بوالعلاء المعري

[محمودى]

::: عيشتي سَلّتي، ورَمسيَ غِمدي؛ :::


فاقرُبُوني فيهِ ولا تَقرَبوني عيشتي سَلّتي، ورَمسيَ غِمدي؛


فصِفُوها بالحَيزَبونِ الزَّبُونِ زَبَنَتنا، عن دَرّها، أُمُّ دَفرٍ،

ـدّ، لوَشْكِ الحِمامِ كالعُربون ورأيتُ البَقاءَ فيها، وإن مُـ

وحبُونُ الرّجالِ فوقَ الحُبون إنّ في الشّرّ، فاعلَموهُ، خياراً،

مثلَ حالِ المطويّ والمخبون ليسَ حالُ المخبولِ، فيما يُلاقي،

قٌ، فمَنْ غابِنٍ ومِنْ مَغبون وهمُ النّاسُ، والحياةُ لهم سُو

ءَ، فأمسى يعزُّهُ ابنُ اللَّبُون هرمَ البازلُ الذي يحمِلُ العِبْ

وكأنّ الزّمانَ في ديدبون كم قَطَعنا من حِندِسٍ ونَهارٍ،

عن رَحيبٍ لَبانُهُ، مَلْبون فرَعَى اللَّهُ جيرَةً ما تَناءَوْا

ـرَةِ، إلاّ مَنِيّةُ الأطرَبون أطربوني، وما ابنُ سَبرَةَ، في السَّبـ

[محمودى]

::: قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ :::


إلى أن يقول العالِمون به: قضا قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ،


أصابوا تُراثاً، واستراح الذي مضى فهنّىء ولاةَ الميتِ يومَ رحيله،

[محمودى]

::: قَرَنّ بحَجٍّ عُمرَةً وقَرَينَنا :::


غَراماً، فآهٍ منْ قوارٍ قوارِنِ قَرَنّ بحَجٍّ عُمرَةً وقَرَينَنا


ذواتِ أوارٍ، بالفَناءِ أوارن عَقائِلُ مُرْدٍ فوقَ جُرْدٍ عَوابسٍ،

فأعجِبْ برِسلٍ من موارٍ موارن مَرى لهمُ المرّانُ رِسلَ حَياتِهم،

فرُبّ عوارٍ، للأنوفِ عوارِن إذا لم يَزمّ النّفسَ لُبٌّ ولا تُقًى،

ومارِنِ سُمْرٍ فيهِ رَغمٌ لمارن وكم من حُسامٍ قد أُميطَ بهِ الأذَى،

[محمودى]

::: لهانَ علينا أنْ تَمُرّ، كأنّها :::


هَوازنُ طَيرٍ، نسوةٌ من هَوازنِ لهانَ علينا أنْ تَمُرّ، كأنّها


لدى العَقلِ يحكي نَملَةً، أمَّ مازن وأُمُّ طويلِ الرّمحِ سَمّتهُ مازناً،

وضاعَ سؤالي في حوازٍ حوازن رضيتُ بما جاءَ القَضاءُ مُسَلِّماً،

نَثاً، وأرِحْهُ من خوازٍ خوازن إذا أنتَ أُعطيتَ الغِنى، فادّخِرْ به

ولا في قَريضِ الشّعرِ بالمتوازن
وما أنا إن وُليّتُ أمراً بعادِلٍ؛

[محمودى]

::: متى أنا، في هذا الترابِ، مُغَيَّبٌ :::


فأصبِحَ لا يُجنى عليّ، ولا أجني؟ متى أنا، في هذا الترابِ، مُغَيَّبٌ،


إليها، وهل يرتدُّ قُطنٌ إلى دَجْن؟ أسيرُ عن الدّنيا، ولَستُ بعائِدٍ

قِباحَ السّجايا، والصرائحَ كالهُجن وَجَدتُ بها أحرارَها، كعَبيدِها،

عليّ، كيَومي لو خرَجتُ من السّجن ويومَ حُصولي في قَراريَ نعمَةً

هلالٌ، دُجاه من مَخالبِهِ الحُجن وإنّ زَماناً فَجرُهُ مثلُ سَيفِهِ،

ولا هَبّ إيماضٌ، فقلتُ له: هِجني فما سُقِيَتْ دارٌ، فقلتُ لها: انعمي؛

فهانَ علَينا ما شرِبنا من الأجْن إذا ما وَرَدْنا للمَنايا شريعَةً،

[محمودى]

::: ما وَقَعَ التّقصيرُ في لَفظِنا :::


لوْ صَدَقَتْ أفعالُنا الألسنَهْ ما وَقَعَ التّقصيرُ في لَفظِنا،


ولم تكنْ في عمَلٍ مُحسِنَهْ كم حسنُتْ في الأرض من صورةٍ،

مُنتَبِهاتٍ من طَويلِ السِّنَه وما عُيونُ النّاس، فيما أرى،

لا بازِلاً يُوطئُني فِرْسِنَه إنّ أمامي أسَداً فارِساً،

تَمِلكُ ريبَ الدّهرِ، أن تَرْسِنَه إنْ تَتَطَيّرْ، أو تَفاءَلْ، فَما

جاءتكَ بالسوءِ منَ السّوسنَه خِيرِيّةٌ في لَفظِها خِيرَةٌ،

ءَ اللّيثِ، لا يترُكُ أنْ يَلسُنَه والأمَلُ المَبسوطُ قِرْنٌ إزا

أمّلْتَ ما تَعجِزُ عَنهُ سنَه لو قيلَ لم يَبقَ سوى ساعَةٍ،

[محمودى]

::: هَوّنْ عليكَ، ولا تُبالِ بحادِثٍ :::


يُشجيكَ، فالأيّامُ سائرَةٌ بِنَا هَوّنْ عليكَ، ولا تُبالِ بحادِثٍ


ثمّ ابنُهُ وافاهُ يَهدِمُ ما بَنَى أعدَى عدوٍّ لابنِ آدَمَ نَفسُهُ،

ودَعاهُ ذاكَ لأنْ يَضَنّ ويَجبُنا هاتيك تأمرُهُ بكلّ قَبيحةٍ،

فمنَ الغَباوَة خِيفَتي أن أُغبَنا والغَبنُ كَوني في الحَياةِ مصوَّراً،

للوَفْدِ يقصدُ، أن يروحَ مُؤبِّنا
وأقَلُّ عِبئاً من جلوسِ ممدَّحٍ،

[محمودى]

::: لأمواهُ الشّبيبَةِ كيفَ غِضنَهْ :::


وروضاتُ الصِّبا كاليَبسِ إضنَهْ لأمواهُ الشّبيبَةِ كيفَ غِضنَهْ،


ولكنّ الحوادثَ يَعترِضنَه وآمالُ النّفوسِ مُعَلِّلاتٌ،

ولا المُهَجاتُ، من عيشٍ، غرضنه فَلا الأيّامُ تَغرَضُ من أذاةٍ؛

كُفِفْنَ بعلمِ ربّكَ، أو قُبضنه وأسبابُ المُنى أسبابُ شِعْرٍ،

وردنَ على الأصائلِ، أو ربَضنَه وما الظّبياتُ مني خائفاتٍ،

فَما لكَ أيّها الإنسان بِضنَه فلا تأخُذ ودائعَ ذاتِ ريشٍ،

يَرُحنَ ليَمتَشطنَ ويَرتحضنَه فراعِ اللَّهَ والْهَ عنِ الغَواني،

ـعيمِ، وهُنّ، في ذهبٍ، يَخُضنه وطِئنَ السّابريَّ وخُضنَ بحرَ النّـ

إذا ما قالَ مُخبرُهنّ: حِضنَه وللسَّمُراتِ، في الأشجارِ، عيبٌ

وَقصْنَ أخا البَطالَةِ، إذْ يَرُضْنَه نجائبُ لامرىءِ القيسِ بنِ حُجرٍ،

يُساقِطْنَ الفوارِسَ، إن رُكِضنه وخَيلُ اللّهوِ جامِحَةٌ علَينا،

من اللّحَظاتِ أبصارٌ غُضِضنَه فَيا غَضّاً من الفتيانِ، خَيرٌ

فكلُّ جُموعِ مالِكَ يَنفَضِضْنَه فَفُضّ زكاةَ مالِكَ غَيرَ آبٍ،

أبانَ العَجزَ عن خمسٍ فُرِضنَه وأعجَزُ أهلِ هذي الأرضِ غاوٍ،

إذِ الأقدامُ من قَيظٍ رَمِضنَه وصُمْ رمضانَ مُختاراً مُطيعاً،

وما خِلتُ الكواكبَ يَغتَمِضْنَه عُيونُ العالمينَ إلى اغتِماضٍ،

من الأنباءِ، سِرْنَ ليَستِفضنَه وقدْ سرّ المَعاشرَ باقِياتٌ

إذا بُسْطُ الأوانِ لَهُ نُفِضْنَه أرى الأزمانَ أوعيَةً لذكْرٍ،

سِوى سِيَرٍ لهنّ سيَنقَرِضنَه قد انقَرَضتْ ممالكُ آلِ كِسرى،

فإنّ قَوادِمَ البازي يُهَضنَه فطِرْ إن كنتَ يوماً ذا جَناحٍ،

وأُلزِمْنَ السّجونَ، فما نهَضْنَه وكم طَيرٍ قُصِصنَ لغَيرِ ذَنبٍ،

مذاهبُهُ عليهِ، وإنْ عَرُضْنَه متى عَرَضَ الحِجَى للَّهِ ضاقَتْ

لتَصحيحِ الشّروع، إذا مَرِضْنَه وقد كذَبَ الذي يَغدو بعَقْلٍ

ـقَضاءُ، فيرتَفِعنَ ويَنخَفِضْنَه هيّ الأشباحُ كالأسماءِ، يجري الـ

يُسفّهنَ الحَليمَ، إذا ومَضْنَه وتلكَ غَمائمُ الدّنيا اللّواتي

وشيكاً يَنعَقِدْنَ ويَنتَقِضْنَه غدَتْ حُججُ الكلامِ حَجا غديرٍ،

من الأرواحِ، فُزنَ بما استَعَضْنه لعَلّ الظّاعناتِ عن البرايا،

خطوبٌ للجُسومِ لمَا رُفِضْنَه وللأشياءِ عِلاّتٌ، ولولا

وكُنّ، على تَرادُفِهِ، يَفِضْنَه
وغارتْ، لانصرامِ حَياً، مياهٌ،

[محمودى]

::: بشير يوم بملك دهر :::


وصدق فأل بطول عمر بشير يوم بملك دهر


وأنجم بالسعود تجري ودولة بالسرور تبأى

وافاك واستبشرت بنصر وغرة بشرت بفتح

تواعدا طهرة لقدر شاهد صنع وغيث فتح

طلوع شمس بإثر فجر فأقبلا سابق وتال

بكل ما شئت أن تقري فآن يا نفس أن تسري

بكل ما شئت أن تقري وحان يا عين أن تقري

وطيب عرف وطيب ذكر غيث سحاب وغيب جود

تغدق ساحاتنا بتبر وراحة غيمت علينا

كلل تيجانها بزهر الأرض قد حليت رياضا

زمردا أثمرت بدر كأنما أنبتت رباها

أحله السعد خير قصر وخير شمس لعبد شمس

لسيفه الحاجب الأغر خليفة الله راح ضيفا

وزارتي مفخر وخطر زار لتطهير من كساه

وأي ملك وأي فخر فأي ضيف وأي سيف

وأي نهر لأي بحر وأي شبل لأي ليث

مطهر قبل حين طهر متوج قبل يوم ملك

في مرتقى للخطوب وعر أدنى إليه الطبيب عطفا

وأدهشت نفسه بذعر فسددت كفه بصنع

ومد كفا للمس بدر فيا له رام غمر ليث

فقد تكمى بدرع صبر أغمد عنه حسام بأس

قياد راض بها مقر لسنة للإله أعطى

طلاب أعدائها بوتر يا لوعة للحديد فازت

دم العدى وابلا بقطر وقطرة من دم ستمري

لم يذعنوا قبلها لقسر وجند أنصارها شهود

بكل ذي لبدة هزبر وأبرزوا كل شبل غاب

يقضي عليها بصبر حر كل يواسي بنفس عبد

بانجم للسعود زهر فحف بدر السماء منه

في حمر إستبرق وخضر وأصبح الدهر من كساه

في أوجه من نداه غر
وأشرق المسك والغوالي

[محمودى]

::: يا قوتُ! ما أنتَ ياقوتٌ ولا ذهَبٌ :::


فكيفَ تُعجِزُ أقواماً مَساكينا؟ يا قوتُ! ما أنتَ ياقوتٌ ولا ذهَبٌ،


لَمَا رأيتُ بَني الإعدامِ شاكينا وأحسبُ الناسَ، لو أعطَوا زكاتَهمُ،

والضّاحكينَ، لفَرْطِ الجَهْلِ، باكينا فإنْ تَعِش تُبصِرِ الباكينَ قد ضَحكوا،

فليسَ حُلاَّلُ دُنيانا بزاكينا فجانِب القومَ، إن زَكّوا نفوسَهمُ،

وقد علمتَهمُ، للمَينِ، حاكينا يسقونَكَ الغَيَّ صِرْفاً، إن أطَعتَهمُ،

من نال، في الأرضِ، تأييداً وتمكينا لا يترُكنّ قليلَ الخَيرِ، يَفعلُهُ

بأهوَنِ السّعيِ تحريكاً وتسكين
فالطّبعُ يَكسِرُ بيتاً، أو يقوّمُه،

[محمودى]

::: لعَمري! لقد نامَ الفتى عنْ حِمامِه :::


إلى أنْ أتاهُ حَتفُهُ مُتَوَسِّنا لعَمري! لقد نامَ الفتى عنْ حِمامِه،


لربّكَ، وازجُرْ عن مَديحِكَ ألسُنا إذا ما فعلتَ الخيرَ، فاجعَلْهُ خالصاً

يُعَزّيكَ عَنها أنْ تَبُرّ وتُحسِنا
فكونُكَ، في هذي الحَياةِ، مُصيبَةٌ،

[محمودى]

::: إذا أعمَلَ الفِكرَ الفتى جَعَلَ الغِنى :::


من المالِ، فقراً، والسرورَ بهِ حُزْنَا إذا أعمَلَ الفِكرَ الفتى جَعَلَ الغِنى،


وللوارثيهِ، إنْ أرادَ لَهُ خَزْنا يَكونُ وَكيلاً للبرِيّةِ باذِلاً،

بَناها عبيدٌ، لا يُقيمُ لها وَزْنا ويُصبحُ مَنثورُ البِلَى كنظيمَةٍ،

إذا كانَ بعضُ القومِ يَستَمطِرُ المُزْنا وفي الأرضِ من يَستَمطرُ السيفُ رزقه

أجلْ، ووَطِئنا فوقَها السّهلَ والحَزْنا عَرَفْنا بهِ خَيرَ الزّمانِ وشَرَّهُ،

وسوفَ يَروزونَ الخطوبَ كما رُزْن
ويَطمَعُ، في وِرْدِ السّرابِ، معاشرٌ،

[محمودى]

::: هذِي القَضايا، فمَن يَطاوِلُها :::


وهيَ المَنايا، فمنْ يُخاشِنُها؟ هذِي القَضايا، فمَن يَطاوِلُها،


دُروعُها المَوتَ، أو جَواشنُها لم يَثْنِ، عن فارِسٍ وحِمْيَرِها،

قد مُوّهَتْ عَسجَداً رَواشِنُها ولا قُصورٌ لها مُشَيَّدَةٌ،

تُعرَفُ في وُلدِها شَناشِنُها وبادَ للرّومِ أُسرَةٌ عَجَبٌ،

مَطاعِمٌ، لا يُرَدُّ راشِنُها وكانَ، في طَيّىءٍ وإخوَتِها،

حاملَةٍ، وَفْدَها، رعاشِنُها
وآلُ قابوسَ أهلُ مملَكَةٍ،

[محمودى]

::: قفي وقفَةً تَعلَمي :::


وإنْ سَلِموا، فاسلَمي قفي وقفَةً تَعلَمي،


ألمّي بِنا يا لَمِ فَما قلتُ من لَوعةٍ:

الثّرَيّا بلا سُلّم؟ وكيفَ صعودي إلى

من الحِندسِ المُظلِم؟ أيَخلُصُ هذا الوَرَى

ظَلوماً، ولم يُظلَم؟ أيُّهُمُ لم يَكُنْ

تِ من وَقعَةِ صَيلَم ولا بُدّ للحادِثَا

مَعَ التُّرْكِ والدّيلَم تُبيدُ أعادِيَهُمْ

كأنّكَ لَمْ تُؤلَمِ وتَثنيكَ في راحَةٍ،

عَلى بَطَلٍ مُعلَم ولم يُبقِ صرفُ الرّدَى

بنحوٍ مِنَ العِظلِم يُخَضّبُ هامَ العِدَى

مَدَى الجذَعِ الأزلم وكم بَذّ من قُرَحٍ

يَعوجونَ في المَعلَم ولستَ من الرّكبِ، إذْ

وإنْ جهلوا فاحلَمِ إذا طَمِعوا فاقتَنِعْ؛

لعِرْسٍ، ولا يولم ولا يَدْنونّ الفَتى

فقلْ لرفيقي: لُم فإنْ ظَهَرَتْ زَلّتي،

[محمودى]

::: نَطّقتُ حَيّاً نَيّراً، فاعذِري :::


مَن نَطّقَ النّيّرَ، أوْ لومي نَطّقتُ حَيّاً نَيّراً، فاعذِري


معَ التّقَصّي، غَيرُ مَعلوم سَلي عن الخيرِ، فعَهدي بهِ،

يَظلِمُ، والظّلمُ مَنَ اللُّوم أنصَفَ مَولانا، وكلُّ امرىءٍ

في طاعَةِ اللَّهِ، بمَكلوم قد يُقتَلُ الحُرُّ، وما دِينُهُ،

أصعدُ من دَعَوةِ مَظلوم لا شيءَ، في الجوّ وآفاقِهِ،