► الخطـــــــــــــــوة السادســــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄
║ خطوات تنكسر ،، ║
على قلق تتراقص مشاعره ،،
و عينيه ترصد انزواء جدّه و أبيه ..
فيما فكرة من العدم بزغت في داخله .. راحت تصرخ به .. تصم أذنيه عن حديث هزّاع ،،
بدا و كأن كلمات رفيقه الأقرب تأتي من البعيد .. البعيد ..
لا يفقه منها شيئا ..
مشدوها للغاية .. غير مصدقٍ للفكرة المستحيلة التي خطرت في باله فجأة ..
لم تكن مستحيلة بقدر ما كانت غريبة .. و لم تطرأ قبلا في ذهنه ..!
ابتلع ريقه بحذر .. و هو يفكّر ..
ما البأس في محاولة ..؟!
على أي حال سيعلمون بالأمر عاجلا أم آجلا ..
هو أحمقٌ بحق ..
لو كان للأمر أن ينجح .. او يحتمل الرفض و القبول .. فهؤلاء هم الرؤوس المدبّرة ..
لا أحد قد يعارض قراراتهم ..
و تخبّطه ما بين آراء هزاع و روضة و سيف و انتظار ردة فعل أمه ..
كان خطأً كبيرا ..
لأن الأهم هم جدّه و والده ..
رجالٌ لن ينظروا للأمر من منظور التعاطف .. كل ما سيرونه هو جمع رأسين ..
و ستر ابنتهم اليتيمة ..
و على هذه الفكرة اتسعت ابتسامته حماسا حقيقيا ..
قبل أن يستدير لهزاع ليقطع ثرثرته ..
و هو يقول بلهفة ..
- بو سلطان .. يتنيه فكرة ..
بتر هزاع سيل كلماته المتدفق و هو يلتفت باهتمام ..
- فكرة شوه ..؟
- أروح لبوية و يديه و أخبرهم ..
اتسعت عينا هزاع برعب .. و هو يلتفت يمنة و يسرة قبل أن يقول بحدة خافتة ..
- يا الهرم .. تخبلت انته ..؟!!!
قطب أحمد و هو يقول ..
- و ليش تخبّلت ..؟؟ بعرس شوه فيها ..؟
ضاقت عينا هزاع بعدم فهم .. قبل أن تتسعان ببطء .. و هو يقول باستنكار ..
- عنلااااتك يا الهرم ..!! الحينه من يسلت و انا ارمس عمريه..؟؟ و يايب علوم سباق شهر ثمانية .. و اشاورك .. و انته همّك عرسك ..؟
رفع أحمد حاجبيه بدهشة ..
- سباق ..؟ سباق شوه ..؟؟
- سباق سياكل .. سباق شوه بعد .. اقلب ويهك .. و الله انك هب ويه سوالف .. نشفت ريقيه و أنا اعبر عن شعوريه و انته اذنك هب عنديه ..
لم يستطع أحمد استيعاب سبب غضب هزاع ..
- لا تسويلنا فيها الحينه .. السباق شهر ثمانية .. و انا هالاسبوع ابا أخلص موضوعيه .. و ما يظهر الشهر الا و انا مالك عليها ..
نظر له هزاع بغل ..
- حد قابضنك ..؟؟ اذلف و خبّرهم ..
نظر له أحمد بتوتر هامسا ..
- هزاع .. بلاك ياخي .. الحين انا أرمسك من صدقيه .. عطنيه رايك ..!!
لان قلب هزاع لنبرته تلك .. فتنهد و هو يقول ..
- يا خي قهرتنيه شويه ..
ثم رفع رأسه لعمّه و الجد .. و هو يقول ببطء مفكرا ..
- مادري شوه أقولك .. عمي علي ما دري بأي طريقة يفكّر .. لكن بويه سيف .. ما ظنتيه عنده مانع .. هاذوه يوز كل واحد من عيال ولده .. خواتاا .. يت عليك يعني ..؟؟ تعال .. ع طاري خواتاا ..عنلاااتك .. الحين بس لاحظت .. ليش مسوين يا عيال علي احتكار ع بنات عميه حمد ..؟؟! و نحن عيال البطة السودا ..؟! يمكن حد منا يبا ياخذ منهن بعد ..
رفع أحمد حاجبه بانتقاد ..
- لي يسمعك و انته ترمس بيصدق انك تبا تعرس .. و بعدين من كثركم ..؟ باقي انته و حارب و فهد .. و الا سيف و حامد و غيث .. من زمان في العسل ..
و ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه و هو يردف بتفاؤلٍ حقيقي ..
- و انا قريب لاحقنهم ..
هز هزاع رأسه و هو يقول ..
- أخاف انك تحلم يا بويه .. و آخرتاا تنش ع صوت زعيق حد من هلك .. بهدم خرابيطك هاي .. شوه أقول ..؟؟ توكل على الله .. لو الموضوع بيلعب به حد .. فهم هالراسين .. و ليّها و وليّك .. و تعرفها رمسة أبوية سيف ما تنثنى .. و لو قال كلمة .. تمشي ع قص رقابنا ..
ضيق أحمد عينيه بتفكير ..
- و لو قلت لبوية قدامه .. و كان عنده اعتراض .. ما بيرمس قدام بوية سيف .. الا بيحرجه الموضوع .. شرايك ..؟
- حلو .. بتسويها ..؟؟
نفخ أحمد صدره ..
- نعااام انيه بسويها ..
جالت نظرات هزاع في مجلس أبيه الممتلئ بالرجال ..
- الحين ..؟!
همس أحمد و هو ينهض بسرعه ..
- خير البر عاجله ..
خطواتٌ مترددة .. يجرها للأمام مرة ،، و ترده بهرولة للخلف مرّتين ،، شعر بان هذا الطريق هو الأصعب ..
تخوّف من ردة فعل أمّه .. و هي تنصاع لأبيه ..
و أبيه لن يعصي للجد أمرا ..
و لكن العجوز ..!!
من يدير رأسه إن رفض ..؟!
المفضلات