• دخول الاعضاء

    صفحة 40 من 42 الأولىالأولى ... 303839404142 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 586 إلى 600 من 625

    الموضوع: نزار قبانى

    1. #586
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      إسمُها في فمي .. بُكاءُ النوافيرِ

      رحيلُ الشذا .. حُقُولُ الشَقِيقِ

      مِنْ سُنُونو يَهِمُّ بالتحليقِ

      كنُهُور الفيروز يهدرُ في رُوحي

      كلُهاث الكروم ، كالنشوة الشقراءِ

      غامتْ على فمِ الإبريقِ

      على كلِّ مُنْحَنَى ومضيقِ ...

      كحرير النهد المُهَزْهِزِ .. فيهِ

      كقطيعٍ من المواويل .. حَطَّتْ

      في ذُرى موطني الأنيقِ الأنيقِ

      وزَحْفُ السرور طيَّ عُرُوقي

      شَفَتي ، كالمزارع الخُضْرِ ، إن مرَّ

      أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، كأوتار عُودٍ

      كترانيم معبدٍ إغريقي..

      وأشهى من نَكْهَة التطويقِ

      ***

      وتَهْدِي إلى النبوغ طريقي!

      كنيْسَان ، كالربيعِ الوريقِ

      أحْرُفٌ خَمْسَةٌ ، كأوتار عُودٍ

      كترانيم معبدٍ إغريقي..

      أحْرُفٌ خمسةٌ ، أَشَفُّ من الضَوْءِ

      وأشهى من نَكْهَة التطويقِ

      ***

      إسمُكِ الحُلْوُ .. أيُّ دنيا تُناغيني

      وتَهْدِي إلى النبوغ طريقي!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #587
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      أُريدُكِ

      أعرفُ أَنّي أُريدُ المُحاَلْ

      وأَنَّكِ فوق ادّعاءِ الخَيَالْ

      وفوقَ الحيازةِ ، فوقَ النَوَالْ

      وأطيبُ ما في الطُيُوبِ

      وأجْمَلُ ما في الجمالْ

      أُريدُكِ

      أعرفُ أَنَّكِ ، لا شيءَ غيرُ احتمالْ

      وغيرُ افتراضٍ

      وغيرُ سؤالٍ ، ينادي سؤالْ

      ووعدٍ ببال العناقيدِ

      بالِ الدَوَالْ

      أُريدُكِ

      أَرُومْ

      ودونَ هوانا تقومْ

      تخومْ

      طِوالٌ .. طِوالٌ

      كلونِ المُحَالْ

      كَرَجْع المواويلِ بين الجبالْ

      ولكنْ .. على الرغم مما هُوَ

      وأُسطورةِ الجَاهِ والمُسْتَوَى

      أَجُوبُ عليكِ الذُرى والتلالْ

      وأفتحُ عنكِ

      عُيُونَ الكُوى

      وأمشي .. لعلّي ذاتَ زوالْ

      أراكِ ، على شُقْرةِ المُلْتَوى

      ***

      ويومَ تلوحينَ لي

      تباشيرَ شَالْ ..

      يَجُرُّ كُرُوماً

      يَجُرُّ غِلالْ

      سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي

      وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ

      يَجُرُّ كُرُوماً

      يَجُرُّ غِلالْ

      سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي

      وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #588
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      متي تَجِيئينَ ؟ قُولي

      لموعدٍ مُسْتَحِيلِ

      الوقُوعِ .. فوق الحصُولِ

      وأنتِ . لا شَيءَ إلاّ

      وأنتِ خَيْطُ سَرَابٍ

      يَمُوتُ قبل الوُصُولِِ

      في جَبْهة الإزْمِيلِ ..

      ***

      انزياحَ سِتْرٍ صقيلِ

      يلهُو الشتاءُ بشَعْري

      أَشْقَى .. وأنتِ اسْتَليني

      طَيْفٌ تثلَّجَ خلفَ

      الزجاج .. هيّا افْتَحِي لي ..

      مَنْ أنتَ ؟ وارتاعَ نَهْدٌ

      طفلٌ .. كثيرُ الفُضُولِ

      تَفْتَا القميصِ الكَسُولِ

      أوْجَعْتَ أكداسَ لوزٍ

      أنا بقايا البقايا

      من عَهْد جَرِّ الذُيُولِ

      كصفحة الإنجيلِ

      ومِنْ طويلٍ .. طويلِ ..

      وكنتُ أغمسُ وجهي

      في شَكْلِ وجهكِ أَقْرَا

      شكلَ الإلهِ الجميلِ ..

      مَتَى ؟ ورُدَّتْ صلاتي

      مع انهمازِ السُدُولِ

      أنا بقايا البقايا

      من عَهْد جَرِّ الذُيُولِ

      أَهواكِ مُذْ كنتِ صُغْرى

      كصفحة الإنجيلِ

      ومِنْ زَمَانٍ .. زَمَانٍ

      ومِنْ طويلٍ .. طويلِ ..

      وكنتُ أغمسُ وجهي

      في شَعْرِكِ المْجدُولِ

      في شَكْلِ وجهكِ أَقْرَا

      شكلَ الإلهِ الجميلِ ..

      ***

      مَتَى ؟ ورُدَّتْ صلاتي

      مع انهمازِ السُدُولِ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #589
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ

      وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا

      نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى

      عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي

      لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ

      كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى

      تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى

      أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ

      أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً

      تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى

      وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا

      رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي

      زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً

      وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا..

      تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى

      ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي

      وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ

      إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟

      رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى

      فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً

      فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –

      بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى

      ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي

      تخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا

      وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ

      إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟

      ثِقي بالشَذَا يجري بشَعْرِكِ أَنْهُرَاً

      رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى

      فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً

      ليجعلَها في الناس أُقْصُوصةً تُروى

      فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –

      بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #590
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      .. ويمنحني ثَغْرُها مَوْعِدَا

      فيخضرُّ في شفتيها الصَدَى

      وأينَ القرارُ؟ سَبَقْتُ الزمانَ

      أُخَوِّضُ في الصُبح .. مِلءَ طريقي

      تخافينَهُ؟ نحنُ نهدي الهُدَى

      أُحِبُّكِ فوقَ التصَوُّر .. فوقَ

      إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا..

      على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !!

      جَرَحْتُ الأزاميلَ فيكِ . حَمَلْتُ

      إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا..

      على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !!

      المسافاتِ .. فوقَ حَكَايا العِدَا

      جَرَحْتُ الأزاميلَ فيكِ . حَمَلْتُ

      إلى شَعْركِ القمرَ الأسودا..

      وشَجَّعتُ نَهْدَيْكِ .. فاسْتَكْبَرا

      على اللهِ حتَّى .. فلم يَسْجُدا !!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #591
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      تُراني أُحِبُّكِ ؟ لا أَعْلَمُ

      سُؤالٌ يحيطُ بهِ المُبْهَمُ

      وإن كان حبي لك افتراضا.لماذا؟

      إذا لُحْتِ طاشَ برأسي الدمُ

      وحَارَ الجوابُ بحنْجُرتي

      وفَرَّ وراءَ ردائكِ قلبي

      ليلثمَ منكِ الذي يَلْثمُ

      أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ

      ***

      وتطفو على مَضْجَعي الأنجُمُ

      وأسأَلُ قلبي : أتعرفُها؟

      تُراني أُحِبُّكِ؟ لا . لا . مُحَالٌ

      ***

      وإن كنتُ لستُ أُحِبُّ ، تراهُ

      وتلكَ القصائدُ أشدو بها

      أما خلفَها امرأةٌ تُلْهِمُ؟

      أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ

      ***

      أُلِحُّ . وأرجُو . وأسْتَفْهِمُ

      فيهمُسُ لي : أنتَ تعبُدُها

      لماذا تكابرُ .. أو تَكْتُمُ ؟

      وتلكَ القصائدُ أشدو بها

      أما خلفَها امرأةٌ تُلْهِمُ؟

      تُراني أُحِبُّكِ؟ لا . لا . مُحَالٌ

      أنا لا أُحِبُّ .. ولا أُغْرَمُ

      ***

      إلى أَنْ يَضيقَ فُؤادي بِسرِّي

      أُلِحُّ . وأرجُو . وأسْتَفْهِمُ

      فيهمُسُ لي : أنتَ تعبُدُها

      لماذا تكابرُ .. أو تَكْتُمُ ؟
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #592
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      مَذْعورَةَ الفُسْتَانِ .. لا تهربي

      لي رأيُ فنّانٍ ، وعَيْنَا نبي

      واْلتَفَّ بالعِقْدِ .. وبالجوْرَبِ

      والتهَمَ الخَيْطَ .. وما تَحْتَهُ

      واقْتَحَمَ النهدَ .. وأَسوارَهُ

      ولم يُعدْ من ذلك الكوكبِ

      يمشي على جُرح هوىً مُرْعِبِ

      يمشي بلا وَعْيٍ ولا غايةٍ

      حَرَّكتِ بالإيقاع أَحْجَارَهُ

      فانْدَفَعتْ في عِزَّةِ الموكبِ

      شيئاً من الليلِ .. من المغْرِبِ

      أهذه أنتِ ؟ صَبَاحي رِضَا

      تَمَهَّلِي في السَيْر .. هل رَغْبَةٌ

      ظَلَّتْ بصدر الدرب لم تَرْغَبِ؟

      لم ينسجمْ . لم يَبْكِ . لم يَطْرَبِ

      تَسَلْسَلي ، إيقاعَ رَصْدٍ ، ثِبي

      ***

      مُخضَرَّةَ الخطوة .. لا تُجْفلي

      مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا

      حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ

      حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ

      أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا

      نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً

      يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ ..

      لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ

      الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ..

      هل تغضبُ الوردةُ .. كي تغضبي؟

      مَشَى بكِ المقهى .. مشى حَيُّنا

      حَلْفَ حفيفِ المِئْزَرِ المُطْرِبِ

      نحنُ افتكارُ الجُرْح في نفسِهِ

      حُلْمُ طُيُورِ البحرِ بالمركبِ

      أَذْرُعُنا . أَذْرُعُ أشواقِنا

      تَهْتُفُ بالذَهَابِ : لا تَذْهَبِ .!

      نحنُ ! دعي نحن .. أيا واحةً

      يحلمُ فيها كلُّ مُسْتَرْطِبِ ..

      مَرَرْتِ .. أم نَوَّارُ مَرَّ هنا ؟

      لولاكِ وجهُ الأرضِ لم يُعْشِبِ

      دُوسي . فَمِنْ خطوكِ قد زَرَّرَ

      الرصيفُ . يا للموسمِ الطيَّبِ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #593
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      كميس الهوادج ... شرقية ٌ

      ترش على الشمس حلوا الحدا

      كدندنة البدو فوق سرير

      من الرمل ينشف فيه الندا

      ومثل بكاء الماّذن وسرتُ

      الى الله اجرح صوت المدى

      أعبّىء جيبي نجوماً وأبني

      على مقعد الشمس لي مقعدا

      ويبكي الغروب على شرفتي

      ويبكي لأمنحه موعدا

      شراع أنا لا يطيق الوصول

      ضياعٌ أنا لا يريد الهدى

      حروفي جموع السنونو تمدُّ

      على الصحو معطفها الأسودا

      أنا الحرف ...أعصابه ... نبضه

      تمزقهُ قبل أن يولدا

      أنا لبلادي ... لنجماتها

      لغيماتها ...للشذا ...للندى

      سفحت قواوير لوني نهوراً

      على وطني الأخضر المفتدى

      ونتفت في الجو ريشي صعوداً

      ومن شرف الفكر أن يصعدا

      تخليتُ حتى جعلت العطور

      ترى ويشم اهتزاز الصدى

      بأعراقي الحمر إمرأةٌ

      تسير معي في مطاوي الردى

      تفح وتنفخ في أعظمي

      فتجعل من رئتي موقدا

      هو الجنس أحمل في جوهري

      هيولاه ما شاطىء المبتدا

      بتركيب جسمي جوع ٌ يحن ُ

      لأخر....جوعٌ يمد اليدا

      أتحسب أنكَ غيري ضللت

      فإنَّ لنا العنصر الأوحدا

      جمالك مني ... فلولاي لم تكُ

      شيئا ولولاي لم ن توجدا

      ولا فقع الثدي أو عربدا

      صنعتك من أضلعي لا تكن

      جحوداً لصنعي ولا ملحدا

      أضاعكَ قلبي ولما وجدتكَ

      يوماً بدربي وجدت الهدى

      عزفت ولم أطلب النجم بيتاً

      ولا كان حلمي أن أخلدا

      إذ قيل عني "أحسُ" كفاني

      ولا أطلب" الشاعر الجيدا"

      شعرتُ "بشيءٍ" فكونت "شيئاً"

      بعفويةٍ دون أن أقصدا

      فيا قارئي ...يا رفيق الطريق

      أنا الشفتان وأنتَ الصدى

      سألتكَ بالله ...كن ناعماً

      أذا ما ضممت حروفي غدا

      تذكر ..وأنتَ تمر عليها

      عذاب الحروف لكي توجدا

      سأرتاح لم يكن معنى وجودي

      فضولاً...ولا كان عمري سدا

      فما مات من في الزمان

      أحب َّ ولا ماتَ من غردا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #594
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      جِئْتُها نازفَ الجراح ، فقالتْ:

      شاعرَ الحُبِّ والأناشيدِ .. ما بِكْ؟

      ذاكَ منديليَ الصغيرَ .. فكفْكِفْ

      قَطَراتِ الأسى على أهدابِكْ

      نَمْ على زنديَ الرحيم .. وأَشْفِقْ

      يا رفيقَ الصبا .. على أعصابِكْ

      إرفعِ الرأسَ ، والتفتْ لي قليلاً

      يا صغيري ، أكْأَبْتَني باكتئابِكْ

      مُمْكِنٌ أن نظلَّ بعدُ صديقيْنِ

      تَفَاءلْ .. ألم تزلْ في ارتيابِكْ؟

      ***

      ما تقولينَ ؟ كيفَ أحملُ جُرْحي

      بيميني .. كيفَ احتمالُ اغترابِكْ

      أينَ تَمْضينَ؟ كيفَ تَمْضينَ ؟ رُدِّي

      وأغانيَّ ضارعاتٌ ببابِكْ

      وببيتي من ضَوْء عَيْنَيْكِ ضوءٌ

      وبقايا من رائعاتٍ ثيابِكْ

      أنتِ لي رَحْمةٌ من الله بيضاءُ

      أُحِسُّ السلامَ في أعتابِكْ

      أنتِ كوخُ الأحلام آوي إليهِ

      أَشربُ الصمتَ في حمى أعشابِكْ

      أنتِ شَطٌ أغفتْ عليه الهناءاتُ

      وقِلْعي حيرانُ فوق عُبابِكْ

      أنتِ حَانُوتُ خمرتي إن طغى الدهرُ

      وجدتُ السلوانَ في أكوابِكْ

      أنتِ كَرْمى الدفيقُ .. لو يُعْبَدُ الكرْمُ

      عَبَدتُ النيرانَ في أعنابِكْ

      ***

      مَسَحَتْ جبهتي .. بأنْمُلِها الخَمْس

      وفَكَّتْ لي شعريَ المتشابِكْ

      يا صديقي وشاعري : لا تُمَكِّنْ

      قَبْضَةَ اليأس من طُمُوح شبابِكْ

      أنتَ للفنّ .. قد خُلِقْتَ وللشِعْر ..

      سَيَهْدي الدُنيا بريقُ شهابِكْ

      أنا دَعْني أسيرُ .. هذا طريقي

      وامْشِ يا شاعري إلى محرابِكْ

      ما خُلِقْنا لبعضنا .. يا حبيبي

      فابقَ للفنِّ .. للغِنَا .. لكتابِكْ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #595
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      جاران ِ للسالف.. مَن ذا رأى

      على بساطٍ.. رُزْمتي جَوْهَر ِ

      قد فـُكَّتا.. فانفرطتْ أنجمٌ

      على طريق ٍ معشبٍ.. مُزهِر ِ..

      حبلا بريق ٍ.. رافقا جيدها

      واستأنسا بالهُدْبِ والمِحْجر ِ

      وَشْوَشة ُ البَحْراتِ.. مسموعة ٌ

      من مقعدي، وضجَّة ُ الأنهُر ِ

      ياطيبَ شلاّلين ِ من فضةٍ

      سالا على مقالع المرمر ِ

      كم غـَلـْغـَلا خلف ذؤاباتها

      وخوّضا في المسكِ والعنبر ِ..

      ما تَعبا رقصاً على جيدها

      ولا انتهى الهَمْسُ مع المئزر ِ

      أرجوحة ٌ من قـَلقي خيطـُها

      من نـَزَق المدوّر ِ الأسمَر ِ..

      أسلاكُها تمضي على كيفها

      تمضي.. وتمضي.. في مدى مُقمر ِ

      تحط إن شاءتْ على شَعْرها

      أو.. لا.. ففوق البؤبؤ ِ الأخضر ِ.

      يردّني القِرْطُ كأنيِّ به..

      يخافُ أن أعلقَ بالأحمر ِ

      رغم امتناع القرط.. أجتاحُهُ

      أشرسَِ من عصفورة البيدَرِ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #596
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      عَيْنَاكِ.. آخِرُ مركبيْن يُسافرانِ

      فهل هنالكَ من مكانْ؟

      إنّي تعبتُ من التسكّعِ في محطّاتِ الجنونِ

      وما وصلتُ إلى مكانْ..

      عَيْنَاكِ آخرُ فرصتين مُتاحَتَيْنِ

      لمَنْ يفكّرُ بالهروب..

      وأنا.. أفكّرُ بالهروبْ..

      عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقَّى من عصافير الجنوبْ

      عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقّى من حشيش البحرِ،

      آخرُ ما تبقّى من حُقُول التَبْغِ،

      آخرُ ما تبقّى من دُمُوع الأُقحوانْ

      عيناكِ.. آخرُ زَفَّةٍ شعبيّةٍ تجري

      وآخرُ مهرجانْ..

      آخرُ ما تبقّى من مكاتيب الغَرَامْ

      ويَدَاكِ.. آخرُ دفتريْنِ من الحرير..

      عليهما..

      سَجَّلتُ أحلى ما لديَّ من الكلامْ

      العِشْقُ يكويني، كلوح التُوتياءِ،

      ولا أذُوبْ..

      والشعرُ يطعنُني بخنجرِهِ..

      وأرفضُ أن أَتُوبْ..

      إنّي أُحِبّكِ..

      ظلّي معي..

      ويبقى وجهُ فاطمةٍ

      يُحلّق كالحمامةِ تحت أضواء الغروبْ

      ظلّي معي.. فلربّما يأتي الحسينُ

      وفي عباءته الحمائمُ، والمباخرُ، والطيوبْ

      ووراءَهُ تمشي المآذنُ، والرُبى

      وجميعُ ثوّار الجنوبْ..

      3

      عَيْنَاكِ آخرُ ساحليْنِ من البَنَفْسَجِ

      فكرتُ أن الشعرَ يُنْقذُني..

      ولكنَّ القصائدَ أغْرَقَتْني..

      ولكنَّ النساءَ تقاسَمَتْني..

      أحبيبتي:

      أعجوبةٌ أن ألتقي امرأةً بهذا الليلِ،

      ترضى أن تُرافِقَني..

      أُعجوبةٌ أن يكتبَ الشعراءُ في هذا الزمانْ.

      أُعجوبةٌ أنّ القصيدةَ لا تزالُ

      تمرُّ من بين الحَرَائقِ والدُخَانْ

      تنطُّ من فوق الحواجزِ، والمخافرِ، والهزائمِ،

      كالحصانْ

      أُعجوبةٌ.. أنّ الكتابة لا تزالُ..

      برغم شَمْشَمَة الكلابِ..

      ورغْمَ أقبية المباحثِ،

      مصدراً للعُنْفُوانْ...

      4

      الماءُ في عينيْكِ زيتيٌّ..

      رَمَاديٌّ..

      نبيذيٌّ..

      وأنا على سطح السفينةِ،

      مثلَ عُصْفُورٍ يتيمٍ

      لا يفكّرُ بالرجوع..

      بيروتُ أرملةُ العروبةِ

      والطَوَائِفِ،

      والجريمةِ، والجُنُونْ..

      بيروتَ تُذْبَحُ في سرير زفافها

      والناسُ حول سريرها متفرّجونْ

      بيروتُ..

      تَنْزِفُ كالدَجَاجَة في الطريقِ،

      فأينَ فرَّ العاشقونْ؟

      بيروتُ تبحثُ عن حقيقتِها،

      وتبحثُ عن قبيلتِها..

      وتبحثُ عن أقاربها..

      ولكنَّ الجميعَ منافقُونْْ..

      5

      عَيْْنَاكِ.. آخرُ رحلةٍ ليليّةٍ

      وحقائبي في الأرض تنتظرُ الهبوبْ

      تَتَوسَّلُ الأشجارُ باكيةً لآخذَها معي

      أرأيتُمُ شجراً يفكّرُ بالهروبْ؟

      والخيانةِ، والذنوبْ..

      هذا هو الزمنُ الذي فيه الثقافةُ،

      والكتابةُ،

      والكرامةُ،

      والرُجُولةُ في غُروبْ

      ودَفَاتري ملأى بآلاف الثُقُوبْ..

      النَفْطُ يستلقي سعيداً تحت أشجار النُعَاسِ،

      وبين أثداء الحريمْ..

      هذا الذي قد جاءنا

      بثيابِ شَيْطَانٍ رجيمْ...

      النَفْطُ هذا السائلُ المَنَويُّ..

      لا القوميُّ..

      لا الشعبيُّ

      هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْْ

      النَفْْطُ مَشْروبُ الأَبَاطِرة الكبارِ،

      وليسَ مَشْروبَ الشعوب..

      كيف الدخولُ إلى القصيدة يا تُرى؟

      والنَفْطُ يَشْري

      ألفَ مُنْتَجٍ (بماربيَّا)...

      ويَشْري نصفَ باريسٍ..

      ويَشْري نصفَ ما في (نيسَ) من شمسٍ وأجسادٍ..

      ويَشْري ألفَ يَخْتٍ في بحار اللهِ..

      يَشْري ألفَ إمرأةٍ بإذْنِ اللهِ..

      لا يشتري سَيْفاً لتحرير الجنوبْ..

      7

      عَيْنَاكِ.. آخرُ ما تبقَّى من شُتُول النَخْلِ

      في وطَني الحزينْ.

      وهواكِ أجملُ ثورةٍ بَيْضَاءَ..

      تُعْلَنُ من ملايين السنينْ

      كُوني معي امرأةً..

      كُوني معي شَعْراً

      يُسافرُ دائماً عكْسَ الرياحْ..

      كُوني معي جِنّيةً

      لا يبلغُ العشّاقُ ذَروَةَ عِشقهمْ

      إلا إذا التحقوا بصفّ الغاضبينْ..

      أحبيبتي:

      إنّي لأعلنُ أنّ ما في الأرض من عِنَبٍ وتينْ

      حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

      وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

      كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

      كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

      حقٌّ لكل الحالمينْ..

      كُوني معي..

      ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

      ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

      بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

      حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

      وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

      كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

      كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

      كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

      حقٌّ لكل الحالمينْ..

      كُوني معي..

      ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

      ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

      بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...

      حقٌّ لكلِّ المُعْدَمينْ

      وبأنَّ كلَّ الشِعْرِ .. كلَّ النثرِ..

      كلَّ الكُحْلِ في العينيْنِ..

      كلَّ اللؤلؤِ المخبوءِ في النهدينِ..

      كلَّ العشب، كلَّ الياسمينْ

      حقٌّ لكل الحالمينْ..

      كُوني معي..

      ولسوفَ أُعلنُ أن شمسَ اللهِ،

      تُشْبهُ في استدارتها رغيفَ الجائعينْ

      ولسوفَ أُعلنُ دونما حَرَجٍ

      بأنَّ الشِعْرَ أقوى من جميع الحاكمينْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #597
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      في مركزٍ للأمن في إحدى البلاد الناميَه

      وقفتُ عند نقطة التفتيشِ،

      ما كان معي شيءٌ سوى أحزانيَهْ

      كانت بلادي بعد ميلٍ واحدٍ

      وكان قلبي في ضلوعي راقصاً

      كأنه حَمَامةٌ مشتاقةٌ للساقيَهْ.

      يحلُمُ بالأرض التي لعبتُ في حقولها

      وأطْعَمَتْني قَمحَها، ولوزَها، وتينَها

      وأرْضَعَتْني العافيَهْ..

      *

      وَقَفتُ في الطابورِ،

      كانَ الناسُ يأكلونَ اللُّبَّ.. والتُرْمُسَ..

      كانوا يطرحونَ البولَ مثل الماشيَهْ

      من عهد فِرْعَونٍ.. إلى أيّامنا

      هناكَ دوماً حاكمٌ بأمرِه

      وأمّةٌ تبولُ فوق نَفْسِها كالماشيَهْ..

      2

      وليس في الكونغُو.. ولا تانْزَانيا

      الشمسُ كانت تلبسُ الكاكيَّ،

      والأشجارُ كانت تلبسُ الكاكيَّ،

      والوردةُ كانت تلبسُ الملابسَ المرقَّطَهْ..

      كان هناك الخوفُ من أمامِنا

      والخوفُ من ورائِنا

      وضابطٌ مُدجَّجٌ بخمسِ نَجْماتٍ.. وبالكَراهيَهْ

      يجرُّنا من خلفه كأننا غَنَمْ

      مِنْ يومِ قابيلَ إلى أيّامنا

      كان هنَاكَ قاتلٌ محترفٌ

      وأمَّةٌ تُسْلخُ مثل الماشيَهْ...

      3

      في مركز العذاب، حيثُ الشمسُ لا تَدُورْ..

      وحيثُ لا يبقى من الإنسان غيرُ الليفِ والقُشُورْ

      يمتدُّ خطٌّ أحمرٌ..

      ما بينَ برلينْينِ، بيروتيْنِ، صَنْعَائيْنِ،

      مَكَّتيْنِ، مُصْحَفَيْنِ، قِبْلَتَيْنِ،

      مَذْهَبَيْنِ،

      لَهْجَتَيْنِ،

      حَارَتَيْنِ،

      شَارتيْ مرورْ..

      الرُعْبُ كان سيّدَ الفُصُولْ

      والأرضُ كانتْ تَشْحَذُ الأمطارَ من أيلولْ

      ونحنُ كنّا نَشْحَذُ الأمْرَ الهَمَايُونيَّ بالدخولْ..

      واعجبي...

      أَكُلَّما استقلَّ شعبٌ من شعوب آسيا

      يَسُوقُهُ أبطالُهُ للذَبْحِ مثلَ الماشيَهْ؟؟

      4

      أين أنا؟

      كلُّ العلامات تقولُ:

      كلُّ الإهانات التي نَسْمعُها

      بضاعةٌ قديمةٌ تُنْتِجُها (أعْرابيَا).

      كلُّ الدروبِ، كلُّها

      تُفضي لسيف الطاغيهْ..

      أينَ أنا؟

      ما بينَ كُلِّ شارعٍ وشارعٍ..

      قامتْ بَلَدْ..

      ما بين كلّ حائطٍ وحائطٍ..

      قامتْ بَلَدْ..

      ما بين كلّ نَخْلَةٍ وظلَّها..

      قامت بَلَدْ..

      ما بين كُلِّ امرأةٍ وطفلِها..

      قامتْ بَلَدْ..

      يا خالقي: يا راسمَ الأُفقِ ، ويا مُهَنْدسَ السماءْ

      هل ذلكَ الثُقْبُ الذي ليس يُرى

      هو البَلَدْ؟؟؟

      5

      في مركز الجُنُونِ ، والصُداعِ، والسُعَالِ، والبَلْهَارْسيَا

      وقفتُ شهراً كاملاً

      وقفتُ عاماً كاملاً

      أمامَ أبواب زعيم المَافيا..

      أشْحَذُ منه الإِذْنَ بالمرورْ..

      أشحذُ منه مَنْزِلَ الطُفُولَهْ

      والوردَ، والزنبقَ، والأَضَاليا

      أشْحَذُ منهُ غرفتي

      والحبرَ، والأقلامَ ، والطبْشُورْ

      قلتُ لنفسي وأنا..

      أواجهُ البنادقَ الروسيّة المُخرْطَشَهْ

      واعَجَبي .. واعَجَبي..

      هل أصبحَ الله زعيمَ المافيا؟؟

      6

      في مركزٍ للخوفِ لا اسمَ لهُ

      لكنَّهُ..

      يَنْبُتُ مثلَ الفِطْرِ في كلِّ زوايا الباديَهْ

      وقفتُ عمراً كاملاً

      ووافقوا على دُخُولي وَطَني

      عرفتُ أن الوطَنَ الغالي الذي عَشِقْتُهُ

      ما عادَ في الجُغْرافيا..

      ما عادَ في الجُغْرَافيا...

      ما عاد في الجُغْرَافيا...

      وعندما أصبحتُ شيخاً طاعناً

      ووافقوا على دُخُولي وَطَني

      عرفتُ أن الوطَنَ الغالي الذي عَشِقْتُهُ

      ما عادَ في الجُغْرافيا..

      ما عادَ في الجُغْرَافيا...

      ما عاد في الجُغْرَافيا...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #598
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      1

      مُواطنوانَ.. دُونَما وَطَنْ

      مُطَاردُونَ كالعصافير على خرائطِ الزَمَنْ..

      مُسَافِرُونَ دُونَ أوراقٍ

      ومَوتي دُونما كَفَنْ.

      نحنُ بغايا العصرِ.. كلُّ حاكمٍ

      يبيعُنا، ويقبضُ الثَمَنْ!!

      نحنُ جَوَاري القصرِ، يُرْسِلونَنَا

      من حُجرَةٍ لحُجْرَةٍ

      من قَبْضةٍ لقَبْضةٍ

      من هالِكٍ لمالِكٍ

      من وَثَنٍ إلى وَثَنْ

      نركضُ كالكلاب كلَّ ليلةٍ

      من عَدَنٍ لطَنجَةٍ

      من طَنْجَةٍ إلى عَدَنْ

      نبحثُ عن قبيلةٍ تَقْبَلُنا

      نبحثُ عن عائلةٍ تُعيلُنا

      نبحثُ عن ستارةٍ تستُرُنا

      وعن سَكَنْ..

      وحَولَنا أولادُنا

      إحْدَودَبتْ ظهورُهُمْ، وشاخُوا

      وهُمْ يُفتّشونَ في المعاجمِ القديمَهْ

      عن جَنَّةٍ نضيرةٍ

      عن كِذْبَةٍ كبيرةٍ كبيرةٍ..

      تُدْعى الوَطَنْ..

      *

      مُواطنونَ نحنُ في مدائن البُكاءْ

      قَهْوتُنا مصنوعةٌ من دمِ كَرْبَلاءْ

      حِنْطتُنا معجونةٌ بلحم كَرْبَلاءْ

      طعامُنا. شرابُنا

      عاداتُنا. راياتُنا

      صيامُنا. صَلاتُنا

      زُهورُنا. قُبورُنا

      جُلُودُنا مَخْتُومةٌ بخَتْم كربلاءْ..

      لا أَحَدٌ يعرفُنا في هذه الصحراءْ

      لا نَخْلةٌ. لا ناقةٌ.

      لا وَتَدٌ.. لا حَجَرٌ

      لا هِنْدُ.. لا عَفْرَاءْ

      أوراقُنا مُريبةٌ

      أفكارُنا غريبةٌ

      فلا الذين يشربونَ النَفْطَ يعرفُونَنَا

      ولا الذين يشربونَ الدمعَ والشقاءْ...

      مُعتَقَلُونَ..

      داخلَ النصّ الذي يكتُبُهُ حُكَّامُنَا

      مُعتَقَلُونَ..

      داخلَ الدين كما فَسَّره إمامُنا

      مُعتَقَلُونَ..

      داخلَ الحُزْن، وأحلى ما بنا أحزانُنَا

      مُراقَبون نحنُ في المقهى.. وفي البيتِ..

      وفي أرْحَامِ أمَّهاتِنا..

      حيثُ تلفَّتْنَا، وجدنا المخبرَ السِريَّ في انتظارِنا

      يَشْرَبُ من قهوتنا..

      يَنَامُ في فِراشنا..

      يَعْبَثُ في بريدِنا

      يَنْكُشُ في أوراقنا

      يدخُلُ من أنوفِنا

      يخرجُ من سُعَالِنا

      لسانُنا مَقْطوعْ..

      ورأسُنا مَقْطُوعْ..

      وخبزُنا مبلَّلٌ بالخوف والدموع..

      إذا تظلَّمنا إلى حامي الحِمى

      قيل لنا مَمنُوعْ..

      وإن تضرَّعنا إلى ربِّ السَمَا

      قيلَ لنا: مَمْنوعْ..

      وإن هَتَفْنَا:

      يا رسولَ الله، كُنْ في عَوْنِنَا

      يُعطونَنَا تأشيرةً من غَيْرِ ما رُجُوعْْ

      وإن طَلَبنَا قَلَماً

      لنكتبَ القصيدةَ الأخيرَهْ

      أو نكتبَ الوصيّةَ الأخيرَهْ

      قُبَيْلَ أن نَمُوتَ شَنْقَاً

      غَيَّروا الموضوعْ..

      *

      يا وَطَني المصلوبَ فوقَ حائطِ الكراهيَهْ

      يا كُرَةَ النار التي تسيرُ نحو الهاوِيَهْ

      لا أَحَدٌ من مُضَرٍ.. أو من بني ثَقِيفْ

      أعطى لهذا الوطنِ الغارقِ بالنزيفْ

      زُجَاجَةً من دمِهِ..

      أو بَولِهِ الشريفْ!!

      لا أَحَدٌ.. على امتداد هذه العباءة لمُرقَّعَهْ..

      أهداكَ يوماً مِعْطَفَاً أو قُبَّعَهْ..

      يا وَطَني المكسورَ مثل عشبة الخريفْ..

      مُقْتَلَعُونَ نحنُ كالأشجار من مَكَانِنا..

      مُهَجَّرونَ من أمانينا، وذكرياتِنَا

      عُيونُنا تخافُ من أصواتِنا

      حُكَّامُنا آلهةٌ يجري الدمُ الأزْرَقُ في عُرُوقِهِمْ

      ونحنُ نَسلُ الجاريَهْ

      لا سادةُ الحجاز يعرفُونَنَا..

      ولا رَعَاعُ الباديَهْ.

      ولا أبو الطيب يَسْتَضِيفُنا..

      ولا أبو العتاهيَهْ.

      إذا ضحكنا لعليٍّ مرةً..

      يقتُلنا مُعاويَهْ..

      5

      لا أحدٌ يريدُنا

      من بحر بيروتَ.. إلى بحر العَرَبْ..

      لا الفاطميّونَ، ولا القرامِطَهْ.

      ولا المماليكُ، ولا البرامكَهْ.

      ولا الشياطينُ، ولا الملائكَه.

      لا أحدٌ يريدُنا.

      في المُدُن التي تقايضُ البترولَ بالنساءِ،

      والديارَ بالدولارِ، والتُراثَ بالسُجَّادِ،

      والتاريخَ بالقُرُوشِ، والإنسانَ بالذَهبْ.

      وشَعْبُها يأكُلُ من نِشَارةِ الخَشَبْ!!

      لا أحدٌ يريدُنا..

      في مُدن المقاولينَ، والمضَارِبينَ، والمستَورِدينَ،

      والمُصدِّرينَ، والمُلمِّعين جَزْمةَ السُلْطَةِ،

      والمُثَقّفينَ حسبَ المَنْهَجِ الرسميِّ،

      والمُسْتَأجَرينَ كي يَقُولوا الشِعرَ،

      والمُقدِّمينَ للأمير عندما يأوي إلى فراشِهِ

      قائمةً بأجمل النساءِ..

      والموظَّفينَ في بَلاط الجِنْسِ..

      والمُهرِّجينَ..

      والمُخنَّينَ..

      والمُخوِّضينَ في دِمائِنَا حتى الرُكَبْ..

      لا أحدٌ يقرؤُنَا

      في مُدُن المِلْح التي تَذْبَحُ في العام

      ملايينَ الكُتُبْ..

      لا أحدٌ يقرؤنا

      في مُدُنٍ..

      صارتْ بها مباحثُ الدولةِ

      عرَّابَ الأدبْ..

      6

      مُسَافرونَ نحنُ في سفينة الأحزانْ

      وشَيْخُنا قُرْصَانْ

      مُكوَّمونَ داخلَ الأقفاص كالجُرْذَانْ

      لا مرفأٌ يقبلُنا.

      لا حانةٌ تقبلُنا.

      لا امرأةٌ تقبلُنا.

      كلُّ الجوازات التي نحملُها

      أصْدَرَهَا الشيطانْ

      كلُّ الكتابات التي نكتُبُها.

      لا تُعْجِبُ السلطانْ..

      مُسَافرونَ خارجَ الزَمَان والمَكَانْ

      مُسَافرونَ ضَيَّعوا نقودَهُمْ..

      وضَيَّعوا متاعَهُم، وضيَّعوا أبناءَهُمْ،

      وضيَّعوا أسماءَهمْ، وضيَّعوا انتماءَهُمْ..

      وضيَّعوا الإحساس بالأمانْ

      فلا بَنو هاشمَ يعرفونَنَا، ولا بَنُو قَحْطَانْ

      ولا بَنُو ربيعةٍ، ولا بَنو شَيْبَانْ

      ولا بَنو (لينينَ) يعرفوننا.. ولا بَنُو (ريغانْ)..

      *

      يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ

      إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ

      فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...

      يا وَطَني: كلُّ العصافير لها منازلٌ

      إلا العصافيرَ التي تحترفُ الحريَّهْ

      فهيَ تموتُ خارجَ الأوطانْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #599
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سَمَّيْتُكَ الجَنوبْ

      يالابساً عَبَاءَةَ الحُسَينْ

      وشَمسَ كَرْبَلاءْ

      يا شَجَر الوردِ الذي يحترفُ الفداءْ

      يا ثورةَ الأرض الْتَقَتْ بثورة السماءْ

      يا جَسَداً يطلعُ من ترابهِ

      قَمْحٌ.. وأنبياءْ.

      إسمَحْ لنا...

      بأنْ نَبُوسَ السيفَ في يَدَيْكْ

      إسمحْ لنا..

      أن نعبدَ اللهَ الذي يُطلُّ من عينيكْ

      يا أيُّها المغسولُ في دمائه كالوردةِ الجُوريَّهْ

      أنتَ الذي أعطيتَنَا شهادةَ الميلادْ

      ووردةَ الحريَّهْ..

      سمَّيتُكَ الجَنُوبْ

      يا قَكَر الحُزْن الذي يطلعُ ليلاً من عُيُون فاطِمَه.

      يا سُفُنَ الصَيْد التي تحترفُ المُقَاوَمَهْْ..

      يا سَمَك البحر الذي يحترفُ المُقَاوَمَهْ..

      يا كُتُبَ الشعر التي تحترفُ المُقَاوَمَهْ..

      يا ضِفْدَعَ النهر الذي

      يقرأُ طولَ الليل سُورَةَ المُقَاوَمَهْ..

      يا ركْوَةَ القَهوَةِ فوقَ الفَحْمِ،

      يا أيَّامَ عاشُوراءَ،

      يا شَرَابَ ماءِ الزَهْر في صيدا،

      ويا مآذنَ اللهِ التي تدعُو إلى المقاومَه

      يا سَهَراتِ الزَجَل الشعبيِّ،

      يا لَعلَعَةَ الرَصَاص في الأعراسِ،

      يا زَغْرَدَةَ النساءِ،

      يا جرائدَ الحائط،

      يا فصائلَ النمل التي

      تُهرِّبُ السلاحَ للمُقاوَمَه...

      3

      يا من يُصلّي الفجرَ في حقلٍ من الألغامْ

      لا تنتظرْ من عرب اليوم سوى الكلامْ...

      لا تنتظرْ منهم سوى رَسَائل الغَرَامْ

      لا تلتفِتْ إلى الوراء يا سيّدَنا الإمامْ

      فليس في الوراء غيرُ الجهل والظلام

      وليس في الوراء غيرُ الطين والسُخَامْ

      وليس في الوراء إلا مُدُنُ الطُرُوحِ والأقزَامْ

      حيثُ الغنيُّ يأكلُ الفقيرْ

      حيثُ الكبيرُ يأكلُ الصغيرْ

      حيثُ النظامُ يأكلُ النظامْ..

      4

      سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ

      سَمَّيتُكَ الحُنَّاءَ في أصابع العرائسْ

      سَمَّيتُكَ الشِعْرَ البطوليَّ الذي

      يحفظهُ الأطفالُ في المدارسْ

      سَمَّيتُكَ الأقلامَ، والدفاترَ الورديَّهْ

      سَمَّيتكَ الرصاصَ في أزقّة (النَبْطِيَّهْ)

      سَمَّيتُكَ الصيفَ الذي تحملُهُ

      في ريشها الحَمَامَهْ..

      5

      سمَّيتُكَ الجَنُوبْ

      سمَّيتُكَ المياهَ والسنابلْ

      ونَجْمَةَ الغروبْ

      سَمَّتُكَ الفجرَ الذي ينتظرُ الولادَهْ

      والجَسَدَ المشتاقَ للشهادَهْ

      يا آخرَ المدافعينَ عن ثرى طروادَهْ

      سَمَّيتُكَ الثورةَ، والدهْشَةَ، والتغييرْ

      سَمَّيتُكَ النقيَّ، والتقيَّ، والعزيزَ، والقديرْ

      سَمَّيتُكَ الكبيرَ أيُّها الكبيرْ

      سَمَّيتُكَ الجَنُوب..

      6

      سمَّيتُكَ الجَنُوب

      سمَّيتُكَ النوارسَ البيضاءَ، والزوارقْ

      سَمَّيتُكَ الأطفالَ يلعبونَ بالزنابقْْ

      سمَّيتُكَ القصيدةَ الزرقاءْ

      سمَّيتُكَ البَرْقَ الذي بناره تشتعلُ الأشياءْ

      سمَّيتُكَ المسدَّسَ المخبوءَ في ضفائر النساءْ

      سمّيتُكَ الموتى الذينَ بعد أن يُشيَّعُوا

      يأتونَ للعشاءْ..

      ويَستَريحُونَ إلى فراشهمْ

      ويطمئنّونَ على أطفالهمْ

      وحين يأتي الفجرُ، يرجعونَ للسَمَاءْ..

      7

      سَمَّيتُكَ الجنوبْ

      يا أيُّها الطالعُ مثلَ العُشْب من دفاتر الأيَّامْ

      يا أيُّها المسافرُ القديمُ فوق الشوكِ والآلامْ

      يا أيُّها المُضِيءُ كالنَجْمَة، والساطعُ كالحُسَامْ

      لولاكَ كنّا نتعاطى عَلَناً

      حَشِيشَةَ الأحلامْ

      إسْمَحْ لنا بأن نبوسَ السيفَ في يَدَيْكْ

      إسْمَحْ لنا أن نجمعَ الغُبَارَ عن نَعْلَيكْ

      لو لَمْ تجيءْ يا سيّدي الإمامْ

      كُنَّا أمامَ القائد العِبْريِّ

      مذبوحينَ كالأغنامْ...

      8

      يا سيِّدَ الأمطار والمواسمْ

      يا ثورةً شعبيّةً تحملُ في أحشائها التوائِمْ

      سَمَّيتُكَ الحُبَّ الذي يَسْكُنُ في الخواتمْ

      سَمَّيتُكَ العطرَ الذي يسكُنُ في البراعِمْ

      سَمَّيتُكَ السُنُونُو

      يا سيّدَ الأسيادِ، يا مَلْحَمَة الملاحِم.

      9

      البحرُ نصٌّ أزرقٌ يكتُبُهُ عَليّ

      ومَرْيمٌ تجلسُ فوقَ الرمل كلَّ ليلةٍ

      تنتظرُ المهديّْ.

      وتقطفُ الوردَ الذي يطلع من أصابع الضَحَايا

      وزينبٌ تُخَبّئُ السلاحَ في قَمِيصِها

      وتَجْمَعُ الشَظَايا

      يقطُنُونَ داخلَ المرايا..

      10

      فاطمةٌ تَجيءُ من صُورٍ، وفي ثيابها

      رائحةُ النَعْنَاع والليمونْ

      فاطمةٌ تجيئُني، وشَعْرُها

      يُشْبِهُ هذا الزَمَنَ المجنونْ

      فَاطمةٌ تأتي.. وفي عُيُونها

      خَيْلٌ، وراياتٌ، وثائرونْ

      هل الحروبُ يا تُرى..

      11

      سيذكُرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً

      بين قُرى الجنوبِ،

      تُدعَى (مَعْرَكَهْ).

      قد دافعتْ بصدرها

      عن شَرَف الأرض، وعن كرامة العُرُوبَهْ

      وحَوْلَها قبائلٌ جَبَانةٌ

      وأُمَّةٌ مُفَكَّكَهْ...

      12

      مِنْ بحرها..

      يخرجُ آلُ البيت كلَّ ليلةٍ

      كأنّهمْ أشجارُ بُرْتُقَالْ

      مِنْ بحر صورٍ..

      يطلعُ الخنجرُ، والوردةُ، والموَّالْ،

      ويطلعُ الأبطالْ..

      13

      سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ

      وضِحكَةَ الشمس على مَرَايل الأولادْ

      يا أيُّها القدّيسُ، والشاعرُ، والشهيدْ

      يا أيُّها المَسْكونُ بالجديدْ

      يا طَلْقَةَ الرصاصِ في جبين أهل الكَهْفْ

      ويا نَبيَّ العُنْفْ..

      ويا الذي أطْلَقَنا من أسْرِنا

      ويا الذي حرَّرنا من خَوْفْ.

      14

      يا أيُّها المُهْرُ الذي يصهلُ في بَرِيّة الغَضَبْ

      إيَّاكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العَرَبْ

      فحربُهُمْ إشاعةٌ..

      وسيفُهُمْ خَشَبْ..

      وعشقهمْ خيانةٌ

      ووعْدُهُمْ كَذِبْ

      إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العَرَبْ

      فكلُّها نَحْوٌ.. وصَرْفٌ، وأَدَبْ

      وكلُّها أضغاثُ أحلامٍ، وَوَصْلاتُ طَرَبْ

      لا تَسْتَغِثْ بمازنِ، أو وائلٍ، أو تَغْلبٍ

      قومٌ إسْمُهُمْ عَرَبْ!!.

      15

      يا سيِّدي : يا سيّدَ الأحرارْ:

      لم يبقَ إلا أنتْ.

      في زَمَن السُقُوط والدَمَارْ

      في زمن التراجُع الثوريِّ..

      والتراجع القوميِّ،

      والتراجُعِ الفكريِّ،

      واللصوصِ والتُجَّارْ

      في زمن الفَرارْْ..

      الكلماتُ أصبحتْ، يا سيّدي الجنوب،

      للبيع والإيجارْ

      والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ

      في بلاد النفطِ.. والدولارْ..

      تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ

      والإخوةُ الكرامُ..

      نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ

      وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ

      يا سيّدي الجنوبْ:

      في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ

      في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ

      لم يبقَ إلا أنتْ..

      تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ

      لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ

      فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...

      والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ

      في بلاد النفطِ.. والدولارْ..

      لم يبقَ إلا أنتْ

      تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ

      والإخوةُ الكرامُ..

      نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ

      وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ

      يا سيّدي الجنوبْ:

      في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ

      في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ

      لم يبقَ إلا أنتْ..

      تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ

      لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ

      فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #600
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      مولايَ:

      لا أريدُ منكَ ياقوتاً.. ولا ذَهَبْ

      ولا أريدُ منكَ أن تُلْبِسَني

      الديباجَ والقَصَب

      كلُّ الذي أرجوهُ أن تَسْمَعَني

      لأنني أنقلُ في قصائدي إليكْ

      جميعَ أصواتِ العرب

      جميعَ لَعْناتِ العَرَبْ..

      *

      إن كنتَ –يا مولايَ-

      لا تُحِبُّ الشعرَ والصُداحْ

      فقلْ لسيَّافكَ أن يمنَحني

      حُرّيةَ النِبَاح...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 40 من 42 الأولىالأولى ... 303839404142 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. صباحك سكر نزار قباني
      بواسطة عذبه الصفات في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 11
      آخر مشاركة: 12-06-2016, 12:03 PM
    2. نزاريــات .. كلمات وخواطر نزار قباني .. رسائلي إليه
      بواسطة العزوف في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 16-04-2011, 09:01 AM
    3. من صنعاء إلى جازان نيوز ، رسالة في غاية الأهمية من نزار العبادي
      بواسطة هيبـة ملڪ في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 20-11-2009, 03:12 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com