• دخول الاعضاء

    صفحة 27 من 28 الأولىالأولى ... 1725262728 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 391 إلى 405 من 408

    الموضوع: خطوات تغفو على عتبات الرحيل

    1. #391
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      احتشدت الأنفاس بصدمة ..
      و تقطّعت الكلمات ..
      اختنقت الأحرف .. فلم ينطق ..
      انعقد جبينه ما بين صدمة .. و عدم استيعاب ،، حين شلّت أحاسيسه أمام أحرف اسمها ..
      في لحظة كان أبعد ما يكون عن التفكير بمصيبته المتجلية بشخصها ..
      أبعد ما يكون عن تجرّع المرارة و تذكّر ما هي عليه .. و ما أصبحت بالنسبة له ..
      في الوقت الذي كان قد تعمّد التناسي .. ليقتطع شهرين راحة قبل أن تقتحم حياته عنوة ..
      تنبلج من العدم لتذكّره ..
      شعر بأن آخر مرّة رآها فيها أو التقاها كانت منذ سنوات ..!
      و لم يعد يكترث مؤخرا لإظهار النية الحسنة للجميع بالمرور و السلام عليها ..!
      اعتماده على قرب موعد الزواج في تفسير أي افتراق بينهما كان يكفيه ..
      من غياهب ذاكرته .. راح يستعيد تلك الليلة البعيدة التي التقاها فيها ..
      مذ متى كانت ..؟!
      أسبوعين ..؟! أو أكثر ..
      شعر بان دهرا يفصله عن انفجارها ذاك .. و وعوده ..
      و انقبض قلبه لسببٍ لا يعرفه .. فيما تقلّصت فرائصه .. دون أن يملك إجابة على تصريحها باسمها ..
      عاد الصوت الرخيم يتساءل بتوتر ..
      - حامـــــد ..؟!
      اعتصرت قبضته القويّة هاتفه المتحرّك و هو يصيخ لاسمه يتردد عبر الهاتف ..
      هذا النداء ناقض توسّل الفراق بينهما آخر مرّة ..!
      هل تجاوزت الأمر اذا ..؟!
      فكّرت بكلماته جيدا ربّما و تستطيع رمي كل ما حدث خلف ظهرها ..؟!
      تذكّر وعده البائس بأن ينسى هو بدوره يوما ما ..!!
      ما أكذبه ..!
      سيموت و لا زالت أخيلة تلك الكارثة تتراقص امام عينيه .. تسخر منه ..
      تمزّقه ..
      اشتدّ ضغطه على أسنانه ..
      و ابتلع أحاسيسه المصدومة و مبعثرة إثر مفاجأة اتصالها ..
      و تقمّص هدوءه و هو يقول لها ناظرا للأوجه العديدة قربه ..
      - لحظة وحدة ..
      و وقف على قدميه يحث الخطى نحو الباب الخارجي ممسكا بالهاتف في قبضةٍ قاسيا ..
      و مائة سؤال و سؤال يتصادمون في صدره عن سبب إتصالها ..
      ما ان خرج من الملحقات و المجالس الخارجية لبيت عمّه حتى قطع - حوش - البيت بخطواتٍ واسعة متعجّلة .. مبتعدا أكثر عن أقرب أذنٍ قد تلتقط غرابة ستكسو حديثه معها ..
      رفع الهاتف إلى أذنه و أزاح زخم احاسيسه و انفعاله جانبا ..
      أحرفٌ يقتلعها من جوف الصمت .. راسخة .. تخترق خطوط الهاتف منبّهة ..
      تعلمها أي ثباتٍ يسكنه ..
      - هــــــلا عفــــــرا ،،
      ذات التهدّج يبلغه ،، و أنفاسها تبوح بحجم التوتر الذي يخالجها بحديثها معه ..
      - مرحبــا .. آآ .. آآحم .. شحالك ..
      حالــــــه ..!
      لن تتصل لتسأله عنه بالتأكيد ..
      هو التمهيد لانزلاقات المرارة بينهما ربما ..
      أ إستجد شيءٌ ما ..؟!
      - الحمد الله .. شحالكم انتو .. و شحال يدوه ..
      لمَ يلمس اهتزازات صوتها ..
      و يستشعر قلق أحرفها .. ؟!
      - بخير يعلك الخير .. آآمم .. مشغول ..؟
      سمع أصواتٌ ترتفع من خلفيّة الصمت التي تركها تسود بعد أحرفها .. ليرد ببساطة ..
      - لااا .. شي فخاطرج .. ارمسي ..؟!
      تكلّمت الآن بسرعة ..
      - ابوية سيف حولك ..؟!
      ما دخل جدّه الآن ..؟!
      - لا في الميلس و أنا في الحوش .. بلاكم ..؟!
      أصواتٌ تتخبط حول صوتها .. تذمّراتٍ ربّما .. أو شيءٌ آخر ..
      صخبٌ مفاجئ فقط ..
      قبل أن تعود هي لتقول بعجل .. و كأنها تسعى لانهاء الأمر ..
      - حـامـــــــد ،، عدنــــا مشكلة ..!!
      تلاشت ملامحه بدهشة من كلمتها و هو يكرر بهدوء ..
      - مشكلة ..؟!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    2. #392
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لا نداءاتهم قد تنتشلها من ألمها الباذخ ذاك .. و لا التوسلات ..
      فتّشت عن زاوية خافية .. لتتهاوى في ظلمتها .. بعيدا عن أي يدٍ دخيلة قد تتطفل على حطامها لتلملمه ..!
      تلكّ الدمعة التي تشبّثت مستميتة بزاوية جفنها ..
      هوت بتعب مرّ ،،
      لتسقط على خدّها ،،
      تنحدر لتخطّ أخدودا من حريق في روحها قبل الوجه ،،
      ملامحٌ ذبلت ..
      و أحاسيسٌ شابت ..
      و روح يكسوها التجعّد ..
      لا يشبه ذاك الحزن القابع في روحها شيء ،،
      هو حزن النهاية ،،
      يقينها بأن كل شيءٍ توقّف .. كل الخيوط الواهية تقطّعت ..
      كل قصور الهواء الهشّة .. هدّت ..
      هي النهاية ،،
      حيث لا امتداد للطريق بعدها ،،
      لا شي سوى ستارٌ يسدل على رماد أحاسيسها ..
      و ترنيمة الصبر تشدو معلنة رحيل ..
      و سقوط ..!
      النهاية ..
      و لا شيء آخر ..
      تلك الكفّ المعروقة التي لطالما التقطت حبّات الدموع من وجنتيها لتدسّها بعيدا عن ناظريه ..
      تشبّثت مستميتة برأس عصاتها القصيرة ..
      تلتمس ثباتا أبعد ما يكون عن بقايا روحها الممزقة ..
      قلبها يؤلمها ..
      ألم حارق يسري في أطرافها ..
      يحاكي سخونة الدمع التي تدفّقت لتنهمر سيولا تغمر شقوق الدهر في وجنتيها ..
      حين انتزع ذاك ابنها من أحضانها .. و رماه في غياهب النسيان ..
      قطّع سبل الوصل .. و فؤادها ..
      و تلاشى الدفء من أيامها بفقد إحدى أبناءها ..
      و أمام ذاك الإنكسار المرّ .. و حزنها الأبكم ..
      ما الذي كان يلهيه ..؟!
      هل بادلها صبرها صبرا ..؟!
      كان مسند عجزها يهتزّ تحت يدها النحيلة ..
      و حرارة الدمع تتصاعد أبخرة ضبابية تعمي عينيها ..
      تغرق زواياها المتجعّدة.. تبلل وجهها المغضّن بالألم ،، تغرق السنوات التي دسّت بين طيّات تجاعيده ..
      حتى روحه الوجلة .. راح الوجع ينحسر منها ببطء .. مخلّفا ظلمة باردة ..
      راحت تغزو بكاءها .. و احساسها ..
      راحت تنشل الدفء من قلبها ..
      و ترتعش قبضة عصاها من بين أناملها .. قبل أن تنفلت .. لتتراقص ثانية في الهواء ..
      و كأنما تريد التشبّث بصاحبتها أكثر مما تريد تلك الصاحبة ..
      قبل أن تهوي ،، فترتطم انحناءة رأسها بالأرضيّة الرخامية ..
      لتتقافز لثوانٍ على صلابة الأرضة ..
      تنفض عن كاهليها ،، مرارة صاحبتها .. صبرها ..
      و الانتظار ..!
      أ هو الرحيل ..؟!
      ذاك السلام الذي راح يشل أطرافها و هي تنزلق في الظلمات الأخيرة ..؟!
      أهي ماضية ..؟ إلى حيث يقبع ذاك الحبيب ..؟!
      صورٌ من غابرة كانت قد ادّخرتها في الذاكرة ،،
      تتراقص أمام عينيها المغمضتين ..
      لتنبسط أساريرها ،، مع تعلّق دمعة أخيرة على أطراف هدبها الذابل ..
      و تمد يدا في الهواء .. و هي تحلّق هاوية ،،
      فترتطم بأرضها ..
      و تبللها دمعة ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    3. #393
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      متأكدة انج بخير ..؟!
      كلماته العصبية .. كشفت مبلغ توتّره ..
      فسحب نفسا طويلا و هو يهدّئ من نفسه ،،
      ارتفعت عيناه لوجهها مجددا .. لتصطدم بعينين فقط تبرزان من خلف البرقع .. و هي تجلس معه في قاعة الانتظار ..
      منتظرين النداء الأخير لرحلتهم ..
      عينينٍ فارغتين .. شاردتين ،،
      لمعة من الزجاج الهشّ تكسوها .. تعده بدموعٍ جافة .. تحتضر في محاجرٍ عاجزة عن البكاء ..
      تخشّبها في جلستها تلك .. و انعقاد يديها في حجرها بهدوء ..
      سكون أنفاسها أفزعه ..
      و الجمود الذي وصلت به .. حديثها المختصر بإجابتين مقتضبتين ..
      لم تكن طبيعيّة .. الصورة التي أتت بها ناقضت تماما ما خشي أن تكون عليه ..
      توقع انفجارا مريعا بعد ما ستقدم على فعله مع يقينه بانه أمعن في زرع أفكار مغايرة في رأسها ..
      و تأكده بانه حرص على أن تعتقد بأن هذه هي الخطوة الحقيقية لانهاء معاناة أختها ..
      إلا أنه توقّع بأن فراق أختها أو خذلانها بتلك الطريقة سيؤلمها ..
      و سيتركها محطّمة ..
      صوت أجوف اندفع من تحت انسدال برقعها الأسود ،، الذي ترك احساسا حالكا على تعابير عينيها ..
      و هي تردد بغرابة ..
      - بخيــــــر ..!
      تدفقت الكلمة باحساسٍ أغرب ..
      لم تكن اقرارا بالحالة ..
      شبه سؤال .. خالطه عتب بارد ..
      أو كانت تسخر بالكلمة ..؟!
      تنهّد ببطء .. و هو يراقب شرودها المتجمّد ..
      يتآكله القلق ،، تمنى لو أنه لم يبلغه إلا شظايا حطامها ..
      لو أنها أتت مبتلّة .. مغرقة بالدموع ..
      لو لامته على فكرته .. أو حتى صرخت ..
      أظهرت الندم أو أي شيءٍ آخر .. !!
      لكن لا شيء ..!!!
      انتفاضة واحدة أفلتتها من جسدها حين ارتفع صوتٌ أنثوي بارد في قاعة الإنتظار منبّها بمكبّرات الصوت على رحلتهم ..
      راقب أناملها تنكمش في قبضة قويّة .. و كأنها تكابد عسرا ما ..!!
      قبل أن ينبهها ..
      - خولة نشّي .. رحلتنــــــا ..
      استدار رأسها نحوه ببطء شديد .. تلقي نظرة باهتة اتجاهه .. و عينيها الغائمتين لا تتركان تعبيرا واحدا يلتصق بها ..
      قبل أن تنهض بتثاقل و هي تلتقط حقيبتها ..
      بعد أن هشّمت ما يكفي من القلوب ..
      هي لحظة للرحيل آنت ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    4. #394
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      نفس طويل ملأت به رئتيها .. و عينيها تلتصقان بزجاج النافذة .. تراقب سكون تلك الغريبة في الخارج ..
      استدارت خلفها .. لتجد أن عفرا لا زالت تراقب هاتفها بتوتّر ،،
      نورة تمسك بأخيها الصغير في حين راحت أمّها تحاول أن تحث جدّتها على فتح الباب الموصد ..
      و دانة تتوسط زخم الأوراق الثبوتية لتراجعها بدقّة ..
      و كأنما تأمل إيجاد شيءٍ ما بينها ..!
      أعادت عينيها لشفافية الزجاج .. لتغدق بنظراتها على انزواء ذاك الجسد الضئيل وسط الكرسي المتحرّك ..
      و مسحة من الحزن و الشفقة تسود روحها ..!
      انحناءة الكتفين تلك كانت مثقلة بالخذلان ..
      و تطلّع الوجه اتجاه الباب الرئيسي في ترقّب يائس .. كان موجعا ..
      ما الذي دفعها لتحشر نفسها في كل هذا الألم .. و تحطّم قلوب الآخرين ..؟!
      لم هذا اليأس كلّه يحيط بها هالة ..و كأنها جرّت إلى هنا عنوة ..!
      أ كانت تعمد للقدوم .. أم أنها أُجبرت .. و لا يد لها في كل الدمار الذي يوشك على الوقوع ..
      شفافية روحها استطاعت لمس الإنكسار في انحناءة ظهر تلك الغريبة ..
      لذلك جرّت خطاها بذات الصمت الذي تسكه منذ دهور .. متوجّهة للخارج ..
      ما الذي تنشده منها ..؟!
      ما الذي يدفعها للشعور بالأسى على هذه الغريبة التي تسببت بالألم لتلك العظيمة ..؟!
      ما الذي يشدّها .. لتجمع صمتها .. و تنثره في الخارج ..
      و تجاور حطام تلك الشابة في الظلام ..
      تفتح الباب الخشبي لينزلق نور الردّهة راسما طريقا طويلا من النور .. تمنّت لو تسلكه ،،
      لكنّه اظلم ما ان تركت الباب ينزلق خلفها بهدوء .. و خطواتها تنتهي أمامه ..
      لا حركة من جسد الغريبة قد توحي بانتباهها للقادم خلفها ..
      و لا اهتمامها به ..؟!
      و تساءلت في داخلها عمّا تنتظر ..؟!
      ما الذي تترقب عودته ..؟!
      أختها لن تعود بالتأكيد بعد أن ألقت بها هنا ..!!
      بخطى تتعثر ما بين إرتباكٍ و تردد .. تحرّكت ببطء .. نحو درجات سلّم المدخل ،، متجاوزة كرسيّها .. لتجلس على أولى عتباته ،،
      تسند هدوء روحها على كفٍّ من انتظار .. دون أن تتطفل على تمزّق صاحبة الكرسي ..
      و تشمخ بنظرها للباب الضخم و قد شرّعت مصاريعه ..
      ترتقب ..
      من ..؟!
      لا تدري ..
      هو المجهول وحده القادم ..
      و ما قد تخفيه الساعات القادمة من فك عقدة لهذه الأحجية ،،
      نسائم الصيف الدافئة أيضا .. أبت إلا أن تتخلخل انتظارهما ..
      تشاركهن الهدوء ..
      تتراقص على ايقاع خفقاتها الهادئة .. و أنغام أنفاسها البطيئة ..
      كان الهدوء يلفّها ..
      يحيط روحها .. يدغدغ أحاسيسها ..
      فيما تصيخ صممها .. و يستشعر قلبها قدوم شيءٍ ما ..
      هناك ما يوشك على اقتحام حياتهم .. !
      .
      .
      .
      .
      تقطيبة .. و زفرة حادة أفلتتها كانت الرد على دانة التي قالت بقلق و هي تطالع جلوس المها قرب الشابة في الخارج ..
      - أخاف تسوي بالمها شي ..؟!
      نظرت لها عفرا بقلق .. و هي تنقل عينيها بين أختها التي تحتل أولى عتبات درج المدخل .. و المرأة المستقرّة بظهرٍ منحني على كرسيها و رأسٌ متخاذل يراقب الباب الرئيسي ..
      و قالت بصوتٍ تطرد منه التوتر ..
      - شوه بتسوي بها يعني ..؟! ما تشوفينها هب رايمة تمشي ع ريولها ..
      ألصقت نورة وجهها بالنافذة و هي تضّم أخاها لصدرها بحذر ..
      - أخاف انه فخ .. و انها هب مشلولة .. بس يالسة ع الكرسي .. و فجأة تعفد ع المها .. و تخطفها ..
      نظرت لها عفرا بغل .. كانت أبعد ما يكون عن خيالات نورة المجنونة ..
      - شوه فلم هندي .. و الله ما عندج سالفة ..
      نظرت لها نورة بطرف عينها ثم توجّهت نحو الأريكة الأقرب تضع شقيقها النائم عليها..
      - خليت السوالف لج .. وينه ريلج هذا .. عنبوه من متى متصلين به ..!!
      صاحت دانة بحماس .
      - موووووتررر .. موووووتررر يااااااااااااااااااي ..!!! حشى لو طارية مليون يا نورة ..
      دققت عفرا في السيارة القادمة .. مع قفز المها بسرعة من مكانها .. و اقتحامها الصالة ..
      و هي تبحث عنهن بعينها قبل أن تلتقط وقوفهن أمام النافذة لتشير بحماس نحو الباب الذي ارتد خلفها ..
      - سياااااه .. سيااااه ..
      أومأت عفرا لها بسرعة و هي تقول لهن ..
      - أنا بظهر .. أشوفـ ........
      بترت عبارتها مع ارتفاع رنين هاتفها المتحرّك في يدها .. ترفعه محدّقة إلى رقم حامد الذي تألق بقوة على شاشته ..
      احتقنت رئتها بالهواء الذي احتبسته ،،
      و هي ترفع الهاتف لأذنها بيدٍ مرتعشة ..
      - مرحبـــــا ،،
      - أنا خاري ،،
      و كأنها لا تعلم ،،
      لكنّ اجابته المختصرة بصوّته العميق .. أرسلت قشعريرة باردة على طول ظهرها ،،
      سحبت نفسا عميقا حين انقطع الخط بينهما ..
      و التفتت لنظرات أخواتها ..
      - حامد خاري .. أنا بظهر له ..
      أومأت نورة موافقة بحماس و عيناها تلمعان بإثارة مفاجئة ..!
      فيما هرولت دانة نحو النافذة مجددا ..
      - الله وناسة .. بداا الآآآكشن ..!!
      ثم أطلقت ضحكة قصيرة متحمّسة ..
      دفعت عفرا خطواتها نحو الباب بعجل .. و هي تلفّ غطاء رأسها بإحكام ..
      ليس هذا وقت التفكير بوضعها أو غيره ..
      لو كان الموقف مغايرا لهذا .. لكنت قد فكّرت مطوّلا بأي طريقة قد تعامل هذا الرجل ..
      بعد المواجهة الأخيرة .. كيف لها أن تتعايش معه ..
      قال بأنه أخ لا أكثر ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    5. #395
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لكنّه أخ غريب و لا تعرفه .. يعلم بفضيحتها التي تدسّ عن الأعين ..
      أخ لا يراها سوى وصمة عار .. و باح لها صدقا بأن ذلك يؤذيه .. و أن قربها يذكّره بذاك العار ..
      و أن لا رابط بينهما سوى شهامته ..
      ابتعلت أفكارها بقسوة .. و هي تشدّ على يديها مع فتحها للباب ..
      و توجّهها للسيارة التي وقفت في منتصف - الحوش - ..
      متجاهلة الفتاة ذات الكرسي .. و ارتعاشاتها ..
      الأمر لا يتعلّق بها و به هنا ..
      بل هو خارج دائرتها تماما .. و الا لما لجأت له ..
      عليّها أن تحكّم عقلها تماما ،،
      ستتعامل مع الأمر برمّته بعمليّة فائقة ..
      و على هذه الفكرة نصبت قامتها ،، و هي تقطع المسافة بخطواتٍ متعجّلة ،،
      ما ان بلغت منتصف المسافة بينهم .. حتى ترجّل حامد من سيّارته بعد أن أطفأ محركها و صفق بابها ..
      و تقدّم منها ليلقاها في منتصف الطريق ،،
      تلك المسافة التي تطوى بينهما .. زرعت الرهبة في أعماقها .. و ذات الخوف الأزليّ من ذلّه ..
      قشعريرة باردة سرت على طول روحها .. و خطواتها تتباطأ مع اقترابه حتى توقّفت ..
      لن تتقدم الآن ..
      وحده من عليه بلوغها ..
      كانت الجديّة تنحت ملامحه ،، و هو يتقدّم منها بعجل ..
      و صوته الرجولي ،، يسابقه فيصلها ..
      - السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
      بيدٍ مرتبكة تلمّست مقدّمة رأسها لتتدارك أي شعرةٍ قد تفرّ خارج الغطاء .. رغم ثقتها بثباته ..!
      و رعشةٌ احتوت كفّها التي تلقّفها في وسع راحته بمصافحة سريعة .. و هي تتحكم باستماتة في صوتها ..
      - و عليكم السلام و الرحمه ،،
      كانت عينه تطمح لما خلفها .. توقف قريبا منها ..
      خطواتٌ بينهما ..
      و خشيت ..
      خشيت لو أن مسامعه تلتقط شيئا من جنون نبضاتها ..
      هبطت عيناه لوجهها مجددا و هو يقول بسرعة ..
      - شحالج ..؟!
      ففرّت عيناها إلى كل مكانٍ إلا لقيا نظراته .. و هي تقول بسرعة ..
      - بخير الحمد الله .. شحالك ..
      وضع يده على فكّه و عينه تشمخ من جديد لما هو خلفها ..
      يراقب صاحبة الكرسي باهتمامٍ حقيقي ..
      - الحمد الله ،، هاي هي ..؟!
      كان يشير لها ..
      لتلك القابعة في الظل .. على كرسيٍّ بدواليب منزلقة ..
      لتجيبه بهدوء ..
      - هيه ..
      أعاد نظرته لعفرا و هو يقطب ..
      - ختها ما ردّت ..
      فهزّت عفرا رأسها بلا صامتة ..
      ليومئ هو بتفهّم .. قبل أن يشير بيده ..
      - خلينا نسير لها ..
      .
      .
      .
      .
      ذاك الأمل الذي انتعش حين أنارت مصابيح السيارة الطرق الداخلية للمنزل ،،
      ذبل بالسرعة ذاتها التي انبثقت في روحها بتلات الفرح بعودتها ..
      الإنشراح الذي لم يدم لثوانٍ و هي تملأ مآقيها بالنور القادم .. انسلّ بعيدا و تركها فريسة في الظلمة التي راحت تنهشها بصمتٍ قاتل ..
      و استبشارها بعودة خولة ،، خُنق حتى قبل أن تصرخ به في أعماقها .. و هي ترى ذاك الرجل يترجّل من السيارة المعنية ..
      خولة لم تعد ..
      تركتها هنا ..
      خولة ألقت بها في أوجه الغرباء و مضت ..!
      و شلّ الخذلان أطرافها .. و أدمعها تشقّ الطريق مجددا لزوايا الجفون غير مصدّقة ..
      لا .. أختها لا تفعل بها هذا ..
      لم تكذب عليها .. لم تستغفلها ..
      لم ترمها ..
      و تهرب ..
      هذا كلّه لم يحدث ..
      الأمر فقط أنه ...
      أنه ..
      أنه ..
      .
      .
      أنه ماذا ..؟!
      الأمر .. أنها هي من تجلس الآن مجرّدة في العراء ..
      ملقيّة ..
      فلا أبٌ يكترث ..
      و لا إخوةٌ يعلمون بوجودها ..
      و الظهر الذي قضت حياتها بأكملها تستند عليه .. انسلّ بعيدا .. لتتهاوى عزائمها أرضا ..
      ارتعشت ..
      خائفة .. وحيدة .. محطّمة ..
      لا زالت الصدمة تتخلخل عظامها ..
      تجمّد أوصالها ..
      و لا زال قبسٌ من أمل كاذب ..
      يضيء أعماقها ،،
      يخبرها بأن خولة ستعود .. لتنتشلها بعيدا عن هذه الفوضى ..
      بعيدا عن هذا الرفض الصارخ ..
      بعيدا عن كل أنملة قد تمتد لتخدش روحها بأذى ..
      شعرت بالبلل يبرّد خدودها ..
      و تعجّبت ..!!
      أتبكي ..؟!
      كيف وصلت لهذا الترف .. للتنفيس ..؟
      فيما تشعر بأنها تختنق الآن ..
      و أن ثقل ما يدور حولها .. يجثم على صدرها ..
      يضغط على أنفاسها ..!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    6. #396
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      تلك القامة المديدة للرجل القادم اجتذبت أنظارها لتنفض عظامها مع اقترابه ..
      صوته العميق زلزل الثبات الضئيل الذي تبقّى .. و هي تستوعب تفاصيل وجهه ..
      الوجه الذي لا تراه للمرة الأولى ..
      الوجه الذي تدس عنه صورة في بقعةٍ بعيدة عن هنا ..
      بقعة تمنّت لو أنها تحتضنها الآن ..
      - السلام عليكم و رحمة الله ..
      كان يحدّثها و هو قابعٌ في أسفل سلّم المدخل حانيا رأسه ..
      وحدها الفتاة الطويلة التي استقبلتهم صعدت بهدوءٍ لتقف قربها ..
      كان يسلّم عليها ..
      لكنّها لم تستطع اجترار الأحرف من حنجرتها للاجابة ..
      لمحةٌ فيه ذكّرتها بشخصٍ آخر ..
      ذكّرتها بذاك البعيد ..
      ذاك الكبير الذي لو كان هنا لذاد عنها مبعدا كل ألم ..
      و ارتعشت الدموع في مآقيها ..
      أين هو الآن ..؟!
      لما لا يأتِ .. ألا يعلم أنها بحاجته ..
      و أنه لو لم يقف سدا منيعا فسينهشها استنكارهم و الرفض ..
      و استرسلت دموعها و الشهقات مجددا ..
      و هي تدسّ وجهها بين يديها المرتجفتين ..
      و كلماتٍ متقطّعة ترسلها من بين شهقاتها مستنجدة ..
      - غـ.. غيـ..ـث .. غـ..ــيييييييث .. غـ.. ـيييث .. آآآآآآه ..
      و انفجرت دلائل الإستفهام على محيّا عفرا و حامد ..
      و الأخير يعقد جبينه بشدّة ..
      فيما تدلّى فك الأولى بذهول و هي تراقب بكاء المرأة ..
      ما علاقتها بغيث ..؟!

      * * * * *

      توقّف أمام باب الشقّة و هو يستند على الجدار بكتفه الأيسر ..
      مرهقٌ للغاية ..
      دوارٌ خفيف يلفّ رأسه ،، في اللحظة التي بدا بأن ألما يزحف إلى ذراعه المضمّدة ..
      باليد التي تمسك كيسا ملؤه المهدّءات و المضادات الحيوية .. حرر إصبعا يلتقط به مفاتيحه من جيب البنطال الذي يرتدي ..
      كان منظره مزريا للغاية ..
      الدماء تلطّخ ملابسه .. و شعره انتفض في ثورة مجنونة .. عكست شراسة ملامحه المحتدّة بألم ..
      أمال جسده الفارع على الباب الخشبي ليدسّ المفتاح فيه و يديره ..
      ثم دفع الباب بيده اليسرى متجنّبا تحريك اليمنى التي بدأت تنبض بألم حقيقي ..
      و انسلّ بضخامته عبر الباب ليدلف إلى الشقّة ..
      لحظة واحدة من صفاء اكتسحت ذهنه و هو يغلق الباب خلفه ..
      قبل أن يرتمي ثقلٌ مفاجئ على صدره ليترنّح إثر الصدمة خطوتين إلى الوراء .. و هو يتشبّث بالجسد الملتصق به ..
      النشيج العالي الذي اخترق مسامعه ،، و الجسد الصغير الذي استكان على صدره ..
      و يدين ضئيلتين راحتا تشدّان ظهره إليها بجنون ..
      شتتت تفكيره للحظاتٍ طويلة .. لم يستطع خلالها إلا الإنصات لدوي قلبه الذي فرقع بجنون .. يخالط صوتها و كلماتها تتكسر على صدره ..
      و هو يكافح لالتقاط أنفاسٍ تعسّرت عليه .. و حرارة أدفأت أطرافه بقربها ..
      فيما راح الدوار الذي يلفّ رأسه يشتد ..
      - غيييييييث .. غيييييييث .. وييييين .. ويييييين سرررررررت .. انااااااااا خففففت عليييييييك .. ليييييييش أبطييييييت ..
      توسّل طفلة تلتمس الأمان في دفئه .. أرسل رجفة في أعماقه ..
      للحظة كاد أن ينغمس في تلك النشوة التي انتشرت في صدره و هي تلجأ إليه ..
      تنكسر عليه ..
      و يشهد ضعفها .. ليحتويها بقوّته ..
      للحظة واحدة كاد أن يلفّ يده السليمة ليضمّها .. و يمسح على رأسها ..
      و يهدئها ..
      للحظة أوشك على أن ينحني مجددا أمام أحاسيسٍ خرقاء لطالما غررت به ..
      لكنّه لم يفعل ..
      جسده العريض يتصلّب بقوّة .. و يده السليمة تسقط كيس الأدوية أرضا .. لتنتزع يديها عن ظهره ..
      تطبق على معصمها لتبعدها بخشونة عنه ..
      لا يريد قربها هذا ..
      يكره إحساسه الغريب نحوها .. و اللين الذي تصبح عليه أحاسيسه ..
      نظراته القاسية ارتطمت بوجهها المحمرّ المبتلّ .. و أجفانها المنتفخة من فرط البكاء ..
      و دون كلمة أخرى .. أفلت معصمها بصمت بارد .. ليتحرّك للأمام متجاوزا نحيبها ..
      فارا من مشاعر الحنان التي تدفّقت في عروقه .. امام مرآها على ذاك الحال ..
      باكية .. مشعّثة ..
      و خائفة عليه ..!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    7. #397
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      صرّ على أسنانه بغضب يخمد جنون نبضاته المرتفعه ..
      و هو يخطو بقسوة للأمام ..
      و كأنما يدوس على جماح قلبه في طريقه ..!
      .
      .
      .
      .
      لم تصدّق أنه هنا .. و أنها تراه ..
      و أنه سليما معافى ..
      مخضّب بالدم .. لكنّه بخير ..
      شعورها الرهيب الذي مزّقها رعبا في الساعات الأخيرة انحسر فور رؤيته تاركا الصدارة للطمأنينة التي تغلغلت روحها برؤية ملامحه السمراء الملتوية بألم ..
      لينفجر قلبها في اللحظة التي دلف فيها ..
      غير مصدّقة بأنها تلمسه .. و أنه ماثلٌ أمام عينيها ..
      حي .. و بصحّة جيّدة ..
      تلك الصلابة أفضل من هجومٍ توقّعته .. رغم أن انسلاله البارد من بين يديها أوجعها ..
      كانت لا تملك زمام دموعها التي راحت تتدفق بقوّة ..
      تعلم أنه غاضب منها ..
      لكنّها لم تقصد إيذاءه .. الرب يعلم أن كل ذلك حدث دون أن تفهم كيف ..!!
      شهقاتها راحت تهزّ جسدها الصغير .. و هي تبعد بكفّها شعرها الملتصق بوجهها الندي ..
      تجاوزها متقدّما لغرفة النوم .. و وقعت عيناها على الكيس الذي أسقط للتو ،،
      حاملا علامة المركز الصحي ..
      خنقها الألم .. و هرولت خلفه بسرعة .. متجاهلة ثبات خطواته المواصلة ..
      و تشبّثت بطرف فانيلته القطنيّة .. و هي تنشج ..
      - غيييييث .. غييييييث .. أنااا آآآسفة .. آآآسفة ..
      كان يتقدّم متجاهلا تخبّط كلماتها ..
      بكت بشدّة أمام جمود ملامحه الغاضبة .. و شراسة نظراته السوداء ..
      توقّفت في طريقه و هي تضع يديها على صدره لتوقفه ..
      - و الله .. و الله ما كنت متعمدة .. و حتى .. حتى ما ادررري كيف اشتغلت المكينة اروحهاااا ... و الله انيييه هب قاااصدة .. انت روعتنييييه .. و اللـ ....
      بتر عبارتها بزمجرة مدوّية ..
      انطلقت غلظة صوته لترتدّ عن الجدران .. و ترتج لها نوافذ و هو يصرخ بوجهها .. في ذات اللحظة التي امتدت يده لتنغرس في شعرها و تشدّه بقسوة .. جارا جسدها كلّه نحوه ..
      - باااااااااااااااااااااس .. بااااااااااس .. صخيييي .. و لااا أسمع كلمة وحدة .. بسسس .. و لاااا كلمة ..
      اختنقت كلماتها و بكاءها يحتشد في حلقها و استمرتّ الشهاقات بالإنفلات في قوّة أمام قسوة قبضته ..
      شعرت بأنها تقف على أطراف أصابعها من فرط جذبه لشعرها .. و أنفاسه الساخنة المنفعلة تلفح وجهها ..
      خشونتها تخدش مسامعها .. و حرارتها تجرح وجنتيها ..
      هزّ قبضته المطبقة على شعرها بقوّة .. متجاهلا شهقاتها .. و هي تمدّ يدا تحاول إفلات قبضته .. و يدا تستند بها إلى صدره الذي راح يعلو و يهبط بجنون ..
      - انتيييي ما تسمعيييين .. ؟؟؟ أقوووولج ما ريييد أسمع صوووووتج .. حتى نصخج .. مااا أرييييد أسمع شي ..
      على وشك أن يقتلع شعرها .. يشدّه بقبضة مجنونة .. أصابتها بالدوار ..
      لكنّ أكثر ما أصابها بالذعر هو صراخه القويّ .. و لمعان عينيه القاسيتين بوحشيّة مميتة ..
      سدّت فمها بإحدى يديها لتخنق شهقاتها .. و يدٌ ضعيفة مرتعشة راحت تدفع صدره في محاولاتٍ هزيلة ..
      فيما تجرّ الدموع بعضها بعض على جوانب وجهها ..
      إعتصر الألم رأسها لتغلق عينيها بخوف ..
      تختبئ من تلك الوحشيّة السوداء في عينيه ..
      تختفي من أمام غضبه ..
      تحتبس حتى أنفاسها .. و تكتم شهقاتها كي لا تثيره ..
      في اللحظة التي ظنّت أنها على وشك أن تفقد وعيها .. انفلتت قبضته .. لتنزلق على مؤخّرة رقبتها .. و هو يجرّها لصدره بعنف ..
      فيرتطم وجهها بصلابته ..
      و احدى ذراعيه تلفّها بقوّة ..
      تضمّها لقوّته .. و هو يشدّ عليها ..
      حتى بلغها ضجيج خافقه الذي تعالى ملتصقا بجبينها ..
      .
      .
      أغمض هو عينيه بقوّة .. و قلبه يتقافز في صدره بعنف ..
      فيما يحتويها بين يديه ..
      آلمه ذعرها الشديد منه رغم أنه واجهه مراتٍ و مرات ..!
      لكنّ انكسارها الليلة كان فضحا ..
      فادحا ..
      و عبراتها الصادقة توجعه ..
      هذه إمرأة لا يعرف الهدوء قربها ..!
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    8. #398
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ما ان وجدت أنها تلتمس الأمان بحقٍّ حتى انفجرت بالبكاء مجددا ..
      و يديها تعتصران فانيلته القطنيّة ..
      كان نواحها يختنق على صدره الذي راح يشدّها إليه و كأنما يريد إيلاجها بين أضلعه ..
      و صوتٌ هامسٌ ينفث قمّة رأسها و هو يتّكئ عليها بتعب و أنفاسه الثائرة تبعثر شعرها ..
      - ليش .. ؟ ليش دوم اتحدينيه على الأذيّه ..؟ ليش اتخلينيه أظهر أخس ما فيّه عليج ..
      ثانية فقط أعقبت كلماته .. قبل أن يسقط ذراعه من حولها .. ليجذب نفسه بعيدا عنها ..
      تركه لها فجأة أورثها شعورا بالهجران و هو يتركها متوجّها للغرفة ..
      غطّت وجهها بكفيّها .. تخنق نشيجها الذي راحت تقاوم للسيطرة عليه ..
      لا حيلة لها سوى البكاء ..
      للمرة الأولى تراه يتألم .. يعاني ..
      للمرة الأولى تلمس إحساسا بشريا صادقة ..
      لكنّ ما يقتلها هو أن تكون سببا في إيلامه ..
      توجّهت للمطبخ الصغير .. بنيّة التماسك هناك ..
      ارتشفت بعضا من الماء بين شهقاتها .. قبل أن تغرق وجهها بصفائه لينحسر حاملا معه دموعها ..
      أمسكت برأسها الذي بدأ يضجّ بصداعٍ مؤلم إثر الساعات التي قضتها في البكاء المتواصل ..
      ما الذي ستفعله الآن ..؟!
      تقف مكتوفة اليدين .. ؟!
      لا .. لن تفعل ذلك .. خرجت للصالة لتجلس فيها .. فسقطت عينيها على أكياس الطعام التي كان قد تركها قبل الحادثة على الطاولة .. ثم راحت تفتّش بعينيها عن كيس الدواء الذي أسقطه ..
      تفكير جيد ..
      الطعام .. و الدواء ..
      أقل ما قد تقدّمه بعد الأذية التي ألحقت به ..
      عله يغفر لها تلك الغلطة ..!
      .
      .
      .
      .
      في اللحظة التي دلف فيها غرفة النوم داهمه رنين هاتفه المزعج ..
      نظر له شزرا متجاهلا المكالمة .. و هو يفتّش في الأدراج عن شيءٍ يبدّل به ثيابه المتّسخة ..
      سرعان ما اختنق تقافز الهاتف .. و خمد هادئا على الطاولة أمام تجاهله ..
      لكنّ هدوءه لم يستمرّ طويلا .. فانطلق ضجيجه بعد لحظاتٍ ليكسر الهدوء .. و يستفزّ اعصابه المرهقة ..
      تقدّم من الهاتف ليلتقطه بسرعة .. دون أن ينظر للرقم .. و يجيب ببرود أبعد ما يكون عنه ..
      - ألوه ..؟!
      - غيث وينك عن تيلفونك ياخي .. متصلبك فوق العشر مرات ..!!
      ملأ رأسه صوت حامد الذي تحدّث بفروغ صبر ،، لينطلق صوته بذات النبرة الجليدية ..
      - كنت راقد .. شوه عندك ..
      انخمد صوت حامد لبرهة .. قبل أن يأتيه معتذرا بحرج ..
      - اسمحليه و الله .. ما دريت ..
      رفع غيث حاجبا و هو يقول بصوتٍ قاسٍ ..
      - متصل تتعذر .. خلصنا .. شعندك .. ؟؟
      ردّ السكون إجابة لسؤاله .. قبل أن يأتيه صوت حامد أكثر هدوءا ..
      - عندي ميعاد ..
      لم تهتز ملامحه الثابتة و هو يقول ببرود ..
      - ميعاد شوه ..؟
      كانت اجابة حامد أكثر حذرا الآن ..
      - قل ميعاد من ..؟ ميعاد بنت أبوية سيف .. ما تعرفها ..
      اتسعت حدقتيه .. و هو يقف على قدميه فيما تعتصر قبضته الهاتف المحمول ..
      - شووووووووووه ..؟؟!!!!!!
      قال حامد بسرعة مفسّرا ..
      - اصبر بفهّمك .. فيه حرمة يت بيت أبوية سيف .. و وياها ختها .. ياية مسيّرة لأميه نورة .. و يوم يلست وياهن .. قالت لها .. هاي ينت ريلج سيف .. و اسمها ميعاد .. و هو خاشنها .. و مادري شوه من علوم .. و ظهّرت أوراااق ثبوتيّة .. يا خوك لوراق كلها كاملة .. قانونية .. و الإسم ما فيه شك .. ميعاد سيف علي بن ××××× الـ ××××××× ،، و الــ ......
      قاطعته زمجرة غيث الذي راح يتحرّك بجنون في الغرفة ..
      - أميه نورة شوه سوت ..؟؟ شي استوى عليها ..؟! شوه قالت ..؟؟ يالسة الحينه ..؟ و الا تانس شي ..
      صوت حامد المتوتّر فجر دوامات القلق في جوفه ..
      - سادة عليها باب حجرتاا و ما طاعت تبطّل لحد .. و لا وحدة من البنات .. و لا أنا .. حتى حرمة عميه حمد دقّت الين بغت تكسّر الباب بس محد رد عليها ..!!
      صرخ غيث بغضب ..
      - انته غبييييي .. ترد علييييك شووووه ..؟؟ اذلف و اكسر البااااب يمكن استوى شي عليها و انتووو ترقبونها تبطّل .. ابووووية سيف وينه عنكم ..؟؟
      - ابوية سيف في بيت عميه سعيد . عندهم عشا اهناك ..
      أمسك غيث برأسه الذي راح ينبض بالألم .. و ذراعه التي توشك على التمزّق من فرط الوجع الساري بها ..
      - و البنيّة ..؟؟ البنيّة وينهااا ..؟؟ وين سارت ..
      سأله حامد باضطراب ..
      - أي بنيّة فيهم ..
      ليرد غيث بقسوة ..
      - المشلولة .. ميعاااد وينها ..
      - شوه درّاك انها مسلولـ ....
      صرخ غيث بجنون ..
      - ارمس ..
      و انغرست الإجابة التالية رمحا في صميمه .. ليعتصر قبضته .. و يصر أسنانه و هو يوشك على تحطيم كل ما حوله ..
      - فرتها ختها عندنا و شردت .. الحينه هي فاتحه مناحة مادري شوه سالفتاا ..!!
      أمسك غيث رأسه بقوّة .. قبل أن يرفع عينه للسقف ..
      اللعينة ..!
      خولة .. لا بد أنها هي .. لا أحد غيرها قد يقدم على شيءٍ كهذا ..
      ما الذي حدث ..؟
      كيف تجرأت خولة على احضارها للبيت الكبير ..
      أين نهيّان ..؟!
      عليه أن يتصرّف .. عليه أن يتحرّك الآن ..
      أعاد شعره الكث بأصابعٍ عصبية للوراء ..
      صوته يرتفع مفرقعا .. آمرا .. يناقض ضعف الألم الذي راح يوهن قواه ..
      - اسمع .. لي أقولك الحينه .. تسويه .. تسير و تشل البنية انته و عفرا .. افتحوا بيتي .. و خلوها فيه .. قل لعفرا تيلس عندها الين ما اوصل .. تسمع و الا لا ..؟؟! لا تفارقها الين أييكم .. يمكن خمس و الا ست ساعات و أنا واصل ..
      - ان شا الله ..
      تابع بقوّة ..
      - باب حجرة أميه نورة تكسرونه .. تكسره اروحك .. اتييب عامل .. تثوّر في القفل .. سوو لي تسويه .. الباب ينكسر .. و أول ما تبطّل الباب تتصل بيه عسب أرمسها .. تسمع .. تتصلبيه يا حامد و اطمنيه عليها ..
      الوجل يتسلل لقلبه ..
      و الذعر على مخلوقين عزيزين ألقيا في دوّامة فجّر مخاوفة ..
      لكنّ أكبر القلق ارتكز على أمّه ..
      تلك الكبيرة التي أوصدت بابا على أوجاعها ..
      أي مرٍّ تقاسي الآن لوحدها ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    9. #399
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      عميه علي ما طاع ..؟! و الا أبوية سيف ردّك ..؟ ارمس يا ريال ..؟ بلاك ..!!
      رفع أحمد نظره لهزاع المتعجّب ،، ثم أدار عينيه متأملا رحيل آخر الضيوف .. ليخلو مجلس عمّه الا منهم و من أعمامه ..
      كان جدّه أيضا قد وقف مع ابنه مطر و حفيده نايف .. بنيّة واضحة للذهاب ..
      شعر بأن أضلعه تضيق على الإحساس الذي يتضخم في داخله ..
      و الكلمة لا زالت تبعثره .. و تجمعه ..
      أ يستحقها ..؟!
      نفخ بقوّة ..
      نفث شعورا بالحرقة راح يخزّ صدره و رئتيه ...
      تنهد هزاع و هو يقول بنبرة أخيرة ..
      - انته بترمس و الا شوه ..؟!
      رد أحمد بضيق ..
      - أرمس .. شوه أقول ..؟
      نظر له هزاع بقوّة ..
      - شوه استوى بك .. سرت شويّة عند ابوية سيف و أبوك .. و رديت و حالك منقلب ..؟ حد منهم قال لك شي ..؟!
      ابتسم أحمد بسخرية مريرة ..
      سخرية من ذاته ..
      ثم آلمته تلك السخرية .. فعضّ شفته بوجع و هو يتنهّد بقوة ... قبل أن يلتفت لهزّاع ..
      - هزاع أنا تافه ..
      نظر له هزاع ببرود ..
      - ثرك من اليوم تافه ..؟ انته من عرفتك و انته تافه .. شوه اليديد ..؟
      بطرف عينه ألقى عليه نظرة حقد ..
      - محد تافه غيرك يا البطيخة ..
      ضحك هزاع ..
      - و انا شوه يخصنيه .. اروحك قلت انك تافه ..!! الاعتراف بالحق فضيلة ..
      غطى أحمد وجهه بيده ..
      - هزاع قسم بالله هب وقته ..!!
      شعر هزاع بجديّة الموضوع .. فاستوى في جلسته ..
      - أحمد .. ارمس .. شوه الموضوع .. هميتنيه عليك يا خويه ..
      نظر له أحمد بألم ..
      - أخاف أطيح من عينك ..!!
      هز هزاع رسه ..
      - لااا تخاف من هالناحية .. انته طايح من زمان .. خبرنيه .. الموضوع يخص المها ..؟!
      نظر له أحمد بشيءٍ من العصبية ..
      كره أن ينطق هزاع أسمها بهذه الأريحية .. أو حتى يتحدّث عنها ...
      التقط هزاع نظرته بذكاء ..
      - عن المها يعني ..؟! آآهاا .. رمست أبوك و ابوية سيف و ما طاوعوك ..؟!
      شرد أحمد ببصره للأمام ..
      - لااا هب هاي السالفة ..
      - عيل شوه ..
      سحب أحمد نفسا مختنقا عميقا و هو يضيّع نظراته في الفراغ ..
      - تعرف أبوية سيف شوه قال يوم درى بالسالفة ..؟!
      - شوه قال .. ؟!
      التوت شفتا أحمد بمرارة بطيئة ..
      - قاليه .. انته تشوف عمرك تستاهل المها ..؟!
      أعاد هزاع ظهره بحذر للوراء .. و هو يترقّب ردة فعل أحمد على هذا الكلام ..
      لكن الأخيرة نكس رأسه بألم ..
      - تعرف شوه اكتشفت حزّتاا ..؟! انيه طول الوقت أقنع عمريه انيه باخذها .. و ماكل هم لي حوليه .. و شوه بيقولون .. أنا أباها .. و كيف بوصل لها .. أمايا ما بطيع .. و روضة متضايقة .. و هزاع يقول شفقة .. كيف أقنعهم انيه أتيوزها ..؟! تخيل هزاع ..!! مستهم من عمريه وايد .. و أناا وااثق انيه باخذها .. انها ليّه .. ما فكّرت فيها كانسانة .. غديت أخس عنكم كلكم .. و فخاطريه تحمد ربها انيه الصحيح المعافى باخذها .. يمكن ما كانت هالفكرة فباليه .. لكن كنت واثق انها بتوافق .. و ليش ترد واحد شراتيه .. شباب و صحّة .. و مال ..
      ضحك بألم ..
      ضحكة صدئة ..
      مؤلمة .. أحرقت جوفه و هو يقتلعها ..
      و فتتت قلب هزاع .. و روحه تلتوي وجعا على تمزّق ملامح أحمد تحت وطأة أفكاره ..
      - بطران هاا ..؟ واثق من عمريه و انها ناقصة .. هزاع مادري كيف حسيت انيه خسيس .. و الله أحبها .. هي انسانة .. هب صخلة و الا بليّة .. يفرونها عليّه عسب يسترون بنتهم .. مادري كيف انحدرت أفكاريه و فكرت كذيه .. ما فكرت بعقليه .. بس كان في داخلي هالقناعة الخايسة انها تتمنى واحد صحيح .. و ما بتردنيه ..
      جرّ عينيه الموشّحتان بالوجع ..
      - أنا أستاهلها و الا لا ..؟! أنا ما أستاهل وحدة مثلها .. أنا و أفكاري الحقيرة هاي .. بس هزااع .. أحبهااا ..و الله انها في داخليه .. ما اعرفها .. و لا أعرف شوه فخاطرها .. لكنها دخلت قلبيه .. و دوم أفكّر فيها .. هزاع يا خويه .. ماريد أخسرها ..! ماريد ..!!
      كلماته .. كانت تهوي كالحمم على روح هزاع فتحرقها ..
      قربه الروحي من صديقه هذا جعله يقتسم الألم معه .. حتى و لو لم يكن له يدٌ فيه ..
      مدّت كفّه ليشد على كتف أحمد بقوّة .. و يقابل انكسار نظرته بصلابة ..
      - و إن شا الله انك ما بتخسرها .. و لو ردتك مرة .. حاول مرتين .. و ثلاث .. و عشر .. لا تخلي كل عثرة في دربك تردّك .. المها لك .. و لو قال غيرك هالرمسة .. و محد يستاهلها الا انته ..
      لم يكن واثقا مما يقول ..
      لكنّه راح يجتر الكلمات من أعماقه ليزرع الثبات في قلب أحمد ..
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    10. #400
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      - نايف اسبق ابوية .. و هو بيي وراك الحينه ..
      ما إن أوقف مطر السيارة في - حوش - بيت أبيه حتى نطق بتلك العبارة الآمرة لابن أخيه الذي نقل بصره بينهما قبل أن يترجل بسرعة .. و يغلق باب السيارة خلفه ..
      شمخ مطر بنظره نحو البيت الكبير عبر النافذة .. يشعر بسطوة وجود أباه بجانبه ،،
      سحب نفسا عميقا ..
      لم يكن يعلم كيف يمكن أن يبلغه خبرا كهذا ..؟!
      أراد أن يستشف الحقيقة من ردة فعله بعد تلقيه للخبر ..
      كان تأكيد حامد في الهاتف قاطعا .. لا مجال للشك .. كل الأوراق صحيحة ..
      و تصرّف غيث لم يكن إلا تأكيدا لذلك ..!
      ما إن ارتفع صوت أبيه الغليظ الذي يناقض سنوات عمره بقوّته في السيّارة ..
      - شوه عندك يا مطر ..؟
      حتّى أيقن بأن التصريح المباشر هو الحل الوحيد ..
      أنفاسه الهادئة .. ناقضت نظراته المتفحّصة لملامح كهولة أبيه ،، و نبضاته الثائرة ..
      و هو يقول بصوتٍ معتدل ..
      - ميعاد بنتك ترقبك داخل ..
      تصلّبت أوصاله .. و وجهه يبهت بقوّة ..
      شعر بأنه يتوهّم ما سمع للتو ..
      لذلك خبت نبرته القوية و هو يسأل ..
      - شوه ..؟!
      أشاح مطر بنظره للأمام .. بعيدا عن شحوب ملامح والده ..
      بعيدا عن صدمته ..
      بعيدا عن الحقيقة التي تجلّت لحظة في طيّات تعابيره ..
      ليكرر بهدوء .. فيما يتضخّم السخط .. الألم .. المرارة في قلبه ..
      - ميعاد ..؟ نسيت بنتك ..؟ داخل بيتك الحينه ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    11. #401
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي


      ► الخطـــــــــــــــوة التاسعـــــــــــــــــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄



      ║ خطوات على الثلج ..! ║






      زاخرة خطواتها بالحذر ،،
      نظرة التوجّس .. و الإقتراب الهادئ ..
      الترقب الصامت ..
      كل خطٍّ من خطوط جسدها كان يصرخ بالتيقّظ التام من هذه الدخيلة الجديدة ..
      رغم مبادرة السلام التي حملتها بين كفّيها .. تختصرها في وجبة خفيفة أعدتها بنفسها رغم ارهاقها لإطعام هذه الشابة ..!
      انتصبت أنظار القعيدة عليها بمجرد تجاوزها عتبة بابها المفتوحة بقرعٍ هادئ ..
      النظرة الحزينة ذاتها لم تتزعزع من وجهها .. إلا أن غيث جمع بين كفيّه ضياعها .. و شتاتها ..
      و ستر فجوتي الفراغ التي كانت تظلم في محاجر جاحظة .. ملأها بأمانٍ كان أشد ما تفتقد ..
      ذاك الحزن في مآقي صاحبة الكرسي كان غريبا عليها ..
      حزنٌ أجنبي .. يخالف أوجاعها ..
      لا يشبه سواد تلك الفضاءات السرمدية المخيفة في داخلها ..
      هذه المراة تبكي وجودها هنا .. و فرار كل التماسٍ للثبات من بين اناملها ..
      لتجد أنها ليست سوى وحيدة .. مهملة ..
      فيما يمزّقها هي أن تكون موجودة و لم تعد تنشد سوى أن تندس في ثقبٍ من اللاوجود ..
      لتختفي إلى الأبد ..
      فيتسنى لها أن تزهق ذاك الوجع الكاسح الذي راح يملأ نفسها .. و الذل الذي أمسك بها من رأسها .. لينحدر به .. و يدفنه في قاعٍ من إهاناتٍ لا زالت تصرخ في أذنيها بصوته ..
      صوت رنين كل ما تهشّم بينهما بالأمس لا زال يتردد داخلها ..
      و قد أيقنت أنه بينها و بينه لم يعد من رابطٍ سوى المرارة ..!
      لا شيء ..
      لم يتبقى حتى الفتات في جوفها .. و قد أضحى كل ما بين أضلعها خراباتٍ من ألم .. هدتها عجرفته ..
      و عاثت عنجهيته فيها دمارا لا يحتمل ..
      و غدا كل وجه لذاك الرجل غريبا عنها ..
      بعيدا كل البعد ..
      و مؤلما لروحها الواهنة ..
      و الآن تقف هنا .. و تحمل بين يديها بادرة اللطف لهذه الغريبة التي لا تفقه من أحاسيسها شيئا ..
      طائعة أوامره ..
      و في رأسها تتصدر صورة وجهه المتكبر .. و صوته البارد .. و هو يأمرها بأن تعتني بها جيّدا ..
      فيما تستجيب لجفاف أوامره بذات البرود الذي راح يجمّد أوصالها ..
      و قد شعرت بأنها قطعت فجأة شوطا طويلا ..
      أبعدها عن كل دفءٍ قد يجمعها و اياه ..!
      من حنجرتها نبشت هدوء كلماتها الحيادية ..
      و لا شيء يتملكها سوى الشفقة على هذه المرأة التي شهدت انكسارها بين ذراعي زوجها ..
      و راقبتها ترتشف طوفانا من الحنان راح يتدفق من بين حناياه .. لها .. دونها ..!
      - السلام عليكم ..
      الوجه الشاحب امتلأ بتوجس طفلة .. خالف سن المرأة الذي زودها به غيث ليلة أمس أثناء قدومهم إلى هنا ..
      بدت ضئيلة .. و ضعيفة ..
      غير قادرة حتى على الاتيان بنفسٍ واحد ..!
      صوتها ملؤه الخشية .. و هي تخفض أبصارها بتوتر ..
      - و عليكم السلام و الرحمه ..
      فيما تتقدم حور نحو أقرب طاولة لتضع الصينية من بين يديها ..
      و صوتها الرسمي المؤدّب لا يتجاوز حدود خفية بينهما ..
      - يبت لج لقمة تاكلينها ..
      عمّتها ..!
      و لا تكاد السنوات تفصل بينهما ..
      انما هناك جهلٌ يسكن الأنفس ..
      بخفاياها ..!
      صوت ضعيف أصدرته الشابة و هي تشيح بدمعة معلّقة بين أهدابها ..
      - مااا بااا شي ..!
      نظرت لها حور بحذر ..
      لم ترد التطفل على أحزانها .. لكن عليها إطعامها قبل كل شيء ..!
      هذه أقل عناية يمكنها أن تقدمها للفتاة ..
      ليس إكراما لغيث و أوامره ..
      انما هذا ما كان يمليه ضميرها و الشفقة ..
      اذ تبدو الفتاة أضعف من أن تكون قادرة على ادارة أمورها ..!
      - بس لازم تاكلين .. انتي من أمس ما كلتي شي ..
      لكنها وجدت أنها لا تكلّم إلا جانبا موجوع من وجهها الذي صرفته بعيدا ..
      سحبت الطاولة الصغيرة قرب الكرسي المتحرّك .. و هي تشعر بشيءٍ من الإضطراب ..
      هذه الشابة مهما ادعت غريبة تماما عنها رغم القرابة المتينة التي تربطهما الا أنها لا تعرفها ..
      و لا تعرف بأي طريقة قد تفكّر ..
      و ما الذي قد ينتشلها من مستنقع الحزن لثوانٍ فقط لتجدد قوتها بلقمتين ..
      - غيث وينه ..؟!
      كان الصوت الضعيف هو ما أطلق السؤال مجددا ..ليخترق قلبها كالرمح ..
      فيشجّه بقسوة ..
      جلست على طرف السرير الذي أعد لها في الغرفة الأرضية بجانب المكتب ..
      هذا السرير الذي لقيت عجبا من وجوده هنا .. في غرفةٍ صغيرة معدّة للمبيت ..
      ما دفعها للتفكير بأنه كان ينشد هجرها لو لم تكتشف خداعه لتقلب الطاولة على رأسه ..
      و تستفز غضبه .. فيصبه عليها بأتعس الطرق ..
      زفرت و هي تنحي مشاعرها السوداء بعيدا ..
      و تكشف عن وعاء الطعام المغلق كاشفة عن - الخمير - الساخن الذي تصاعد من البخار ..
      ترتدي الهدوء و ستار من برود يستر النيران المحرقة داخلها ..
      - غيث راقد .. جاهي و الا حليب ..؟
      لم تردّ عليها ميعاد و هي تتأمل وجهها .. شعرت حور بنظرات ميعاد الحذرة المثقلة ..
      لتقول بشبه ابتسامة صغيرة اغتصبتها بصعوبة لتزيل التوتر و هي تلتقط ابريق الحليب و تصبّ لميعاد كوبا ساخنا ..
      - أنا حور بنت حمد .. لاازم نزقرج عموه أحسج صغيرة ع الكلمة ..؟!
      التواء طفيف طفا على طرف شفتيها لجزءٍ من الثانية قبل أن تقول الفتاة بصوتها المتهدّج .. و هي لا تستطيع ابعاد الدموع عن صوتها ..
      - لاا هب لاازم .. أعرفج .. هب أول مرة أشوفج ..
      توقّف دفق الحليب الذي كانت تملأبه كوبا راح البخار يتصاعد منه و هي ترفع رأسها بحذر ..
      - شوه ..؟ تعرفينيه ..؟ ما أذكر انيه قد شفتج ..!!
      - تلاقيت أنا وانتي مرة في المستشفى .. كانت المها وياج ..
      ضيقت حور عينيها بتوتر .. تحاول التذكر ..
      - ما أذكر و الله .. متأكدة انها أنا ..
      نظرة مريرة تعلّقت بملامح حور البسيطة الصافية و هي تقطب بهدوء ترتقب الإجابة ..
      قبل أن تقول ميعاد بصوتٍ موجوع ..
      - يمكن ما تحيدينيه .. لكن انا أذكرج من بد خواتج .. لنج الوحيدة لي قد كلّمتج من هليه غير ابوية و غيث .. يومها كنت حيا الله وحدة غريبة تقزّر وياج دقيقتين في قاعة الانتظار بالنسبة لج .. لكن انتي كنتي بنت خوية لي أشوفج أول مرة .. خوية لي فقدته قبل لا أعرفه و انحرمت فرصة انيه أشوفه مرة ثانية .. كنت أول وحدة أشوفها حقيقة عين من هليه كلهم .. عقب غيث ..
      كانت حور تنظر بصدمة لها .. عينيها الواسعتين تبرقان بعدم تصديق فيما تستعرض في رأسها كل الأوجه الغريبة التي قد تكون التقتها يوما دون فائدة ..
      لم تستطع تذكّرها ..
      لم يكن منها إلا أن تكسر صوتها بخجل .. و تقول بلا حيلة ..
      - ما أذكر ..!
      ابتسامة ألم هي ما حفرت على وجه ميعاد و هي تراقب حور التي ذبلت ملامحها أمام الخيبة الجلية في عينيها ..
      قبل أن تلتقط كوب الحليب لتمدّه لها ..
      و هي تقول بمرح مهزوز ..
      - يعني أروم أغايض النوري و دندن و أقول انيه أول وحدة تعرفت عليج في العايلة ..!! أسميهن بينقهرن ..!!
      تبخّرت ابتسامة ميعاد حين لوى اليأس ملامحها بقسوة ..
      فعضّت شفتيها .. بألم ممزق .. متجاهلة كوب الحليب الممدود لها ..
      و خرج صوتها محرقا .. ألهب حنجرتها .. فيما تُسدل ستارة ثقيلة من دموع أسدالها على عينيها الفاتحتين ..
      - ما ظنتيه ..!! لي شفته أمس ما يقول الا ان العرب عايفين شوفتيه .. عاد كيف يتعرفون عليّه ..!!
      و طرفت عينيها لتسقط قطرة ملوحة على خدّها .. فيما تيبّست ملامح حور .. و تبخّر من رأسها كل مبرر ..
      ما الذي تقصده بقولها ..؟! ما الذي رأته ..؟!
      أعادت الحليب للصينية بهدوء قبل أن ترفع عينيها لها .. و هي تقول بصوتٍ وجدت أنها تجتره من داخلها ..
      - الوضع أمس كان صدمة .. كيف تتوقعين العرب يصدقون في ثواني الموضوع و يتقبلونه في نفس الوقت ..؟! أنا ما ألومج .. من لي قلتيه أمس لغيث عرفت انج ما كنتي تدرين بالموضوع .. لكن انتي ما ترومين تلومينهم ..! كل انسان يتصرف بالشي لي يمليه عليه احساسه وقت الصدمة .. ما ظنج اتوقعتي انهم يرحبون بج في اللحظة لي يعرفون انج بنت ابوية سيف لي داسنها عنا من السنين ..!! اقولج انيه الين الحين هب مصدقة الموضوع .. هذا ما يعني انيه أكذبج .. لكن شي من رفض الفكرة في داخليه .. أحس انها ما تستوي حتى في أخس الأفلام الهندية ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    12. #402
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ارتجف صوت ميعاد و عيناها تلتقيان صفاء مآقي ابنة أخيها ..
      - لكن أنا شوه ذنبي ..؟!! أنا لي اخترت انيه أنولد بهالطريقة ..؟ لاا ليه أم .. و لا أبو مهتم .. محرومة حتى من أبسط حقوقية .. انيه أعرف أهليه .. تمر سنين .. و أنا أسمع عنهم .. بس أسمع .. أحفظ أسماءهم .. أطالع الصور لي اييب ليه اياها .. يكبرون و يتغيرون .. حد يدرس .. و حد يتخرج .. و لي منهم عرس .. و طالعي يا ميعاد .. هذا فلاان .. و هذا فلاان .. لكن شكله تغير عن الصورة .. أحفظ أساميهم .. أصمّها .. و الصور كلها تنحفر في راسيه .. أنا ما كنت أرقد في الليل الا و مليون خيال .. و خيال يمرنيه ..
      تهرق أدمعها تباعا على خديّها لتحرق الوجنتين بحرارة الدموع و ما تكابد .. و اللوعة التي ظهرت في صوتها نقلت رعشة ألم لحور ..
      - كنت أصنع عالم من وهم .. أتخيل انيه بينهم .. أرمسهم .. و ايردون عليه .. أزاقر عليهم كل واحد باسمه ..!! تتخيلين شوه صابنيه .. يوم دريت ان واحد منهم ماات ..؟!! انتو عندكم شي منه .. ذكرى .. أيام عشتوها وياه .. صوت و صورة .. عادي اتغمضين عيونج الحينه و تتذكرين أبوج كيف كان ..!! لكن أنا كيف أتذكر ..؟! و أنا حتى الصورة ما قد شفتها ..؟ كلمة مات يعني ميعاد اشطبي اسم من القائمة .. فرد ما شفتيه و لا بتشوفينه .. كان أخوج اسم هب أكثر ،، مالج ذكريات .. و لا بيكون لج .. مالج حق اتشوفينه .. و لا تحضرين عزاه .. انتو رافضين الفكرة ..؟ هب متقبلين الموضوع ..؟ برااايكم .. سووو لي تسوونه و حسووا باللي تبوونه .. انا ما بغيّر نفس حد .. لكن .. لكـ ..
      و تكسّرت كلماتها مع تهدّج الأنفاس و استحالتها لشهقات ..
      أسقطت أدمعا ثقيلة على وجهها و هي تميل رأسها بوجعٍ راح يسحق روحها ..
      - لااا اتلومونيه ..!! لااا اتحملونيه ذنب ماليه يد فيه .. لو كان عليه فالحال غير الحال .. لكن هذا المكتوب ليه .. أعترض يعني ..؟؟ قولوا ليه ..!!
      ارتعشت عبرات حور في صفاء وسع عينيها و نظراتها تتعلق بالوجه الملتوي بنشيج متألم ..
      لم يمزّق فؤادها شيئا كذكر أبيها ..
      ذاك الكبير .. الحبيب ..
      جدار الصلابة الذي كان القوة لهم ..
      تذكّرها ميعاد بأنها تحمل في داخلها دوما شيئا منه ..
      ذكراه ..
      الصور التي تملأ رأسها ..
      كل تربيتة اُسقطت يوما من ثقل يده الكبيرة على رأسها أو الكتفين ..
      كل احتضانةٍ جمع فيها طفولتها .. و المراهقة .. في راحتيه ..
      كل الحزم و الصرامة في مآقيه ..
      لا زالت تحمل شيئا منه في جوفها ..
      الفخر بأنها ابنته .. اسمه الذي لا تربط اسمها الا به ..
      و الحب الكبير الذي تضيق به نواحي قلبها ..
      و الاستقامة ..
      الا أنها أفسدت الأخيرة ..
      و أخلفت تعاليمها لتثأر لنفسها ..
      و لم تكن النتيجة سوى وجعٍ تأصل في روحها ..
      خلفها غريبة عن الذات ..
      لا تعرف حتى نفسها ..!
      غطست نظراتها في عمق أدمع هذه الشابة التي اعتقدت أنها غريبة حزنٍ عنها ..
      إلا أنها وجدت انعكاسا يشبههم ..
      ذات الهجر و النسيان الذي تجرعوه سنواتٍ .. ذاقته هذه الشابة مثلهم ..
      هي أيضا رميت لبقاع الصمت .. مستبعدة ..
      لا تملك من أهلها سوى اسمها ..
      كان بلا روح ..
      المرارة التي لوت شفتيها ذكّرتها و راحت تثير شجن المشاعر القديمة ..
      رفضها الأول لوجودهم هنا ..
      كان الوضع معكوسا بشكل ما ..
      فها هم من يرفضون هذه القادمة الجديدة ..!
      أحرفها التي خرجت همسا .. كانت تحدّث نفسها بها أكثر مما راحت تردها على وجع ميعاد ..
      - أنا ما ألومج .. الوضع لي انتي كنتي فيه .. نحن بعد كنا فيه قبل أقل من سنة .. ما نعرف عن حد .. و لا حد يعرف عنا .. الين ما توفى أبوية.. و قرروا هله يردون زمان الوصل ..! كل لي كنت أبا أقوله و ما أباج تفهمينيه غلط .. انج محتاية وقت .. شرا ما هم محتايين .. هم يبون يستوعبون لي صار .. و انتي محتاية تداوين الويع لي تحسين به .. و هالشي هب سهل .. الأمور ما تنقلب ما بين يوم و ليلة ..
      ثم قالت بشيءٍ من السخرية الموجوعة ..
      - مع انيه أحس ان كل أمورج تمام بما ان الشيخ غيث ورا ظهرج .. فلا يهزج ريح .. لنه هو و يدّه تقريبا الكل في الكل هنيه .. هم لي يفصلون الأمور .. و غصب طيب .. يلبسونها من حولهم ..
      نظرة غرابةٍ عبرت ملامح ميعاد و هي تستشف مرارة دفينة في كلمات حور .. لكنّها لم تجد الوقت للرد أو حتى التفكير بها .. و بياضٌ يقف بالباب يجتذب ناظريها ..
      الرؤية الضبابية تستوعب ضخامة الجسد الفارغ الذي يسدّ الباب .. و هو يستند على إطاره عاقدا ذراعيه ..
      و الملامح السمراء بدت مبهمة من خلف غلالة الدموع .. لا تستطيع استنطاق أي احساس نحت على خشونتها ..
      بدا أن التفاتتها قد جذبت حور بدورها لتلتفت ببطءٍ نحو الباب ..
      خفق قلب الأخيرة بعنف .. و قشعريرة باردة تسري على طول ظهرها ..
      فيما تتصلب أوصالها بعنف ..
      للحظة شعرت بصقيع يلتفّ حول قلبها .. ليجمد نبضاته بعد الدفء الذي جلبه ذكر والدها و التفكير به منذ لحظات ..
      عينيه الباردتين تخدشان صفاء وجهها بالنظرات الحادة ..
      و هو يمعن النظر فيها .. شعرت بقسوة الفولاذ تبرق في عينيه الثقيلتين ..
      فيما تضخّم الألم في جوفها فجأة ..
      ألم بارد .. كريه ..
      شيءٌ لاسعٌ راح يقرص أطراف أحاسيسها و هي تنهض ببطءٍ من مكان جلوسها ..
      صراخ الأمس لا زال يصدح في رأسها ..
      الإهانات .. و الشتائم ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    13. #403
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      رأسها النابض بالألم بعد هجومه الشنيع ..
      كان الجرح لا زال طريّا ..
      يخزّها بألم حديث .. لم يهدأ بعد ..
      اجتذبت نظراتها بعيدا عن وجهه .. و صور عنفه تعاود الظهور أمام عينيها ..
      الذل .. الذل ..الذل ..
      كؤوسٌ مترعة كان قد أسقاها اياها ..
      لازالت مرارتها تقتلها ظمأً ..
      صوته الذي ارتفع يملأ الغرفة .. و هو يقول بهدوءٍ ناقض وحشية وجوده ..
      - صباح الخير ..!
      عيناها اللتان التصقتا بالأرض منعتها من رؤيته و هو يتحرّك بخفّة نحو عمّته التي راحت تكافح لتكفكف أدمعها ..
      تشعر هي بحركته و هو يتقدم من ميعاد .. لينحني عليها مقبّلا جبينها .. يمسح بيدٍ حانية رأسها ..
      و هو يقول مازحا بخشونة ..
      - ما خلصن دموعج لي من أمس تصرفينهن ..؟!
      ثم ينتصب في وقفته .. ليستدير نحوها ..
      عروق فؤادها ..تستحيل زرقة مميتة من البرودة .. و هي تشمخ بوجهٍ منكسر ..!
      تواجه عينيه و تلك النظرة البطيئة القاسية ،، فيما صوته يخالف صلابة الملامح التي لا تراها ميعاد و هو يجذبها من كتفها بخفّة نحوها ..
      و يسحق روحها بقبلة يَصِمُ بها جبينها .. فيما صوته العميق .. يسخر منها ..
      - حبيبتي شحالها ..!
      لتنهمر الدموع خلف عينيها ..
      تهدر طوفانا مالحا يجتاح مدائن الإحساس فيها ..
      حين ارتدت ملامحها هدوءا صاخبا ..
      لم يزد ابتسامته الواثقة إلا اتساعا ..
      ليستدير نحو الصينية .. ناظرا إلى الفطور الذي لم يمس بعد ..
      - ها عمتيه ميعاد ..!! ما تريقتي ..؟
      صوت ميعاد المبحوح يعلمه أي حزنٍ كانت تصرخ به منذ وهلة ..
      - مالي به ..
      ليرتفع صوته المتسلّط .. و هو يجلس على طرف السرير الذي كانت تشغله زوجته توا ..
      - هب ع كيفج ..
      لتتحرك الأخيرة بتوتر نحو الباب ..
      هو هنا الآن .. سيطعمها .. و سيعتني بها ..
      و ستأخذ هي استراحة قصيرة ..
      ستهرع فيها لتلتقط بين أصابعها دفئا يوقد الجليد في داخلها .. من بين أحضان أحبتها ..
      - حـــــــور ،،
      صوته العميق أوقفها عند عتبة ..
      فلم تتجاوزها .. لتستدير نحوه ببطء ..
      شعرت بأنها عاجزة ..
      لم تستطع الرد حتى على تحيته أمام عمته ..
      .
      .
      .
      ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
      كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
      قلت اللي في قلبي ..
      وخرج الحكي ..من الحكي وما عاد..
      اخيامنا طويت .. كافي ندق اوتاد
      الكلمه .. ماهي انتصار
      ولا انكسار ..
      كانت حقيقه ..
      يوم انقطع حبل الحوار
      يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح ..*
      .
      .
      .
      لا زالت جراح الأمس غائرة ..
      تتقاطر وجعا محرقا ..
      - على وين ..؟
      فتشت في حنجرتها عن صوتٍ لتردّ به ..
      تلتقط خيوط كلماتٍ لتجرّها بعنفٍ جرح حلقها .. و هي تقول بصوتٍ مبحوح .. كان غريب النبرة .. و هي تنظر لميعادٍ متجاهلة ملامحه الداكنة ..
      - بسير البيت العود .. أبا أسلم على هليـــه ،،
      كطالبة مدرسة مؤدبة تنتظر الإذن الذي طال لحظات و هو يطالعها بنظراتٍ تفر منها بعينيها فلا تلتقيها ..
      قبل أن يشيح نحو ميعاد و هو يقول ..
      - لا تطولين ..
      همست و هي تستدير مولية إياهم ظهرها ..
      - ان شا الله ..
      إدبارتين ..
      و انقطاع وصل ..
      و راحت تبعثر في طريق المضي شظايا مما تبقى من الإحساس ..
      .
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    14. #404
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      تتهادى بخطى من هجران على صدره ،،
      لتدوس بها ما تعاقب من نبضه ..
      لتردعه عن الشعور ..
      عقدة من إنقباض مؤلم .. خلفها انفجار الأمس داخله ..
      لا زالت تلتوي في داخله ..
      تعتصر شيئا من الشعور الذي لا زال يرتقب وجودها ..
      أوجعه الجدار البارد الهش الذي راحت تبنيه ببسالة حولها ..
      لا تخفي شفافيته الحطام الذي استحالته نفسها ..
      لا يدري لما ..
      ألا يفترض به أن يشعر بتحسنٍ الآن ..؟!
      أين شعوره بالراحة ..
      لما عليه أن يورث نفسه شعورا بالإنكسار كلما حطمها ..
      كل نصلٍ يغرسه فيها كان يشج روحه قبل أن يوجعها ..
      و ارتد صوت وجعها القريب في رأسه ..
      .
      .
      .
      ((هاي المريلة عندك ..؟؟!!
      تعررررف شووووه سوييييت ..؟؟!! انته كسرررت كل شيي فداااااخلي ..
      كسرتنيه .. و ذلييييتنيه .. كسرت فرحة العروس فيّه .. صرقت حقيه أكون شرا أي بنية في أول حياتااا ..
      حتى احساسي بالخجل حرمتنيييه منه .. خذييييت كل شي منيه ..
      اتعرف بشوووه حسييييت ..؟؟!
      شوووه ياااانيه ..؟؟ ))
      .
      .
      (( كسرتنيه .. ذلييييتنيه ..
      حتى احساسي بالخجل حرمتنيييه منه ..
      خذيت كل شي منيه ..
      خذيت كل شي منيه ..
      خذيت كل شي منيه ..
      خذيت كل شي منيه .. ))
      .
      .
      .
      - لاا تحرق عمرك ..
      ارتفعت عينيه بحدة لميعاد .. التي تكلّمت بوضوح ..
      ظنّ لثانية أنه قد فضح أفكاره .. و هو ينظر إليها مقطبا بشدة ..
      - شوه ..؟
      أشارت بخفة للابريق الذي كان دانيا للغاية من يده المستريحة على الطاولة ..
      - ايدك ..
      نظر ليده لحظة بعدم فهم .. ليستوعب سر الحرارة التي راحت تلسع يده دون أن يشعر ..
      انكمشت كفّه في قبضة مقهورة و شعورٌ بالغضب يتوالد في داخله دون سبب ..
      ابتلع ثورة بلغت حلقه و هو يقول بنظرةٍ هادئة لها .
      - ليش ما تبين تاكلين ..؟!
      طالعه الحزن في مآقيها ..
      - ما بااه .. غيث .. أمك شحالها ..؟؟
      تنهد و هو يصب فنجانا من الحليب لها مستبقيا ذاك الذي كانت تحتضنه كف حور لنفسه .. و هو يقول بحزم ..
      - قلنا لج أمي بخير و ما بها إلا العافية .. اليوم بيرخصونها .. انتي لي هب عايبنيه حالج ..
      ثم طالعها و هو يعقد جبينه داسا الكوب في يدها عنوة ..
      - هاج .. اشربيه .. البكا .. ما بيغير شي .. و لي صار صار .. الحين انتي فبيتج و بين هلج .. معززة و مكرمة .. و ابا واحد عايف حياته يقولج كلمة .. و الا يضايقج بس ..
      و انحنت أهدابها بابتسامة موجوعة .. نازفة ..
      - اهليه ما يبونيه يا غيث .. أبويه نفسه عايفنيه ..!!
      نظر لها بهدوء و هو يدني طبق الخمير منها .. عيناه تغرسان قوّة ما في عينيها ..
      - ميعاد .. انتي هب ياهل .. اتعرفين طبيعة الوضع و الصدمة لي الناس عايشينها .. من يوم يستوعبون وجودج امبينهم .. كل الأمور بترد طبيعية ..
      ارتفع طرف شفتها بأسى ..
      - نفس الرمسة لي قالتها حرمتك ..
      نظر لها بحاجبٍ مرفوع ساخرا ..
      - حور ..؟!! ما شا الله .. لحقتي تشكين لها الحال .. و اداويج ..؟!
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    15. #405
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      تُرَاكِم أحلامك كالحجارة .. تصفها حلمٌ على حلم ..
      لتبني كوخا هشا من الأخيلة ..
      تردمه خيبة ..!
      فيفتت روحك الحزن ..
      لتفكّر لحظة ذبولك .. لما كان عليك أن تكون إنسانا ..؟!
      مرغما على الضحك يوما .. لتبكي غده ..
      فارغا .. تملك امنياتٍ واهية ..
      تبعثرها الريح متى شاءت أن تعاند اتجاهك ..
      فترغمك على الركوع لاهثا .. تسعى لجمعها ..
      فيما تتفلت بعيدا عن متناولك ..
      لما كان عليك أن تكون إنسانا ..
      لمولدك الأول صرخة و بكاء ..
      و لا لفقدك الموجع عزاء ..!
      تفكّر لحظة تلاشي روحك ،،
      لما لم تكن ذرّة غبارٍ تعلو الأرفف ..
      أو حبّة رملٍ مجهولة .. تحت أكوامٍ من الكثبان ..
      لما لم تكن قطرة مطر ..
      يسحقك السقوط على الأرض لتنتهي بسرعة ..
      فلا ألم .. و لا معاناة بطيئة ..
      لما لم تكن دفقٌ من هواء ..
      نسمة مجهولة قد تنتهي في جوف أحدهم لتمنحه حياة ..
      أو حتى ورقة خريفيّة جافة تراقصها الريح على نغمات الرحيل الوشيك ..
      مجهدٌ للغاية أن تكون إنسانا ..
      أن تتنفس .. تثرثر .. تتأثر .. و تصرخ .. تبكي ..
      تخنقك لحظات صمتٍ فيتفجر عواءٌ في داخلك .. لا يسمعه أحد ..
      فيما أنت مرغمٌ على نحت شقاء ابتسامة خادعة على شفتيك ..
      ابتسامة تؤلم وجهك ..
      تؤلم روحك كثيرا ..!!
      .
      .
      مُرهِق ..
      أن تكون إنسان .. يبكيك حزنك .. و حزن الآخرين ..
      أن تشعر .. و يتخبط بك الإحساس حتى توشك على الجنون ..
      أن لا تفهم نفسك .. و لا من حولك ..
      فتضيع وسط معمعة ..!
      .
      .
      - آآآآميي انتييي .. آآآآآبوييي .. يااا الهبييييييبه ..
      و ارتدت كلماتها في صدر ابنتها تصرخ دفئا راح ينتشر في حناياها ..
      و منسوب الدمع يرتفع ببطء ..
      (( أمي إنتي .. أبويه .. يا الحبيبة ..! ))
      يا الله ..!!
      بل أنتي أمي ..
      الإحساس الأزلي بالحب الحقيقي الصادق ..
      الأمان ..
      حِجرٌ يطفح بالحنان ..
      و أكفٌ تسكب العطاء ليرتشفوها ..
      تلك الذراعين الناحلتين التي احتضنتها بشدّة .. دفعت الدمع المحرق في مآقيها ..
      و هي تعتصر نحول أمها بدورها ..
      تنشد بإخلاص الدفء الذي لطالما استشفته من حنايا هذه الحبيبة ..
      فتوقد الشموع المطفأة داخلها ..
      تطرد الظلمات الباردة التي استفحلت فيها ..
      حرارة الدمع انزلقت ببطء على جانب وجهها ..
      و هي تميل رأسها لتقبّل جانب وجه أمها بلهفة موجعة ..
      لاهثة تبحث عن فتات رضا في نفسها ..
      تلتمس عبق جنّة تسكن تحت قدميها ..
      التقطت كفّها .. تقبّلها بشغف ..
      و صوت همساتها تعلم أنه لا يخترق عالم الصمت الذي تسكنه أمها ..
      - أمااااه .. أماااااه ..
      صرخاتٌ خافتة .. تدفّقت من قلب طفلةٍ لا زال ينبض في جوفها ..
      فيما تتلقفها أيادٍ مختلفة ..
      هذه الأحضان تعرفها ..
      الدفء المألوف يغمرها ..
      و ضجيج إخوتها .. مفعمٌ بتلك الملامح الحبيبة ..
      مر وقتٌ طويل .. بطول الدهور التي مضت عليها و هي بعيدة عنهم ..
      قبل أن تجلس على أريكة وثيرة جوار أمها التي لا زالت تمسك كفها بين يديها .. و على الجانب الآخر جلست المها تلتهم ملامحها باشتياقٍ حقيقي ..
      نظرت لها حور بابتسامة صادقة ..
      لتبادرها الأولى بأحرفها المتكسّرة ..
      - حووووو فحاااانة أناااا .. آآآشقت للج ..
      عضت حور على شفتها السفلى لتلتقط بيدٍ إحدى كفي المها و تضعه على يسار صدرها ..
      و ترفع صوتها ..
      - و أناااا .. فرحاااانه بعد ..
      ثم لانت ابتسامته بحنان و هي تهمس بإخلاص ..
      - حياتي انتي ..!
      راحت تجيل عينيها بجوع في وجوههم الباسمة حولها و بريق الدمع لم يختفي من مآقيها بعد ..
      - وين نايف ..
      لتهز عفرا سيف الصغير بين يديها برقة ..
      - راقد .. ما رقد الا عقب ما ردت أماية من المستشفى و بردت فواده على أميه نورة ..
      لحظة سكون واحدة مرّت على الجميع قبل أن تكسره حور بهدوء ..
      - غيث يقول انها بخير .. و بيرخصونها اليوم ..
      لترد دانة بسرعة و هي تجلس على ذراع الأريكة قرب المها ..
      - هيه خبرنا أبوية سيف .. حتى ما طاع يخلي حد يسير لها المستشفى .. قال ما بتبطي .. يباها ترتاح شوي بعيد عن الازعاج قبل لا يردونها ..
      التوت ملامح نورة بشيءٍ من الحزن ..
      - فديتاا .. لي شافته أمس هب شويه .. الحمد لله لي سلمها ..!
      قالت دانة بألم مماثل ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    صفحة 27 من 28 الأولىالأولى ... 1725262728 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ايهما تختار العتاب ثم الرحيل ام الرحيل بصمت دون العتاب
      بواسطة متبلدهه في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 27-02-2014, 12:19 AM
    2. إثم الرحيل
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 25-03-2011, 09:59 PM
    3. تعبت ا عد خطوات الرحيل
      بواسطة مطعون بسهام الغدر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 29-10-2010, 07:07 PM
    4. المرأة المسلمة على عتبات الزواج
      بواسطة منارالكون في المنتدى عالم حواء
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-07-2010, 10:11 PM
    5. °•. مناجاة على عتبات الرحمن.•°
      بواسطة ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪ في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 680
      آخر مشاركة: 09-05-2010, 02:51 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com