..
ولا صوتُ المؤذِّنِ يذكرُ اسمَ اللهِ..
لا ماءٌ قُراحُ.. لا سرابُ
هذا الخرابُ..
بُستانُ عزرائيل.. يُثمر في مواسمِهِ خرابْ
لم يَبْقَ في أرجائهِ شَجَرٌ ولا حَجَرٌ..
لقد عَمَّ الخرابْ
عَمَّ الخرابْ
عم الخرا...
لا شاهِدٌ فَطِنٌ.. ولا راوٍ يَقولُ لنا الحقيقَةَ..
كُلَّ شاهدةٍ تَخطَّفها السُعارْ

[محمودى]

::: صورةُ النَّساء :::



للنساء طعم البلل،
ورائحة العشب الطريّ
وأحياناَ، لون الوهجِ عند الطلوعْ
كيف هذا الاحتمال؟
وهذا العمر من الخطيئةِ المُعلَنة؟
والهذيان، والاعترافات؟
دون حلمٍ بالوصول، والغرق
ساعتين للياسمين كي يزهر
وللصباح كي يطلع من جبين.
النساء هكذا، واثقات/ قادرات
جبارة أيديهن في الغوص والمناوشة، والأحلام
والسطر الطويل الكلمات
الحاء الملغومة
الواو المستترة
القائم أبدا
العين المحددة جداً
والشفتان الحادتان
السين تخدش هنا أمنية قلبي، ذات صيف
أو شتاء،
وخريفٍ لم يزلْ.
للنساء طعم الهدوء
ورائحتي
ولون الصباحات التي انتظرتني عائداَ.

[محمودى]

::: أجارحيَ الذي أدمَى أساني :::


وسالبُ حُلّتي عني كَساني أجارحيَ الذي أدمَى أساني،


وقد نَطَقَ الزّمانُ بلا لِسان فَما لي لا أقولُ، ولي لسانٌ،

فقَد جانَبتُ علّي، أو عَساني عَسا عمرٌو عن الطوقِ المُعرّي،

وُجُوهٌ كالدّنانيرِ الحِسان وبيعتْ بالفلوس، لكُلّ خَزْي،

لمَرّ عليّ موْتٌ، فاحتَساني ولوْ أنّي أُعَدُّ بألفِ بَحرٍ،

عليّ، كما تَتابَعَ فارسان ظَلامي والنّهارُ قدِ استَمَرّا

[محمودى]

::: شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا :::


رب أذل لملكك الأملاكا شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا


روى سيوفك من دماء عداكا فشفى الأماني من يمينك مثلما

في العالمين معايشا وهلاكا شيم بعدل الله فيك تقسمت

صنعا وأسعد جد من والاكا والله أشقى جد من عداكا

ضاءت له الدنيا بنجم رضاكا يا حين مختار لسخطك بعدما

فهوى إليها من سماء علاكا جدت مساعيه ليحفر هوة

في روضة ممطورة بنداكا لفحته نار بات يقدح زندها

سلبته ما ألبست من نعماكا أمسى وأصبح بين ثوبي غدره

في كفر ما أسدت له يمناكا أو ما رأى المغتر عقبي من سعى

فأعان واستكفيته فكفاكا أو ما رآك قد استعنت بذي العلا

يجري بمهلك من يشق عصاكا أو ما رأى أحكامه وقضاءه

والمكرمات الزهر بعض حلاكا أو ما رأى إشراق تاجك في الورى

يمناك والميسور في يسراكا أو ما رأى مفتاح باب اليمن في

أو خطب دهر قبله أعياكا ومتى رأى داء جهلت دواءه

أن الرياسة لا تريد سواكا ما كان أبين في شواهد علمه

لما اهتدى فيها بغير هداكا حتى هوت قدماه في ظلم الردى

عاداته في حتف من عاداكا وأراك فيه الله من نقماته

وافيتها بغيا على مولاكا قل للمصرع لالعا من صرعة

لخلافه السيف الذي حلاكا تبا لسعيك إذ تسل معاندا

من قبلها كأس الحياة سقاكا وسقاك كأسا للحتوف وكم وكم

فض الإله بشفرتيه فاكا لا تفلل الأيام سيفا ماضيا

كانت مناياهن في محياكا حييت لموتك أنفس مظلومة

قد قدمت في المسلمين يداكا فانهض بخزي الدين والدنيا بما

مولى بسعيك في النفاق جزاكا هذا جزاء الغدر لا عدم الهدى

وحمى الثغور وذلل الإشراكا يأيها المولى الذي نصر الهدى

ضلت وفي يدها سراج هداكا لا يبعد الرحمن إلا مهجة

ساماك بل خزيا لمن جاراكا تعسا لمن ناواك بل ذلا لمن

للمسلمين بأن تنال مناكا فابلغ مناك فإن غايات المنى

علم السيادة جاريا لمداكا حتى ترى النجل المبارك رافعا

والبر أفضل ما أريت أباكا ويريك في شبل المكارم والهدى

[محمودى]

::: إذا هاجتْ، أخا أسفٍ، ديارٌ :::


فلَيتَ طُلولَ دارِكَ لم تَهِجني إذا هاجتْ، أخا أسفٍ، ديارٌ،


دعَوتُ، فقلتُ: يا موتُ اختلجني إذا خلَجَتْ بوارِقُ في هزيعٍ،

وهل أسيَ الحَيا لفِراقِ دَجْن؟ أتأسى النّفسُ للجُثمانِ يَبلَى،

من الأقفاصِ، كانَ أضرّ سِجن وما ضرّ الحمامةَ كَسرُ ضَنْكٍ،

كَشاكِ النّبتِ، لا يُجنى ويَجني أعُوذُ بخالقي من أنْ يَراني

بآلاتٍ، مُقَوَّصَةٍ، وحُجن كمَمطورِ القَتادَةِ، يَتّقينا

أُنافي القَولَ في عربٍ وهُجن أُزَجّي العَيشَ معترفاً بضُعفٍ؛

على ما كانَ من صَفْوٍ وأجن
فإنّ الطّيرَ يُقنِعُهنّ وِرْدٌ،

[محمودى]

::: الطّبعُ شيءٌ قديمٌ لا يُحَسُّ به :::


وعادَةُ المَرءِ تُدْعَى طبعَهُ الثاني الطّبعُ شيءٌ قديمٌ لا يُحَسُّ به،


وكلّفَ القَومَ تَعظيماً لأوْثان
والإلْفُ أبكَى على خِلٍّ يُفارِقُهُ،

[محمودى]

::: يمرُّ الحوْلُ، بعدَ الحولِ، عنّي :::


وتلكَ مصارعُ الأقوامِ حوْلي يمرُّ الحوْلُ، بعدَ الحولِ، عنّي،


وقد أخذوا المَحافرَ وانتَحَوْا لي كأنّي بالأُلى حَفَرُوا لجاري،

[محمودى]

::: غدَتْ هذي الحوافلُ راتعاتٍ :::


وما جادَتْ لَنا بقَليلِ رِسْلِ غدَتْ هذي الحوافلُ راتعاتٍ،


وسوفَ يُجيدُ عَنها الموتُ غَسلي لقد دَرِنتْ بيَ الدّنيا، زَماناً،

ومَرُّ الدّهرِ بالإنسانِ يُسلي وكم شاهدتُ من عجَبٍ وخطبٍ؛

ونَسخُ شرائعٍ، وقيامُ رُسْل تغيُّرُ دولَةٍ، وظهورُ أُخرى،

وما يَنفَكُّ من تربيتِ حِسل وضَبُّ ما رأى، في العيش، خيراً،

لمَا آثَرْتُ أن أحظَى بنَسل لو انّ بَنيّ أفضلُ أهلِ عَصري

خَسيسٌ لا يجيءُ بغيرِ فَسْل
فكَيفَ، وقد علمتُ بأنّ مثلي

[محمودى]

::: جهلتُكَ بل عرَفتُكَ، ما خُشوعي :::


لغيرِكَ، بينَ عِرْفاني وجَهلي جهلتُكَ بل عرَفتُكَ، ما خُشوعي


وفيكَ حملتُ رُعبَ فتًى وكهل سألتُكَ أن تَمُنّ عليّ شيخاً،

ولكنْ طالَ إمهالي ومَهلي ولم تَعجَلْ، بمُهلِكيَ، المَنايا،

وأتْبِع ذاكَ لي بشرورِ أهلي أعِذْني، محسِناً، من شرّ نَفسي،

يَرومُ فواصلَ الحَسنِ بنِ سهل
فهَبني كنتُ في مَدحي رزيناً،

[محمودى]

::: لم يَسقِكمْ ربُّكم عن حسن فعلِكُمُ؛ :::


ولا حَماكم غَماماً سوءُ أعمالِ لم يَسقِكمْ ربُّكم عن حسن فعلِكُمُ؛


ما عُلّقَتْ بإساءاتٍ وإجمال وإنّما هيَ أقدارٌ مُرَتَّبَةٌ،

قُوتٌ، وأنّ سواهُ فازَ بالمال دليلُ ذلكَ أنّ الحُرّ أعوزهُ

وحُدّ سارٍ بأفراسٍ وأجمال كم جُدّ بالرّزقِ ثاوٍ في مَنازلِهِ،

فلَيسَ دُنياكُمُ أهلاً لآمال فأمِّلوا اللَّهَ وأرجوا منهُ عاقبَةً،

فَما لأفعالِكمْ أفعالُ إهمال؟ دِنتُمْ بأنْ سيُجازيكُمْ إلهُكُمُ،

[محمودى]

::: وبالي فيكِ، يا دُنيا، وبالي :::


وأفنَيتِ الخَليلَ ولم تُبالي وبالي فيكِ، يا دُنيا، وبالي؛


بما غزَلَتْ ذُكاءُ من الحِبال أغَرْتِ لَنا حِبالاتِ المَنايا،

رَمَتهنّ الحَوادثُ بالنّبال وأربَعةٍ أنِسْنَ بكلّ حيٍّ،

وهيكلُ مَيّتٍ، وعروق بالي حُشاشةُ عائشٍ، ونجيعُ نَحضٍ،

وماءِ حَبيّةٍ، وشفَا ذُبال كجُذوةِ مُوقِدٍ، وسراجِ ليلٍ،

فبُعداً للوُهودِ وللجِبالِ! إذا كانَ الحِمامُ بكلّ أرضٍ،

فَما يُغنى المَعاشرُ من قِبال
وإنْ إقبالُ قَومٍ زالَ عَنهمْ،

[محمودى]

::: أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً :::


فتَحمِلَ ثُقْلاً من هُمومي وأحزاني أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً،


مُخَفِّفَةً، في الحِلمِ، كِفّةَ ميزاني وهيهاتَ، لو حَلّتْ لما كنتُ شارباً

مُضيَّعَةٌ، لا يُحسِنُ الحفظَ خُزّاني إذا خزَنوني في الثّرى، فمَقالدي

عليّ، وكانا منفَضينِ، فجَزّاني كأنّيَ نَبتٌ مَرّ يَومٌ وليلَةٌ

وبُرديّ، من نَسجِ الشبيبَةِ، بزّاني هما بَدَوِيّانِ، الطّريقَ تَعرّضا،

بغَيرِيَ ما بي أوقَعاهُ، فعَزّاني قَوِيّانِ عَزّاني علَيهِ، وأوقَعا

إلى الضّنكِ، من وجهِ البسيطةِ، لزّاني وما ضَيّقَا أرضي، ولكنْ أراهُما

وقد نَبّهاني للسُّرى واستَفَزّاني وما أكَلا زادي، ولكنْ أكَلتُهُ،

ولو صُنتُهُ، عن طارقيّ، لأحزاني ولم يَرْضَيا إلاّ بنَفسي من القِرى،

ولا هَزّني شَوقٌ لجارةِ هَزّان وما هاجَ ذكري بارقٌ نحوَ بارقٍ؛

يشيمانِ أسيافَ الرّدى، ويهُزّان بَلِ الفَتَيانِ، اعتادَ قَلبي أذاهُما،

يُذِلاّنِ في مِقدارَهِ، ويُعِزّان عزيزانِ باللَّهِ، الذي ليسَ مثلُهُ،

بأهلِ وُهودٍ، أو جبالٍ وحِزّانِ وكم فَتكا، والحِسُّ قد بانَ عَنهما،

برُمحينِ، أو جُرزَينِ، أُسرَةَ جُرزان وما تَرَكا تُركَ القِبابِ، وغادَرا

بذاكَ وهذا، من أُسودٍ وخُزّان سلا غابَ تَرْجٍ والأُنَيعمَ كم ثَوَى،

[محمودى]

::: أركانُ دُنيانا غَرائزُ أربَعٌ :::


واللَّهُ صيّرَ للبِلادِ وأهلِها جُعِلَتْ لمنْ هوَ فَوقَنا أركانَا


والدّهرُ لا يَدري بمن هوَ كائنٌ ظَرْفَينِ: وَقتاً ذاهِباً، ومكانا

والمرءُ ليسَ بزاهدٍ في غادَةٍ، فيهِ، فكَيفَ يُلامُ فيما كانا؟

والحيُّ تُخلِقُ جسمَهُ حرَكاتُه، لكنّهُ يَتَرَقّبُ الإمكانا

نبكي ونضحكُ، والقضاءُ مُسلَّطٌ، فيكِلُّ وهوَ يُحاذِرُ الإسكانا

نَشكو الزّمانَ وما أتَى بجنايةٍ، ما الدّهرُ أضحَكَنا ولا أبكانا

متَوافقينَ على المَظالم، رُكّبَتْ ولَوِ استَطاعَ تكلّماً لشَكانا

يمضي بنا الفَتَيانِ، ما أخَذا لنا فينا، وقارَبَ شرَّنا أزكانا

وأرى الجدودَ حبتْ قُرَيشاً مُلكَها نَفْساً، على حالٍ، ولا تركانا

وذوتْهُ، عَمداً، عنْ بني مِلْكانا

[محمودى]

::: جَمجَمَ هذا الزّمانُ قولاً :::


وكلُّنا يرتجي بَيانَهْ جَمجَمَ هذا الزّمانُ قولاً،


وما ادّعَى مُخبرٌ عِيانَه وحَدّثَتنا الشّيوخُ أمراً،

وربُّهُ مُفسدٌ كيانه فكائنٌ فاسِدٌ لأمْرٍ،

وإنّما نَبتَغي لِيانَه ما بالُنا في شَقاءِ عَيشٍ،

فيها، على قِلّةِ الدّيانَه دُنياكَ دارٌ قد اصطَلَحنا،

ما عُرِفَتْ، قطُّ، بالصّيانَه كأنّها قَينَةٌ خَلوبٌ

ومَن لعَيرٍ بصِلّيانَه؟ مَنْ لم يَنَلْها أراكَ زُهداً،

حَثَّ سِواهُ على الخِيانَه ما خانَ ذاكَ الفتى، ولكنْ