البارت الاول
...........
تبدأ أحداث قصتنا في العاصمة
حيث كانت تمشي بشوارع القاهرة ليلا
والشوارع شبه خاليه من الناس
تمسك الهاتف بين يديها وتنتحب بشدة
لمحت من بين دموعها الغزيرة سيارة مسرعه باتجاهها
وسمعت صوت احتكاك اطارات تلك السيارة بالارض
اشتدت قوة المصابيح فجأه أمام عينيها
مما اخافها و جعل الرعب يدب بين اوصالها
وقفت كالمغيبه لم تستطع التحرك او حتي الصراخ
لم تشعر بنفسها إلا وهي بين أحضان شاب غريب
نظرت إليه بنظرات تملؤها الدهشة والصدمة أيضا
ثم ابتعدت عنه سريعا
زين بقلق : انتي كويسه
لميس:------
زين وقد شعر بتوترها وخوفها :ع العموم الحمد لله اني لحقتك قبل العربيه ما تخبطك
ابقي خلي بالك المرة الجايه
ومتمشيش ف الوقت ده لوحدك
قوليلي انتي ساكنه فين وانا ممكن اوصلك
متخافيش مش هأذيكي

يوووه انا رغيت كتير اوي ومعرفتكيش بنفس
انا زين مرشد سياحي.. وانتي؟

لميس:----
زين بتأثر طفولي: هو انتي مبتتكلميش !؟
انا آسف عمال اتكلم مش مديكي فرصه توضحي
ثم تابع ببلاهه
بس انتي ممكن تشاوري
لميس ونظرها بالأرض وباختصار
شكرا

قالت كلمتها تلك وذهبت من إمامه سريها تكاد تكون تركض .. وتركته بين ذهوله واقف ساكن لا يتحرك

بعد دقيقه تقريبا حاول اللحاق بها
إلا أنها اختفت من امامه وكأنها تبخرت

--------------------------------
في منزل بالدور السابع شقه انيقه و يبدو علي اثاثها الرقي تتكون من ثلاث غرف للنوم بالاضافه إلي غرفه للضيوف وغرفه المعيشه
كان يجلس مهاب علي احدي الارائك ينتظر قدوم أخيه الأكبر
حين سمع صوت مفاتيح تحاول فتح الباب

دخل زين وتوجه إليه أخيه بتكشيرة تعلو وجهه وغضب مصطنع
ثم تكلم بسخريه مع حركات وجهه ويديه المضحكه
مهاب: ايه يا زونا بقي يا راجل تقولي هقعد ساعه مع أصحابي ومش هتأخر يا هوبا
أوعي تاكل من غيري يا هوبا
ثم علا صوته نسبيا وتغيرت ملامحه وكأن الشرار يتطاير من ذاك البركان الواقف في صورة شاب:
لطعتني مستنيك تلات ساعات أمك وأبوك نامو وانا اقول هستني أخويا وأنت حليتلك القعدة مع الشله
ومش معبر الفردة الباتا اللي مستنياك ف البيت

قال جملته الأخيرة وهو يقذف أخيه بأحد الاحذية

زين وقد انحني لتفادي هجوم اخيه:
ما تهدي يا عم شويه قولتلك تعالي وأنت مرتضش
ثم تابع بابتسامه مستفزة:
وبصراحه القعدة كانت حلوة لو عليا كنت قعدت للصبح
مهاب وهو يلاعب حاجبيه ويفرك بيديه وتعلو وجهه ابتسامه غريبه: كان معاكو بونات
زين بضحك:بونات!!.. لا مكنش معانا بونات يا بتاع البونات ..... الله يحرق لغتك
مهاب وهو يقذف أخاه للمرة الثانيه ولكن هذه المرة بالوسادة :مالها لغتي يالاه هاه
زين بهدوء وقد ضيق عينيه:مش ملاحظ أن إيدك طولت
قالها ثم وسع عينيه بشكل واضح وبانفعال وغضب مصطنع وأخذ ينهال علي مهاب بالضربات
واخذا يتبادلان الضربات
يمزحان المزاح المعروف لدي معظم الشباب هذه الأيام.. ثم تبع ذلك ضحكاتهم العاليه
كانا يمرحان كالعادة ولم يلاحظا الخطأ الذي وقعا فيه

استيقظ الوالدان علي صوت أبنائهم فتوجها إلي حجرة المعيشه
زينب الأم :زين حبيبي أنت جيت أمتي ..احضرلك العشا
قاطعها الأب والشرر يتطاير من عينيه
محمود بغضب و صوت مرتفع: حبيبك ايه وزفت ايه
البهايم دول مش هيخلونا ننام ف سنتنا
كل يوم هزار وصوت عالي ولا اللي بنربي أطفال
مش شحطين واحد خاطب وكتب كتابه والتاني صايع واللي ف سنه يفتح بيت
مهاب بصوت مماثل يضاهي والده في هذا الحوار
ولكن بضحك علي عكس والده: ايه يا حاج مالك ما تتبري مننا احسن .. ولا اقولك قوم ارمينا من الشباك
وبدأت أصواتهم جميعا تتعالي وتتداخل كالعادة
لولا أن قاطعهم صوت طرقات علي الباب فتوجه زين ليفتحه
كان أحمد جارهم ذو العشر سنوات:
بعد إذنك يا عمو ماما بتقولك وطو صوتكو شويه عشان عايزين ننام
نظر إلي عائلته الصغيرة نظرة يفهمونها جميعا
ثم انفجروا من الضحك وتوجهو إلي غرفهم
بعد ذلك الموقف الذي كثيرا ما يتكرر
..............