• دخول الاعضاء

    صفحة 5 من 13 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 61 إلى 75 من 186

    الموضوع: محمد مهدي الجواهري

    العرض المتطور

    المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      على حدود فارس

      أحبابنا بين مَحاني العراقْ كلفتُمُ قلبيَ ما لا يُطاقْ
      العيشُ مرٌّ طعمهُ بعَدكم وكيف لا والبُعْدُ مرُّ المذاق
      أمنيَّةٌ تَستاقُها شقوة آهٍ على أمنيَّةٍ لا تُعاق
      كلُّ لياليكُمْ هنيئاً لكم بيضٌ ، ودَهري كلُّه في مِحاق
      لي نَفَسٌ كيف بتَصعيده والشوقُ مني آخِذٌ بالخِناق
      الله يَرعَى " حَمَداً " انه غادرني ذكراه رهنَ السياق
      هل جاءه ان أخاه متى يَذكرْه يَشَرقْ بدموع المآق
      يكفيكُمُ من لوعتي أنني في فارس أشتاقُ قُطرَ العراق
      لا سوحُها وهي جِنان زَهَتْ بكلِّ ما رقَّ جمالاً وراق
      ولا الربى مخضّرة تزدهي حسناً حواشيها اللطافُ الرِقاق
      خُطَّتْ على أوساطها خضرةٌ سبحان من قدّر هذا النِطاق
      تنال من شوقي وهل سلوةٌ لمن قضى اللهُ له أن يُشاق
      صبَّ الشتاء الثلج فوق الرُبى يرفعُه فيها طباقاً طباق
      حتى إذا الصيفُ انبرى واغتدتْ تُصَبِّحُ الأرض بكأسٍ دهِاق
      هبَّ عليلاً ريحُها لاصَحَا زماسَ سُكراً روضُها لا أفاق
      أحسن ما في وجهِ هذا الثرى عيونُه لا رمُيتْ بانطباق
      تجري وتجري أدمعي ثرةً وأدمُعي أولى بشأو السباق
      لمُ يحيِ هذا الماءُ مَيْتَ الثَرى لو لم يكنْ ماءُ حياةٍ يُراق
      ذكرتكُمْ والنفسُ مسحورةٌ وللخُطى بين المروج إستراق
      ليس يقي النفْسَ امرؤ من هَوى إلا إذا كانَ من الموت واق
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #2
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةً ومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِ
      ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍ ويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّق
      وهل ننتشي ريحَ العراقِ وهل لنا سبيلٌ الى ماء الفرات المصفَّق
      حبيبٌ إلى سمعي مقالةُ " احمدٍ " : " أأحبابَنا بين الفراتِ وجِلَّق "
      فو اللهِ ما روحُ الجنان بطيّبٍ سواكم ولا ماءُ الغوادي بريق
      ووالله ما هذي الغصونُ وإن هَفَتْ بأخْفَقَ من قلبي إليكم وأشوق
      شرِبنا على حكمِ الزمانِ من الأذى كؤوساً أضرت بالشراب المعتق
      فما كان يَهنيه صَبوحٌ ومغبقٌ فإن من البلوى صَبوحي ومغبقى
      خليليَ لا تُلْحى سهامُ مصائبٍ أُتيحت فلولا حكمه لم تُفَّوق
      تعنف أحكام القضاء حماقة كأن القضاءَ الحتمَ ليس بأحمق
      كفى مخباً بالحال أنْ ليس مُنيةٌ لنفسيَ إلا أن نعودَ فنلتقي
      وما فارسٌ الا جنانٌ مُضاعةٌ ويا رُبَّ خمْرٍ لم تجد من مُصفق
      هنيئاً فلا مسرى الرياح بخافتٍ وبيٍّ ولا مجرى المياهِ بضيّق
      اتى الحسنُ توحيه إليها من السما يدُ الغيث في شكل الكمام المفتَّق
      مضى الصيفُ مقتاداً من الحسن فيلقاً وجاء الشتا زحفاً إليها بفيلق
      كأن الثلوجَ النازلاتِ على الرّبى عمائمُ بيضٌ كُوِّرتْ فوق مَفْرِق
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      خليليَّ أحسنُ ما شاقني بفارس هذا الجمال الطبيعي
      الى الآن تجري مُتون الجبال علينا بمثل مذاب الدُّموع
      هَلُما معي نحو هذي الرياض نجددْ عهوداً بفصل الربيع
      فقد أضحتِ الأرضُ مخضرةً تَضاحكُ عن شمل حسن جميع
      ومهلاً فظلمٌ لهذا الجمال نمر عليه بلحظٍ سريع
      خليليَّ إن جيوش الغَمام عرفن لفارسَ حسنَ الصنيع
      ألم تريا كيف ضَرْعُ الغمام يرِق لهذا النبات الرضيع ؟
      ولِمْ لا تريع بأريافها بلاد تسيل بماء مريع ؟
      خليليَّ ما في بِقاع الوجود أبهجُ من وشي هذا البقيع
      بني الفرس فارسُكُمْ لا العراق وزاهي رُبوعكمُ لا ربوعي
      وما ابهج الشمسَ عند الغروب يحي رُباها وعند الُّطلوع
      خليليَّ ما غيرت فارسٌ محل البصير بكم والسميع
      ولو شئت حملت برقية تُزَفُّ لكم من رجيف الضُّلوع
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #4
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      كلُّ أقطارِكِ يا " فارسُ " رِيفُ طابَ فصلاك : ربيعٌ وخريفٌ
      لا عرَتْ أرضُكِ من لطفٍ فقد ضَمِنَ الحسنَ لها جوٌ لطيف
      يا رِياضاً زهَرَتْ في فارسٍ شكرَتْكنَّ عُيونٌ وأُنوف
      مثلَّما للقلبِ من حرِّ الجوي رفَّةٌ للطيرِ فيكنَّ رفيف
      ألشيءٍ غيرَ أنْ نقطِفَه ثمراً غضّاً دنتْ منكِ القُطوف
      نزلتْ ضيفاً بها أرواحُنا فَقَرَتْها خيرَ ما تُقرى الضُّيوف
      مِن جمال خُط معناهُ على فارسٍ واختصَّتِ الأرضَ حروف
      وخيَالٍ تُطربُ النفسَ به هِزَّةُ الروضِ ويشجوها الحفيف
      صَنعةٌ للفرسِ في الوشيِ ولا مثلَ ما وشَّى بها الروضُ المفوف
      لذَّ مشتاها فأنسانا بما هزَّ منّا أنَّه لذَّ المصيف
      ما لأكنافِ الرُّبى مبيضَّةً أتُراها بُدِّلت منها الشُّفوف
      أمْ هو الشيبُ دَهاها عَجباً شيَّبت حتى الرُّبى هذى الصُّروف
      إنما جلَّلها الثلجُ الذي غُمِرتْ منه جبالٌ وكهوف
      فارِسٌ أينَ وأُلافُ الصِّبا أوَ هلْ يبقى على النأيِ أليف ؟
      أمن الناسِ تُرجِّي صفوةً عنكَ يا ناشدُ فالحيُّ خَلوف
      لا تعُدْ تسلُكُ فيها قفرةً فطريقُ الودِّ في الناسِ مَخوف
      كلُّ هذا وهو يومٌ واحدٌ كيف لو مرَّتْ مئاتٌ وألوف
      قد تَناوَمنْا على رغمِ الكرى لنراكمْ .. أفلا طيفٌ يطوف
      سِمةٌ للشوقِ كانتْ سبباً لسؤالِ الناسِ : مَنْ هذا النحيف؟
      لا تقولوا وَحدةٌ تُوحِشُه كيف يستوحشُ والشوقُ رديف
      أيها الحَضْرُ وفي أبياتكم أوجه تُفدى بما ضم النصيف
      لم يفتها ترف الظل ولا نال من أوراكها السير الوجيف
      حبذا حبُّكُمُ من معهدٍ كم نما فيه أديب وظريف
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #5
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سقى تُربَها من ريِّقِ المزن هطّالُ دياراً بعثْنَ الوقَ والشوقُ قتالُ
      خليليَّ أشجَى ما ينغِّص لذتي مَناحٌ أقامته عيالٌ وأطفال
      وأيد وأجيادٌ تُمَدّ وتلتوي ومنهن حال بالدموع ومعطال
      خليليَّ لو لم يَنطق الوجدُ لم أقل فقد كذَّبت قبلي لذي الحبّ أقوال
      وحيداً فلو رُمتم على الوجد شاهداً لما شَهِدت الا بُكورٌ وآصال
      وما برِحت أيدي الخطوب تنوشُني بفارسَ حتى بغَّضَ الحلَّ ترحال
      وما سرني في البُعد حال تحسَّنَتْ ، بلاديَ أشهى لي وان ساءتِ الحال
      فمن شاقه بَردُ النعيم بفارسٍ فاني إلى حَرِّ العراقين ميّال
      أُحب حصاها وهو جمر مؤجَّج وأهوى ثراها وهو شَوكٌ وأدغال
      واني على أنَّ البلادَ جميلةٌ تروق كما ازدادت من الدلِّ مِكسال
      منعَّمة أما هواها فطيّب نسيم وأما الماءُ فيها فسَلسال
      يسيل على أجبالها وهو لجّةٌ ويجري على حَصبائها وهو أوشال
      تحيط به خُضرُ الرياض أنيقةً كما رُقِمت فوق الصحائف أشكال
      أحنُّ إلى أرض العراق ويعتلي فؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
      وما الهول غِشيانَ الدروبِ وضيقُها عراكُ الهوى والوجدُ والذكرُ أهوال
      خليليَّ أدنى للبيب رُقيُّهُ إلى النجم من أن يَسلَم العزُ والمال
      ألا مُبلغٌ عني " المعرِّيَ " أحمداً ليسمَعَه والشعر كالريح جوّال
      بأني وإيّاه قرينا مصائبٍ وان فَّرقت بين الشعورينِ أحوال
      واني وإياه كما قال شعره : " مغاني اللوي من شخصكَ اليوم أطلال "
      " تمنيت أن الخمر حلَّت لنشوة تُجَهِّلُني كيف استقرَّت بيَ الحال "
      احباي بين الرافدين تيقَّنوا بأني وان أُبعِدتُ عنكم لسّآل
      لئن راقكم ماءُ الفرات وظلِّلتْ عليكم من الصَفصاف والنخل أظلال
      فانيَ من دمعٍ عليكم أُذيله شَروبٌ ومن سَوداءٍ قلبي أكّال
      لقد كان هذا القلب في القُرب مضغةً وها هو من بعد الأحبَّة أوصال
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #6
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِبا وأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ
      إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوى سِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا
      جدِّدي عهدَ أمانيه التي قُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين
      يومَ كنّا والهوى غضٌّ وما فُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون
      ما عَلِمنا كيفَ كُنّا ، وكذا دينُ اهلِ الحبِّ والحبُّ جُنون
      أشرقَ البدرُ على هذي الرُبى أفلا يُخسِفُه منكُمْ جَبين
      جَلَّ هذا الجِرمْ قدراً فلقد كادَ يهتزُّ له الصخرُ الرزين
      كل أوقاتيَ رهنٌ عندَه الدجُى . الفجرُ. الصبحُ المبين
      سَألونا كيف كنتم ْ ؟ إن مَنْ دأبُه ذكرُكمُ كيفِ يكون !
      هوَّن الحبَّ على اهل الهَوى أن تَركَ الحبِّ خطبٌ لا يهون
      ما لهُمْ فيه مُعينونَ وما لذَّةُ الحب إذا كان مُعين
      ميَّزَت ما بين أرباب الهوى ودَعاويهم : وجوٌ وجُفون
      وهواكُمْ لا نَقَضْنا عهَدكُمْ وَضمينٌ لكُمُ هذا اليمين
      ايفى النجمَ فيبقى ساهراً مُحيياً سودَ الليالي ونخون
      شَرَعٌ في الناس والدينُ وعودٌ عم فيها الخُلْفُ والوعدُ ديون
      أين من يُرضيكَ منه حاضِرٌ وهو في عِرضِكَ إن غبتَ ضَنين
      فعلى الخير يقينٌ ظَنُّهُ وعلى الشرِّ فكالظنِ اليقين
      جدِّدي كيف اطِّراحي فارساً ولمرأى وَطَني كيفَ الحنين
      وَسلي قلبيَ لِمْ ضاقتْ به فارسٌ وهي رياضٌ لا سُجون
      ضَحِكَت فيها من الروض وجوة ٌ وجَرَت بالسَلْسَلِ العَذبِ عُيون
      واكتَسَتْ بالحسنِ هاماتُ الرُبى كيفَما شاءَ لها الغيثُ الهَتون
      حبذا فارسُ من مُستوطَنٍ عافَه وخلاّه القَطين
      أفَهذا قصرُ " فَرهادِ " الذي جمعته مع " شيرينَ" المَنون
      مثَّلا للحبِّ دوراً طاهراً لم يَشُبْ أثوابَه البيضَ مُجون
      ليس منه غيرُ رسمٍ دارسٍ مُخبرٍ أنَّ رَحى الدهرِ طَحون
      أولا كسرى ولا أجنادهُ خُلِّيَتْ منهم قِلاعٌ وحُصون
      سلَفَت فيهم سنونٌ تَرفاً واتَتهْم بالبَلِّيات سنون
      وكذا الدهرُ على عاداتِه إن صَفَا حِِينَ نبا والتاث حين
      جدِّدي ذكرَ بِلادي إنَّني يهواها أبدَ الدهرِ رَهين
      انا لي دينان : دينٌ جامع ٌ وعراقي وغَرامي فيه دِين
      القوافي أدُمُعٌ منظومةٌ والأناشيدُ بُكاءٌ وحَنين
      كيف لا تُحزنكُم أُهزوجةٌ كانَ من اوتارها القلبُ الحزين
      اكسُ ياربِ بلادي رحمة ً وحناناً مثلما يُكسَى الجنين
      امحُ عنها ذُلَّ ارهاقِ العِدى أنها ما عُوِّدَت عاراً يَشين
      يا مُدانينَ اضاعُوا وطناً هو للحشرِ بمن فيه مدين
      اين كانَ الوطنُ المحبوبُ إذْ قَلَّتِ الزينةُ مالٌ وبَنون
      ليسَ يخفَى أمركُم من بعِدما قَلِّبَت منه ظُهور وبُطون
      كم يُروى منفوخةً أوداجُهُ من نِعاجٍ هُزِلَتْ ، ذئبٌ سمين
      تَبخَس الأوطان ظلماً حقَها ثم لا يُسترخَصُ العمرُ الثمين
      هذه بغدادُ ، هذا كرخُها هذه دجلةُ والماءُ المَعين
      هذه الدورُ التي شيَّدها للسَمَا " مستنصرٌ " أو " مستعين "
      كلها تُصبحُ إرثاً ضائعاً ليَنُح" هارونُ " وليبكِ " الأمين "
      ليس تنفكُّ بلادي كلُّها يَبَسٌ أو كلُّها ماءٌ وطين
      دجلةٌ والنيلُ والشامُ معاً و" الصَّفا " تندُبُ شجواً و " الحَجون "
      قُطِّعَتْ أوصالُها ، وافترقتْ فشِمالٌ ليس تدري ويَمي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #7
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      غَدرَ الصِبا وَوَفى الربيعُ لريفِه شتانَ بين أليفنا وأليفِه
      عادت لتفويفِ الصبا أزهارهُ أترى صبايَ يعود في تفويفه
      سقياً لشرقيِّ الرُصافة اذ صَفَا عيشٌ بمرتَبَع الهَوى ومَصيفه
      من سفح دجلةَ حين رق نسيمهُ سَحَراً وراقت دانيات قُطوفه
      أحبابَنا في الكرخ هل من زورةٍ لنَحيل جسم بالفراق نحيفه
      أهوَى لأجلكُمُ العراقَ فمُنيتي في قُربكم لاخصبِه أو ريفه
      لي فيكُمُ قَمرٌ يُهيُّجني له ان البِعادَ يَروعُنى بخُسوفه
      ومسجفٌ لو لم يُحَجَّبْ كانَ مِن زفراتِ أنفاسي بمثل سُجوفه
      متنقلُ الأوفياء شْيَّعَ ركبَه نَفسَي يُناطُ بسَيره ووُقوفه
      يَلوي الوعودَ فلا تُزَرُّ جيوبهُ إلاّ على نزْرِ الوفاء ضعيفه
      ما الطيرُ حامَ على الغدير فراعَه وحشٌ فظَّل يحوطهُ برفيفه
      ظمآنَ لاوِردٌ سواه فَينثنى عنه ولا يسطيع خوض مَخوفه
      يوماً باولعَ من فؤادي إذ نأوا عنه بمجدولِ القَوام رهيفه
      لا تُنكروا قلبي الخَفوقَ فانما هي مهجةٌ قد عُلِّقت بشُفوفه
      ما هاجَ قلبَ الصبِّ الا الصدغُ في تشويشَه والشَعرُ في تصفيفه
      أرَّقْتَ طَرْفاً لم تَرِقَّ لقَرحه وأخَفْتَ قلباً لم تُرَع لحفيفه
      الله يشهدُ أنني القىَ الهوى بلسانِ فاسقِه وقلبِ عفيفه
      اني وإن كانَ التصابي هفوةً مني وكم ساع لجلبِ حُتوفه
      لأحِنُّ للعهد القديم صبابةً كحنين إلفٍ نازحٍ لأليفه
      ولئن سلوتُ ففي التهاني سلوةٌ " بمحمد " صَفْوِ الندى وحليفه
      يابن " الحسينِ" وانت تخلُف ذكرَه أكرمْ بمخلوف مضى وخليفه
      سرَّت ثراه بروقُ عرسِك فاغتدت عنه وذكر هناكَ أُنسُ مخوفه
      بك في " العلي " عن " الحسينِ " تصبرٌ بممجدٍّ ثبتِ الجِنان رؤوفه
      لا تُجهدنَّ الشعر يا نَظامَه فصفاتُه تُغنيك عن تَوصيفه
      جَمَّ النَدى أنساه عن عثراتهِ في الجودِ بذلُ مئاتهِ وألوفه
      طَرِبٌ يُغَنِّنيه سَميرُ ضيوفه لا " معبدٌ " بثقيلِه وخفيفه
      شَيِمٌ أنافَ تليدُها لطريفها فسما بها بتليده وطريفه
      يابنَ النبيِّ وتلك أشرفُ نسبةً ومُضافُ مجدٍ ينتمى لمُضيفه
      لم يُرغَم الحسّادُ الا مفخراً أغناهُم التنزيل ُ عن تحريفه
      شَرَفٌ محلّ الشهب دونَ مَحلِّه ومُنيفُ بُرجِ الشمسِ دون مُنيفه
      بيت به طاف العُفاةُ ففضلهُ باد كفضل البيت في تَطويفه
      يَغديكَ من ضربَت به المثلَ الورى نُجلاً فقُرصُ الشمس قُرصُ رغيفه
      سَحَّت عطاياه فما من ناظرٍ الاتمنىَّ الطيفَ من مَعروفه
      لو رام يمحو البخل عنه مُدافعٌ عكفت طبيعتُه على تعنيفه
      ويقولُ إن قالوا تصرف درهمٌ ليت الجمودَ عَداهُ عن تصريفه
      ولقد أراكَ ولليراعةِ مَرحٌ في القول بين غريبِه ولطيفه
      قَلَمٌ سقاهُ فيضُ كفِّك فالتقَت بيضُ الأماني بين سودِ حُروفه
      لدنٌ إذا ما الدهرُ جّد فهزَّة في طِرسه تكفيكَ ردَّ صُروفه
      ما جال في جَلبَات طِرسِكَ سابقاً الا وجاءَ من النَدى برديفه
      كم مُشكلٍ مُستَنبَط بدقيقهِ وسمينِ خطبٍ مُذعنٍ لعجيفه
      كالسيلِ في تحديرهِ والسيفِ في تطبيقِه والرُمحِ في تثقيفه
      وكأنه بين السُّطور مدِّبرٌ للجيش اعَجَبه انتظامُ صُفوفه
      معروفُ شعري في مديح محمدٍ أزْرَت بدائعُه على " معروفه "
      نَفَسٌ شأى نَفَسَ الكهول وإنما ظَرْفُ الشباب يلوحُ في تفويفه
      وقصائدٍ رَّقتْ فكان مدبُّها كالخمر من ثَمِل القَوام نزيفه
      أسِفَ الحسودُ بما علون وان أعِشْ لأطَولنَّ بهن حزنَ أسيفه
      إن زِينَ قومٌ بالقصيد فانني باسمي يزانُ الشعرُ في تعريفه
      دمتُم ودام المجد في تشريفه جُوداً ، ودامَ الفضلُ في تأليفه
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #8
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      "أحمدُ " م أبْثَثَتُكَ الهمَّ والجوى مكاشفةً إلا لأنك " عارفُ "
      ألا لا تَنَلْ شكوايَ منكَ فانها تُؤلِّمُ حتى الصخرَ هذي القذائف
      يقولون " " مطبوعُ القريض لطيفُه " فهل قوبلت باللطف تلك اللطائف
      ألا لو يبوحُ الشعر مني بما انطوى لَهَبَّتْ على هذي الطُروس العواطف
      سيُغنيك رسمي عن أمور كثيرة فظاهرُهُ عن باطن الأمر كاشف
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #9
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الروح أشْقَتني وجُلُّ صَحابتي ما أشقتِ الشعراءِ إّلا الروحُ
      توسي الجروحُ وليس يوسي شاعرٌ بصميم إحساساته مجروح
      في القلب من أثرِ الهُموم ووَسْمِها سِمةٌ على النَّفسَ الحزين تلوح
      فَنِيَتْ قواف ما قرحن وإنما خلدت بذكرى " ذى القروح " قروح
      ولَكَمْ طَرِبتُ فما أجَدتُ وحسبكم أني أُجيد الشعر حين أنوح
      أما التباريحُ الحِرارُ فإنها للنَفْس مما تشتكي ترويح
      يا موطناً عَزّت به " خرطوشةٌ " ذُلاًّ وهانَ دمٌ له مسفوح
      لولا اتقاءُ رواصدٍ مبثوثةٍ هتكتْ مُتونَ المجملات شروح
      ولقد يَحسُ الشاعرون بأنهم عبءٌ على أوطانِهِم مطروح
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #10
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سل الأخوين معتنقين غابا لأيةِ غايةٍ طَويَا الشبابا
      وعن أي المبادئِ ضيَّعوهُ دماً لم يألُهِ الناسُ اطِّلابا
      أللاؤطان وهي تَعِجُّ شكوى كعهدهما وتصطخبُ اصطخابا
      ولو كَدَمَيهما سالت دماء محرَّمة لما رأت انقلابا
      على الأخوين معتنقين صفا كما صفَّفتَ أعواداً رِطابا
      عَتَبتُ وغاية في الظلم أني أحمِّلُ فوق ما لقيا عتابا
      أدالَ الله من بيتٍ مُشادٍ على بيتٍ يخلِّفهُ خرابا
      ولاَ هنأتَ بما لَقِيت أناسٌ على قبريكما رَفَعوا القِبابا
      مشى نعش يجرُّ وراه نعشاً سحابٌ مُقلع قَفّى سحابا
      وناحتْ خلفه أشباحُ حزنٍ يُخفِّي نطقُها الالمَ اكتئابا
      بعين الله منتظرينَ أوباً بما يُبكي الصخورَ الصمَّ آبا
      دم الاخوين في الكفنين يغلي خطاب لو وَعىَ قومٌ خطابا
      سيعلمُ من يخال الجَوَّ صفواً بانَّ الجْوَّ مملوء ضبابا
      ومن ظن المجالسَ عامراتٍ بمدح أنها شُحِنَتْ سِبابا
      ويعرفُ من أراد صميمَ شعبي رَميِّاً أيَّ شاكلةٍ أصابا
      ويُدرِكَ أينَ صفوُ الماء عنه وريِّقُهُ إذا وَرَدَ اللصابا
      ولو عَرَفت بلادي ما أرادَت بها النُواب لم ترد انتخابا
      فلا وأبيكَ ما ونَتَ الليالي تُديف لموطني سُمّاً وصابا
      حَدَدْنَ لقلبه ظُفراً فلما وَجَدْنَ بقيةً أَنشبْنَ نابا
      فيالكَ موطناً واليأسُ يمشي فلو رام الرَجا حُلُماً لخَابا
      أرادَ الرأسَ لم يحصلْ عليه مكابرةً ولا لزمَ الذُنابي
      لمن وإلى مَ مِن ألمٍ يُنادي كَفاَه مذَّلةً أن لا يجابا
      وهل طرَقتْ يمينُ الحق بابا ولم تسدد شِمال الظلمِ بابا
      فواأسفاً لمطّلبٍ طلابا يخال الموتَ اقربَ منه قابا
      وقد اتخذوا لحومَ بنيهِ زاداً وقد لبِسوا جلوَدهُمُ ثيابا
      رضُوا من صُبحِهم فجراً كِذاباً ومن أنوار شمسهِمُ اللعابا
      وقرَّت للأذى منهم صُدورٌ فسَمَّوهُنَ افئدةً رِحابا
      ووقر من أتاحَ العابَ فيهم وقالوا إنهم يأبَون عابا
      لقد طاف الخيالُ عليَّ طيفاً رأيتُ به الحمامةَ والغُرابا
      فكان العدلُ ممتلئاً سَقاماً وكان الظلمُ ممتلئاً شبابا
      فيا وطني من النكبات فَأمَنْ فقد وَفََّّتكَ حظَّك والنصابا
      وان خَشُنَتْ عليك مكاشفاتٌ فحسبُك أن تُجامَلَ أو تحابَى
      وان طُوِيت على دَغَلٍ قلوبٌ فقد أُعطِيتَ ألسنةً رطابا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #11
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      أساتذتي أهلَ الشعورٍ الذينَ هُمْ مناريَ في تدريبتي وعمادي
      أروني انبلاجا في حياتي فانَّني سئمتُ حياةً جُلّلتْ بسواد
      وما الشاعرُ الحسَّاسُ صِنوٌ لِعيشةٍ مكرَّرةٍ مخلوقةٍ لجماد
      خذوا بِيدَيْ هذا " الغريب ِ" فانَّه لكلِّ يدٍ مُدَّتْ إليه مُعادي
      لئن جئتُ عن أزمانِكمْ متأخراً فإنّي قريبٌ منكمُ بفؤادي
      لغيرِ زمانٍ كَوَّنَ الدهرُ نزعتي وكوَّنَ أعصابي لغير بلاد
      وعنديَ منكمْ كلَّّ يومٍ مَجالسٌ ترفُّ بها أرواحُكم ونوادي
      معي روحُ "بشَّارٍ" وحَسبْي بروحه تقرّبني من حكمةٍ وسَداد
      تعّلِمني سُخفَ القوانينِ في الورى وسوءَ نظامٍ لم يجئ برشاد
      وطوراً مع الشَّهم الظريف " ابن هانيءٍ " يراوح خمَّاراً له ويغادي
      يسجّل ما احصْت يداه بدقَّةٍ ويمزُج منه صالحاً بفساد
      ومن قبلُ " للحاناتِ" كانت ولم تزلْ لدى الشعراء النابهينَ أيادي
      تعوِّضهمْ عن وحشةٍ بانطلاقةٍ وعن يقظةٍ مذمومةٍ برقاد
      أساتذتي ، لا تُوحِدوني فانَّني بوادٍ وكلُّ الشاعرين بوادي
      ولا تعجبوا أنَّ القوافي حزينةٌ فكلُّ بلادي في ثيابِ حِداد
      وما الشعر إلاَّ صفحة من شَقائها وما أنا إلاَّ صورة لبلادي
      فلا تذكروا عيشي فانَّ يراعتي تَرفَّعُ عن تدوينه ومدادي
      أمرُّ مَن المِلح الأُجاج مواردي وأرجعُ من شوكِ القتادةِ زادي
      تقدَّمني مَن لستُ أرضى اصطحابه وطاولني من لم يكنْ بعدادي
      وضُويقتُ حتى في شعوري وإنَّما شعوري ّبُقيا عُدَّتي وعتادي
      وما لذَّةُ الدُّنيا إذا لم أكن بها أُمتَّع في تفكيرتي ومرادي
      وما أنا بالحُرِّ الذي ينعتَونه إذا لم يكن في راحَتَيَّ قيادي
      أُصرِّفُه فيما أروم وأشتهي وأبذلُ فيه طارفي وتلادي
      وماذا يريدُ الناسُ مني وإنَّما " لنفسي صلاحي أو عليَّ فسادي "
      فلا تَنشُدوا حُريّةَ الفكر إنَّها "ببغدادَ " معنى نكبةٍ وصفاد
      فما كان بشَّارٌ بأوَّلِ ذاهبٍ ضحيَّةَ جهلٍ شائنٍ وعناد
      إلى اليوم في" بغداد " خنقُ صراحةٍ وتعذيبُ الافٍ لأجل أحاد
      مداخلةٌ في مجلسٍ ومساربٍ وتضييقةٌ في جِيئةٍ ومَعاذ
      وخلّوا اهتضامَ الشعر إنَّ حديثَه شجونٌ ، اقضَّتْ مضجعي وَوِسادي
      خلَتْ حَلبةُ الآداب إَّلا هجائناً ملفَّقَةً سدَّتْ طريق جياد
      تشكَّى القريضُ العابثين بَحقله كما يتشكَّى الروضُ وقعَ جراد
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #12
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ونَفسٍ لاقتِ الصدماتِ عزلى وكانت وهي شاكيةُ السلاحِ
      وقد كانتْ سباخاً فاستثيرت وفلَّ صميمَها وقعُ المساحي
      وأفراحٍ شحيحاتٍ أديفت بأتراحٍ جُبِلْنَ على السَّماح
      أأقرَبُ ما أكونُ إلى انقباض وأبعَدُ ما أكون عن انشراح
      وَشتَّان اقتراحات الليالي وما تَبغيه مني واقتراحي
      فليتَ حوادثأً ما رفَّهَتْ لي نطاقَ العيشِ لم تحصُصْ جناحي
      وليتَ مخابراً قَبُحَت دَهَتني مجرَّدةً عن الصُورِ القِباح
      إلى ألَمٍ وعن أَلَمٍ مسيري فما أدري غُدويَّ من رَواحي
      وما أختارُ ناحيةً لأنّي رَماني الدهرُ من كل النواحي
      وملء القلبِ إذ حبست لِساني ظروفٌ مغرماتٌ باجتياحي
      جراحٌ لم تَفِضْ ، فملئن قَيحاً وبعضُ الشر لو فاضت جِراحي
      رأيتُ معاشرَ الشعراء قبلي تعدُّ الخمر مَجلبةَ ارتياح
      وقد أُغرِقْتُ في الأحزان حتى سئمتُ مَنادمي وَذَممتُ راحي
      وما سكرانُ يقتحِمُ البلايا كمُقتحِمِ البليةِ وهو صاحي
      بعينِ الشعرِ والشعراءِ بيتٌ هَتَفْتُ به فطارَ مع الرياح
      يَهُبُّ مع الصَبا نَفسَاً رقيقاً ومؤتلقاً يطيرُ مع الصَباح
      له من وقعهِ نَسَبٌ صريح يمتُّ به إلى الماءِ القراح
      ولو في غيرِ أوطاني لجالتْ به نظم القلائد والوِشاح
      وقائلةٍ ترى الآدابَ سَفَّت وقد غطّى النُعابُ على الصُداح
      وما نفعُ السكوتِ وقد أُضيعتْ حقوقُ ذوي الجدارهِ بالصياح:
      تقدَّمْ للقوافي واقتَحِمْها فقد يُرجى التقدُّمُ بالكفاح
      أقول لها :دعي زَندي فاني أخافُ عليك بادرةَ اقتداحي
      وكلُّ حقيقةٍ ستَبينُ يوماً وكل تصنّعٍ فإِلى افتضاح
      وما بغدادُ والآدابُ إّلا كما انتفخت طبولٌ من رياح
      تُوفّي الحُرَّ من حقٍ مُضاعٍ ومن عِرضٍ تمزِّقُه مُباح
      ولما أنْ رأيتُ الشعرَ فيها أداةً للتشاحن والتلاحي
      أنرتُ ذُبالَ مسرجتي بكفي أفتشُ عن أديبٍ في الضواحي
      فكان هناك تحتَ ستارِ بُؤسٍ يجلِّله وفي ثوب اطراح
      أقول له : ألا وجهٌ حييٌ يقيكَ طوارقَ النّوَبِ الوِقاح؟
      أما في الحيِّ معترفٌ بفضلٍ يناشِد عن غدوِّكَ والرواح؟
      فقال وأرعشتْ شفتاهُ : دعني أقابلْ جِدَّ دهرِكَ بالمُزاح
      ومثلي ضحَّت الدنيا كِثاراً فهبني بعضَ هاتيك الأضاحي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #13
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ما سَمِع السامعونَ آسى من شاعرٍ ضَيمَ في العراقِ
      ألوى على عوده شَجيّاً يبُثُه فَرْطَ ما يُلاقي
      إذا بكى ارتدَّ يبكي شَجْواً لألحانه الرِقاق
      في ذمةِ الله ما تُلاقي يا عودُ منّي وما أُلاقي
      روحانِ مني ومنكَ باتا من وَطأة الهمِّ في الترَاقي
      ما ضاق منك الخِناقُ يوماً لو نفَّسَ الدهرُ عن خِناقي
      يا دهرُ خُذني واحلُلْ وَثاقاً أرهَقَ عُودي واحلُلْ وَثاقي
      أو لا فحِّولْ أنّةَ أسري عنه إلى نغمةِ انطلاق
      فَغَمْغَمَ العودُ واستجاشَت أشجانُهُ خطرةً الفِراق
      اِسْلَمْ رفيقَ الصِّبا ، ألوفٌ تفدِّيك مثلي وأنتَ باق
      قبلكَ واسيتَ ألفَ شاكٍ والفَ حاسٍ وألفَ ساق
      من فضلِ ما أوحت الرزايا إليَّ مُيِّزت عن رفاقي
      أقول لما انبرتْ غُصونٌ أعوادَها تبتَغي لَحاقي
      أحْملْنَ مثل الذي أُلاقي من اصطباحي أو اغتباقي
      طارِحنَ مثلي أخا شجونٍ شاركنَ مثلي اخا اشتياق
      ربَّ نهارٍ كنتُنَّ فيه جنباً إلى جنب في اعتناق
      قضيته جنبَ ذي شجونٍ أخافُ من بثِّه احتراقي
      وربَّ ليلٍ سهِرتُ فيه أشدو حزيناً مع السواقي
      اصبْر قليلاً يا عودُ إنّا عما قريبٍ إلى افتراق
      حملتَ عني ماضي همُومي فاحمل قليلاً من البواقي
      وَلَّى شبابي إّلا بقايا ضحيةَ القلب والمآقي
      والنفسُ تأبى إّلا انطلاقاً والدهرُ يأبى إّلا ارتهاقي
      والحزنُ لم يدخر صُباباً يُبقه في كأسِه الدِهاق
      اَلانِطفائي كان اشتعالي اَلاحِتراقي كانَ ائتلاقي
      وحين جاء الظلامُ يُرخي سِتراً على الأوجه الصِّفاق
      ورفَّ روحُ السلامِ يُخفي غريزةَ الحِقْدِ والنِفاق
      باتَ بطيّاته فؤادٌ يشكُرُ لُطفَ الموت الذعاق
      وجنبَه عودُهُ يُناغي حَشرجةَ الصدرِ في السياق
      الى التلاقي " عودي" وداعاً وكيف بعدَ الموتِ التلاقي
      اقرأْ سلامي على الرزايا أعني سلامي على الرفاق
      ذاك أديبٌ مات اضطهاداً ذاك هو الشاعرُ العراقي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #14
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سألَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً أبتغي فَرحةً فما تَتَسَنَّى
      كلُّ صَحْبي يشكون شكوايَ لكنْ ربّما يضحكونِ خُسْراً وغَبنْا
      لو لـ" جوتٍ " تبد وتعاسةُ هذا الشعبِ يوماً لكانَ أجملَ فنّا
      لتناسَى " الآمَ فَرترّ " طرّاً رُبَّ حزنٍ يُنسِي أخا البؤسِ حزنا
      من شبابِ العراق تعلو الكآباتُ وُجوهاً تفيضُ طُهراً وُحسْْنا
      لو تَراها عجبتَ ان لا يَهُزَّ الشرخُ قلباً او يُضحِكَ الزهوُ سِنا
      أعلى هذه النُّفوسِ – من اليأس استماتت – مستقبلُ الشعب يُبنى
      يَتَغَذَّى دمَ القُلوب شبابٌ لا يُريدُ الحياةَ ذُلاًّ ووَهْنا
      خُدْعةٌ هذه المظاهرُ ما في القوم فردٌ يعيشُ عَيشاً مُهَنْا
      الثياب الفَرْهاء رفَّتْ عليهم كضمادٍ غطَّ جِراحاً وطَعْنا
      والاحاديثُ كلُّها تشتكي " البؤسَ " وفصلُ الخطاب أنّا " يَئِسْنا "
      إيهِ أُمّاهُ ما أرابَ شقيقَ النفسِ منّا حتى تَبعَّدَ عنّا
      منذ يومينِ ليسَ يَعرِف عمّا نحنُ فيه شيئاً ولا كيفَ بِتْنا
      جائيا ذاهبا يقسِّم في الأوجه لحظَيهِ من هُناكَ وهَنْا
      إيه أُمّاهُ إن نفسي أحسَّت ما يُُقذِّي عينا ويُوقِرُ أُذْنا
      فانبرت دمعةٌ تُترجم عما في ضمير الأُمِّ الحنونِ استَكَنّا
      اِسمَعي يا عزيزّتي أنَا أوفى منكِ خُبْراً إذْ كنتُ أكبر سِنا
      ولدي مُذْ عَرَفتُه يملأ البيتَ بتفكيرِهِ ارتهاباً وحُزناً
      ولدي طامحٌ تُعنَيه آمالٌ كِثارٌ إن الطَّموحَ مُعَنَّى
      يَتَمنَّى كلَّ السُرور ولا يسطيعُ نيلاً لبعض ما يَتَمنّى
      لو بكفِّي مَنْعتُ جُلَّ القوانينِ على الحقِ نِقْمةً أن تُسَنَّا
      لا نظامٌ حرُّ فيرْعى الكفاءاتِ ولا مَن يُقيمُ للحر وزْنا
      عُكِسَتْ آيةُ الفضائلِ فالأعلى مَقاماً من كانَ في النفس أدْنى
      ساكنُ القصر لو إلى ذِمة ِ الحقِ احتكمنا لكانَ يسكُنُ سِجنا
      ولكانَ الحريَّ أن تتحاشاهُ البرايا لا أن يُبَرَّ ويُدْنى
      إنَّ ما يجتنيه من مُنكَرات العيشِ من شَقْوةٍ البريئينَ يُجْنَى
      وقناني الخمرِ التي عَصَرُها من دُموعي ومن دُموعِكِ تُقْنَى
      ولدي اختَشي عليه من الموتِ انتحاراً وختشِي انْ يُجَنّا
      أسمعتيه بالأمس ِ اذ يَتحدَّى الناسَ إني عَرَفتُ مَرْمَاهُ ضِمنا
      هوَ يشكوُ من النَّذالةِ خَصْماً وهو يشكو من الخيانةِ خِدنْا
      ولدي لم يكنْ ليحملَ – لولا ان يُلِحُّوا به – على الناسِ ضِغْنا
      ما لزَوجي إذا ذَكَرتُ له الأنسَ وما أرتجي من العيشِ أنا
      انَّّةٌ سرُّها عميقٌ وفيها ألف معنَّى من القُنوط ومعنى
      كاسراً جفنَه يخالِسُني اللحظَ لأمرٍ في النفسِ يكسِرُ جَفْنا
      اتُرى من اشفاقةٍ هذه النظرةُ أم ساءَ بي ، وحاشايَ ، ظنّا
      خَلَتِ الغُرفةُ الصغيرةُ من توقيعِ زوجي فلستُ اسْمعُ لَحنا
      أنا واللهِ كنتُ أستشعرُ معنَى الحياةِ إذْ يَتَغَنى
      في سوادِ الدُجى وعاصفةِ الأقدارِ هبَّت تَجتَثُّ بالعُنفِ غُصنا
      من على دجلةٍ تِكَشَّفُ للضيف عزيزاً على الطبيعة – حِضنا
      شَبَحٌ لاح من بعيدٍ يَحُثُّ الخطوَ طوراً وتارة يتأنَّى
      يا لَه موقفاً يمثِّلُ مذهولاً يُعانِي حالَين خَوفاً وأمْنا
      زوجتي سوفَ تستفيقُ من النومَ صَباحاً فما تَرانيَ وَهْنا
      سوف تجتاحُها الظُنونُ ولهفي اذ تُنبَّي عن صدق ما تَتَظَنّى
      زوجتي ما اقترفتُ إثماً ولكنْ كيفما شاءتِ النواميسُ كُنّا
      زوجتي أوسِعي النزاهةَ ما اسطعتِ سِباباً وأوسعى الحقَ لَعْنا
      أُقتلي بنْتَكِ الصغيرةَ لُبنى لا تكابدْ ما كابدت أمُّ لبنى
      وعجوزٌ هنا لِكُمْ حسبُها من رحمةِ الدهرِ أنْ ستفقِد إبْنا
      لو تخيرتُ لي الهاً لما ألَّهْتُ إلاّ من هيكل الأم بطنا
      و"ربابٌ " شقيقتي بعد موتي أبداً بالحياة لا تَتَهنّا
      وسأقِضي فيوسع الناسُ تاريخي بعد المماتِ سّباً وطَعنا
      يا لها من نذالةٍ في أحاديثَ تُسمِّي شجاعةَ الموتِ جُنبا
      اشهَدي دجلةٌ بأني – كما كنتُ - قوياً جسماً وعزماً وذِهنا
      شاعرٌ بالوجود أُغمِضُ عما فيه من هذه المناظِرِ جَفنا
      كلُّ هذا وسوف أنتحرُ اليوم لأنيّ أرى المعيشةَ غَبنا!
      احملي " دجلةٌ " سلامي الى الأهل وقولي : قد استراحَ المعنّى
      حَمَلوا – بعد أربعٍ – جُثةً لم تتميز منها النواظرُ رُكنا
      وانحنَتْ فوقها الأمومةُ خرساءَ تُزجّى يُسرى وتَرفع يُمنَى
      لم تُطِق أنةٍ فماتت – وقد يدفع - موتاً عن ثاكلٍ أن تئنّا
      واستخفَّ الشقيقةَ " الصْرعُ " فهي اليومَ نِضوٌ يعالج الموتَ مُضنَى
      وحديثُ الأخرى اتركوهُ فقد يُغنيكُمُ عن صراحةٍ أن يُكَنّى
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #15
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      وَداعا ما أردت لكَ الوَداعا ولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا
      وكمْ في الشرقِ مثلي من مُرَجٍّ أرادَ لكَ النجاحَ فما استطاعا
      وإنَّ يداً طوتكَ طوتْ قلوباً مرفرفِةً وأحلاماً وِساعا
      وقد كانت متى تذكَرْكَ نفسي تَطِرْ –إذْ تمتلي فرحاً – شَعاعاً
      فها هيَ بينَ تأميلٍ ويأسٍ تُصبَّرُ ساعةً وتجيشُ ساعا
      أمان الله والدُّنيا "هَلوكٌ " أبتْ إلَّا التحوُّلَ والخِداعا
      بغيرِ رويَّةٍ حُبّاً وكُرهاً إذا كالتْ تُوفّي المرءَ صاعا
      تثَّبتْ لا ترعُكَ فليس عدلاً ولا عَّودتَ نفسكَ أنْ تُراعا
      إلهُ الشرِّ جبارٌ عنيدٌ يحبُّ معَ الجبابرةِ الصراعا
      وأحكامُ القضاءِ مغفَّلاتٌ يُسئنَ إذا انتخبنَ الإِقتراعا
      أرى رأسَ " ابنَ سقاءٍ " محالاً يُطيق بتاجكَ الألِقِ اضطلاعا
      بلى وأظنّه عمَّا قريبٍ سيشكو من تحمّله الصدداعا
      لقد أودى بعاطفتي ركودٌ فها أنا سوفَ أندفعُ اندفاعا
      تقدَّمْ أيها الشرقيُّ وامددْ يديكَ وصارعِ الدُّنيا صِراعا
      فقد حلَفوا بأنَّك ما استطاعوا ستبقى أقصرَ الأقوامِ باعا
      وأنَّك ما تُشيِّدْ من بِناءٍ تَجِدْ فيه انثلاماً وانصداعا
      وليس بأوَّلِ التيجانِ تاجٌ أرْدنَ له مطامعُهم ضياعا
      فيا لِشقاء شعبٍ مَشرقيٌٍّ إذا وجدوا به ملِكاً مُطاعا
      وهبْ أوفى بـ " أنقرة " وأنعمْ رُواءُ المُلك يَزدهرُ التماعا
      فلمْ تكنِ " البَنيَّةُ " وهيَ فردٌ لتعدِلَ ألفَ بنيانٍ تداعى
      سأقذِفُها وإنْ حُسِبَتْ شذوذاً وإن ثقُلتْ على الأذنِ استماعا
      فما للحرِّ بدٌّ من مَقالٍ يرى لضميرِهِ فيه اقتناعا
      إذا لم يشْمَلِ الاصلاحُ دِيناً فلا رُشْداً أفادَ ولا انتفاعا
      وأوفقُ منه أنظمةٌ تُماشي حياةَ الناسِ تُبتدَعُ ابتداعا
      أتتْ " مدنيَّةُ الاسلام " لمّاً لشعثٍ لا انشقاقاً وانصداعا
      ولا لُترى مواطِنُها خراباً ولا ليبيتَ أهلوها جِياعاً
      ولا لتكونَ للغربيِّ عوناً يهدَّدُ فيه للشرقِ اجتماعا
      وإلَّا ما يُريدُ القومُ منَّا إذا ألقتْ محَّجبةٌ قِناعا
      أعندَ نسائنا منهمْ عهودٌ بأنَّهُمُ يجيدونَ الدِّفاعا
      أإنْ حُلِقتْ لحىً مُلئتْ نِفاقاً تَخِذْتُمْ شَعرها دِرْعاً مَناعا
      رفعتمْ رايةً سوداءَ منها وثوَّرتمْ بها ناساً وِداعا
      عَفتْ مدنيَّةٌ لدمارِ شعبٍ وديعٍ تخدُمُ الهمجَ الرَّعاعا
      همُ نفخوا التمرُّدَ في خِرافٍ وأغرَوهنَّ فانقلبت سِباعا
      ومن خُططِ السياسةِ إنْ أرادتْ فساد المُلك أفسدَتَ الطّباعا
      على أني وإنْ أدمى فؤادي ليومك ما أضيقُ به ذراعا
      أُحمِّلكَ الملامةَ في أُموراٍ بِطاءٍ قد مشيِتَ بها سِراعا
      وقد كانت أناةٌ منكَ أولى وإنْ كنتَ المجرِّبَ والشجاعا
      " وخيرُ الأمرِ ما استقبلتَ منه وليسَ بأنْ تتبَعهُ اتباعا"
      " ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّى بلىً وتعيُّباً غلبَ الصَّناعا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 5 من 13 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ... عند الرقم 5 .. أهدي عطر لأي عضو ...●
      بواسطة دلوعه وبس في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 119
      آخر مشاركة: 08-12-2016, 05:54 AM
    2. اختفاء شروق مهدي القثامي 14 سنة ومليون ريال لمن يجدها
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 20-07-2015, 07:51 AM
    3. هربتَ من الزمآن / مهدي بن سعيد
      بواسطة عجآيب في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 20
      آخر مشاركة: 20-05-2014, 01:40 AM
    4. مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 29-10-2013, 06:26 AM
    5. شرطة المدينه تقبض على مهدي اخر في الحرم المدني
      بواسطة غالية الاثمان في المنتدى الارشيف
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 21-04-2011, 01:11 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com