• دخول الاعضاء

    صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 31 إلى 45 من 50

    الموضوع: صفى الدين

    1. #31
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      جمعتْ في صفاتِكَ الأضدادُ، فلهذا عزتْ لكَ الأندادُ
      زاهدٌ، حاكمٌ، حليمٌ، شُجاعٌ، ناسكٌ، فاتكٌ، فقيرٌ، جوادُ
      شِيَمٌ ما جُمعنَ في بَشرٍ قَطّ، ولا حازَ مثلهنّ العبادُ
      خُلُقٌ يخجِلُ النّسيمَ من العَطفِ، وبؤسٌ يَذوبُ منهُ الجَمادُ
      فلهذا تعمقتْ فيكَ أقوامٌ بأقوالهمْ، فزانُوا وزادُوا
      وغلَتْ في صِفاتِ فضلِك ياسينُ وصادٌ وآلُ سينٍ وصادُ
      ظهرتْ منكَ للورَى معجزاتٌ، فأقرتُ بفضلِكَ الحسادُ
      إن يكذِّب بها عداكَ فقد كذّ بَ مِن قَبلُ قومُ لُوطٍ وعادُ
      أنتَ سرُّ النبيّ، والصّنوُ، وابنُ الـ ـعمّ، والصهرُ، والأخُ المستجادُ
      لو رأى غيرَكَ النّبيُّ لآخاهُ، وإلا فأخطأ الانتقادُ
      بكمْ باهلَ النبيُّ ولم يُلْـ ـفِ لَكُمْ خامِساً سِواهُ يُزادُ
      كنتَ نفساً له، وعرسُك وابناك لديهِ النساءُ والأولادُ
      جَلّ مَعناكَ أن يُحيطَ به الشّعرُ، وتُحصي صِفاتِهِ النقّادُ
      إنّما اللهُ عنكمُ أذهبَ الرجسَ، فردّتْ بغيظشها الأحقادُ
      ذاكَ مدحُ الإلهِ فيكم، فإن فُهتُ بمَدحٍ، فَذاكَ قَولٌ مُعادُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #32
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ فطُولُ مَكثِكَ مَنسُوبٌ إلى العَجَزِ
      هذي المغانمُ فامددْ كفّ منتهبٍ، وفرصة ُ الدهرِ، فاسبقْ سبقَ منتهزِ
      واغزُ العِدى قبلَ تَغزونا جيوشُهُم؛ إنّ الشّجاعَ، إذا مَلَّ الغُزاة َ، غُزي
      والقَ العدوّ بجأشٍ غيرِ محترِسٍ مِنَ المَنايا، وجيشٍ غيرِ مُحترِز
      لا تتركَ الثأرَ مِنْ قومٍ مرادهُمُ إخفاءُ ذِكرٍ لَنا في النّاسِ مُنتَبِز
      ما عذرنا وبنو الأعمامِ ليسَ بها نقصٌ، ولا في صفاح الهند من عوزِ
      بَل كُلُّ مُنصَلِتٍ منّا ومُنصَلِحٍ في كفّ مرتجلٍ منّا ومرتجزِ
      وكلُّ ذي صَمَمٍ في كَفّ ذي هِمَمٍ، وكلُّ ذي مَيَسٍ في كَفّ ذي مَيَزِ
      فاقمَعْ بنا الضّدّ ما دامَتْ أوامِرُنا مطاعة ً، ومعالينا على نشزِ
      إنّ الوِلايَة َ ثَوبٌ قد خُصِصتَ به، جاءَتْ كَفافاً، فلَم تَفضَلْ ولم تَعُزِ
      وافَتكَ إذْ رأتِ العَلياءَ قد نُسِبَتْ إلَيكَ والشّرَفَ الأعلى إليكَ عُزِي
      لُذْنا بظِلّكَ عِلماً أنّ فيكَ لَنا نيلَ الأماني، ومن يلقَ المُنى يفزِ
      ما رَكّبَ اللَّهُ في أحداقِنا بَصَراً، إلاّ لنَفرُقَ بَينَ الدُّرّ والخَرَزِ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #33
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      قَلّوا لَدَيكَ، فأخطأُوا، لمّا دعوتَ فأبطأوا
      وتبرعوا حتء تصولَ، فحينَ صلتَ تبرأوا
      خافوا النَّكالَ، فوَطّدوا، وللفِرارِ تَهَيّأُوا
      دعهمْ، فما كلُّ الأشدة ِ للشدائدِ تخبأُ
      فلسوفَ تسمعُ ما يحلُّ بمَنْ لمَجدِكَ يَشْنَأُ
      فالقَ العُداة َ بطَلعَة ٍ عَنها النّواظرُ تَخسَأُ
      فَلَدَيكَ منّا فِتيَة ٌ، عن ثارِها لا تَفتَأُ
      لجأوا إليكَ بجمعهمْ، ولمثلِ ظلّكَ يلجأُ
      وتَوقّعوا مِنكَ الرّضَى ولما سواهُ توقأوا
      وتَنَبّهوا، فكأنّهُمْ بالزّجرِ فيكَ تَنَبّأُوا
      يا دوحة ! كلُّ الوَرى بِظلالِها يَتَفَيّأُ
      منها الكرامُ تجزأُوا
      إن صُلت غادرنا العُداة َ بكلّ فجٍّ تفجأُ
      وتَجرّعوا غَصَصَ المَنون بما عليهِ تجرأُوا
      فأدرأ: نحرَ العدوّ، فبِالأقارِبِ يُدرأُ
      إنّ الأُصولَ، وإنْ تَبا عد عهدها لاتخطأُ
      واغنمْ جميلَ الذكرِ فهوَ مِنَ الغَنائِمِ أهنَأُ
      فالمرءُ يرزقُ ما يشاءُ مِنَ الزّمانِ، ويُرزَأُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #34
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      مولايَ! إنّي عليكَ متكِلُ، وأنتَ عمّا أرومُ مشتغلُ
      وكَيفَ يُخطىء ُ رأيي ولي مَلِكٌ يُضرَبُ في حُسنِ رأيِهِ المَثَلُ
      فقُمْ بنَصري، فقَد تَقاعدَ بي دَهري، وضاقتْ بعدَكَ الحيَلُ
      ولا تكلْ حاجتي إلى رجُلٍ، ومنكَ في كلّ شعرة ٍ رجلُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #35
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه، فالسّيفُ لا يَقطَعُ في قِرابِهِ
      والليثُ لا يرهبُ منْ زئيره، إذا اغتدى محتجباً بغابِه
      والنجمُ لا يهدي السبيلَ سارياً، إلاّ إذا أسفَرَ من حِجابِه
      والشهدُ لولا أنْ يُذاقَ طَعمُه، لما غدا مميزاً عن صابِه
      إذا بدا نورُكَ لا يصدُّه تزاحمُ المواكبِ في ارتكابِه
      ولا يَضُرُّ البَدرَ، وهوَ مُشِرقٌ، أنّ رقيقَ الغيمِ من نقابِه
      قمْ غيرَ مأمورٍ، ولكنْ مثلمَا هزّ الحسامُ ساعة َ اجتذابِه
      فالعميُ لا تعلمْ إرزامَ الحيا، حتى يكونَ الرّعدُ في سَحابِه
      كم مدركٍ في يومِه بعزمِه، ما لم يكنْ بالأمسِ في حسابِه
      مَن كانتِ السُّمرُ اللّدانُ رُسلَهُ كانَ بُلوغُ النّصرِ من جَوابِه
      لا تُبقِ أحزابَ العُداة ِ، واعتَمِدْ ما اعتَمَدَ النبيُّ في أحزابِه
      ولا تَقُلْ إنّ الصّغيرَ عاجِزٌ، هلْ يَجرحُ اللّيثَ سِوى ذُبابِه؟
      فارمِ ذُرى قَلعتهمْ بقَلعة ٍ تقلعُ أسّ الطودِ من ترابِه
      فإنّها إذا رأتكَ مُقبِلاً، مادَتْ وخرّ السورُ لاضطرابِه
      إنْ لم تحاكِ الدّهرَ في دوامِه، فإنّها تَحكيهِ في انقلابِه
      وأجلُ لهمْ عزماً، إذا جلوتَه في اللّيلِ، أغنى اللّيلَ عن شِهابِه
      عزمُ مليكٍ يخضعُ الدهرُ لهُ، وتسجدُ الملوكُ في أعتابِه
      تُحاذر الأحداثُ من حَديثِهِ، وتَجزَعُ الخُطوبُ مِن خِطابِه
      قد صرفَ الحجابَ عن حضرتِه، وصَيّرَ الهَيبَة َ من حِجابِه
      إذا رأى الأمرَ بعينِ فكرِه، رأى خطاءَ الرأي من صوابِه
      وإنْ أجالَ رأيَهُ في مُشكِلٍ، أعانَهُ الحَقُّ على طِلابِه
      تَنقادُ مَع آرائِهِ أيّامُه، مثلَ انقيادِ اللفظِ مع إعرابِه
      لا يَزجُرُ البارحَ في اعتراضِهِ، ولا غُرابَ البَينَ في تَنَعابِه
      ولا يرى حكمَ النجومِ مانِعاً يرددُ الحزمَ على أعقابِه
      يقرأُ من عنوانِ سرّ رأيِه، ما سَطّر القَضاءُ في كتابِه
      قد أشرَقَتْ بنُورِهِ أيّامُه، كأنّما تبسمُ عن أحسابِه
      يكادُ أن تلهيه عن طالبِه مطالبُ الحمدِ، وعن شرابِه
      ما سارَ للناسِ ثناءٌ سائرٌ إلاّ وحطّ رحلهُ ببابِه
      إذا استجارَ مالهُ بكفّه أدانهُ الجودَ على ذهابِه
      وإنْ كسا الدهرُ الأنامَ مفخراً ظَنَنتَهُ يَخلَعُ من ثيابِهِ
      يا ملكاً يرء العدوَّ قربَه كالأجلِ المحتومِ في اقترابِه
      لا تَبذُلِ الحِلمَ لغَيرِ شاكِرً، فإنّهُ يُفضي إلى إعجابِه
      فالغيثُ يستسقى مع اعتبابِه، وإنّما يُسأمُ في انْسِكابِه
      فاغزُ العِدى بعزمَة ٍ من شأنِها إتيانُ حزمِ الرّأي من أبوابِه
      تُسلِمُ أرواحَ العِدى إلى الرّدَى ، وترجعُ الأمرَ إلى أربابِه
      حتى يقولَ كلُّ ربّ رتبة ٍ: قد رجَعَ الحَقُّ إلى نِصابِه
      قد رَفَعَ اللَّهُ العَذابَ عَنهُمُ، فشمّروا السّاعِدَ في طِلابِه
      رنوا إلى الملكِ بعينِ غادِرِ أطمعَهُ حِلمُكَ في اقتِضابِه
      إن لم تقطعْ بالظبي أوصالهمْ لم تقطعِ الآمالَ من أسبابِه
      لا تَقبَلِ العُذْرَ، فإنّ رَبّهُ قد أضمرَ التصحيفَ في كتابِه
      فتوبة ُ المقلِعِ إثر ذنبِه، وتوبة ُ الغادرِ معَ عقابِه
      لو أنّهمْ خافُوا كِفاءَ ذَنبِهمْ، لم يقدموا يوماص على ارتكابِه
      فاصرمْ حبالَ عزمهمْ بصارمٍ قد بالَغَ القُيُونُ في انتِخابه
      كأنّما النّملُ على صَفحَتِه، وأكرعُ الذبابِ في ذبابِه
      يَعتَذِرُ الموتُ إلى شَفرتِه، وتَقصُرُ الآجالُ عن عِتابِه
      شيخٌ إذا اقتضّ النّفوسَ قُوّضَتْ، ولا تَزالُ الصِّيدُ مِن خُطّابِه
      يُذيقُهم في شَيبِه أضعافَ ما أذاقَهُ القُيونُ في شَبابِه
      يا ملكاً يعتذرُ الدّهرُ لهُ، وتَخدُمُ الأيّامُ في رِكابِه
      لم يَكُ تَحريضي لكُمْ إساءَة ً، ولم أحلْ في القولِ عن آدابِه
      ولا يعيبُ السيفَ، وهوَ صارمٌ، هذُّ يدِ الجاذبِ في نتدابِه
      ذكرُكَ مَشهورٌ، ونَظمي سائرٌ، كِلاهُما أمعَنَ في اغترابِه
      ذكرٌ جَميلٌ غَيرَ أنّ نَظمَهُ يزيدُهُ حسناً مع اصطحابِه
      كالدرّ لا يظهرُ حسنَ عقدِهِ إلاّ جوازُ السلكِ في أثقابِه
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #36
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي، وضاعَ حقيَ بينَ العذرِ والعذلِ
      فقلتُ مع قلة ِ الأنصارِ والخولِ: لو كنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي
      بَنو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ بنِ شَيبانا

      لو أنّني برُعاة ِ العُربِ مُقترِنُ، لهمْ نَزيلٌ، ولي في حَيّهِمْ سَكَنُ
      ومسني في حمَى أبنائهمْ حزنُ، إذنْ لقامَ بنصري معشرٌ خشنُ
      عندَ الحفيظة ِ إنْ ذو لوثة ٍ لانا

      لله قَومي الأُولى صانوا مَنازِلَهمْ عن الخطوبِ، كما أفنوا منازلهمُ
      لا تجسرُ الأسدُ أن تغشَى مناهلهم، قومٌ، إذا الشرّ أبدى ناجذيهِ لهمُ
      طاروا إليهِ زرافاتٍ ووجدانا

      قومٌ، نجيعُ دمِ الأبطالِ مشربهم، ورنة ُ البيضِ في الهاماتِ تطربهم
      إذا دعاهم لحربٍ من يجربهمْ، لا يسألون أخافهمْ حينَ يندبُهم
      في النائباتِ على ما قالَ برهانا

      فاليومَ قومي الذي أرجو بهمْ مددي لأستطيلَ إلى ما لمْ تنلهُ يدي
      تخونني مع وفورِ الخيلِ والعددِ، لكنّ قَومي، وإن كانوا ذوي عَدَدِ
      لَيسوا منَ الشّر في شيءٍ، وإنْ هانا

      يولونَ جاني الأسى عفواً ومعذرة ً كعاجزٍ لم يطقْ في الحكمِ مقدرة ً
      فإنْ رأوا حالة ً في الناسِ منكرة ً، يَجزُونَ من ظُلمِ أهلِ الظّلم مغفرَة ً
      ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانا

      كُلٌّ يَدِلّ على الباري بِعفّتِهِ، ويستكفُّ أذى الجاني برأفتِهِ
      ويحسِبُ الأرضَ تَشكو ثِقلَ مَشيَتِه، كأنّ ربكَ لم يخلقْ لخشيتِهِ
      سِواهُمُ من جَميعِ الخَلقِ إنسانا

      لو قابَلوا كلّ أقوامٍ بما كَسَبوا، ما راعَ سربهمُ عجمٌ ولا عربُ
      بل ارتَضَوا بصَفاءِ العَيشِ واحتَجبوا، فلَيتَ لي بِهمُ قوماً، إذا رَكِبُوا
      شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #37
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      خَطْبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أبكَمُ، وهوًى طَريقُ الحَقّ فيهِ مُظلِمُ
      وقَضيّة ٌ صَمَتَ القُضاة ُ تَرَفّعاً عن فصلها، والخصمُ فيها يحكمُ
      أمسَى الخَبيرُ بها يُسائِلُ: مَن لها، فأجَبتُهُ، وحُشاشتي تَتَضرّمُ:
      إن كنتَ ما تدري، فتلكَ مصيبة ً، أو كنتَ تَدري، فالمُصيبَة ُ أعظَمُ
      أشكو فيَعرِضُ عن مَقالي ضاحكاً، والحرُّ يوجعهُ الكلامُ ويؤلمُ
      ماذاكَ من فرطِ العياءِ، وإنّما لِهَوَى القلوبِ سَريرَة ٌ لا تُعلَمُ
      فلئِنْ عَلا رأسي المَشيبُ، فلم يكُنْ كبراً، ولكنّ الحوادثَ تهرمُ
      فالله يَحرُسُ ماردينَ، فإنها بلَدٌ يَلَذُ بها الغَريبُ ويَنعَمُ
      أرضٌ بها يسطو على الليثِ الطلا، ويعوثُ في غابِ الهزبرِ الأرقمُ
      حالتْ بها الأشياءُ عن عاداتها، فالخيلُ تنهقُ، والحميرُ تحمحمُ
      يجني بها الجاني، فإنْ ظَفِروا بهِ يوماً، يُحَلَّفُ بالطّلاقِ ويُرحَمُ
      شَرْطُ الوُلاة ِ بها بأنْ يَمْضي الَّذي يَمْضي، ويَسْلَمُ عِنْدَهُمْ ما يَسْلَمُ
      لا كالشآمِ، فإنّ شرطَ ولاتِها: اللصُّ يجني، والمقدَّمُ يغرمُ
      ومُعَنِّفٍ في الظّنّ قلتُ له: اتّئِدْ، فأَقصِرْ، فبَعضُ الغَيبِ غَيبٌ يُعلَمُ
      من أينَ يدري اللصُّ أنّ دراهمي لم يبقَ منها في الخزانة ِ درهمُ؟
      صَبَروا، ومالي في البيوتِ مُقَسَّمٌ، حتى إذا اكتملَ الجميعُ تسلمّوا
      يا أيها الملكُ الذي في عصرِهِ كُلُّ المُلوكِ لعَدلِهِ تَتَعَلّمُ
      لا تطمعنّ ذوي الفسادِ بتركهم، فالنذلُ تطغَى نفسهُ إذْ تكرمُ
      إن كانَ من مراراً لم يخفْ قَطعاً، فلا أدري على ما يَندَمُ
      أيَجوزُ أنْ تَخفَى علَيكَ قَضِيّتي، والنّاسُ في مُضَرٍ بها تَتَكَلّمُ
      فإذا شكَوتُ، يقالُ لم يَذهَبْ لهُ مالٌ، ولكنْ ظالِمٌ يتَظَلّمُ
      أيَجوزُ أنْ يُمسي السّقيمُ مُبَرّأً منها، وصِبيانُ المَكاتِبِ تُتْهَمُ
      وأُجيلُ عَيني في الحبوسِ فلا أرى إلاّ ابنَ جاري، أو غلاماً يخدمُ
      أيزارُ في بابِ البويرة ِ راهبٌ ليلاً، فيدري في الصباحِ ويعلمُ
      وتزفُّ داري بالشموعِ جماعة ٌ غُلبٌ، فيُستَرُ عن عُلاكَ ويُكتَمُ
      قومٌ لهمْ ظهرٌ شديدٌ مانعٌ، كُلٌّ بهِ يَدري على ما يُقدِمُ
      لا يَحفِلونَ، وقد أحاطَ عديدُهم بالدّارِ، أيقاظٌ بها أو نُوّمُ
      إن يَظفَروا فتَكوا، وإنْ يُظفَرْ بهِم، كلٌّ عليهِ ينابُ أويستخدمُ
      فأقِمْ حدودَ اللَّهِ فيهِم، إنّهمْ وثقوا بأنكَ راحمٌ لا تنقمُ
      إن كنتَ تخشى أن تعدّ بظالمٍ لهمُ، فإنّكَ للرّعيّة ِ أظلَمُ
      فالحِلمُ في بَعضِ المَواطِنِ ذِلّة ٌ، والبَغْيُ جُرْحٌ، والسّياسة ُ مَرهَمُ
      بالبَطِش تَمّ المُلكُ لابنِ مَراجِلٍ، وتأخّرَ ابنُ زُبَيدَة َ المُتَقَدِّمُ
      وعَنَتْ لمُعتصِم الرّقابُ ببأسِه، ودهى العبادَ بلينهِ المستعصمُ
      ما رتبَ اللهُ الحدودَ، وقصدهُ، في النّاس، أن يَرَعى المُسيءَ ويَرحَمُ
      لو شاءَ قال: دَعوا القِصاصَ، ولم يقلْ بل في القصاصِ لكم حياة ٌ تنعمُ
      إن كانَ تَعطيلُ الحُدودِ لرَحمَة ٍ، فاللهُ أرأفُ بالعبادِ وأرحمُ
      فاجزِ المُسيءَ، كما جَزاهُ بفِعلِهِ، واحكمْ بما قد كانَ ربكَ يحكمُ
      عقرتْ ثمودُ لهُ قديماً ناقة ً، وهو الغنيّ، عن الورى ، والمنعمُ
      فأذاقَهمْ سَوطَ العَذابِ، وإنّهمْ بالرجزِ يخسفُ أرضهمْ ويدمدمُ
      وكَذاكَ خَيرُ المُرسَلِينَ مُحَمّدٌ، وهوَ الذي في حكمِهِ لا يظلمُ
      لمّا أتَوهُ بعُصبَة ٍ سَرقوا لهُ إبلاً من الصدقاتِ، وهو مصممُ
      لم يَعفُ بل قَطَعَ الأكُفّ وأرجُلاً من بَعدِ ما سَمَلَ النّواظِرَ منهُمُ
      ورماهمُ من بعدِ ذاكَ بحرة ٍ، نارُ الهَواجرِ فوقَها تتَضرّمُ
      ورجا أناسٌ أن يرقّ عليهمُ، فأبَى ، وقال: كذا يجازي المجرمُ
      وكذا فتى الخطابِ قادَ بلطمة ٍ ملكاً لغسانٍ، أبوهُ الأيهمُ
      فشكا، وقالَ له: أتلطمُ سوقة ٌ مَلِكاً؟ فقال: أجَل وأنفُك مُرغَمُ
      هذي حدودُ اللهِ من يخللْ بها، فجزاؤهُ، يومَ المعادِ، جهنمُ
      وانظرْ لقولِ ابنِ الحسينِ وقد رأى حالاً يشقُّ على الأبيّ ويعظمُ
      لا يَسلَمُ الشرَفُ الرّفيعُ من الأذى ، حتى يراقَ على جوانبِهِ الدمُ
      هذا فَعالُ اللَّهِ، ثمّ نَبيّهِ، والصحبُ والشعراءُ، فيما نظموا
      فافتُكْ بهمْ فَتكَ المُلوكِ، ولا تَلِنْ فيصحَّ ما قالَ السوادُ الأعظمُ
      واعذِرْ مُحِبّاً لم يُسىء ْ بقَريضِهِ، أدباً، ولكنّ الضرورة َ تحكمُ
      واللهِ ما أسفي على مالٍ مضَى ، إلاّ على استِلزامِ بُعدي عنكُمُ
      فالمالُ مكتسبٌ على طولِ المدى ، والذكرُ ينجدُ في البلادِ ويتهمُ
      هَذي العِبارَة ُ للمُحَقِّقِ عِبرَة ٌ، واللَّهُ أعلَمُ بالصّوابِ وأحكَمُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #38
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا، ولا ينالُ العلى من قدمَ الحذرا
      ومن أرادَ العلى عفواً بلا تعبٍ، قضَى ، ولم يَقضِ من إدراكِها لا ب
      لابدّ للشهدِ من نحلٍ يمنعهُ، لايجتني النفعَ من لم يحملِ الضررا
      لا يُبلَغُ السّؤلُ إلاّ بعدَ مُؤلمة ٍ، ولا تَتِمُّ المُنى إلاّ لِمَنْ صَبَرَا
      وأحزَمُ النّاسِ مَن لو ماتَ مِنْ ظَمإٍ، لا يَقرَبُ الوِردَ حتى يَعرِفَ الصَّدَرَا
      وأغزَرُ النّاسِ عَقلاً مَن إذا نظَرَتْ عيناهُ أمراً غدا بالغيرِ معتبرا
      فقَد يُقالُ عِثارُ الرِّجلِ إن عثرَتْ، ولا يُقالُ عِثارُ الرّأيِ إنْ عَثَرَا
      من دبرض العيشَ بالآراءِ دامَ لهُ صفواً، وجاءَ إليهِ الخطبُ معتذرَا
      يَهونُ بالرّأيِ ما يَجري القَضاءُ بِه، من أخطأ الرأيَ لا يستذنبُ القدرَا
      من فاتهُ العزُّ بالأقلامِ أدركَهُ بالبِيضِ يَقدَحُ من أعطافِها الشّرَرَا
      بكلّ أبيَضَ قد أجرى الفِرِندُ بهِ ماءَ الرّدى ، فلو استقطرتَه قطرَا
      خاضَ العجاجة َ عرياناً فما انقشعتْ حتى أتى بدمِ الأبطالِ مؤتزرَا
      لايحسنُ الحلمُ إلاّ في مواطنِهِ، ولا يَليقُ الوَفَا إلاّ لِمنْ شَكَرَا
      ولا ينالُ العُلى إلاّ فتًى شرفَتْ خِلالُهُ، فأطاعَ الدّهرَ ما أمَرَا
      كالصّالِح المَلِكِ المَرهوبِ سَطوَتُه، فلو توعّدَ قلبَ الدّهرِ لانفطرَا
      لمّا رأى الشرَّ قد أبدَى نواجذَهُ، والغدرَ عن نابِهِ للحربِ قد كشرَا
      رأى القسيَّ إناثاً في حقيقتِها، فعافَها، واستَشارَ الصّارِمَ الذّكَرَا
      فجَرّدَ العَزمَ من قَتلِ الصِّفاحِ لها ملكٌ عن البيضِ يستغني بما شهرَا
      يكادُ يُقرأُ منْ عُنوانِ هِمّتِهِ ما في صحائفِ ظهرِ الغيبِ قد سُطِرَا
      كالبحرِ والدّهرِ في يومَيْ ندًى وردًى ، والليثِ والغيثِ في يوميْ وغًى وقرَى
      ما جادَ للناسِ إلاّ قبلَ ما سألوا، ولا عفا قطّ إلاّ بعدما قدَرَا
      لاموهُ في بذلِهِ الأموالَ، قلتُ لهم: هل تَقدُرُ السُّحبُ ألاّ تُرسلَ المَطرَا
      إذا غدا الغصنُ غضّا في منابتِه، من شاءَ فليجنِ من أفنانِهِ الثمَرَا
      من آلِ ارتقٍ المشهورِ ذكرهُمُ، إذ كانَ كالمِسكِ إن أخفَيتَهُ ظَهَرَا
      الحاملينَ منَ الخطيّ أطولَهُ، والناقلينَ من الأسيافِ ما قصرَا
      لم يَرحَلوا عن حِمَى أرضٍ إذا نزَلوا إلاّ وأبقَوْا بِها مِن جودِهم أثَرَا
      تَبقَى صَنائعُهم في الأرضِ بعدَهمُ، والغَيثُ إن سارَ أبقَى بعدَهُ الزَّهَرَا
      لِلَّهِ دَرُّ سَما الشّهباءِ من فَلَكٍ، فكلّما غابَ نجمٌ أطلعتْ قمرَا
      يا أيّها الملكُ الباني لدولتِهِ ذكراً طوَى ذكرَ أهل الأرض وانتشرَا
      كانتْ عِداكَ لها دَستٌ، فقد صَدَعتْ حَصاة ُ جَدّك ذاك الدّستَ فانكَسَرَا
      فاوقعْ إذا غدروا سوطَ العذابِ بهمْ يظلّ يخشاكَ صرفُ الدّهرِ إن غدرَا
      وارعَبْ قلوبَ العِدى تُنصَرْ بخَذْلِهمُ، إنّ النبيّ بفَضلِ الرّعبِ قد نُصِرَا
      ولا تكدّرْ بهمْ نفساً مطهرَة ً، فالبحرُ من يومِه لا يعرفُ الكدرَا
      ظَنّوا تأنّيكَ عن عَجزٍ، وما عَلِموا أنّ التأنّيَ فيهمْ يعقبُ الظفرَا
      أحسَنتُمُ، فبَغَوا جَهلاً وما اعترَفوا لكم، ومن كفرَ النُّعمى فقد كفرَا
      واسعدْ بعيدك ذا الأضحى وضحّ بهِ وصلْ وصلّ لربّ العرشِ مؤتمرَا
      وانحَرْ عِداكَ فبالإنعامِ ما انصَلَحوا، إنْ كانَ غيركَ للأنعامِ قد نحرَا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #39
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      كَفَى البَدرَ حُسناً أن يُقالَ نَظيرُها، فيزهَى ، ولكنّا بذاكَ نضيرُها
      وحَسْبُ غُصونِ البانِ أنّ قَوامَها يُقاسُ بهِ مَيّادُها ونَضِيرُها
      أسيرَة ُ حِجلٍ مُطلَقاتٌ لِحاظُها، قضَى حسنُها أن لا يفكّ أسيرُها
      تهيمُ بها العشاقُ خلفَ حجابِها، فكَيفَ إذا ما آنَ منها سُفُورُها
      وليسَ عجيباً أنْ غررتَ بنظرة ٍ إليَها، فمِن شأنِ البُدورِ غُرورُها
      وكمْ نظرة ٍ قادتْ إلى القلبِ حسرة ً، يقطعُ أنفاسَ الحياة ِ زفيرُها
      فواعجَبا كم نسلُبُ الأسدَ في الوَغى ، وتسلبنا من أعينِ الحورِ حورُها
      فتورُ الظبَى عندَ القراعِ يشبُنا، وما يُرهِفُ الأجفانَ إلاّ فُتُورُها
      وجذوة ُ حسنٍ، في الخدودِ لهيبُها يشبُّ، ولكنْ في القلوبِ سعيرُها
      إذا آنَسَتها مُقلَتي خَرّ صاعِقاً جناني، وقال القلبُ: لادكّ طورُها
      وسربِ ظباءٍ مشرقات شموسُهُ على جَنّة ٍ عَدُّ النّجومِ بُدُورُها
      تُمانِعُ عَمّا في الكِناسِ أُسُودُها، وتحرسُ ما تحوي القصورُ صقورُها
      تغارُ من الطيفِ الملمّ حماتُها ويغضبُ من مرّ النسيمِ غيورُها
      إذا ما رأى في النومِ طيفاً يزورُها، تَوَهّمَهُ في اليَومِ ضَيفاً يَزورُها
      نظرنا، فاعدتنا السقامَ عيونُها، ولُذنا، فأولَتنا النّحولَ خُصُورُها
      وزرْنا فأسدُ الحيِّ تذكي لحاظَها، ويسمعُ في غابِ الرماحِ زئيرُها
      فيَا ساعدَ اللَّهُ المحبَّ لأنّهُ يرَى غمراتِ الموتِ ثمّ يزورُها
      ولمّا ألَمّتْ للزّيارَة ِ خِلسَة ً، وسجفُ الدياجي مسبلاتٌ ستورُها
      سعَتْ بنا الواشونَ حتى حُجولُها، ونمتْ بنا الأعداءُ حتى عبيرُها
      وهمتْ بنا لولا غدائرُ شعرِها، خُطَى الصّبحِ لكِنْ قيّدَته ظُفورُها
      لياليَ يعديني زاني على العِدى ، وإنْ ملئَتْ حقداً عليّ صدورُها
      ويُسعِدُني شَرخُ الشّبيبَة ِ والغِنى ، إذا شانَها إقتارُها وقَتيرُها
      ومُذْ قلَبَ الدّهرُ المِجَنَّ أصابَني صبوراً على حالٍ قليلٍ صبورُها
      فلَو تَحمِلُ الأيّامُ ما أنا حامِلٌ، لما كادَ يمحو صبغة َ الليلِ نورُها
      سأصبِرُ إمّا أنْ تَدورَ صُرُوفُها عليّ، وإمّا تَستَقيمُ أُمُورُها
      فإنْ تكنِ الخنساءُ، إنّي صخرُها، وإنْ تَكُنِ الزّباءُ، إنّي قَصِيرُها
      وقد أرتَدي ثَوبَ الظّلامِ بجَسرَة ٍ، عليها من الشُّوسِ الحُماة ِ جَسورُها
      كأنّي بأحشاءِ السبّاسِبِ خاطِرٌ، فَما وُجِدَتْ إلاّ وشَخصي ضَميرُها
      وصاديَة ِ الأحشاءِ غضي بآلِها يعزُّ على الشُّعرى العبورِ عبورُها
      ينوحُ بها الخريتُ ندباً لنفسِهِ، إذا اختَلَفتْ حَصباؤها وصُخورُها
      إذا وطئتها الشمسُ سالَ لعابُها، وإن سَلَكتَها الرّيحُ طالَ هَديرُها
      وإنْ قامتِ الحربا تُوَسِّدُ شَعَرَها أصيلاً، أذابَ الطرفَ منها هجيرُها
      تجنبُ عنها للحذارِ جنوبُها، وتُدبِرُ عَنها في الهُبوبِ دَبُورُها
      خَبَرْتُ مَرامي أرضِها فقَتَلتُها، وما يقتلُ الأرضينَ إلاّ خبيرُها
      بخطوة ِ مرقالٍ أمونٍ عثارُها، كَثيرٍ على وَفقِ الصّوابِ عُثُورُها
      ألذُّ منَ الأنغامِ رجعُ بغامِها، وأطيبُ من سجعِ الهديلِ هديرُها
      نُساهِمُ شطرَ العيشِ عِيساً سَواهماً لفَرْطِ السُّرَى لم يَبقَ إلاّ شُطورُها
      حروفاً كنوناتِ الصحائفِ أصبحتْ تخطُّ على طرسِ الفيافي سطورُها
      إذا نظمتْ نظمَ القلائدِ في البُرَى تقلدُها خضرُ الرُّبَى ونحورُها
      طَواها طَواها، فاغتدتْ وبطونُها تجولُ عليها كالوشاحِ ظفورُها
      يعبرُ عن فرطِ الحنينِ أنينُها، ويعربُ عمذا في الضميرِ ضمورُها
      تَسيرُ بها نَحوَ الحِجازِ وقَصدُها ملاعبُ شعبيْ بابلٍ وقصورُها
      فلمّا ترامتْ عن زرودَ ورملِها، ولاحتْ لها أعلامُ نَجدٍ وقُورُها
      وصدّتْ يميناً عن شميط وجاوزتْ رُبَى قطنٍ والشهبُ قد شفّ نورُها
      وعاجَ بها عن رملِ عاجٍ دليلُها، فقامتْ لعرفانِ المرادِ صدورُها
      غَدَتْ تَتَقاضانا المَسيرَ لأنّها إلى نَحوِ خَيرِ المُرسَلينَ مَسيرُها
      تَرُضُّ الحصَى شوقاً لمن سَبّحَ الحصَى لديهِ، وحيّا بالسلامِ بعيرُها
      إلى خَيرِ مَبعوثٍ إلى خَيرِ أُمّة ٍ، إلى خَيرِ مَعبُودٍ دَعاها بَشيرُها
      ومَن أُخمِدَتْ مع وَضعِهِ نارُ فارِسٍ، وزُلزِلَ منها عَرشُها وسَريرُها
      ومَن نَطقتْ تَوراة ُ موسَى بفَضلِهِ، وجاءَ بهِ إنجيلُها وزَبُورُها
      ومَنْ بَشّرَ اللَّهُ الأنامَ بأنّهُ مبشرُها عن إذنِهِ، ونذيرُها
      مُحَمّدُ خَيرُ المُرسَلينَ بأسرِها، وأوّلُها في الفَضلِ، وهوَ أخيرُها
      أيا آية َ اللهِ التي مذْ تبلجتْ على خلقِهِ أخفَى الضلالَ ظهورُها
      علَيكَ سلامُ الله ياخيرَ مُرسلٍ إلى أمة ٍ لولاهُ دامُ غرورُها
      عَليكَ سلامُ اللَّهِ يا خَيرَ شافِعٍ، إذا النّارُ ضَمّ الكافرِينَ حَصِيرُها
      علَيكَ سَلامُ اللَّهِ يا مَنْ تَشرّفَتْ بهِ الإنسُ طُرّاً واستَتَم سُرورُها
      علَيكَ سَلامُ اللَّهِ يا مَن تَعَبّدتْ لهُ الجِنُّ، وانقادَتْ إلَيهِ أُمُورُها
      تشرفتِ الأقدامُ لمّا تتابعتْ إليكَ خطاها، واستمرّ مريرُها
      وفاخرتِ الأفواهُ نورَ عيونِنا بتربكَ، لمّا قبلتهُ ثغورُها
      فضائلُ رامتها الرؤوسُ، فقصرَت، ألَمْ تَرَ للتّقصِيرِ جُزّتْ شُعورُها
      ولو فتِ الوفادُ قدركَ حقَّهُ لَكانَ على الأحداقِ منها مَسيرُها
      لأنكَ سرُّ اللهِ الأيدِ التي تجلتْ، فجلّى ظلمة َ الشك نورُها
      مدينة ُ علمٍ وابنُ عمكَ بابُها، فمِنْ غيرِ ذاكَ البابِ لم يُؤتَ سُورُها
      شموسٌ لكم في الغربِ ردّتْ شموسُها؛ بدورٌ لكم في الشرقِ شقتْ بدورُها
      جبالٌ، إذا ما الهضبُ دكتْ جبالُها؛ بحارٌ، إذا ما الأرضُ غارتْ بحورُها
      فآلُكَ خَيرُ الآلِ والعِتْرَة ُ التي مَحَبّتُها نُعمَى قليلٌ شَكورُها
      إذا جُولِسَتْ للبَذلِ ذُلّ نِظارُها؛ وإنْ سُوجِلَتْ في الفَضلِ عزّ نظيرُها
      وصَحبُكَ خيرُ الصّحبِ والغُرَرُ التي بها أمِنَتْ من كلّ أرضٍ ثُغورُها
      كماة ٌ، حماة ٌ في القراعِ وفي القرَى ، إذا شطّ قاريها وطاشَ وقورُها
      أيا صادقَ الوعدِ الأمين وعدتني ببشرَى ، فلا أخشى ، وأنتَ بشيرُها
      بعثتُ الأماني عاطِلاتٍ لتَبتَغي نداكَ، فجاءتْ حالياتٍ نحورُها
      وأرسلتُ آمالاً خِماصاً بُطونُها إليكَ، فَعادَتْ مُثقَلاتٍ ظُهورُها
      إليكَ، رسولَ اللهِ، أشكو جرائماً يُوازي الجِبالَ الرّاسياتِ صغيرُها
      كَبائرُ لو تُبلى الجبالُ بحَملِها، لدُكّتْ، ونادى بالثُّبورِ ثَبيرُها
      وغالِبُ ظَنّي بل يَقيني أنّها ستمحى ، وإن جلتْ، وأنتَ سفيرُها
      لأنّي رأيتُ العربَ تخفُر بالعصَا، وتحمي، إذا ما أمَّها مستجيرُها
      وبينَ يدي نجوايَ قدمتُ مدحة ً، قضَى خاطري ألا نجيبَ خطيرَها
      يروي غليلَ السامعينَ قطارُها، ويَجلُو عُيُونَ النّاظرِينَ قَطُورُها
      هيَ الرّاحُ لكنْ بالمَسامعِ رَشفُها، على أنّهُ تفنى ويبقى سرورُها
      وأحسنُ شيءٍ أنني قد جلوتُها عليكَ، وأملاكُ السّماءِ حُضورُها
      تَرومُ بها نَفسي الجزاءَ، فكُنْ لها مُجيزاً بأنْ تُمسي وأنتَ مُجيرُها
      فلابنِ زُهَيرٍ قد أجَزْتَ ببُردَة ٍ علَيكَ، فأثرَى من ذويهِ فَقيرُها
      أجِرْني، أجِزْني، واجزِني أجرَ مَدحتي، ببردٍ، إذا ما النارُ شبّ سعيرُها
      فَقابِلْ ثَناها بالقَبولِ، فإنّها عَرائسُ فِكرٍ، والقَبولُ مُهورُها
      وإنْ زانضها تطويلُها واطرادُها، فقد شانَها تَقصيرُها وقُصورُها
      إذا ما القَوافي لم تُحِطْ بِصفاتِكمْ، فسِيّانِ منها جَمُّها ويَسيرُها
      بمدحِكَ تمّتْ حِجّتي، وهيَ حُجّتي على عُصبَة ٍ يَطغَى عليّ فُجورُها
      أقُصُّ بِشَعري إثرَ فَضلِكَ واصِفاً عُلاكَ إذا ما النّاسُ قُصّتْ شعُورُها
      وأسهَرِ في نَظمِ القَوافي، ولم أقُلْ: خليليّ هل من رقدة ٍ أستعيرُها
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #40
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      خَمِدَتْ لِفَضْلِ وِلادِكَ النّيرانُ، وانشَقّ من فَرَحٍ بكَ الإيوانُ
      وتزلزلَ النّادي، وأوجسَ خيفة ً مِن هَولِ رؤياهُ أنوشِروانُ
      فتأوّلَ الرؤيا سَطيحُ وبَشّرَتْ بظُهورِكَ الرّهبانُ والكُهّانُ
      وعليكَ إرميّا وشَعيا أثنَيا، وهُما وحِزقيلٌ لفَضلِكَ دانُوا
      بفضائلٍ شهدتْ بهنّ السحبُ والـ ـتوراة ُ والإنجيلُ والفرقانُ
      فوُضِعتَ للَّهِ المُهَيمِنِ ساجِداً، واستبشرتْ بظهورِكَ الأكوانُ
      متكملاً لم تنقطعْ لكَ سرة ٌ شَرفاً، ولم يُطلَقْ علَيكَ خِتانُ
      فرأتْ قصورُ الشّامِ آمنَة ً، وقد وَضَعَتكَ لا تَخفى لها أركانُ
      وأتتْ حليمة ُ وهي تنظرُ في ابنِها سِرّاً تَحارُ لوَصفِهِ الأذهانُ
      وغَدا ابنُ ذي يَزَنٍ ببَعثِكَ مُؤمِناً سِرّاً ليَشهَدَ جَدَّكَ الدّيّانُ
      شرحَ الإلهُ الصدرَ منكَ لأربعٍ، فرأى المَلائكَ حَولَكَ الإخوانُ
      وحبيتَ في خمسٍ بظلّ غمامة ٍ لكَ في الهواجرِ جرمُها صيوانُ
      ومَرَرتَ في سَبعٍ بدَيرٍ فانحَنَى منهُ الجدارُ، وأسلمَ المطرانُ
      وكَذاكَ في خَمسٍ وعشرينَ انثنى نَسطورُ منكَ، وقَلبُهُ مَلآنُ
      حتى كملتَ الأربعينَ، وأشرقتْ شمسُ النبوة ِ، وانجلى التبيانُ
      فرَمَتْ رجومُ النيراتِ رجيمَها، وتَساقطتْ من خَوفِكَ الأوثانُ
      والأرضُ فاحتْ بالسّلامِ عليكَ، والـ ـأشجارُ، والأحجارُ، والكثبانُ
      وأتَتْ مَفاتيحُ الكُنوزِ بأسرِها، فنهاكَ عنها الزهدُ والعرفانُ
      ونَظرتَ خلفَكَ كالإمامِ بخاتَمٍ أضحَى لدَيهِ الشكُّ، وهوَ عِيانُ
      وغدَتْ لكَ الأرضُ البسيطة ُ مَسجداً، فالكلُّ منها للصلاة ِ مكانُ
      ونُصِرْتَ بالرُّعبِ الشّديدِ على العِدى ، ولكَ المَلائكُ في الوَغَى أعوانُ
      وسعَى إليكَ فتى سلامَ مسلِّماً طَوعاً، وجاءَ مُسَلِّماً سَلمانُ
      وغدتْ تكلمُكَ الأباعرُ والظبا، والضّبُّ والثّعبانُ والسِّرحانُ
      والجِزعُ حَنّ إلى عُلاكَ مُسَلِّماً، وببَطنِ كَفّكَ سَبّحَ الصّوّانُ
      وهَوَى إلَيكَ العِذقُ ثمّ رَدَدتَهُ في نَخلَة ٍ تُزهَى بهِ وتُزانُ
      والدّوحَتانِ، وقد دَعوتَ، فأقبَلا حتى تَلاقَتْ منهما الأغصانُ
      وشكا إليكَ الجيشُ من ظمإِ بهِ، فتَفَجّرَتْ بالماءِ منكَ بَنانُ
      ورَدَدتَ عَينَ قَتادَة ٍ من بَعدِ ما ذهبَتْ، فلَم يَنظُرْ بها إنسانُ
      وحكَى ذِراعُ الشّاة ِ مُودَعَ سُمّه، حتى كأنّ العُضوَ منهُ لِسانُ
      وعَرَجتَ في ظَهرِ البُراقِ مُجاوِزَ الـ ـسّبعِ الطباقِ كما يشا الرحمانُ
      والبدرُ شقّ وأشرقتْ شمسُ الضّحى بعدَ الغروبِ، وما بها نقصانُ
      وفضيلة ٌ شهدَ الأنامُ بحقّها، لايستطيعُ جحودَها إنسانُ
      في الأرضِ ظِلّ اللَّهِ كنتَ، ولم يلُحْ في الشّمسِ ظِلُّكَ إنْ حَواكَ مكانُ
      نُسخَتْ بمَظهَرِكَ المَظاهرُ، بعدَما نُسِختْ بملّة ِ دينِكَ الأديانُ
      وعلى نُبُوّتِكَ المُعَظَّمِ قَدرُها، قامَ الدليلُ، وأوضحَ البرهانُ
      وبكَ استغاثَ الأنبياءُ جميعهمْ، عندَ الشدائدِ، ربهمْ ليعانوا
      أخذَ الإلهُ لكَ العهودَ عليهِمُ، من قبلِ ما سمحتْ بكَ الأزمانُ
      وبكَ استغاثَ اللهَ آدمق عندما نُسِبَ الخِلافُ إليهِ والعِصيانُ
      وبكَ التجا نوحٌ وقد ماجتْ بهِ دُسْرُ السّفينَة ِ، إذْ طغَى الطّوفانُ
      وبكَ اغتدى أيوبُ يسألُ ربَّهُ كَشفَ البَلاءِ فزالَتِ الأحزانُ
      وبكَ الخليلُ دعا الإلهَ، فلم يخفْ نَمرودَ إذْ شُبّتْ له النّيرانُ
      وبكَ اغتدى في السّجن يوسفُ سائلاً رَبّ العِبادِ، وقَلبُهُ حَيرانُ
      وبكَ الكليمُ غداة َ خاطبَ ربَّهُ سألَ القبولَ، فعمَّهُ الإحسانُ
      وبكَ استبانَ الحقُّ بعدَ خفائه، حتى أطاعَكَ إنسُها والجانُ
      ولوَ أنّني وفّيتُ وصفَكَ حقَّهُ، فَنِيَ الكَلامُ وضاقَتِ الأوزانُ
      فعلَيكَ من رَبّ السّلامِ سَلامُهُ، والفَضلُ والبَركاتُ والرّضوانُ
      وعلى صِراطِ الحقّ آلُكَ كلّما هَبّ النّسيمُ، ومالَتِ الأغصانُ
      وعلى ابنِ عمّكَ وارِثِ العِلمِ الذي ذَلّتْ لسَطوَة ِ بأسِهِ الشّجعانُ
      وأخيكَ في يومِ الغديرِ، وقد بدَا نُورُ الهُدى وتآخَتِ الأقرانُ
      وعلى صحابتكَ الذينَ تتبّعوا طُرُقَ الهُدى ، فهَداهمُ الرّحمانُ
      وشَرَوا بسَعيهِمُ الجِنانَ، وقد دَرَوا أنّ النّفوسَ لبيعِها أثمانُ
      يا خاتمَ الرّسلِ الكرامِ وفاتحَ الـ ـنّعمِ الجِسامِ، ومَن لهُ الإحسانُ
      أشكُو إليكَ ذنوبَ نَفسٍ هَفوُها طبعٌ عليهِ رُكّبَ الإنسانُ
      فاشفَعْ لعَبْدٍ شانَهُ عِصيانُهُ؛ إنّ العبيدَ يشينُها العِصيانُ
      فَلكَ الشّفاعة ُ في مُحبّيكمْ، إذا نصبَ الصراطُ، وعلقَ الميزانُ
      فلقد تعرضَ للإجازة ِ طامِعاً في أن يكونَ جزاءَهُ الغفرانُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #41
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      فيروزجُ الصبحِ أمْ ياقوتة ُ الشفقِ، بدَتْ فهَيّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ
      أمْ صارِمُ الشّرقِ لمّا لاحَ مُختَضِباً، كما بَدا السّيفُ مُحمَراً من العلَقِ
      ومالتِ القضبُ، إذْ مرّ النسيمُ بها، سَكرَى كما نُبّهَ الوَسنانُ من أرَقِ
      والغيمُ قد نشرتْ في الجوّ بردتُه ستراً تمدُّ حواشيهِ على الأفُقِ
      والسحُّبُ تَبكي، وثَغرُ البَرّ مُبتَسِمٌ، والطّيرُ تَسجَعُ من تيهٍ ومن شَبَقِ
      فالطّيرُ في طرَبٍ، والسُّحبُ في حَربٍ، والماءُ في هربٍ، والغصنُ في قلقِ
      وعارضُ الأرضِ بالأنوارِ مكتملٌ، قد ظلّ يشكرُ صوبَ العارِضِ الغدِقِ
      وكلّلَ الطلُّ أوراقَ الغصونِ ضُحًى كما تكلل خدُّ الخودِ بالعرقِ
      وأطلَقَ الطّيرُ فيها سَجْعَ مَنطِقه، ما بَينَ مُختَلِفٍ منهُ ومُتّفِقِ
      والظلُّ يسرقُ بينَ الدوحِ خطوتَه، وللمِياهِ دَبِيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
      وقد بدا الوردُ مفتراً مباسمُهُ، والنرجِسُ الغضُّ فيها شاخصُ الحدقِ
      من أحمرٍ ساطعٍ، أو أخضرٍ نضرٍ، أو أصفرٍ فاقعٍ، أو أبيضٍ يققِ
      وفاحَ من أرجِ الأزهارِ منتشراً نشرٌ تعطرَ منهُ كلُّ منتشقِ
      كأنّ ذكرَ رسولِ اللهِ مرّ بها، فأكسبتْ أرجاً من نشرهِ العبقِ
      مَحمّدُ المُصطفَى الهادي الذي اعتصَمَتْ بهِ الورَى ، فهداهم أوضحَ الطرُقِ
      ومن لهُ أخذَ الله العهودَ على كلّ النّبييّنَ من بادٍ ومُلتَحِقِ
      ومَن رَقي في الطِّباقِ السّبعِ مَنزِلَة ً، ما كانَ قطّ إليها قبلَ ذاكَ رَقي
      ومَن دَنا فتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ، كقابِ قَوسَينِ أو أدنَى إلى العُنُقِ
      ومَن يُقَصِّرُ مدحُ المادِحينَ لَهُ عَجزاً ويَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَّلقِ
      ويُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إنْ أُريدَ لَهُ وصفٌ، ويفضلُ مرآهُ عن الحدقِ
      علاً مدحَ اللهُ العليُّ بها فقال إنكَ في كلٍّ على خلقِ
      يا خاتمَ الرسلِ بعثاً، وهي أولُها فضلاً، وفائزُها بالسبقِ والسبقِ
      جمعتَ كلّ نفيسٍ من فضائلهمْ، مِن كلّ مُجتَمِعٍ منها ومُفترِقِ
      وجاءَ في محكمِ التوارة ِ ذكرُك والـ ـإنجيلِ والصّحُفِ الأولى على نَسَقِ
      وخصكَ اللهُ بالفضلِ الذي شهدتْ به، لعمرُكَ، في الفرقانِ من طرقِ
      فالخلقُ تقسمُ باسمِ اللهِ مخلصة ً، وباسمِكَ أقسمَ ربُّ العرشِ للصدقِ
      عَمّتْ أياديكَ كلَّ الكائناتِ، وقد خُصّ الأنامُ بجُودٍ منكَ مُندَفِقِ
      جودٌ تفلتَ أرزاقَ العبادِ به، فنابَ فيهمْ منابَ العارضِ الغدِقِ
      لو أنّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصَتَ بهِ، لكانَ من شرّ إبليسَ اللّعينِ وُقي
      أو أنّ عزمكَ في نارِ الخليلِ، وقد مستّهُ، لم يَنجُ منها غيرَ مُحترِقِ
      لو أنّ بأسكَ في موسَى الكليمِ، وقد نوجي، لما خرّ يومَ الطورِ منصعقِ
      لوْ أنّ تبعَ في محلِ البلادِ دَعا للهِ باسمكَ، واستسقى الحيا لسُقي
      لو آمنَتْ بكَ كلُّ النّاسِ مُخلِصة ً، لم يُخشَ في البعثِ من بخسٍ ولا رَهَقِ
      لو أنّ عبداً أطاعَ اللهَ ثمّ أتَى ببُغضِكُمْ، كانَ عندَ اللَّهِ غَيرِ تَقي
      لو خالفتكَ كماة ُ الجنّ عاصية ً أركَبَتهم طَبقاً في الأرض عن طَبَقِ
      لو تودعُ البيضُ عزماً تستضيءُ به لم يُغنِ منها صِلابُ البيضِ والدَّرَقِ
      لو تَجعَلُ النّقعَ يومَ الحربِ متّصِلاً بالليلِ، ما كشفتهُ غرة ُ الفلقِ
      مَهّدَتَ أقطارَ أرضِ اللَّهِ، مُنفَتحاً بالبِيضِ والسُّمرِ منها، كلُّ مُنغلِقِ
      فالحربُ في لذذٍ، والشركُ في عوذٍ، والدينُ في نشزٍ، والكفرُ في نفقِ
      فضلٌ بهِ زينة ُ الدنيا، فكانَ لها كالتاجِ للرأسِ، أو كالطوقِ للعنقِ
      وآلكَ الغررِ اللاتي بها عرفتْ سبلُ الرشادِ فكانتْ مهتدى الغرقِ
      وصحبِكَ النُّجبِ الصِّيد الذينَ جرَوا إلى المناقبِ من تالٍ ومستبقِ
      قومٌ متى أضمرتْ نفسٌ امرىء ٍ طرفاً من بُغضِهم كانَ من بعد النّعيمِ شَقي
      ماذا تقولُ، إذا رُمنا المَديحَ، وقَد شَرّفْتنا بمَديحٍ منكَ مُتّفِقِ
      إن قلتَ في الشّعرِ حكمٌ، والبَيانُ بهِ سحرٌ، فرغبتَ فيهِ كلّ ذي فرقِ
      فكنتَ بالمدحِ والإنعامِ مبتدئاً، فلو أرَدنا جزاءَ البَعضِ لم نُطِقِ
      فلا أخلُّ بعذرٍ عن مديحكمُ، ما دامَ فكريَ لم يرتج ولم يعقِ
      فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً، فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
      فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهداً، فالخلقُ تفنى ، وهذا إن فنيتُ بقي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #42
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      بكُم يَهتَدي، يا نبيّ الهُدى ، وَليٌّ إلى حُبّكُمْ يَنتَسِبْ
      به يكسبُ الأجرَ في بعثِهِ، ويَخلُصُ من هولِ ما يكتَسبْ
      وقد أمّ نحوكَ مستشفعاً إلى اللَّهِ، ممّا إلَيهِ نُسِبْ
      سلِ اللهَ يجعلْ له مخرجاً، ويرزقُهُ من حيثُ لا يحتسبْ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #43
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      يا عِترَة َ المُختارِ يَا مَن بهِم يفوزُ عبدٌ يتولاهمُ
      أعرفُ في الحشرِ بحبّي لكم، إذْ يُعرَفُ النّاسُ بسِيماهُمُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #44
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      يا عِترَة َ المُختارِ يا مَن بهِمْ أرجو نجاتي من عذابٍ أليمْ
      حديثُ حبي لكمُ سائرٌ، وسرُّ ودي في هواكمْ مقيمْ
      قد فُزْتُ كلَّ الفَوزِ إذْ لم يَزَلْ صراطُ ديني بكمُ مستقيمْ
      فمن أتَى اللهَ بعرفانِكُمْ فقد أتَى اللهث بقلبٍ سليمْ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #45
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ ـهِ وطاغي قريشٍ وكذابِها
      وباغي العِبادِ وباغي العِنادِ، وهاجي الكِرامِ ومُغتابِها
      أأنتَ تفاخرُ آلَ النبي وتَجحدُها فَضلَ أحسابِها
      بكمْ باهلَ المصطفى أمْ بهمْ فردَّ العداة َ بأوصابها
      أعَنكُمْ نَفَى الرِّجسَ أم عَنهمُ لطهرِ النفوس وألبابِها
      أما الرِّجسُ والخَمرُ من دابِكم، وفرطُ العبادة ِ من دابِها
      وقلتَ ورِثنا ثيابَ النّبيّ، فكَمْ تَجذبِونَ بأهدابِها
      وعندَكَ لا يُورِثُ الأنبياءُ، فكَيفَ حَظيتُمْ بأثوابِها
      فكَذّبتَ نَفسَكَ في الحالَتَينِ، ولم تعلمِ الشهدَ من صابِها
      أجَدُّكَ يَرضَى بما قُلْتَهُ، وما كانَ يوماً بمرتابِها
      وكانَ بصفينَ من حزبهمْ، لحربِ الطغاة ِ وأحزابها
      وقد شمرَ الموتُ عن ساقِهِ، وكشرتِ الحربُ عن نابِها
      فأقبلَ يدعو إلى حيدرٍ، بإرغابِها وبإرهابِها
      وآثَرَ أن تَرتَضيهِ الأنامُ منَ الحكمينِ لأسبابِها
      ليُعطي الخِلاَفَة َ أهلاً لها، فلَمْ يَرتَضوهُ لإيجابِها
      وصلذى مع الناسِ طولَ الحياة ِ، وحيدَرُ في صَدرِ مِحرابِها
      فهَلاّ تَقَمّصَها جَدُّكم، إذا كان، إذْ ذاك أحرَى بِها
      لِذا جُعِلَ الأمرُ شُورى لهم، فهل كانَ من بعضِ أربابِها
      أخامِسَهُمْ كانَ أمْ سادِساً، وقد جلبتْ بينَ خطابِها
      وقولكَ أنتمْ بنو بنيهِ ولكن بَنو العَمّ أولى بِها
      بنو البنتِ أيضاً بنو عمّهِ، وذلِكَ أدنَى لأنسابِها
      فدَعْ في الخلافة ِ فَصلَ الخِلافِ، فليستْ ذلولاً لركابِها
      وما أنتَ والفَحصَ عن شانِها، وما قَمّصوكَ بأثوابِها
      وما ساورتكَ سوء ساعة ٍ، فَما كنتَ أهلاً لأسبابِها
      وكيفَ يخصّوكَ يَوماً بِها ولمْ تتأدّبُ بآدابِها
      وقلتَ بأنّكُمُ القاتِلونَ أسودَ أمية َ في غابِها
      كذَبَتَ وأسرَفتَ فيما ادّعَيتَ، ولم تنهَ نفسكَ عن عابِها
      فكَم حاوَلَتها سَراة ٌ لَكُمْ، فردتْ على نكصِ أعتابِها
      ولولا سيوفُ أبي مسلمٍ لعزتْ على جهدِ طلابِها
      وذلكَ عَبدٌ لهمْ لا لَكُمْ، وسَعيِ السُّقاة ِ بأكوابِها
      وكنتُم أسارى بَبطنِ الحُبوسِ، وقد شفكم لثمُ أعقابِها
      فأخرَجَكُمْ وحَباكُمْ بِها وقَمّصَكُم فَضَل جِلبابِها
      فجازَيتموهُ بشرّ الجزاءِ، لطَغوى النّفوسِ وإعجابِها
      فدَعْ ذكرَ قومَ رَضوا بالكَفافِ، وجاؤوا الخِلافَة َ مِن بابِها
      همُ الزّاهدونَ، همُ العابدونَ، هُمُ السّاجدونَ بمِحرابِها
      هُمُ الصّائمون، هُمُ القائمون، هُمُ العالمون بآدابِها
      همُ قطبُ ملة دينِ الإلهِ، ودورُ الرّحَى حولَ أقطابِها
      عليكَ بلهوكَ بالغانياتِ، وخَلِّ المَعالي لأصحابِها
      ووصفِ العذارِ وذاتِ الخمارِ، ونعتِ العقارِ بالقابِها
      فذلك شأنُكَ لا شأنُهُمْ، وجَرْيُ الجِيادِ بأحسابِها
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. سيف الدين قطز
      بواسطة ولد الربيعه في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 19-04-2017, 01:33 AM
    2. حكم الدين في شخص نوي الصيام ثم مرض
      بواسطة زمن النسيان في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 20-06-2015, 11:35 PM
    3. مشاركات: 17
      آخر مشاركة: 29-12-2013, 03:14 AM
    4. رد الدين إلى أهله
      بواسطة هايمه بذكراك في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 18
      آخر مشاركة: 18-06-2013, 07:01 AM
    5. غربة الدين
      بواسطة شمس ألاحلام في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 04-02-2012, 01:36 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com