• دخول الاعضاء

    صفحة 26 من 28 الأولىالأولى ... 162425262728 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 376 إلى 390 من 408

    الموضوع: خطوات تغفو على عتبات الرحيل

    1. #376
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      .
      .
      .
      دست معصمها تحت غطائها الثقيل .. تطالع الساعة بقلق ..
      قبل أن تميل نحو أختها لتهمس في أذنها ..
      - هب كانه الوقت متأخر ..؟؟ لو يايين العصر ..!!
      طالعتها من خلف الغطاء لترد عليها بصوتٍ خافت ..
      - ما عليج .. هي مريوم اروحها موصيتنيه ايي هالوقت .. لن بيتها ايكون خالي .. عسب ناخذ راحتنا وياها .. بعدين ما بنطول ساعة و رادين ..
      ثم مدت يدها تشد على يد أختها بقوة ..
      سحبت نفسا عميقا و هي تشعر بأناملها تلتف حول معصمها ..
      و شعور بالإختناق لا مبرر له يكتنف صدرها ..
      لم تعتد يوما على الخروج و الزيارات الاجتماعية ..
      لكنها لا تريد أن تخنق أختها ..
      لا تريد أن تضغط بعجزها على رقبتها حتى تقطع أنفاس الحياة عنها ..
      حين سألتها مرافقتها لبيت صديقتها لم تجد بدا من الموافقة أمام إصرارها ..
      ليس سوى مقدارٍ ضئيل ترد به شيئا مما تدفع خولة حياتها و جهدها للقيام به ..
      تحرم نفسها حتى من الصداقات .. كي تفي بحاجاتها و عجزها ..
      تنهدت ببؤس حين أخذت السيارة تأخذ طريقا داخليا خاصا .. قبل أن تجاور سورا ممتدا تبعثرت عليه الأضواء تنير الطريق إلى بوابته الرئيسية ..
      لسبب لا تعرفه ..
      كان صوت خولة يرتجف .. و هي تقول ..
      - وصلنـــــــا ..!
      و على اتساع المدخل الحديدي العملاق .. تحرّكت السيارة ببطء إلى داخل الأسوار .. لتواجه ضخامة البيت الرابض على أنفاس الأرض أمام عينيها ..
      و رغم الأنوار التي انتشرت في المكان .. و الإضاءة الموزعة بعناية ..
      إلا أن شيئا مظلما إمتد في جوفها ليزرع خوفا دون سبب فيها و هي تهمس لخولة ..
      - بيتها وايد عود ..
      لم تجبها خولة ..
      كانت تدير وجهها للنافذة اليمنى تراقب شيئا ما ..
      فاستدارت هي بدورها تتبع وجهتها ..
      كان هناك بيتا مصغّر لا يبعد كثيرا عن يمين الفيلا العملاقة ..
      غارقا في الظلام ..
      و استطاعت الانصات لحدة تنفس أختها في ظلام السيارة و هي تقول للسائق بحزم ..
      - وقف سيدة عند بيت عود ..
      و وجدت ميعاد أن توتر العالم كله يتغلغل في صدرها و السيارة تقف أمام درجات المدخل الرئيسي للفيلا ..
      خفق قلبها .. و جفاف يستبد بحنجرتها ..
      و تمنت بغباءٍ أن تستمتع بالسهرة .. كي تفعل أختها بالمثل ..
      لأجل خولة فقط .. أرادت أن تكون أكثر من مرتاحة ..
      لذلك راحت تجاهد لخلق ابتسامة باهتة تشد أطراف فمها بشرود ..
      .
      .
      على غفلةٍ هي ..
      لا تعلم ما الذي حقا ينتظرها خلف تلك الأبواب ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    2. #377
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ► الخطـــــــــــــــوة السادســــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄


      ║ خطوات تنكسر ،، ║


      على قلق تتراقص مشاعره ،،
      و عينيه ترصد انزواء جدّه و أبيه ..
      فيما فكرة من العدم بزغت في داخله .. راحت تصرخ به .. تصم أذنيه عن حديث هزّاع ،،
      بدا و كأن كلمات رفيقه الأقرب تأتي من البعيد .. البعيد ..
      لا يفقه منها شيئا ..
      مشدوها للغاية .. غير مصدقٍ للفكرة المستحيلة التي خطرت في باله فجأة ..
      لم تكن مستحيلة بقدر ما كانت غريبة .. و لم تطرأ قبلا في ذهنه ..!
      ابتلع ريقه بحذر .. و هو يفكّر ..
      ما البأس في محاولة ..؟!
      على أي حال سيعلمون بالأمر عاجلا أم آجلا ..
      هو أحمقٌ بحق ..
      لو كان للأمر أن ينجح .. او يحتمل الرفض و القبول .. فهؤلاء هم الرؤوس المدبّرة ..
      لا أحد قد يعارض قراراتهم ..
      و تخبّطه ما بين آراء هزاع و روضة و سيف و انتظار ردة فعل أمه ..
      كان خطأً كبيرا ..
      لأن الأهم هم جدّه و والده ..
      رجالٌ لن ينظروا للأمر من منظور التعاطف .. كل ما سيرونه هو جمع رأسين ..
      و ستر ابنتهم اليتيمة ..
      و على هذه الفكرة اتسعت ابتسامته حماسا حقيقيا ..
      قبل أن يستدير لهزاع ليقطع ثرثرته ..
      و هو يقول بلهفة ..
      - بو سلطان .. يتنيه فكرة ..
      بتر هزاع سيل كلماته المتدفق و هو يلتفت باهتمام ..
      - فكرة شوه ..؟
      - أروح لبوية و يديه و أخبرهم ..
      اتسعت عينا هزاع برعب .. و هو يلتفت يمنة و يسرة قبل أن يقول بحدة خافتة ..
      - يا الهرم .. تخبلت انته ..؟!!!
      قطب أحمد و هو يقول ..
      - و ليش تخبّلت ..؟؟ بعرس شوه فيها ..؟
      ضاقت عينا هزاع بعدم فهم .. قبل أن تتسعان ببطء .. و هو يقول باستنكار ..
      - عنلااااتك يا الهرم ..!! الحينه من يسلت و انا ارمس عمريه..؟؟ و يايب علوم سباق شهر ثمانية .. و اشاورك .. و انته همّك عرسك ..؟
      رفع أحمد حاجبيه بدهشة ..
      - سباق ..؟ سباق شوه ..؟؟
      - سباق سياكل .. سباق شوه بعد .. اقلب ويهك .. و الله انك هب ويه سوالف .. نشفت ريقيه و أنا اعبر عن شعوريه و انته اذنك هب عنديه ..
      لم يستطع أحمد استيعاب سبب غضب هزاع ..
      - لا تسويلنا فيها الحينه .. السباق شهر ثمانية .. و انا هالاسبوع ابا أخلص موضوعيه .. و ما يظهر الشهر الا و انا مالك عليها ..
      نظر له هزاع بغل ..
      - حد قابضنك ..؟؟ اذلف و خبّرهم ..
      نظر له أحمد بتوتر هامسا ..
      - هزاع .. بلاك ياخي .. الحين انا أرمسك من صدقيه .. عطنيه رايك ..!!
      لان قلب هزاع لنبرته تلك .. فتنهد و هو يقول ..
      - يا خي قهرتنيه شويه ..
      ثم رفع رأسه لعمّه و الجد .. و هو يقول ببطء مفكرا ..
      - مادري شوه أقولك .. عمي علي ما دري بأي طريقة يفكّر .. لكن بويه سيف .. ما ظنتيه عنده مانع .. هاذوه يوز كل واحد من عيال ولده .. خواتاا .. يت عليك يعني ..؟؟ تعال .. ع طاري خواتاا ..عنلاااتك .. الحين بس لاحظت .. ليش مسوين يا عيال علي احتكار ع بنات عميه حمد ..؟؟! و نحن عيال البطة السودا ..؟! يمكن حد منا يبا ياخذ منهن بعد ..
      رفع أحمد حاجبه بانتقاد ..
      - لي يسمعك و انته ترمس بيصدق انك تبا تعرس .. و بعدين من كثركم ..؟ باقي انته و حارب و فهد .. و الا سيف و حامد و غيث .. من زمان في العسل ..
      و ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه و هو يردف بتفاؤلٍ حقيقي ..
      - و انا قريب لاحقنهم ..
      هز هزاع رأسه و هو يقول ..
      - أخاف انك تحلم يا بويه .. و آخرتاا تنش ع صوت زعيق حد من هلك .. بهدم خرابيطك هاي .. شوه أقول ..؟؟ توكل على الله .. لو الموضوع بيلعب به حد .. فهم هالراسين .. و ليّها و وليّك .. و تعرفها رمسة أبوية سيف ما تنثنى .. و لو قال كلمة .. تمشي ع قص رقابنا ..
      ضيق أحمد عينيه بتفكير ..
      - و لو قلت لبوية قدامه .. و كان عنده اعتراض .. ما بيرمس قدام بوية سيف .. الا بيحرجه الموضوع .. شرايك ..؟
      - حلو .. بتسويها ..؟؟
      نفخ أحمد صدره ..
      - نعااام انيه بسويها ..
      جالت نظرات هزاع في مجلس أبيه الممتلئ بالرجال ..
      - الحين ..؟!
      همس أحمد و هو ينهض بسرعه ..
      - خير البر عاجله ..
      خطواتٌ مترددة .. يجرها للأمام مرة ،، و ترده بهرولة للخلف مرّتين ،، شعر بان هذا الطريق هو الأصعب ..
      تخوّف من ردة فعل أمّه .. و هي تنصاع لأبيه ..
      و أبيه لن يعصي للجد أمرا ..
      و لكن العجوز ..!!
      من يدير رأسه إن رفض ..؟!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    3. #378
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ستكون تلك هي الصخرة التي ستهوي دون رحمة على فؤاده لتهشّمه ..!
      ابتلع ريقه و هو يتوقّف أمام أبيه و جدّه .. و الأول يواصل حديثه العميق .. دون أن يكترث للثاني و هو يرفع رأسه للقادم ..

      ابتسم أحمد بتوتّر و هو يسلّم عليهما ..
      سرعان ما شمخت أنظار أبيه تتبع سير عيني الجد .. لتسقط على أحمد و هما يردان السلام ..
      توتّر بقوّة و هو يتخذ له مجلسا بجوار أبيه .. و صوته الأجش .. يهتز قليلا ..
      - رب ما قاطعت شي ..؟!
      لم يرد الجد و اكتفى بنظرة جامدة .. و هو يراقب حركات أحمد التي تصرخ باضطرابه .. تاركا المجال لأبنه و هو يقول ..
      - و لا شي ..
      رفع يده بسرعة يتأكد من وضع - الحمدانية - و هو يقول بابتسامة شعر بها سخيفة .. و ثقيلة ..!!
      - زين عيل .. انا ياينكم في موضوع ..
      لا زال الجد يعتكف صمته البارد نظراته تشرّح وجه الشاب بقسوة .. و يكاد يجزم بما يحمل في طيّات صدره ..
      عاد علي ليجيب على ابنه و هو يدير عينيه الحادتين في أرجاء المجلس المكتظ ..
      - و الموضوع هذا ما يتأجل .. ما تشوف الميلس ممزور رياييل .. خلاف يوم بنرد البيت خبرنا شوه عندك ..
      رد أحمد بسرعة ..
      - ابوية .. بغيت أفاتحك في الموضوع و بوية سيف موجود ..
      - ابوك سيف هب طاير .. لكن نحن في عزيمة الحينه .. و المشاور .. و مساسرة الحريم هب هنيه ..
      احمر وجه أحمد بشيءٍ من الإحراج قبل أن يرد صوت الجد هذه المرة قاطعا ..
      - خل الصبي يرمس يا علي .. شعندك ..؟
      ارتعش قلب أحمد بقوة ..
      مخالفا الاحباط الذي سرى في صدره ,,
      الصبي ..؟!
      هل سيكون في نظره أهلا للزواج ..؟!
      رفع عينه لوجه أبيه الممتعض .. و الجد المترقّب ببرود ..
      ثم جر نفسا عميقا قبل أن ينفض زخم تردده بكلمتين ..
      - ابا أعرس ..
      لم يخفق طرفٌ للجد .. و هو يقمع ملامحه ببرود .. لكن حاجبي أباه انعقدا باستنكار ..
      - تعرس و انا عدنيه أصرف عليك ..؟
      فرك أحمد يديه توترا .. هذا ما ينقصه .. تقليل من قدره و تسخيف لقراره أمام جدّه ..
      - ما عليه يا بوية .. انا الجامعة و خلصتاا .. شهرين تدريب .. و آخذ شهادتيه .. و أشتغل وياكم في الشركة .. أنا ما قلت بعرس الحينه ..؟؟ لكن أبا أخبّركم عسب أحطكم في الصورة .. و البنت لي أباها أحيّرها ع الأقل الين ما أخلّص .. و لو أملك عليها يكون أحسن .. لنيه يمكن أطول الين ما أشتغل و تستقر أموريه ..
      زم والده شفتيه بغيظ .. و اهتزّت لحيته المشوبة بخيوطٍ من بياض ,,
      - نحيّرها ..؟! قدك متخيّر البنت و خالص ..!!
      ازدرد أحمد لعابه و هو يشعر بانه وصل للجزء الأصعب ..
      - و الله يا بوغيث السالفة هب سالفة تخيّر .. لكن البنية من زمان فباليه .. و قلت لا عزّمت ع العرس .. ما عنديه أخير منها ..
      لا شيء كان يهوّل الموضوع كصمت جدّه الصلب .. و هو يرمقه بهذا البرود ..
      خشي جدا من ردة فعله الدانية حين يتلفّظ باسمها ..
      أي اجابة قد يحصل عليها يا ترى ..؟!
      - و بنت منوه هاي لي مشاور عمرك فيها و خالص ..؟!
      تشتد أصابعه في قبضه متعرّقه ،، و يرتفع دوي خافقه بجنون ،،
      نظراته تتشبث بملامح أبيه و جدّه .. قبل أن يقول بهدوءٍ أبعد ما يكون عنه ..
      - بنت عميه حمد ..
      ثم استطرد بثقة أكبر مع انفجار الدهشة على وجهيهما متداركا أي سوء فهم ..
      - المها .. المها بنت حمد ..
      الصمت الذي هبط عليهم بعد تلك الكلمتين كان له وقع الصراخ ..!
      شيء اقشعر له بدن أحمد و هو يتربص باجابة قد تبزغ في مقلة أي منهما ..
      رد الفعل الأول كانت حدقتي أبيه و هما تضيقان متسائلا بحذر ..
      - المها بنت خوية ..؟
      شد أحمد ظهره .. و شعر أنه قد اقتحم الأصعب الآن ..
      سيكافح .. سيكافح ..!
      - هيه نعم ..
      ثم أدار بصره بينهما و هو يقول بصلابة تناقض الضعف الذي اكتنف صوته منذ لحظات ..
      - المها بنت عميه .. منيه و فينيه .. و ما ظنتيه بحصل أحسن عنها ..
      أدار بو غيث رأسه ليلتقط رد فعل الجد .. فلن يرى سوى الصلابة .. و القسوة التي لمعت في عينيه ..
      بعد أن تدارك صدمته الأولى ..
      عدّ لحظات السكون الطويلة بتروٍ قبل أن يقول لحفيده بقوة و عيناه تحتجزان نظراته القلقة التي راح يغالبها بشجاعة ..
      - معلوم ما بتحصّل أحسن عنها .. هاي المها بنت حمد .. خيرة البنات ..
      ثم شمخ بأنفه في تكبّر حقيقي .. و هو يلقي نظرة استصغار على أحمد .. و يتلفّظ بكلماته التالية ببطء مقصود ..
      - لكن هل انته تستاهلها ..؟!
      تبعثرت الأنفاس بعيدا عن متناول رئتيه و هو ينظر لجدّه بصدمة حقيقية ..!
      هذا هو الرد الذي لم يتوقّعه ..!!
      و كأنما يؤكّد الجد كلماته توا ..
      - تشوف عمرك الريّال لي يستاهل ياخذ المها بنت حمد ..؟؟!
      جفّ حلقه بقوة .. عاجزا عن الرد و هو ينقل بصره من وجه جدّه لوجه أبيه الذي التزم الصمت حالما بدأ الجد بالحديث ..
      انقطعت الأصوات فجأة من حوله ..
      و خمدت كل الأنفاس ..!
      فيما تساقطت أحرف الجد في جوف السكون ،، ترسم دوائر عملاقةٍ من حيرة ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    4. #379
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لكن هل انته تستاهلها ..؟! )
      ( لكن هل انته تستاهلها ..؟! )

      ( لكن هل انته تستاهلها ..؟! )
      ( لكن هل انته تستاهلها ..؟! )
      .
      .
      هل هو أهلٌ للزواج بها ..؟!
      واتته رغبة مفاجئة بالضحك ..!
      ثم اعتصر الألم قلبه فجأة دون أن يعلم ما السبب ..!
      شعر بأنه ألقي في هوّة ..
      و ها هو يتخبّط في السقوط ..
      زاغت عيناه و نظراته تتخبط بضياع ..
      يستحقّها ..؟!
      هذا ما لم يفكّر فيه ..!!
      طوال الوقت كان يفكّر بأنها ..
      بأنها ....
      ماذا ..؟!
      ستكون ممتنة ..؟!
      شعور بالخجل اجتاحه .. لتتضاءل روحه بخزي حقيقي ..
      جزءٌ من بشريته الناقصة .. كانت متفاخرة بكامل صحّته .. و ترى صممها نقصا كما رآه الآخرون ..!
      هو الذي تباهى أمامهم بمشاعره متحديا إعاقتها و نظرتهم لها ..!!
      كان فيه من بؤس ذاك التفكير ما جعله يؤمن بأنها ستوافق دون تردد ..
      شعر بنفسه تنكمش أمام هذا الإكتشاف ..
      تلك الروح العذبة .. الطاهرة .. التي لم تمسها خبائث الدنيا بعد ..
      هل هو أهلٌ لها ..
      هو العابث .. الضاحك .. المتهوّر .. الطائش .. السريع الإنفعال ..
      كم هو تافه ..!
      هل يستحقّها ..؟!
      هذا هو السؤال ..
      و هي وحدها من تملك الإجابة .. هل ترى فيه الرجل الذي يستأهل أن تقضي حياتها معه ..
      أم ترتقب مجيء غيره ..؟!
      رجلٌ آخر ..
      ينغمس في تلك الطهارة .. و في ذاك الصفاء الذي لم يسبقه إليها أحد ..!
      رجلٌ أخر ..
      يسمك بكفّها .. ليعلّمها أبجديات الحياة .. و الحب ..
      رجلٌ آخر ..
      يدفعها .. ينطلق معها .. يشاركها ..
      رجلٌ آخر ..
      هي ملكٌ له .. و يستأهلها ..!!
      رجلٌ آخر ..
      هو الأحق بأن تكون له .. ليمتلكها .. لتملأ أيامه ..
      رجلٌ آخر ..
      يكون هو الأول .. هو المرشد ..
      هو الحبر الذي سينقش كل المعاني في صفحات روحها الصافية ..
      رجلٌ آخر ..!
      رجلٌ آخر ..!
      رجلٌ آخر ..!
      رجلٌ آخر ..!
      رجلٌ آخر ..!
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    5. #380
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ذاك اللهيب الذي راح يتصاعد في صدره .. بزغ حرارة حارقة في عينيه و هو يقول من بين أسنانه بقوة ..
      - أنا ولد عمها و أولى بها ..

      لم يعد يهمّه ان كانوا يرونه الرجل الذي يستحقّها أم لا ..
      راح يتمسّك يائسا بأي قشّة ستبلغه اياها ..
      شعر بأن الكلمات تنتزع من جوفه و هو ينظر لأبيه و جدّه الذي رفع حاجبا صامتا ..
      - انا أباها .. و أقرب لها من الغريب .. و ما ظنتيه حد بيصونها شراتيه ..
      مسح الجد على لحيته الشائبة ببطء .. و عينيه القويّتين لا تتزحزحان أمام عزم هذا الشاب ..
      - هب نحن لي نقرر .. الشور للبنية .. يوم بيوصلها الموضوع .. هي لي تختار .. و تقرر .. كانك تناسبها و الا لا ..
      انتفض فؤاده بشيءٍ من الراحة المفاجئة التي رافقت كلمات العجوز ..
      هذه موافقة مبدئية على الأقل ..
      شيءٌ أفضل من العدم ..
      اشارة ضئيلة بأنه أهلٌ للزواج بها .. و أنه قد يرقى لمستوى قبولها ..!!

      * * * * *

      نفضت يديها المرتعشتين .. قبل ان ترفعهما إلى خديّها الرطبين دون أن تتوقف عن الإرتجاف ..
      قدميها تدوران في صالة الشقّة بجنون ..
      و شهقاتها المتتالية تتوالى لتملأ السكون ضجيجا ..
      نشجت بصوتٍ مرتفع .. و سيلٌ جديد من العبرات ينزلق على وجهها ..
      فيما جسدها يرتج بقوّة .. و ما زالت تدور بجنونٍ على قدميها ..
      - ياااااااا رب ..!! يااااااااااا رب .. شووووه سوييييييت .. شوووووه سوييييييت به .. يا الله .. آآآآآآآآآآآآه ..
      انفجرت بتنهيدة متقطّعة .. و هي ترفع رأسها للسماء .. بقعة الدم عند الطاولة التي ضمّت سواد حقيبته و أكياس الطعام .. تقطعت بقطراتٍ تمر بالصالة حتى غرفة النوم ..
      و استعادت منظره و هو يقف على قدميها جارا دمائه المتدفّقة خلفه .. ذهوله بما اقترفت يداها امتزج بألم الذي راحت تصرخ به ملامحه .. ليختفي لحظاتٍ مطوّلة في الحجرة فيما عجزت هي عن تمالك نفسها و الوقوف من أمام بركة الدماء التي خلّف وراءه ..!!
      ثم يخرج و قد ارتدى ملابسه يصرّ على جرحه بقماش أغرقته الدماء .. و لطخت ملابسه .. ثم يلتقط مفاتيحه و المحفظة .. و يمشي بجنونٍ نحو الباب ..
      حين رأته يوشك على تركها وسط انفجاعها بمنظره .. قفزت بجنونٍ لتهرول ناحيته .. و تتشبث به باكية ..
      - ويييين .. وييين .. وين بتسييييييير ...!!!!! لا تظهرررر .. دخييلك .. دخييلك .. شوووف الددددم .. شوووفه كيف .. لاااا تسير .. و دمك يسييييييل ..
      انتزع يديها المتشبّثتين بصدره بيده السليمة و ملامحه تلتوي بألم عنيف .. و هو يدفعها جانبا ..
      لترتد بقوة نحوه مرّة أخرى بعد عدة خطواتٍ قلّصت المسافة نحو الباب ..
      كانت تتحدث بهستيريا .. و كلماتها المبعثرة تكاد لا تفهم وسط شهقاتها ..
      شعورها بانه اذا خرج بهذه الدماء لن يعود .. أرعبها حتى الموت ..
      منظره و هو مبتلٌّ بالحمار قتلها ..
      و هي تحاول تدارك دموعها لتبدو أكثر عقلانية في عينيه .. دون أن تنجح بتهدّج أنفاسها .. و نحيبها المتقطع ..
      - خلاااص .. بتظهرر .. اظهررر .. بس بظهر ويااك .. لااا تظهر اروحك .. بظهر وياااك .. خلنيييه .. خلنييـ .. آآآآآآآه ..
      انقطعت أنفاسها بشهقة و قبضته تمسك برقبتها .. فيما الجنون الأسود يطمس نظرات الألم لثانيتين و هو يجر وجهها نحوه بقوّة .. ليصر بأسنانه في قسوة كسرها الوجع الشديد ..
      - انقلعي من قداميه الحينه .. لا أكسر رقبتج ..
      و بقوّة ناقضت ضعفه الذي اورثه اياه الألم .. دفعها بقسوة نحو الطاولة الأقرب لترتطم بها ..
      فيصطدم ظهرها بحافتها في قسوة .. أوجعتها .. و تركتها طريحة الألم لثانيتين .. قبل أن تتمالك نفسها زاحفة خلفه .. و هو يصفق الباب خلفه بقوّة ..
      جعلتها تلتوي على نفسها و هي تنفجر باكية في حرارة أحرقة فؤادها ..
      تركها .. و رحل ..
      مضجّر بالوجع .. ينزف الألم وحيدا ..
      و ها هي تدور كاللبوة الجريحة ..
      ترتقب عودته التي طالت لساعة حتى الآن ..
      تدور بخطواتها المجنونة في المكان .. و تتخبط ما بين هاجسٍ و هاجس ..
      أين ذهب ..؟ هل قصد المشفى ..؟ هل لقي أي عناية ..
      لم ينتزع المسمار .. رأت بروزه من خلال الضمادة الدامية ..
      هل اقتلعه الآن ..؟؟!
      ذاك الضرر الذي سيتركه .. ؟؟ أي مدى سيبلغ ..؟!
      ارتعشت بقوّة لتجلس أرضا حين لم تعد قدميها قادرتان على الوقوف ..
      نقاطٌ من القرمز كانت ترقّط الأرضيّة لتنقش حكاية من دم على بياض رخامها ..
      هل تتصل بأحد ..؟! تتصل بمن ..؟ ماذا تقول ..؟
      أصبته و خرج .. و لم يعد ..؟!
      لم تجرؤ على رفع السماعة ..
      لم تستطع أن تفعل ذلك ..!!
      انهيارها كان وشيكا .. و هي تنشج بصوتٍ مرتفع في منتصف الصالة الخالية ..
      - ياااا ربيييه .. يااااا ربييييه ..!!
      .
      .
      رباه ،،
      أعده إلى سالما ..
      لا أكترث ان كان لا يحبني ..
      لا يهمني ان تزوجني لأجل المال أو غيره ..
      أريده سالما ..
      لن تحتملني الحياة ثوانٍ اذا اصابه مكروه ..
      رباه احفظه لي ..
      للاحساس الذي ظننت أنه قُتل ..!
      و لازال ينبض في جوفي ..

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    6. #381
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      .
      .

      رباه ،،
      أعده إلى سالما ..
      لا أكترث ان كان لا يحبني ..
      لا يهمني ان تزوجني لأجل المال أو غيره ..
      أريده سالما ..
      لن تحتملني الحياة ثوانٍ اذا اصابه مكروه ..
      رباه احفظه لي ..
      للاحساس الذي ظننت أنه قُتل ..!
      و لازال ينبض في جوفي ..

      * * * * *

      في بقعة ما .. استطاعت دس أحاسيسها .. و إبعاد قلبها عن هذه الحلبة ..
      هل كانت تفكّر ..؟!
      لا ..
      حتى التفكير كان أبعد ما يكون اليها .. اذ اختلطت عليها أصوات التعقّل و التريّض ..
      و أخرستها بقوّة جبّارة ..
      اقتلعت أحاسيسها بالذنب و الندم من جذوتها .. و ألقتها بعيدا ..
      هي هنا الآن ... في معمعة ..
      و ستعود لها حالما تنهي الأمر تماما ..!
      الجمود الذي اكتنف روحها .. ليحيلها إلى قطعٍ من جليد .. لم يكن سوى انكار لما تفعل ..
      و كأن ما يحدث لا يحدث ..
      ليست هنا .. و غير مقدمة على ما هي عليه ..!
      و كأن ذاتها البعيدة خلقت في زمنٍ و بعد آخرين ..!
      ليست في هذه البقاع ..
      هذا كلّه مجرد مسرحٍ لأوهامها ..
      هي لا تفعل هذا .. لا تفعله ..!
      بذاك الجمود الذي غلّف أحاسيسها ..
      تبتلع كل هذه الأفكار بصمت ...
      متصلّبة الظهر .. تضم ركبتيها بقوّة إلى بعضهما ..
      و ترفع وجهها ،،
      ملامحها الجامدة لا تفصح عمّا قد يدور في خلدها ..
      فيما انتزعت من الفراغ نظراتها و وجّهتها للفتاة الطويلة التي وجدوها في استقبالهم و هي تقدّم القهوة و - الفوالة - ،،
      لا أحد غيرها ..
      استطاعت أن تلتقط شبها كبيرا بينها و بين ملامح تلك الشابة التي نحتت في مخيّلتها ..
      رغم أن تلك بدت أصغر .. ربما بالنسبة لذاك الرجل ..
      هل التقطت ميعاد هذا الشبه أيضا ..؟!
      أدارت عينا حذرة ..
      عينا تجنّبت لقاء نظراتها مذ دلفن ضخامة هذا الوكر ..
      لتلتقط تصلّبها القلق على كرسيّها فيما تشخص بصرها للفخامة التي تحلّقت حولها ..
      الأثاث الثقيل الذي راح يصرخ بسطوة المال ،،
      الجدران المزيّنة .. و السقف المزخرف .. بثرياته العملاقة ..!
      أصابعها النحيلة تعتصر ذراعي كرسيها المتحرّك حتى ابيضّت مفاصلها ..!
      ما ان اهتز رأس أختها و أدركت أنها على وشك الالتفات حتى فرّت بنظراتها للطويلة التي تقدّمت منها بفنجانٍ من القهوة ..
      لتسألها باضطراب ..
      - أم علي وينها ..؟؟!
      شعرت بالتواء رقبة ميعاد و هي تلتفت اليها بسرعة ..
      لكنها لم تنظر اليها .. راحت تنتظر اجابة الفتاة بتصميم ..
      ابتسمت الفتاة بشيءٍ من الأدب ..
      - تصلّي و من تخلص بتيي ..
      ثم التفتت الفتاة لميعاد لتمدّ لها فنجانا من القهوة ..
      اختلست خولة لها نظرتين تتبين ان كانت قد شكّت بشيءٍ ما ..
      لن يطول الأمر .. ستعلم حتما حتى قبل أن تقدم على ما تنويه ..!
      وجدت أن ميعاد تركّز نظراتها على الفتاة التي لاحظت تمعّنها فيها .. فبدأت تتحرك بعد ارتياح .. !
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    7. #382
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      شعرت بنبضاتها تكاد تمزّق صدرها ..
      و أنفاسها تزدحم لبلوغ رئتيها ..

      خوف .. ارتباك .. قلق ..
      شعور بأنها تتراقص على جمر يوشك على احراقها أفزعها ..
      شعرت بأن ضخامة هذا البيت تجثم على صدرها ..
      و أن جدرانه تضيق .. تضيق .. لسبب لا تعرفه ..!!
      شيء غريب .. غير طبيعي .. تكاد تلمسه لمس اليد ..
      لعبة القط و الفأر التي تلعبها مع نظرات أختها أفزعتها ..
      شعرت بأن خولة تتجنب النظر اليها لسبب ما ..
      لكن ما جمّد أوصالها هو اسم المرأة التي نطقت للتو ..
      ( أم علي ) ..؟! لا تذكر بأن أحد صديقات خولة القلائل تتخذ هذا الإسم لها .. الا اذا كانت مخطئة ..
      لكن رنين الإسم ترك فيها احساسا أجوف بأنها لا تسمعه للمرة الأولى ..
      قفزت عينيها تتشبثان بملامح الفتاة الوحيدة التي استقبلتهم بخلاف الخدم ..
      الوجه الوحيد الذي قابلهم منذ قدومهم ..
      تكاد تقسم بانها لا تراها للمرة الأولى ..
      التقتها سابقا ..
      تعرف هذه الملامح .. أو تعرف من يشبهها ..
      شعرت بالفتاة تتململ أمام تحديقها .. فجرَّت نظراتها لتفتّش عن عيني خولة ..
      تحتاج لقليل من الدفء الذي يسكن مآقيها ..
      غربة تسكنها هنا .. تخيفها .. رغم أنها ليست سوى زائرة ،،
      صوت خطواتٍ خفيفة قادمة جذب انتباههم ،،
      هي و خولة .. و الفتاة .. لتلتقط عينيها الجسد الضئيل للشابة التي تتقدم منهم من أقصى الردهة تحمل بين يديها صينيّة رتّبت عليها خفائف معجّنات ..
      بدت مبهمة الملامح قليلا من بعيد ..
      لكن وجهها أخذ يبزغ شيئا فشيئا مع اقترابها ..
      و شيئا فشيئا .. راح نبض ميعادٍ يتصاعد ببطء ..
      يتسارع ..
      يضجّ بين أضلعها .. يصرخ في وجهها ..
      و هي تلتقط ملامح الفتاة التي تخلّت عن الصينيّة لتسلّم عليهم بأحرفها المتكسّرة ،، و هي تتقدم من خولة التي وقفت بتوتر على قدميها ..
      - آآآسياااام عيييييكم ..
      كتلة سدّت حلق ميعاد لتخنقها .. فتحجز الهواء عنها .. فيما شلّت أطرافها بصدمة ..
      و هي تنظر للفتاة التي انحنت لتسلّم عليها دون أن تستطيع هي تحرك أنلمة واحدة ..
      عدم التصديق ..
      الصدمة .. و ذهولها ..
      هي تعرف هذه الفتاة ..
      قد لمست هذه العذوبة مرّة فحفرت في جوفها للأبد ..
      تلك الرقّة .. و النقاء المتهادي على قدمين .. أذهلتها مرّة ..
      لتذكّرها مرة أخرى باحساسها ذاك ..
      هي ..
      نعم .. انها هي ذاتها ..
      ما الذي تفعله هنا .. ؟؟!!
      راحت أفكارها تتخبط بجنون ،، تتلاطم كأمواجٍ تتقدم لتخبط عقلها .. ثم تنحسر تاركةً الفراغ خلفها ..!!
      بغباء راحت الخطوط العريضة تتشكل أمام عينيها ببطء ،،
      فخامة هذا البيت .. و البيت الصغير الذي تحتضنه حديقته ..
      رنين اسم أم علي .. و ألفةٌ ارتبطت برؤية هذه الطويلة ..
      و أخيرا ..
      تعرّفها لهذه الفتاة ..
      تلك النعومة التي جلست بهدوء على أحد الأرائك .. و هي تغض طرفها بخجلٍ ملائكيٍ هادئ ..
      الدوار الذي لفّ رأسها كان رد الفعل الوحيد لعقلها الغافل و هو يستوعب دفق الشكوك كلها معا ..
      تدير عينيها لخولة ..
      خولة التي كانت تنظر الى كل شيءٍ عداها ..
      كانت خائفة .. خائفة للغاية .. أنفاسها تتسارع .. و خفقاتها لا تهدئ .. فيما بدأ جسدها يرتعش بأكمله ..
      و أحاسيسها ..!!
      لم يعد هناك أي متسع لأحاسيس .. لا شيء سوى انكار مجنون ..
      و بيأسٍ تمنّت لو أنها مخطئة .. و أن شوقها لهم دفعها لرؤيتهم في كل مكان ..
      مدّت يدها لخولة .. تمسك يدها .. و هي تميل نحوها .. صوتها يرتجف بقوّة و هي تسألها بهدوء تحاول ادعاءه ..
      - خـ.. خولـ..ـة .. ببـ.. بيـ..ـت منــ..ـوووه هـ..ـــذااا ..؟!
      كانت خولة متصلّبة بشكلٍ قاسٍ .. لا تنظر اليها ..
      فيما تحتاج هي لعينيها .. تريد أن ترى بأن كل ما حولها انعكاس لأوهامها .. و أن شكوكها مجرّد جنونٍ صرف ..!
      لكنّ الكلمات الخافتة التي تلفّظت بها خولة .. دهست قلب ميعادٍ بلا رحمة ..
      و أصابتها بالجنون ..
      - بيت أبوج سيف ..
      رفعت ميعاد رأسها .. و يديها لتمسكه بجنون ..
      لا تصدق ..!!
      هذه كذبة ..!!
      بل هو أسوء كوابيسها طرا .. هذا لا يحدث الآن ..
      هي ليست هنا .. و خولة لم تجلبها إلى هذا المكان ..
      راحت تعض شفتيها و هي تضغط على عينيها بأصابعها ..
      فيما تنتفض أطرافها بجنون ..
      صوتٌ رخيمٌ هادئ .. تدفق من ناحية الفتاة الطويلة .. و هي تسألها باهتمامٍ قلق ..
      - خير ختيه .. رب ما شي يعورج ..؟؟ تبين شي ..؟
      فتحت عينيها المفجوعتين بما سمعت .. و مدت يدها لتمسك بيد خولة تجذبها بقوّة .. و صوتها يرد على الفتاة فيما تهرب من نظراتها بتوتّر مختنق..
      - لاااااا .. لااااااا .. ما بااا شي .. نحن بنظهرررر .. مغلطيييين في البييييييت .. هذااا هب البييييت لي نباااه ..
      و التفتت لخولة و هي ترتجف بجنون ..
      - يااا الله خوللة .. خلينااا نسيييير عبلنااا ع العرب ..
      لكن خولة لم ترد ..!!
      لم تتحرك ..
      تشبّثت بالجمود رغم اهتزازها بجذب ميعاد ..
      شعرت ميعاد بأن عليها الهرب ..
      قبل أن تتأزم الأمور ..
      لم يعد عقلها يعمل ..
      فقط تدير عجلات كرسيها المتحرك .. نحو الباب ..
      و هي تهمس بجنون ..
      - بنظهر .. نحن مغلطين .. لااازم .. لااازم نظهر .. هب هذاا البيت .. هب هذاا ..
      - السلام عليكم و رحمة الله ..
      و تصلّب ظهرها الذي أدارته للجلسة التي كانت منضمة اليها للتو .. حين داعب الصوت المرتعش آذاانها ..
      لم تكن عينيها ترى غير الباب الخشبي الذي راح يناديها بجنون حاثا اياها على الفرار ..
      هذه مصيبة ..
      خولة سترتكب خطأً فادحا ..
      لا ليست خولة .. ليست خولة من تفعل هذا ..
      ببطءٍ و آليّة تناقض لهفتها للفرار .. ادارت عجلات الكرسي مجددا نحو مصدر الصوت الذي أتى من خلفها ..
      ببطء ،، راحت الجدران تدور حولها ،،
      و كأنها بالثبات .. و البيت من يتراقص مستديرا ..
      و توقّفت ..
      و انتهت اللحظات ،،
      لم يعد شيءٌ يتحرك و عيناها تحتضنان رؤية ذاك الجسد الضئيل الذي اتّكأ على عصا و راح يتقدّم للجلسة في منتصف الردهة ببطء ..
      انفرجت شفتاها و الأنفاس تستحيل إلى شهقات تنفلت من فمها ..
      و فكّها يرتعش و هي توشك على البكاء ..
      لم تكن المرأة التي توقّعت ..!
      صورة مختلفة تماما .. لم تتخيلها ..
      انحناءة الظهر تلك .. و الجسم الضئيل الذي أثقلته السنوات ..
      الوجه المغضّن بتجاعيد تبيّنتها رغم المسافة بينهما ..
      و تعثّر خطواتها الضعيفة و هي تتقدم منهم ..
      عجوز أنهكها العمر .. تسند مرارتها .. و أوجاعها .. على عكّازها ..
      و هي تخطو نحوهم ..
      ترحب بهم ..
      تفتح ذراعيها لمزيد من الألم ..
      و كسر قلب ميعادٍ هذا ..!!
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    8. #383
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      بتعبٍ تقدّمت
      تستند على عصاها .. التي لم تعد تساعدها كثيرا الآن ..

      فيما كل عظمةٍ منها تئن تحت وطأة آلام الروماتيزم ..
      تسوق قدميها الواهنتين بخطواتٍ متعجّلة ،، و خجلٌ يراودها لتأخرها على ضيفتيها اللتان لم تتعرف اليهما حتى الآن ،،
      كانت تحثّ سنوات عمرها ،، تجرّ شيخوختها ،،
      تسعى ..
      لألم هو لها بالمرصاد ..
      لا تعلم أي أوجاعٍ ستنهش بها زائرتيها روحها المتشققة .!!
      التعب نال منها بعد يومها الطويل و قدوم الليل ..
      لكنها كافحت لترسم ابتسامة متجعّدة مرحّبة بالشابتين ..
      تلك الوافقة في استقبالها .. و المستديرة بعجزها ترتقبها بشيءٍ من الذهول ..
      تقدّم الشابة التي بدا جليا بانها الأكبر سنا من أختها ..
      تلتقط كفّها الحرّة و هي تقبّل رأسها بشيءٍ من الإحترام ..
      فيما أمعنت هي النظر في الوجهين الجديدين ..!!
      من هن يا ترى ..؟!
      لا تذكر بانها قد التقت بهن مسبقا ،،
      .
      .
      .
      .
      راودها التراجع ..
      هذه الهيئة الضعيفة صرخت بانها قد لا تحتمل ما تحمل إليها ..
      هذا و قد فاقتها صدمتها ..
      أ هذه أم علي ..؟!
      لا يبدو زوجها عجوزا لهذا الحد ..! بدت أكبر منه بكثير ..
      يتمتع بلياقة من يصغره بسنوات ..
      لكن هذه المرأة كانت قد أنهكتها أيامها .. و قد أجبرها العمر على الإنحناء أمام ذلّ الكبر ..
      بقيت عينيها تلتقطان التعاريج المنحوتة على وجهها الغابر ..
      إمرأة مسنّة .. لا تتمتع بقوّة و سطوة .. و شراسة زوجها .. و لا قسوة قلبه ..!
      الزمن حفر عروقه في كفوفٍ نحيلة تتساند على ذاك العكّاز فيما ترحّب بها ابتسامة قديمة .. تعبق بحنين مشبّع بماضٍ ارتعشت لانعكاسه في مقلتيها و هي تقول بصوتها المهزوز مرحّبة ..
      - مرحبــــا الســـــاع حيّا الله من يـــــــا ..
      دواليب كرسي ميعاد احتكت بالأرض الرخامية و هي تتقدم إلى حيث تقف العجوز أمام حركة تدل على استعداد المرأة للتقدم منها رغم أنها الأكبر ..!
      كان رأس ميعادٍ مدفونٌ في صدرها .. و هي تجرّ كرسيها بشيءٍ من الإنكسار ..
      كل هذا لم يكن يؤثّر فيها ،،
      اقتلاعها لأحاسيسها تركها خارج المكان .. خارج الزمان ..
      ليست ببطلة على هذا المسرح ..
      ليست سوى متفرّجةٍ من المقاعد الخلفيّة ..
      سرعان ما ستدق الطبول تعلم النهاية الوشيكة ..
      لتحزم هي أحاسيسها .. و تشد الرحيل إلى حيث يمكنها لاحقا الإنفجار ..
      ذاك الجمود الذي راح يقودها .. و يجمّد أوصالها ..
      وحده من يتحكم بها الآن ..
      حتى و ميعاد تتراجع بكرسيها لتعود إلى مكانها السابق جوارها .. ببريق أدمعٍ في عينيها ..
      فيما عادت تجلس هي بذات التصلّب على مقعدها ..
      عينيها تلتقط ايماءات العجوز المتعبة و هي تجلس بوهنٍ على الأريكة الأقرب ..
      و صوت ميعاد الهامس يتسلل بأنفاسٍ متحشرجة ..
      - لاااا .. لاااا خولة .. دخييييييلج .. لاااا تسوينهااا .. و الله ما تسويييينها .. نشي .. ردينااا البييييت .. ابااا اسير البييييت ..
      و فجأة بدأ جسدها بالرتجاف .. و انفلتت شهقتين مرتفعتين من شفتيها .. و هي ترفع رأسها نحو خولة مستنجدة ..
      تتوسل الرمق الأخير من اختها التي تعرف ..
      لكن خولة لم تلتفت ..
      بجلدٍ لم تعرف أنها تملكه .. راحت تصم أذنيها عن توسلات ميعاد ..
      هي تفعل هذا من أجلها ..
      لن تسمح لهم بان يرموا أختها في ظل النسيان إلى الأبد فيما تكتفي بالفتات الذي يلقى اليها من فردين فقط يعلمان بوجودها على قيد الحياة ..!
      من يصدّق بانها ابنة العجوز اذا مات .. لن تنكرها الأوراق و الثبوتات .. و لكن سينكروها أبناءه ..
      اذا لم يستطع هو تقبلها خلال حياته ..
      من سيحتملها بعد مماته ..
      وجودها حقٌّ عليها أن تكسبه ..
      لن تسمح لهم أن يرموا بها كقطعة أثاثٍ مهملة بعد الآن ..
      - رب ما شر يا أميه ..؟ بلاها ختج ..؟!
      كان صوت العجوز الضئيل هو الذي تساءل هذه المرأة بنبرة إهتمامٍ حقيقية .. لتدير في وجوههن خولة عينا باردة .. تلتقط القلق الذي اكتسى ملامحهن على ميعاد التي ضمّت غطاء وجهها تستر ملامحها و كانما تخشى أن تفضح هويتها ..
      خائفة منهم ..!!
      زرعوا الرفض في أختها .. حتى أصبحت تخشى لقاءهم ..
      سلبوها الحق في أن تكون منهم ..
      الشخصين الوحيدين اللذان يعرفان بوجودها كانا يمنان بوجودهما في حياتها ..
      يسترقان لحظاتٍ من بين أعمالهم ليأتوها خفية ..
      فيما تتلقف هي حضورهم و فتات حنانهم بلهفة ..
      لم تكن العاطفة و الإكتفاء و الإنتماء تنقص ساكني هذا البيت ..
      لكن ميعاد لم تعرفها يوما .. منذ ولادتها حتى الآن ..
      من يعلم ان كان مماتها وشيكا ..
      فتدفن ..
      و يدفن كل أثرٍ لها ..
      كل ذكرٍ ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    9. #384
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لا يعلم أحد بوجودها .. بخلاف أناسٍ لا يمتون لها بصلة ..
      فيما تجهل عائلتها كل شيءٍ عنها ..

      اشتدت البرودة التي غلّفت فؤادها و هي تردّ على هذه العجوز بصوتٍ هادئ ..
      - ما بها إلا العافية ..
      لكن العجوز سألت بنبرة حانية ..
      - انشديها فديتج .. شوفيها كاد شي يعورها ..
      لكن خولة لم تلتفت لميعاد .. كان عيناها ترتكزان على المرأة بتصميم ..
      التقطت تقطيبة الفتاة الطويلة التي كانت تجلس على يمين جدتها ..
      و التوتّر الذي مسح ملامح أختها الناعمة .. و هي تعقد أصابعها الرقيقة في حجرها ..
      فيما اشتد قبضة العجوز النحيلة على انحناء عكّازتها .. عادت خولة تقول بذات الجمود ..
      - ما شي يعوّرها .. ما عليه يا أم علي .. استحملينا شويّة .. نحن قاصدينج .. و لنا حاية ..
      استدركت المرأة أي احساسٍ بالضيق و هي تقول بسرعة ..
      - ما به ضيق فديتج .. أفاا عليج .. بيت بيتكم .. و انتو هل الدار .. حادرين و نحن ظاهرين .. و حايتج مقضيّة .. امرررة .. كل ما تطول يماني ابشري به .. ما قلتي ليه فديتج من بنته انتي ..؟
      و كان هذا هو السؤال الذي سيفتق كل جروحها ..!
      .
      .
      .
      .
      كان اهتمامها الأكبر على الفتاة التي دسّت وجهها في صدرها .. و شهقاتٍ تهزّ جسدها ..
      تملكها القلق على الفتاة التي تنزوي على الكرسي المتحرّك بعجز ..
      ما خطبها ..؟! هل هي مريضة ..؟!
      لم يبدو عدم الإهتمام على أختها ..
      بل لسبب لا تعلم شعرت أم علي بأنها تخشى النظر لأختها الباكية ..
      اذ كانت ترفض النظر اليها .. حتى و هي تلوي يديها بقسوة في حجرها ..
      جرت عينيها للمرأة المتحدثة ..
      ملامحٌ ناضجة .. و أنوثةٌ حادة .. ألانها دفء العسل السائل في عينيها ،،
      و نعومة الشعر الذي انزلق كشلالٍ من قهوة على جبينها الحنطي الصافي ،،
      كانت فاتنة ..
      نضوج أنثى راح ينضح منها .. و من اتزان جلستها .. و انتصاب كتفيها ..
      و هي تردّ سؤال الذي ألقت منذ لحظات ..
      - أنا خولة بنت بن ظافي ،،
      بن ظافي ..؟!
      رن الإسم بعيدا في ذاكرتها .. و أيقنت بانها سمعته في مكانٍ ما .. لكنّها لا تذكره ..!
      لكنّها أجابت المرأة بأدب ..
      - و نعم و الله .. قد سمعت بهلج أنا ..
      و ارتكزت على ألفة الإسم الذي كانت متأكدة بأنها قد صادفته يوما ما ..!
      راحت تشنّجات القعيدة تجتذبها بين الفينة و الأخرى ..
      عجبا ..
      لا زال البرود يكتسح سحنة أختها و هي تفرّ من النظر اليها ..
      - النعم بحالج ،، قد سمعتي بهليه أنا .. لكن هل ميعاد تعرفينهم زين ..
      لم تستطع أن تفهم ما شيئا مما قالت الفتاة ..
      - هل ميعاد ..؟ ميعاد من يا بنتيه ..؟
      أشارت بيدٍ صارمة لأختها .. ذات الملامح المدسوسة ..
      - ميعاد ختيه ..
      قطبت .. مع سكوت المرأة و اختناق شهقات أختها التي رفعت وجهها المحمر فجأة ..
      و هي تقول بجنون هامس بلغ مسامعها ..
      - مااا تعرفيييينهم .. مااا .. تعرفيـ .... خولة .. ابااا اسيييير البيييت .. ظهرييييناااا ..
      الآن أيقنت أم علي بان المرأة تكافح لتجاهل أختها .. و ملامحها تلتوي بشيءٍ من الألم ..
      سألت العجوز بقلق ..
      - أعرف هلها .. حد من عربنا ..؟!
      كانت المرأة تقف على قدميها الآن و هي تلتقط حقيبة يدها الكبيرة .. و تقول ..
      - ميعاد بنت سيف بن علي ..
      نظرت للمرأة دون أن تدرك ما الغريب في الإسم الذي نطقت للتو ..
      تلك الكلمات التي ألقتها بدت و كأنها على وشك تفجير شيءٍ من خلالها ..
      ردت بعجب ..
      - سيف بن علي ..؟!
      لتضيق نظرات المرأة مع وقوف عفرا على قدميها ..
      - سيف بن علي .. ريلج ..
      ريلج ..؟!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    10. #385
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      شعرت بأن الكلمة ترن في رأسها العتيق دون أن تترجمها ..
      هذه الشابة التي تجلس على الكرسي ذو الدواليب باكية .. تخوض غمار العشرينات من عمرها ..

      هي ابنة سيف بن علي ..
      زوجها هي ..!
      ببطءٍ راحت حدقتيها تستديران على وجه المرأة الواقفة .. لتنقلها مرّة أخرى لتلك الجالسة ..
      و الصدمة تتغلغل في عظامها الناحلة ..
      لتنفضها ببرودة قلّصت أوصالها ..
      فيما تتصلّب الخطوط التي نقشها الزمن على وجهها مع صياح الشابة ذات الكرسي معترضة ..
      - تكذذذذذب .. تكذذذذب ... انااا ختهاااا بنت بن ظاااافي .. و رييييلج مااا عرررفه .. لااااا .. لااااا تصدقيييينها ..
      كان نشيجها ينخر قلب أم علي ..
      التي أطلقت النظرات بطريقة أخرى نحوها ..
      تفتّش عن الخدعة في هذا كلّه ..
      ما الأمر ..؟!
      من هؤلاء النساء ..
      ما الذي جلبهن إلى آخر أيامها ليتعسنّ رحيلها بمثل هذا المزاح الثقيل ..
      صوتٌ آخر رن بحزمٍ في الردهة و هو يرد عبارات الإثنتين ..
      - ما عدنااا شك انها كذبة سخيفة .. لو سمحتي .. هالسوالف محد يمزح فيها ..
      كانت المرأة أمام عيني ام علي .. تفتح حقيبتها لتنتزع بضع أوراقٍ منها .. و جواز سفر و عدة بطاقات ..
      لتلقيها على الطاولة أمامها متجاهلة كلمات عفرا التي قالت للتو و بكاء أختها .. و هي تقول ..
      - هاي أوراق ميعاد .. جوازها .. و بطاقاتها كلها .. اترومين اتشوفين اسمها ع الثبوتيات .. و هاي الميلادية ..
      ثم رفعت رأسها بجمود نحو ملامح أم علي التي انكمشت في تصلّب لم يفصح عن التصدّع الذي راح يعتمل في قلبها الآن ..
      - كنت بييب لكم صورة عن خلاصة القيد تثبت هالشي .. لكنيه ما رمت أوصل لها .. أكيد هو داسنها عنكم عسب محد يشوف اسم ميعاد فيها ..
      في خطوتين كانت عفرا تجمع الأوراق التي ألقيت على الطاولة دون أن تلقي نظرة واحدة عليها .. و بقوّة تقدّمت نحو المرأة لتجذب حقيبتها بقسوة .. و تدس الأوراق فيها ..
      دون أن تكترث ان كانت تلك وقاحة أم لا .. و قالت بصرامة ..
      - بيتنا يتعذرج يا بنت الناس .. شلي عمرج و ختج .. و توكلي على الله .. و الا بنتصل في الشرطة ..
      ألقت المرأة نظرة كراهية صرفة على عفرا وسط ذهول أم علي .. و هي ترد ..
      - شعليه .. هاتي الشرطة .. عسب تتأكدون من الموضوع بس ..
      لكن صوت عفرا ارتفع الآن حين أصبحت تلمس متابعة جدتها الصامتة لهذا النقاش ..
      - لو انتي غاوية فضايح و متعودة عليها .. نحن عرب معروفين .. و محترمين .. و أشكالج ما ييبون الا المشاكل و الشوشرة .. اظهري بالطيب لو سمحتي .. و الا بنزقر الحارس يشلج بالغصب خاري ..
      - عفــــــــــــرا ،،
      انطلق الصوت أقوى من اهتزازات عمرها ..
      من عمق روحها كانت قد انتزعته ..
      و أملٌ ضئيل واتاها بفكرة أن هذه المرأة نصّابة لا أكثر ..
      لذلك أرادت أن تقطع الشك باليقين قبل أن تطردها عفرا من هنا ..
      اشتدّ نحول أناملها على رأس عصاها المعقوف .. و هي توجّه سؤالها للمرأة بقوة اختزلتها من سنوات الوجع ..
      - منوه انتي يا بنتيه .. و شوه تبين ..؟
      نظرت لها المرأة بشيءٍ من الفتور .. و نشيج أختها يزداد ..
      و تقدّمت منها بخطواتٍ واسعة ..
      لكنّ قبضة عفرا التفت على ذراعها لتدفعها قليلا و هي تقول بحدة لم ترها أم علي كثيرا في طبيعة عفرا الرصينة في الغالب ..!!
      - مكانج .. لا تيين صوب يدوووه ..
      نظرت المرأة مرةً أخرى لعفرا بذات الكراهية العجيبة .. و كأنها تعاديها منذ سنوات .. !!
      ثم عادت تلتفت لأم علي ..
      - أنا بنت بن ظافي .. و عقب ما توفى أبوية بسنة .. عميه سيف خذ أميه .. ،، تمت وياه ثلاث سنين .. و عقب ما يابت ميعاد بشهرين توفّت .. و يت خالتيه من مصر عسب تربيناا ..
      ثم عادت تشير لأختها دون أن تنظر اليها .. و ارتفع صوتها بحدة هستيرية ..
      - هاي ميعاااد .. بنت ريلج .. صاكة ست و عشرين سنة .. و هو داسنها عنكم .. محد يعرف بها .. و حتى لو ماتت محد بيدري بعلومها ..
      ثم دسّت يدا بدأت ترتجف بقوّة في حقيبتها مجددا تلتقط الأوراق التي تجعدت بيد عفرا أثناء دسّها .. و جواز السفر .. بلونه الداكن لتلقيها أرضا ..
      - مااا تصدقييييين ..؟؟ تعالي شوفي الأورااااق الثبوتيه .. شوفي إسمهااا .. ميعااااد سييييف علييي الـ ××××××× ،، اذا أنا كذااابة ع قولة بنت ولدج .. فالحكومة ما تكذب .. و الأوراق ما تتزور ..
      صاحت عفرا بقهرٍ و هي ترى ملامح جدّتها تسودّ بقوة ..
      - انتي وحدة نصاااابة و تتبليييين ع يدي ..
      لكن خولة لم تلتفت لها .. كانت تصر على التركيز على العجوز ..
      همسات ميعاد التي راحت تتدفق من خلفها لم تزدها الا اصرارا .. و هي تقول بقوّة ..
      - مااا تصدقييين ..؟؟ اتصلي به .. قوليله انها عندكم في البيت .. خليييه ايي يشوفها .. و بنشوف اذا بينكرهاااا .. هااااي بنته .. من صلببببه .. داسنها عنكم و انتو ما تعرفوووون .. عايشيييين في العسل .. و هي تمووووت مليوووون مررررة لن ما عندها من هلها الا أنا و خوهاااا ..
      على عصاها القصيرة ..
      و قدمين لا تقويان حملها من ثقل الألم الذي راح يترسب في جوفها ..
      تتحامل على سنواتها .. و ضعفها ..
      لتستند بظهرٍ ازداد انحناءً إثر ما سمعت و ما ألقي عليها للتو ..
      لا تنظر لوجه أحد .. تحدد مواطئ خطواتها ..
      و هي تجرّ خيطا طويلا من أشلاء روحها ..
      ممزقة ،،
      تلك المرأة أمسكت بساطورٍ من خيانةٍ امتدت لسنواتٍ تجرّعت خلالها الألم ،،
      و اقتاتت جراحها زادا شائكا .. جرّح كل عرق حياةٍ فيها ..
      لتهوي به على أوصال الصبر الذي مد جذوره عمرا في أعماقها ..
      و بترت جذع القوّة التي كانت ترتكز عليها ..
      فتساقطت أغصان كل إحساسٍ طيبٍ أرضا .. كل يقينٍ .. كل ثقة ..
      تهاوت في هوّة من غدرٍ تكشّف لها في لحظة ..
      لم تنتظر لتتأكد ..
      ثقة المرأة جزمت بأن كل ما قالت حقيقة ..
      و أنها لا تحبك خدعة رخيصة هنا ..
      تزحف بما تبقّى من كرامتها .. رغم ثقلٍ أجبر رأسها على الإطراق بانكسار ..
      انكسار هشّم ما تبقّى من قوّتها ..
      و روحها التي تجعّدت و هي تجرّ الخطى ،،
      تبتعد ،،
      لتنزوي ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    11. #386
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      و تفتّش عن ركنٍ مظلم لا يراها فيه أحدٌ غير بارئها ..
      فتذوي ..!

      .
      .
      .
      .
      - اييييييييه .. انتييييي ..!! وين رااااايحة ..
      صاحت عفرا بالمرأة التي توجّهت لباب المدخل الخشبي بخطواتٍ واسعة ..
      متجاهلة أختها ذات الكرسي ..
      كانت خطاها السريعة تصرخ بنيتها في الفرار ..
      تحرّكت عفرا خلفها فورا .. و المرأة تتجاوز الباب الخشبي مع اندافع اختها المقعدة بكرسيّها خلفها و هي تصيح باكية ..
      - خوووووووولة .. خوووووووووولة ،،
      ركضت عفرا بإصرار خلفها .. ما ان فتحت الباب حتى أعمى عينيها ضوّء السيارة المسلط على مدخل الباب ..
      فترتد بجنونٍ إلى الخلف خشية وجود رجلٍ فيها ..
      لكن هذا لم يوقفها كثيرا .. و أخت المرأة جاورتها بالمقعد .. و هي لا تزال تصرخ بجنونٍ خلفها ..
      ألقت بطرف غطاء رأسها على وجهها .. لتخرج بحزم ..
      لكنّها كانت قد تأخرت ..
      إذا بدأت السيارة في الإستدارة بسرعة مجنونة ..
      تقطع المسافة التي بين الفيلا .. و البوابة الرئيسية للسور الخارجي ..
      وقفت عفرا مذهولة غير مصدّقة بأن المرأة قد ألقت بأختها هنا و رحلت ..!!
      كانت المعنيّة قد اندفعت بكرسيّها للخارج لتراقب آخر أذيال أضواء السيارة تختفي في المنعطف بعد تجاوزها السور ..
      لتتقطع أنفاسها .. و بكائها يهجد بطريقة مخيفة ..
      - خـ.. خــ.. خـ..ـوو ..لـ..ـة ..
      انقطع صوتها فجأة .. دون تدرّج أو أي شيءٍ آخر ..
      توقفت عن الصراخ الهستيري .. و لا صوت نشيجٍ يتعالى ..
      تصلّبت عفرا و هي تراقبها بتوتر ..
      فقدت الوعي ربّما ..؟!
      لا .. كانت ارتعاشة يدها جليّة .. و هي ترفعها للهواء قليلا .. ثم تدسّها في حجرها ..
      لم تستطع عفرا التفكير بما قد تفعله في تلك اللحظة ..!!
      استمرّت في الوقوف خلف كرسي الفتاة تطارد خطوط الطريق التي سلكتها المرأة في هروبها للتو ..!
      انفتاح الباب خلفها دفعها للاستدارة بلهفة إلى الخلف ..
      و على أنوار المدخل رأت ملامح المها و قد احتقنت بالقلق .. و خوف ..
      علمت بانها لم تفهم شيئا من حديثهم منذ لحظاتٍ سوى ما قد يكون وصلها من صراخ عفرا الثائر ..!!
      لوّحت المها بيدها في حركة استفسارٍ عن - ماذا - ..!!
      فنظرت لها عفرا دون أن تملك اجابة واحدة على الجنون الذي سمعته هذه الليلة ..
      لا تصدّق شيئا مما قيل .. لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا أبدا ..!
      جدّها لن يفعل هذا ..
      جلبة آتية من ردهة .. اعلمتها بانها ثوانٍ فقط .. قبل أن تتسع دائرة المطلعين على هذا الأمر ..
      و على هذه الفكرة .. انفتح باب المدخل على اتساعه .. و صوت دانة يتدفق مع خروج نورة و هي تتبعها ..
      - لهالدرجة غاوي الجو الحينه ..؟؟ وين سارن الحريـ ....
      و بترت عبارتها .. و عينيها تقابل ظهر الكرسي المتحرّك ،، لتضع يدها على فمها بحذر .. و تأشر بيدها دون أن تراها الشابة التي كانت لا تزال توليهن ظهر كرسيّها و نفضت الجسد فيها لا تهدأ ..
      بينما تشمخ ببصرها نحو الباب الرئيسي ..
      أشارت عفرا بيدها لهن حين شعرت بان وقوفهن في الخارج .. لن يجلب الا المزيد من الضجيج ،،
      - بنات خلنا نحدر داخل ..
      أشارت نورة التي كانت تطالع الكرسي المتحرك بشيءٍ من الذهول .. و حركت شفتيها بدون صوت و هي تتساءل ..
      - و الحرمة ..؟!
      نظرت لها عفرا بتردد ..
      لا يمكنها أن تتركها هنا على كل حال ..
      عليها أن تتجنب أي شوشرة قبل قدوم جدّها إلى هنا ..
      تقدّمت بشيءٍ من الإقتضاب و هي تسألها الدخول ..
      - بتدخلين ..؟!
      لكنّ المرأة لم تجبها ..
      وجهها الذي كان مبتلا بالدموع بدا جافا و مشدودا .. و عينيها تراقبان الباب بنظرة زجاجية فارغة ..!
      بدت جامدة بشكلٍ مخيف .. و هي تحدّق بالباب .. و شيءٌ من عدم التصديق يحبك ملامحها الفارغة ..
      ترددت عفرا و هي تنظر لأخواتها اللواتي رحن يرمقن المرأة بفضول ..
      قبل ان تعود لتصر عليها ..
      - تفضلي ويانا داخل .. يمكن ما بترد الحينه ..؟
      لم ترد على كلماتها هذه أيضا ..
      رفعت نظرها تستنجد بأخواتها ..
      و لوّحت نورة فورا بيدها .. و هي تهمس قريبا منها ..
      - خليها ع راحتاا ..
      قطبت عفرا بضيق .. و مالت لتهمس لها ..
      - أخليها هنيه ..؟!
      أومأت نورة برأسها .. لتسأل عفرا ..
      - تخبلتي ..؟؟! و لو أبوية سيف رد من العزيمة و شافها ..؟!
      اتسعت عيني دانة و هي تدس رأسها بينهن و تهمس بفضول ..
      - ليش بطوّل لين آخر الليل هي ..
      نظرت عفرا لها دون أن تجيب .. ثم أشارت لهن بيدها .. و هي تقول بخفوت ..
      - تعالن داخل ..
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    12. #387
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      .
      .

      .
      .
      قلّبت دانة الأوراق بيدها و هي تتمتم بذهول ..
      - عمتنـــــــــــا ..!!!!
      وضعت نورة جواز السفر بصدمةٍ مماثلة ،،
      - يخرب بيته الشيبة .. و الله ايي من تحت راسه .. هب هيّن ..!! أنا من زمااان شاكة ان فيه سر في حياته ،،
      وحدها المها التزمت الصمت و أناملها تحتضن بطاقة ميعاد الصحيّة ..
      تتأمل صورتها بهدوء ،،
      و أمهن تقف قرب نافذة الردهة تراقب جلوس ميعاد الصامت في الخارج و هي تهزّ سيف الصغير بين يديها في محاولة لاسكاته .. في الوقت الذي اكتسح الغموض ملامحها .. بعد شرح عفرا لها كل الأمر ..
      دون أن تظهر ردّة فعلٍ واحدة بخلاف الصدمة الأولى بالخبر ..
      تحرّكت عفرا و هي تواصل الدوران بتوتر في الردهة ..
      - الحين شوه الحل ..؟ كيف نتصرف .. و شوه نسوي ..؟ بنات أحس ان هالشي كله حلم ..!
      ألقت نورة جواز السفر جانبا و ردّت بصدق ..
      - و الله و طاحت ع روسنا ..!! لازم نخبّر حد .. بس غير أبوية سيف ..!! الصراحة أخاف من ردة فعله ..
      قطبت دانة بضيق ..
      - بنات انا خايفة على يدوه .. ليش امبندة بابها ..؟؟! يمكن استوى بها شي ..
      تنهدت عفرا ..
      - دقيت من شويّه و دقّت أمايا عليها .. و ما طاعت تبطّل .. حتى أنا أحاتيها ..!!
      اقترحت نورة و هي تتحرك و تقف جوار امها تراقب جمود ميعاد ..
      - هاي بتم الين متى كذيه ..؟!! عفرا .. اتصلي بحد من عماميه .. و خليه ايي يشوف السالفة ..
      ضاقت عينا عفرا و هي تلتفت لها ..
      - أخبرهم ..؟؟! انزين ليش ما نرقب أبوية سيف الين ما يرد و يشوف السالفة بنفسه ..؟!
      رفضت دانة الفكرة .. و هي تقف بجوار أمها و نورة ..
      - يعني ترقبين الين آخر الليل .. عقب ما يتعشون الرياييل و يسرون ..؟ لا اتصلي بحد من عماميه أحسن ما أظمن ردة فعل أبوية سيف .. و بعدين يمكن تكون السالفة كلها كذب و تزوير .. حرااام بنااات .. الين متى بتم خاري .. و الله تكسر الخاطر ..
      زفرت عفرا بضيق ..
      - شوه نسوي زين ..؟؟ ما طاعت تحدر .. حد منكن تعرف رقم حد من عمومتيه ..؟!
      نظرن إلى بعض .. قبل أن تتشدق دانة ..
      - لحظة أييب اللستة .. لي يسمعج يقول كل وحدة منا عندها موبايل و ما تدري وين تفره .. الحين انتي ما عندج رقم حد منهم ..
      - بسألج لو عنديه ..!!
      اقترحت نورة ببساطة ..
      - اتصلي بحامد انزين ..

      * * * * *

      أناملها الناعمة تعتصر الهاتف و هي تمسكه بين يديها .. فيما تتدلى سمّاعته من أذنها ..
      جنون نبضاتها راح يعجزها عن التفكير .. و هي تنتظر الرد ..
      هذا هو الحل الوحيد الذي توصّلت إليه لتفسّر غموض تلك الرسالة ..
      - مستشفى ×××××××××× .. أي خدمة ..؟!
      ارتعشت أهدابها بلهفة .. و صوتها الناعم بنطلق بدلالٍ اعتادت استخدامه في حديثها على الهاتف ،،
      - آآآآممم .. لو سمحت حولني ع الطابق الثالث .. قسم أمراض القلب ..!!
      - كاونتر أو رقم غرفة ..؟
      ترددت قليلا .. قبل أن تحزم أمرها بشيءٍ من الارتباك .. و كأنها توشك على ارتكاب جريمة ..
      - كاونتر بليز ..
      تبع كلماتها صوت موسيقى متقطّعة تعلمها بانتظار الرد ..
      فزفرت بتوتر .. و هي تقفز من على سريرها ..
      لتتحرك بعصبية في أرجاء الغرفة .. و تفرقع أصابعها ،،
      ما ان تدفق الصوت الرسمي البارد في أذنها حتى تحفّزت بقوة ..
      - مستشفى ××××××× ،، قسم أمراض القلب .. السلام عليكم ..
      لم تردّ السلام بل أجابت بسرعة كما اعتادت ..
      - مرحبا الشيخة .. قسم أمراض القلب ..؟
      و كأنها لم تسمع التعريف منذ لحظة ..
      - هيه نعم أختي .. أي خدمة .. ؟
      تحرّكت في الغرفة بجنون و هي تتساءل ..
      - لو سمحتي أبا أتخبرج عن اسم المريض لي في غرفة 1076 ..؟ منوه فيها ..؟
      تساءلت المرأة ببرود ..
      - عفوا ..؟!
      زفرت عوشة بضجر .. قبل أن يتدفّق صوتها بتكبّر أكبر ..
      - غرفة رقم 1076 منوه فيها ..؟
      - عفوا الشيخة ما نعطي معلومات عن المرضى .. أي خدمة ثانية ..؟
      رفعت عوشة حاجبا قبل أن تقول بصوتٍ حادٍ محتقر ..
      - أي معلومات .. طالبة تفاصيل الحالة ..؟ ابا أعرف منوه فيها ..؟!
      ردت الموظفة بذات البرود ..
      - أختي ما عندي الصلاحية أخبرج .. أي خدمة ثانية ..؟؟
      قالت عوشة بعزم ..
      - حولينيه على الغرفة ..
      لكنّ الموظّفة أخذت فكرة بأن عوشة تضمر مشكلة ما .. لذلك اعتذرت بأدب ..
      - عفوا أختي .. ما عندنا الصلاحية نحوّلج .. السلام عليكم ..
      ثم انتهت عبارتها بصوت طنينٍ متقطّع يعلمها بانتهاء المحادثة .. لتنظر بشيءٍ من الذهول إلى شاشة الهاتف ..
      - عنلاااااااتهاااااااااااا الخاااااااايسة .. بندت في ويهي ..!! أنا عوشة عمتهااااا و عمة طوايفها تبند في ويهي ..!!!
      و عادت تتصل بالمستشفى في غضبٍ حقيقي .. و لكن بنيّة أخرى ..
      - مستشفى ×××××××××× .. أي خدمة ..؟!
      حالما واتتها الجملة الآلية من موظف الرد .. حتى قالت بنزق ..
      - لو سمحت حولني ع الطابق الثالث .. قسم أمراض القلب ..
      - كاونتر أو غرفة ..؟
      قالت عوشة بغرور ..
      - من زين تعامل موظفينكم تحولونيه ع الكاونتر ..
      - عفوا ..!!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    13. #388
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      قالت بلهجة أمرٍ ينضح منها الغرور ..
      - غرفة رقم 1076،، و بسرعة ..

      لم يجبها الرجل .. بل رد كلماتها صوت الطنين المتقطّع معلنا اشتباك المكالمة ،،
      في اللحظة التي ملأ رأسها صوت الرنين .. أدركت ما أقدمت عليه ..
      هي تتصل بالغرفة مباشرة ..
      الغرفة التي لا تعلم من فيها .. و ما علاقة ساكنها بقلم حر ..!!
      و دون أن تجد الفرصة لتسترسل في أفكارها ..
      كان صوت الطنين قد انقطع .. ليتدفّق مكانه صوت رجلٍ غليظ ملأ أذنيها ..
      - ألوووه .. مرحبـــــا ..
      ارتجفت يدها الممسكة بالهاتف .. و أنفاسها تعلق في حلقها دون أن ترد ..
      لحظات صمتٍ مطوّلة قبل أن يحث الصوت مجددا ..
      - ألووووه ..!!
      لتقطع المكالمة بيدٍ مرتجفة ..
      من هذا ..؟!
      قلم حر ..؟!
      جلست على حافة سريرها تتملكها الرعشة ..
      و الصوت يملأ رأسها ليضجّ فيه ..
      من هو ..؟!
      لماذا كان في الغرفة ..
      و لماذا أجاب على المكالمة ..؟!

      * * * * *

      ضخامة جسده كانت تملأ السرير الذي استلقى على ملاءاته البيضاء بتعب .. و هو يرفع عينيه الحادتين للطبيب الذي علّق صورة الأشعّة السوداء على خلفيّة بيضاء ..
      و هو يقول بحبورٍ و ابتسامة طيبة ..
      - الحمد لله انها يات سليمة ،،
      و مد قلما ليشير إلى بياضٍ عريض يقطع الصورة ..
      - هاي عظمة الذراع ،، شوف ..
      و تتبع خطّا شفافا بقلمه ،،
      - و هذا المسمار .. لو انحرف المسمار شوي .. كان ممكن يخترق العظمة .. لكن الله ستر ..
      صوته الأجش الغليظ رن في الحجرة الباردة .. و ملامحه القاسية اتخذت لونا رماديا شاحبا ..
      - ما أحس بيدي ..!!
      التفت الدكتور بهدوء .. ليجيبه ببساطه ..
      - مثل ما قلت لك .. التخدير الموضعي كان لازم عسب نطلع المسمار بجراحة بسيطة .. بس لا تخاف .. نحن كنا متخوفين من شريان أو وريد قطعه المسمار .. و الا حتى أصاب أعصاب حساسه .. لكن أكثر ما ساعدك .. عضلات الذراع ..
      ثم عاد لصورة أخرى اتخذت شكلا مغايرا ..
      - تشوف المسمار يوم دخل .. هتّك العضلات في هالمنطقة .. و هالضرر الأكبر لي سواه .. لكن العروق .. و الأعصاب سالمة ..
      أغمض عينيه بشيءٍ من التعب .. و هو يقول بصوتٍ أكثر خفوتا ..
      - و الدم .. كان الجرح ينزف ..
      ربت الطبيب على كتفه السليم .. و هو يطمئنه ..
      - بنيتك قويّة .. ساعدتك ع التحمّل .. باذن الله انه ما يكون فيه أي مضاعفات .. نحن بنخليك تحت المراقبة الين عقب باكر .. و خلاف بنكتب لك خروج ..
      التفت له غيث بحدّة ..
      - أنا عقب ما أرتاح شويّة بظهر ..
      ابتسم الطبيب بتسامح ..
      - لااا .. لااازم تراعي صحتك يا أخ غيث .. لـ ...
      نظر له غيث بقوّة ..
      - لاااا تكثر في الرمسة .. ساعة أريح فيها و بظهر .. انتو ما طلعتو المسمار ؟.. و خيطّتو الجرح من داخل و برا .. و صار كل شي تمام ..
      قطب الطبيب أمام تحكّمه ..
      - هيه نعم .. لكن انته اتم مريض و مفروض تكون تحت الملاحظة ..
      رفع غيث صوته ..
      - هذا مستشفى خاص و أنا حر في لي أسويه .. عقب ساعة أنا بظهر .. ما عندي وقت .. وراي شي مهم ..
      قال كلماته الأخيرة و عيناه تبرقان بقوّة رغم شحوب بشرته السمراء ..
      ليقول الطبيب بتحدي ..
      - أخوي انته ما تحس بالويع .. لن التخدير الموضعي ما خاز عقب الجراحة .. بس من يخوز ما بتروم تصبر ..
      نظر له غيث ببرود ..
      - ما فيه مسكنات يعني ..؟
      قال الطبيب بحرارة ..
      - فيه .. بس الرعاية الطبيـ .........
      كان اصراره و ثقته مثيرة للغيظ و هو يجيب بذات الجمود ..
      - اكتب الخروج دكتور .. لا تخاف .. ما بموت من الويع .. المسؤولية عليه ..
      - مُصر يعني ..
      أغمض غيث عينيه بهدوء ..
      - هيه نعم ..
      و أشاح بوجهه عن الطبيب و هو يصرّ على أسنانه ،،
      شعر بالجلبة التي يحدثها الطبيب أثناء تحرّكه قبل أن يترك المكان ..
      و ما ان أغلق الباب خلفه .. حتى التوت ملامحه باحساسٍ شنيعٍ من الغضب الصامت و الألم ..
      الحمقاء الصغيرة ..!!
      لما فعلت ذلك ..؟!
      أ كانت متعمّدة ..؟!
      لا .. بالتأكيد لم تكن كذلك .. انفجارها ذاك لا يوحي سوى بخطأٍ ارتكبته دون قصد ..
      تذكّر تشبّثها به قبل أن يخرج للمستشفى ..
      لو أنه انتظر لثانيتين لهشّم عنقها النحيل ..
      كيف تتجرّأ على العبث بأغراضه ..!
      ماذا لو انطلق المسمار ليخترق جزءا آخر من جسده ..
      القلب .. الرأس .. !!
      سبق و أن أصابت الأول بدناءة خداعها ..
      و لن يتركها لتفسد الآخر ..
      تنهّد بتعبٍ و الوهن يسري في جسده الكبير .. و هو يتمدد بتعبٍ على الفراش الأبيض ..
      شعر بالشريط يمر في ذهنه .. منذ اصابته .. و انطلاقه للمستشفى ..
      و استقبالهم الطارئ له .. و اتنزاع المسمار بجراحة صغيرة ..
      .
      .
      قبضة من ألم اعتصرت فؤاده فجأة ..
      تبا لتلك الطفلة ..
      لم تعد تجيد الا ايذاءه ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    14. #389
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ترقية ..؟!
      سأله باهتمام حقيقي .. و هو يراقب ملامح وجه السمح تنبسط في ابتسامة متفائلة ،، و هو يرد بصوته الهادئ ،،
      - بإذن الله تعالى ،، رفعوا الكتاب ،،
      ابتسم بتشجيع لابن عمّه .. و هو يقول ممازحا ..
      - عيل ما بنزقرك بالنسيب الحينه .. بنقول يا النقيب ..
      ابتسم سيف بفرح حقيقي .. و هو ينصت لحامد و هو يردد ..
      - النقيب سيف سعيد سيف الـ ×××××× ،، بس تصدّق لو انك الحينه عدنا في المجموعة .. ما كنت بتحتاي ترقية و لا شي .. من الإدارة ع طول .. شوه حادنك يا سيف ع الشين ،، ليش ما تريّح عمرك و تعابل حلالك .. و حلال هلك ..
      لم تتزحزح ابتسامة سيف البسيطة عن وجهه .. و هو يجيب بهدوء ،،
      - يا بو علي خدمة لبلاد هب شين .. و لا شي حادنيه عليها غير أفضالها علينا .. و بعدين الله يطول فعمر الشيبان ،، و عماركم ،، هب مقصرين .. و باكر بيتخرّج هزاع .. و بيدخل وياكم ،،
      هز حامد كتفيه ببساطة ،،
      - محد طالع منكم يا عيال عميه سعيد الا هالهزاع ،، انته في الشرطة ،، و حارب في الطيران ،، آخرتاا شوه بيستوي عليكم ..؟؟ بتتقاعدون .. و بيقبض كل واحد منكم حلاله غصب كيف بدبرون أموركم خلاف بلا خبرة ..؟!
      مسح سيف على لحيته بهدوء ..
      - الين هاك اليوم بيي من الله خير ،،
      قال حامد بثقة ..
      - لو منك أفتك من ذل الرتب ،، و لعوزة الدوام ،، و أريّح عمريه بشغل هليه .. شوه ليه بالعثرة و الظك ،، يوقفليه واحد .. تعال .. يسير .. سو .. و الا لا تسوي ..!! الشرطة تعب .. و دوامهم خايس .. و لي بيعطونك اياه ما ايي ربع لي تصرفه ..
      اتسعت عينا سيف و هو يقول ..
      - و ليش دوام خايس ..؟! الا أحسن دوام .. يوم انيه أعابل أمن بلادي .. و راحة هلها .. كم واحد يعتمد علينا ..؟! كم حق رديناه ..؟! كم مجرم مسكناه و ردعناه .. كم حرمة و كم ياهل .. و كم شايب عنّاهم .. الشرطة هب كبسة حرامية و السلام .. نحن موجودين للخدمة .. زاهبين لفعل الخير نرد الحق لاصحابة .. و نعين و نعاون الناس.. يكفينا من هالشغلة اننا نفرج على المسلمين كروبهم .. و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول في حديثٍ صحيح له ،، " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .." . و في حديث آخر ،، يقول صلى الله عليه و سلّم :" عينان لا تمسهما النار ابداً عينٌ بكت من خشية الله و عينٌ باتت تحرس في سبيل الله " .. بعدين شوه بلاه المعاش ..؟! الإمارات أعلى معدّل في الدخل المعيشي في دول الشرق الأوسط كلها .. اذا أهل الشهادات الاعدادية في الدفاع المدني ياخذون 18 ألف .. خريجي كلية الشرطة شراتيه كم تتوقع لهم ..؟
      أخذ حامد يضحك بخفّة أمام حماس سيف في الدفاع عن مهنته .. فيما تابع الآخر أمام ضحكته ..
      - و في منظوري الشرطة أحسن عن التجارة .. التجارة ما أفهم فيها .. و لا في معاملاتاا .. و مشتبهاتاا وايد و هالشي لي وصانا رسول الله بتجنّبه .. بعدين لا تستخف بنا ..
      في داخله كان حامد يوقن بان كلمة هي الحق بذاته ..
      نبل المهنة التي امتهنها سيف تعجزه عن تحدّي كلماته .. رغم اعتراضاته الواهية عليها توّا ..
      أن تعمل لغيرك .. لراحتهم ..
      أن تبذل تعبك .. و الراحة ..
      أن تقسم على السهر لحماية تربة تشتهي حملها على رأسك بدل أن تكون مواطئ للأقدام ..
      أن تذرف دمعا .. تتقاطر عرقا .. و تبتلّ بالدم .. لأجلها ..
      أن تجتر من روحك الأنفاس لتنعشها ..
      أن تكون الأرض أرضك ..
      و الأهل أهلك .. و العرض عرضك ..
      و السيف حدّك ..
      ابتسم له حامد بشيءٍ من التشجيع و الصدق .. و هو يرد ..
      - ما عاش من يستخف بكم يا بو هناد .. انتو أمن البلاد .. و الدنيا من غير رحمة ربيه و جهودكم فوضة .. - و انطلق صوت رنين هاتفه معلنا عن مكالمة .. فأخرجه و هو يتابع - أنا أحترم هالمهنة و ما عنديه خلاف عليهاا و لا تغرّك رمستيه عنها لكن بيـ ....
      و بتر عبارته .. و هو يراقب الرقم الغريب الذي تألق على شاشة هاتفه ..
      انفرجت شفتاه كاشفة عن صف أسنانه المطبقة .. و هو يمسح على شاربه الأسود مضيّقا عينيه ..
      محولا تذكّر الرقم .. لكن التفكير لم يجده نفعا ..
      لا يعرف هذا الرقم ..
      - رب ما شر ..؟!
      قالها سيف باهتمام .. ليهز حامد كتفيه بهدوء ..
      - رقم غريب !!
      وقف سيف على قدميه و هو يقول ..
      - رد عليه .. أنا بسير ويا أحمد و هزاع نرتب العشا ..
      رفع حامد رأسه على عجل ..
      - المعونة ..
      ابتعد سيف بكلمته الأخيرة ،،
      - كفيت المهونة ..
      تاركا حامد و رقمه المجهول .. ليردّ الأخير بسرعة قبل أن تنقطع المكالمة ،،
      - مرحبــــا ..
      كلمة مختصرة .. تحث على إجابة ما ..!
      لكنّ لحظتين مرّت دون تلك الإجابة ..
      عاد يحثّ المتصل بهدوء ..
      - ألوووه ..؟!
      حشرجة أنفاسٍ بلغته .. رفعت أحد حاجبيه عجبا ..
      و لكأن الكلمات تخنق الطرف الآخر ..!
      كانت نبرته التالية أكثر قسوة .. و هو يقول ببرود مرتفع ..
      - منووه ..؟!
      - حامد ..؟!
      اتسعت عيناه دهشة للصوت الأنثوي الرخيم .. صوتٌ مألوف ..
      أين سمعه ..؟!
      - هيه نعم .. منوه انتي ..؟!
      تخبّطت الأحرف و هي تردّ بشيءٍ من الإضطراب ..
      - أأ .. أنـاا .. عـ .. عفـــــرا ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    15. #390
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ترقية ..؟!
      سأله باهتمام حقيقي .. و هو يراقب ملامح وجه السمح تنبسط في ابتسامة متفائلة ،، و هو يرد بصوته الهادئ ،،
      - بإذن الله تعالى ،، رفعوا الكتاب ،،
      ابتسم بتشجيع لابن عمّه .. و هو يقول ممازحا ..
      - عيل ما بنزقرك بالنسيب الحينه .. بنقول يا النقيب ..
      ابتسم سيف بفرح حقيقي .. و هو ينصت لحامد و هو يردد ..
      - النقيب سيف سعيد سيف الـ ×××××× ،، بس تصدّق لو انك الحينه عدنا في المجموعة .. ما كنت بتحتاي ترقية و لا شي .. من الإدارة ع طول .. شوه حادنك يا سيف ع الشين ،، ليش ما تريّح عمرك و تعابل حلالك .. و حلال هلك ..
      لم تتزحزح ابتسامة سيف البسيطة عن وجهه .. و هو يجيب بهدوء ،،
      - يا بو علي خدمة لبلاد هب شين .. و لا شي حادنيه عليها غير أفضالها علينا .. و بعدين الله يطول فعمر الشيبان ،، و عماركم ،، هب مقصرين .. و باكر بيتخرّج هزاع .. و بيدخل وياكم ،،
      هز حامد كتفيه ببساطة ،،
      - محد طالع منكم يا عيال عميه سعيد الا هالهزاع ،، انته في الشرطة ،، و حارب في الطيران ،، آخرتاا شوه بيستوي عليكم ..؟؟ بتتقاعدون .. و بيقبض كل واحد منكم حلاله غصب كيف بدبرون أموركم خلاف بلا خبرة ..؟!
      مسح سيف على لحيته بهدوء ..
      - الين هاك اليوم بيي من الله خير ،،
      قال حامد بثقة ..
      - لو منك أفتك من ذل الرتب ،، و لعوزة الدوام ،، و أريّح عمريه بشغل هليه .. شوه ليه بالعثرة و الظك ،، يوقفليه واحد .. تعال .. يسير .. سو .. و الا لا تسوي ..!! الشرطة تعب .. و دوامهم خايس .. و لي بيعطونك اياه ما ايي ربع لي تصرفه ..
      اتسعت عينا سيف و هو يقول ..
      - و ليش دوام خايس ..؟! الا أحسن دوام .. يوم انيه أعابل أمن بلادي .. و راحة هلها .. كم واحد يعتمد علينا ..؟! كم حق رديناه ..؟! كم مجرم مسكناه و ردعناه .. كم حرمة و كم ياهل .. و كم شايب عنّاهم .. الشرطة هب كبسة حرامية و السلام .. نحن موجودين للخدمة .. زاهبين لفعل الخير نرد الحق لاصحابة .. و نعين و نعاون الناس.. يكفينا من هالشغلة اننا نفرج على المسلمين كروبهم .. و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول في حديثٍ صحيح له ،، " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .." . و في حديث آخر ،، يقول صلى الله عليه و سلّم :" عينان لا تمسهما النار ابداً عينٌ بكت من خشية الله و عينٌ باتت تحرس في سبيل الله " .. بعدين شوه بلاه المعاش ..؟! الإمارات أعلى معدّل في الدخل المعيشي في دول الشرق الأوسط كلها .. اذا أهل الشهادات الاعدادية في الدفاع المدني ياخذون 18 ألف .. خريجي كلية الشرطة شراتيه كم تتوقع لهم ..؟
      أخذ حامد يضحك بخفّة أمام حماس سيف في الدفاع عن مهنته .. فيما تابع الآخر أمام ضحكته ..
      - و في منظوري الشرطة أحسن عن التجارة .. التجارة ما أفهم فيها .. و لا في معاملاتاا .. و مشتبهاتاا وايد و هالشي لي وصانا رسول الله بتجنّبه .. بعدين لا تستخف بنا ..
      في داخله كان حامد يوقن بان كلمة هي الحق بذاته ..
      نبل المهنة التي امتهنها سيف تعجزه عن تحدّي كلماته .. رغم اعتراضاته الواهية عليها توّا ..
      أن تعمل لغيرك .. لراحتهم ..
      أن تبذل تعبك .. و الراحة ..
      أن تقسم على السهر لحماية تربة تشتهي حملها على رأسك بدل أن تكون مواطئ للأقدام ..
      أن تذرف دمعا .. تتقاطر عرقا .. و تبتلّ بالدم .. لأجلها ..
      أن تجتر من روحك الأنفاس لتنعشها ..
      أن تكون الأرض أرضك ..
      و الأهل أهلك .. و العرض عرضك ..
      و السيف حدّك ..
      ابتسم له حامد بشيءٍ من التشجيع و الصدق .. و هو يرد ..
      - ما عاش من يستخف بكم يا بو هناد .. انتو أمن البلاد .. و الدنيا من غير رحمة ربيه و جهودكم فوضة .. - و انطلق صوت رنين هاتفه معلنا عن مكالمة .. فأخرجه و هو يتابع - أنا أحترم هالمهنة و ما عنديه خلاف عليهاا و لا تغرّك رمستيه عنها لكن بيـ ....
      و بتر عبارته .. و هو يراقب الرقم الغريب الذي تألق على شاشة هاتفه ..
      انفرجت شفتاه كاشفة عن صف أسنانه المطبقة .. و هو يمسح على شاربه الأسود مضيّقا عينيه ..
      محولا تذكّر الرقم .. لكن التفكير لم يجده نفعا ..
      لا يعرف هذا الرقم ..
      - رب ما شر ..؟!
      قالها سيف باهتمام .. ليهز حامد كتفيه بهدوء ..
      - رقم غريب !!
      وقف سيف على قدميه و هو يقول ..
      - رد عليه .. أنا بسير ويا أحمد و هزاع نرتب العشا ..
      رفع حامد رأسه على عجل ..
      - المعونة ..
      ابتعد سيف بكلمته الأخيرة ،،
      - كفيت المهونة ..
      تاركا حامد و رقمه المجهول .. ليردّ الأخير بسرعة قبل أن تنقطع المكالمة ،،
      - مرحبــــا ..
      كلمة مختصرة .. تحث على إجابة ما ..!
      لكنّ لحظتين مرّت دون تلك الإجابة ..
      عاد يحثّ المتصل بهدوء ..
      - ألوووه ..؟!
      حشرجة أنفاسٍ بلغته .. رفعت أحد حاجبيه عجبا ..
      و لكأن الكلمات تخنق الطرف الآخر ..!
      كانت نبرته التالية أكثر قسوة .. و هو يقول ببرود مرتفع ..
      - منووه ..؟!
      - حامد ..؟!
      اتسعت عيناه دهشة للصوت الأنثوي الرخيم .. صوتٌ مألوف ..
      أين سمعه ..؟!
      - هيه نعم .. منوه انتي ..؟!
      تخبّطت الأحرف و هي تردّ بشيءٍ من الإضطراب ..
      - أأ .. أنـاا .. عـ .. عفـــــرا ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    صفحة 26 من 28 الأولىالأولى ... 162425262728 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ايهما تختار العتاب ثم الرحيل ام الرحيل بصمت دون العتاب
      بواسطة متبلدهه في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 27-02-2014, 12:19 AM
    2. إثم الرحيل
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 25-03-2011, 09:59 PM
    3. تعبت ا عد خطوات الرحيل
      بواسطة مطعون بسهام الغدر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 29-10-2010, 07:07 PM
    4. المرأة المسلمة على عتبات الزواج
      بواسطة منارالكون في المنتدى عالم حواء
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-07-2010, 10:11 PM
    5. °•. مناجاة على عتبات الرحمن.•°
      بواسطة ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪ في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 680
      آخر مشاركة: 09-05-2010, 02:51 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com