• دخول الاعضاء

    صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 16 إلى 30 من 41

    الموضوع: الشاعر أمل دنقل

    1. #16
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      فقرات من كتاب الموت





      - 1 -
      كلَّ صَباح..
      أفتحُ الصنبورَ في إرهاقْ
      مُغتسِلاً في مائِه الرقْراقْ
      فيسقُطُ الماءُ على يدي.. دَمَا!
      وعِندما..
      أجلسُ للطّعام.. مُرغما:
      أبصرُ في دوائِر الأطباقْ
      جماجِماً..
      جماجِماً..
      مفغورةَ الأفواهِ والأَحداقْ!!
      - 2 -
      أحفظُ رأسي في الخزائنِ الحديديّهْ
      وعندما أبدأُ رِحلتي النهاريّة
      أحمل في مكانِها.. مذياعا!
      (أنشرُ حوليَ البياناتِ الحماسيّةَ.. والصُّدَاعا)
      وبعد أن أعودَ في خِتامِ جولتي المسائيّة
      أحملُ في مكان رأسي الحقيقيّه:
      .. قنّينيةَ الخمرِ الزُجاجيّه!
      أعودُ مخموراً الى بيتيَ..
      في الليلِ الأخيرْ
      يوقفُني الشرْطيُّ في الشّارع.. للشُّبْهه
      يوقفُني.. برهه!
      وبعد أن أرشُوَهُ.. أواصل المسير!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #17
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      من أوراق أبو نوّاس






      ( الورقة الأولى )
      " ملك أم كتابة ؟ "
      صاح بي صاحبي , و هو يلقى بدرهمه في الهواء
      ثمّ يلقفه ..
      ( خارجين من الدرس كنّا .. و حبر الطفولة فوق الرداء
      و العصافير تمرق عبر البيوت ،
      و تهبط فوق النخيل البعيد ! )
      ... ... ... ...
      " ملك أم كتابة ؟ "
      صاح بي .. فانتبهت ، ورفّت ذبابة
      حول عينين لامعتين ..
      فقلت : " الكتابة "
      .. فتح اليد مبتسما ؛ كان وجه المليك السعيد
      باسما في مهابة !
      ***
      " ملك أم كتابة ؟ "
      صحت فيه بدوري ..
      فرفرف في مقلتيه الصبا والنجابة
      و أجاب : " الملك "
      دون أن يتلعثم .. أو يرتبك
      و فتحت يدي ..
      كان نقش الكتابة
      بارزا في صلابة !
      دارت الأرض دوراتها ..
      حملتنا الشواديف من هدأ النهر
      ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
      نتفرّق بين حقول الأسى .. و حقول الصبابة .
      قطرتين , التقينا على سلّم القصر ..
      ذات مساء وحيد
      كنت فيه : نديم الرشيد
      بينما صاحبي .. يتولّى الحجابة !!
      يوقظون أبي !
      خارجيّ
      أنا .. !
      مارق
      من ؟ أنا !
      صرخ الطفل في صدر أمّي
      ( و أمّي محلولة الشعر واقفة في ملابسها المنزليّة )
      إخرسوا
      واختبأنا وراء الجدار
      اخسروا
      تسلّل في الحلق خيط من الدم
      كان أبي يمسك الجرح ،
      يمسك قامته .. و مهابته العائليّة !
      يا أبي
      اخرسوا
      و تواريت في ثوب أمّي ، و الطفل في صدرها مانبس
      ومضوا بأبي تاركين لنا اليتم متشحا بالخرس
      ( الورقة الرابعة )
      ... ... ... ...
      صادرته العسس
      ... ... ... ...
      ( الورقة الخامسة )
      ... و أمّي خادمة فارسيّة
      يتبادل سادتها النظرات لاردافها ..
      عندما تنحني لتضيء اللّهب
      ***
      نائما كنت جانبها ، ورأيت ملاك القدس
      ينحني ، و يربّت وجنتها
      و تراخى الذراعان عنّي قليلا
      و سارت بقلبي قشعريرة الصمت
      - أمّي ؛ و عاد لي الصوت
      و أمّي ؛ و جاوبني الموت
      أمّي ؛ و عانقتها .. و بكيت
      و غام بي الدمع حتّى احتبس !
      ***
      ( الورقة السادسة )
      لا تسألني إن كان القرآن
      مخلوقا أو أزليّ
      بل سلني إن كان السلطان
      لصّا .. أو نصف نبيّ
      ( الورقة السابعة )
      كنت في كربلاء
      قال لي الشيخ أن الحسين
      ... ... ...
      و تساءلت كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
      فأجاب الذي بصّرته السماء
      ... ... ...
      إن تكن كلمات الحسين
      و سيوف الحسين
      و جلال الحسين
      سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء
      أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء
      و الفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين ؟ !
      ***
      مات من أجل جرعة ماء
      فاسقني يا غلام صباح مساء
      اسقني يا غلام ..
      علّني بالمدام ..
      أتناسى الدماء !
      فاسقني يا غلام صباح مساء
      اسقني يا غلام ..
      علّني بالمدام ..
      أتناسى الدماء !
      فاسقني يا غلام صباح مساء
      اسقني يا غلام ..
      علّني بالمدام ..
      أتناسى الدماء !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #18
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      كلمات سبارتكوس الأخيرة (أمل دنقل)

      معلق أنا على مشانق الصباح

      و جبهتي – بالموت – محنية

      لأنني لم أحنها حيه


      يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين

      منحدرين في نهاية المساء

      في شارع الاسكندر الأكبر

      لا تخجلوا و لترفعوا عيونكم إلي

      لأنكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر

      فلترفعوا عيونكم إلي

      لربما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عبني

      يبتسم الفناء داخلي .. لأّكم رفعتم رأسكم .. مره !

      ( سيزيف ) لم تعد على أكتافه الصخره

      يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق

      و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش

      لأن من يقول " لا " لا يرتوي إلا من الدموع

      .. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق

      فسوف تنتهون مثله .. غدا

      و قبلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق

      فسوف تنتهون ها هنا .. غدا

      فالانحناء مر

      و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

      فقبلوا زوجاتكم .. إني تركت زوجتي بلا وداع

      و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع

      فعلموه الانحناء !

      علموه الانحناء !

      الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا

      و الودعاء الطيبون ..

      هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى

      لأنهم .. لا يشنقون !

      فعلموه الانحناء ..

      و ليس ثم من مفر

      لا تحلموا بعالم سعيد

      فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد

      وخلف كل ثائر يموت أحزان بلا جدوى

      و دمعة سدى !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #19
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الآخرون دائماً



      لا تنظروا لي هكذا ،

      إني أخاف..

      لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم ،

      جعلتهم خصيان

      لست أن الذي نبشت القبر ،

      كي أضاجع الجثمان

      لست أنا الذي اختلست ليلة

      لدى عشيقة الملك

      فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف

      الآخــــــــريــــــــن

      ( 1 )

      هذا الصبي في فراشه اضطجع

      وفي كتاب أحمر الغلاف

      تجمدت عيناه في سطور :

      ***

      ((...وفجأة....ساد الظلام ...))

      (( غالب لوبين نفسه......))

      (( أشهر روجر مسدسة:

      هل أطلق الرصاص بوبين ...))

      (( ..ومزق الرصاص هدأة السكون ..))

      (( صوت ارتطام جسم في الظلام ..))

      (( صوت محرك يدور في نهاية الطري ..))

      .....وهب من فراشه يطارد الشبح

      فشبح رأسه في قائم السرير..

      تحسس الدماء في جبهته،

      ثم انبطح

      ليطلق الرصاص خلف المجرمين..

      ( 2 )

      صديقتي .. شدت على يدي ،

      وقالت: لن أجىء غرفتك

      لا بد أن نبقى معا إلى الأبد..

      ولم أرد

      لأن ثوب العرس في معارض الأزياء

      نجمة تدور في سراب

      لم أزل أدق بابا بعد باب..

      وخطوتي تنهيدة،

      وأعيني ضباب..

      حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف

      وهرتي تلد..

      مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض

      أنثى وحيدة تلد..

      وأخلد الجيران للسكون

      وقطهم جاف على نافذة بين

      يعلق في فروته الناصعة البياض

      يعلق عن فروته عذاب هرتى المتحد

      .. سعت إليه ذات ليلة،

      ولم تسله ثوباً للزفاف

      لأن ثوب العرس في معارض الأزياء

      نجمة تدور في سراب

      (3)

      بلقيس ألهبت سليمان الحكيم

      أنثى رمت بساطها المضباف للنجوم

      لكن سليمان الحكيم..

      يقتل غيلة أمير الجند

      لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير

      وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير

      لأنها تريد أن يكون طفلها ولى العهد

      لكن ولى العهد قال لي

      بأنه حين يفع

      بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها

      لم يستطع

      أن يمتنع

      ..كانت غلالة من الحرير

      تهتز فوق مشجب المساء

      سألته:

      هل تستطيع يا صديقي الإفشاء

      عن ابن بلقيس ..أبوه من يكون؟

      قال: أنا ما قلت شيئا،

      ما فعلت شى

      الآخرون.........................

      ***

      لأنني أخاف

      لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون

      هم الذين يفعلون
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #20
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الزيارة




      يقال لم يجئ..

      وقيل: لا .. بل جاء بالأمس

      واستقبلته في المطار بعثة الشرف

      وأطلقوا عشرين طلقة- لدى وصوله-

      وطلقة..في كبد الشمس

      (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا ذلك الصباح)

      *

      .. وقيل.. قيل إنه بعد مجئيه انصرف!

      فلم يطب له المقام.

      وقيل معشوقته هى التى لم ترض بالمقام

      ثارت.. لأن كلبها الأثير لم يحتمل الحر..

      فعافت نفسه الطعام

      (أصدرت السلطات مرسوماً بأن يكف الطقس عن حرارته!!

      لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح)

      *

      من منكم الذي رأى صورته تنشر في صدارة الصحف

      يقال إن أذنه مقطوعة الصوان!

      هل شظيه في الحرب؟!

      هل خنجر لأمرأة غيور؟

      أم.. شده سيده منها مؤنباً..

      ما قاقتلعتها يده في الجذب؟!

      وقيل إن أنفه ملتهب من الشراب

      ويدمن النساء في نداوة الشباب

      (فهومن الفرسان في هذا المجال:

      قرر أن ينضم باسم شعبة للأمم المتحده..

      حين رأى موظفاتها بديعات الجمال ! )

      أنّى مشى..تحوطه حاشيه من النساء

      يكسفن وجه الشمس أو يخسفن القمر

      (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح )

      ***

      ظللتُ أصغى للذي يشيع

      حتى تهدلت على أذني أقاويل الوشاة

      لكنني...حين أويت في نهاية المساء

      عثرت في الراديو على محطة تغدق فوقه الثناء

      تقول عنه..انه لولاه..ما تساقط المطر

      ولا تبلور الندى...ولا تنفس الشجر

      ولا تدفأت عاصفير الشتاء

      ..كان المذيع لاينى يقول

      يصفه بأنه حامي حمى الدين المنيع

      وانه ينهج في حياته نهج الرسول

      ****

      ترى ..أكان صادقا ما تتناقل الشفاه ؟!؟

      أم كان صدقا مايقوله المذيع؟!؟
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #21
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      إلى صديقة دمشقية




      إذا سباكِ قائدُ التتار

      وصرتِ محظية..

      فشد شعرا منك سعار

      وافتض عذرية..

      واغرورقت عيونك الزرق السماوية

      بدمعة كالصيف ، ماسية

      وغبت في الأسوار ،

      فمن ترى فتح عين الليل بابتسامة النهار؟

      ***

      مازلتِ رغم الصمت والحصار

      أذكر عينيك المضيئتين من خلف الخمار

      وبسمة الثغر الطفولية..

      أذكر أمسياتنا القصار

      ورحلة السفح الصباحية

      حين التقينا نضرب الأشجار

      ونقذف الأحجار

      في مساء فسقية !

      ****

      قلتِ – ونحن نسدل الأستار

      في شرفة البيت الأمامية:

      لاتبتعد عني

      انظرْ إلى عيني

      هل تستحق دمعةً من أدمع الحزن؟

      ولم أجبكِ، فالمباخر الشآمية

      والحب والتذكار

      طغت على لحني

      لم تبق مني وهم ، أغنية !

      وقلتُ ، والصمت العميق تدقه الأمطار

      على الشوارع الجليدية:

      عدتُ إليك..بعد طول التيه في البحار

      أدفن حزني في عبير الخصلات الكستنائية

      أسير في جناتك الخضر الربيعية

      أبلٌ ريق الشوق من غدرانها ،

      أغسل عن وجهي الغبار!!

      نافحتُ عنك قائد التتار

      رشقتُ في جواده..مدية

      لكنني خشيت أن تَمسّكِ الأخطار

      حين استحالت في الدجى الرؤية

      لذا استطاع في سحابة الغبار

      ان يخطف العذراء....تاركا على يدي الأزرار

      كالوهم ، كالفريه !

      .......... ............ .........

      (......ما بالنا نستذكر الماضي ، دعي الأظفار...

      لا تنبش الموتى ، تعرى حرمة الأسرار.....)

      ****

      يا كم تمنت زمرة الأشرار

      لو مزقوا تنورة في الخصر...بُنيّة

      لو علموك العزف في القيثار

      لتطربيهم كل امسية

      حتى إذا انفضت أغنياتك الدمشقية

      تناهبوك ؛ القادة الأقزام..والأنصار

      ثم رموك للجنود الانكشارية

      يقضون من شبابك الأوطار

      ****

      الآن...مهما يقرع الإعصار

      نوافذ البيت الزجاجية ،

      لن ينطفي في الموقد المكدود رقص النار

      تستدفئ الأيدى على وهج العناق الحار

      كي تولد الشمس التي نختار

      في وحشة الليل الشتائية!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #22
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      العشاء ..!



      قصدتهم في موعد العشاء

      تطالعوا لي برهة ،

      ولم يرد واحد منهم تحية المساء !

      ......وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة

      في طبق الحساء

      ........ ....... .........

      نظرت في الوعـــاء :

      هتفت : (( ويحكم ....دمي

      هذا دمي .....فانتبهوا ))

      ........لم يــأبهوا !

      وظلّت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة

      وظلت الشفاة تلعق الدماء
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #23
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      مقتل القمر





      ....وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس

      في كل مدينة ،

      (( قُتِل القمـــر ))!

      شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !

      نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!

      تركوه في الأعواد ،

      كالأسطورة السوداء في عيني ضرير

      ويقول جاري :

      -(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))

      وتقول جارتنا الصبية :

      - (( كان يعجبه غنائي في المساء

      وكان يهديني قوارير العطور

      فبأي ذنب يقتلونه ؟

      هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))

      ..... ........ .......

      وتدلت الدمعات من كل العيون

      كأنها الأيتام – أطفال القمر

      وترحموا...

      وتفرقوا.....

      فكما يموت الناس.....مات !

      وجلست ،

      أسألة عن الأيدي التي غدرت به

      لكنه لم يستمع لي ،

      ..... كان مات !

      ****

      دثرته بعباءته

      وسحبت جفنيه على عينيه...

      حتى لايرى من فارقوه!

      وخرجت من باب المدينة

      للريف:

      يا أبناء قريتنا أبوكم مات

      قد قتلته أبناء المدينة

      ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف

      وتفرَّقوا

      تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة

      يا أخوتي : هذا أبوكم مات !

      - ماذا ؟ لا.......أبونا لا يموت

      - بالأمس طول الليل كان هنا

      - يقص لنا حكايته الحزينة !

      - يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته

      أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !

      قالوا : كفاك ، اصمت

      فإنك لست تدري ما تقول !

      قلت : الحقيقة ما أقول

      قالوا : انتظر

      لم تبق إلا بضع ساعات...

      ويأتي!

      ***

      حط المساء

      وأطل من فوقي القمر

      متألق البسمات ، ماسىّ النظر

      - يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا

      فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟

      قالوا: غريب

      ظنه الناس القمر

      قتلوه ، ثم بكوا عليه

      ورددوا (( قُتِل القمر ))

      لكن أبونا لا يموت

      أبداً أبونا لايموت !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #24
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الوقوف على قدم واحدة!




      كادت تقول لى ((من أنت ؟))

      .. .. .. ..

      (.. العقرب الأسود كان يلدغ الشمس ..

      وعيناه الشّهيتان تلمعان ! )

      _أأنت ؟!

      لكنّى رددت باب وجهى .. واستكنت

      (.. عرفت أنّها ..

      تنسى حزام خصرها .

      فى العربات الفارهة !

      ***

      أسقط فى أنياب اللحظات الدنسة

      أتشاغل بالرشفة من كوب الصمت المكسور

      بمطاردة فراش الوهم المخمور

      أتلاشى فى الخيط الواهن :

      ما بين شروع الخنجر .. والرقبة

      ما بين القدم العاربة وبين الصحراء الملتهبة

      ما بين الطلّقة .. والعصفور .. والعصفور !

      ***

      يهتزّ قرطها الطويل ..

      يراقص ارتعاش ظلّه ..

      على تلفّتات العنق الجميل

      وعندما تلفظ بذر الفاكهة

      وتطفىء التبغة فى المنفضة العتيقة الطراز

      تقول عيناها : استرح !

      والشفتان .. شوكتان !!

      ***

      (تبقّين أنت : شبحا يفصل بين الأخوين

      وعندما يفور كأس الجعة المملوء ..

      فى يد الكبير :

      يقتلك المقتول مرتين!

      أتأذنين لى بمعطفى

      أخفى به ..

      عورة هذا القمر الغارق فى البحيرة

      عورة هذا المتسول الأمير

      وهو يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة

      يطالع الكفّ لعصفور مكسّر الساقين

      يلقط حبّة العينين

      لأنه صدّق _ ذات ليلة مضت _

      عطاء فمك الصغير ..

      عطاء حلمك القصير ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #25
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      فى انتظار السيف (يوليو 1970)




      وردة فى عروة السّرة:

      ماذا تلدين الآن ؟

      طفلا .. أم جريمة ؟

      أم تنوحين على بوّابة القدس ؟

      عادت الخيل من المشرق،

      عاد (الحسن الأعصم ) والموت المغير

      بالرداء الأرجوانىّ ، وبالوجه اللصوصى ،

      وبالسيف الأجير

      فانظرى تمثاله الواقف فى الميدان ..

      (يهتّز مع الريح .!)

      انظرى من فرجة الشبّاك :

      أيدى صبية مقطوعة ..

      مرفوعة .. فوق السّنان

      (..مردفا زوجته الحبلى على ظهر الحصان)

      أنظرى خيط الدم القانى على الأرض

      ((هنا مرّ .. هنا ))

      فانفقأت تحت خطى الجند ...

      عيون الماء ،

      واستلقت على التربة .. قامات السنابل .

      ثم..ها نحن جياع الأرض نصطف ..

      لكى يلقى لنا عهد الأمان .

      ينقش السكة باسم الملك الغالب ،

      يلقى خطبة الجمعة باسم الملك الغالب ،

      يرقى منبر المسجد ..

      بالسيف الذى يبقر أحشاء الحوامل .

      ***

      تلدين الآن من يحبو..

      فلا تسنده الأيدى ،

      ومن يمشى .. فلا يرفع عينيه الى الناس ،

      ومن يخطفه النخّاس :

      قد يصبح مملوكا يلطون به فى القصر،

      يلقون به فى ساحة الحرب ..

      لقاء النصر ،

      هذا قدر المهزوم :

      لا أرض .. ولا مال .

      ولا بيت يردّ الباب فيه ..

      دون أن يطرقه جاب ..

      وجندى رأى زوجته الحسناء فى البيت المقابل)

      أنظرى أمّتك الأولى العظيمة

      أصبحت : شرذمة من جثث القتلى ،

      وشحّادين يستجدون عطف السيف

      والمال الذى ينثره الغازى ..

      فيهوي ما تبقى من رجال ..

      وأرومة .

      أنظرى ..

      لا تفزعى من جرعة الخزى،

      أنظرى ..

      حتى تقيه ما بأحشائك ..

      من دفء الأمومة .

      ***

      تقفز الأسواق يومين ..

      وتعتاد على ((النقد)) الجديد

      تشتكى الأضلاع يومين ..

      وتعتاد على الصوت الجديد

      وأنا منتظر .. جنب فراشك

      جالس أرقب فى حمّى ارتعاشك_

      صرخة الطفل الذى يفتح عينيه ..

      على مرأى الجنود!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #26
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      بكائية ليلية




      للوهلة الأولى

      قرأت في عينية يومه الذي يموت فيه

      رأيته في صحراء " النقيب " مقتولا ..

      منكفئا .. يغرز فيها شفتيه ،

      و هي لا تردّ قبلة ..لفيه !

      نتوه في القاهرة العجوز ، ننسى الزمنا

      نفلت من ضجيج سياراتها ، و أغنيات المتسوّلين

      تظلّنا محطّة المترو مع المساء .. متعبين

      و كان يبكى وطنا .. و كنت أبكي وطنا

      نبكي إلى أن تنصبّ الأشعار

      نسألها : أين خطوط النار ؟

      و هل ترى الرصاصة الأولى هناك .. أم هنا ؟

      و الآن .. ها أنا

      أظلّ طول اللّيل لا يذوق جفني وسنا

      أنظر في ساعتي الملقاة في جواري

      حتّى تجيء . عابرا من نقط التفتيش و الحصار

      تتّسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض ، تبكي شجنا

      من بعد أن تكيسّرت في " النقب " رأيتك !

      تسألني : " أين رصاصتك ؟ "

      " أين رصاصتك "

      ثمّ تغيب : طائرا .. جريحا

      تضرب أفقك الفسيحا

      تسقط في ظلال الضّفّة الأخرى ، و ترجو كفنا !

      و حين يأتي الصبح – في المذياع – بالبشائر

      أزيح عن نافذتي السّتائر

      فلا أراك .. !

      أسقط في عاري . بلا حراك

      اسأل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟

      أم أنّها هناك ؟؟
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #27
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الموت في لوحات (3)



      عرفتها في عامها الخامس و العشرين

      و الزمن العنّين ..

      ينشب في أحشائها أظفاره الملويّة

      صلّت إلى العذراء ، طوفّت بكلّ صيدليّة

      تقلّبت بين الرجال الخشنين !

      .. و ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !

      .. ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !

      ... ... ... .. .. ...

      و حين ضاجعت أباها ليلة الرعد

      تفجّرت بالخصب و الوعد

      و اختلجت في طينها بشارة التكوين !

      لكنّها نادت أباها في الصباح ..

      فظلّ صامتا !

      هزّته .. كان ميّتا !!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #28
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الموت في لوحات (2)



      شقيقتي " رجاء " ماتت و هي دون الثالثة .

      ماتت و ما يزال في دولاب أمّي السّري

      صندلها الفضّيّ!

      دارها المشغول ، قرطها ، غطاء رأسها الصّوفيّ

      أرنبها القطنيّ !

      و عندما أدخل بهو بيتنا الصامت

      فلا أراها تمسك الحائط .. علّها تقف !

      أنسى بأنّها ماتت ..

      أقول . ربّما نامت ..

      أدور في الغرف .

      و عندما تسألني أمّي بصوتها الخافت

      أرى الأسى في وجهها الممتقع الباهت

      و أستبين الكارثة !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #29
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الموت في لوحات (4)




      من شرفتي كنت أراها في صباح العطلة الهاديء

      تنشر في شرفتها على خيوط النور و الغناء

      ثياب طفبيها ، ثياب زوجها الرسميّة الصفراء

      قمصانه المغسولة البيضاء

      تنشر حولها نقاء قلبها الهانيء

      و هي تروح و تجيء

      ... ... ... ... ... ... ...

      و الآن بعد أشهر الصيف الرديء

      رأيتها .. ذابلة العينين و الأعضاء

      تنشر في شرفتها على حبال الصّمت و البكاء

      ثيابها السوداء !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #30
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الموت في لوحات (5)



      حبيبتي في لحظة الظلام ؛ لحظة التوهّج العذبة

      تصبح بين ساعديّ جثّة رطبه !

      ينكسر الشوق بداخلي ، و تخفت الرغبة

      أموء فوق خدّها

      أضرع فوق نهدها

      أودّ لو أنفذ في مسامّ جلدها

      لكن .. يظلّ بيننا الزجاج .. و الغياب .. و الغربة !

      .. ... ... ... ... .... .. ...

      وذات ليلة ، تكسّرت ما بيننا حواجز الرّهبة

      فاحتضنتني .. بينما نحن نغوص في قرار التربة

      تبعثرت في رأسها شرائح الصورة و النجوم

      و اختلطت في قلبها الأزمنة الهشيم

      لكنّها و هي تناجى

      سمعتها تناديني

      باسم حبيبها الذي قد حطّم اللّعبة

      مخلّفا في قلبها .. ندبة !!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. قصيدة من الشاعر حميد بن سالم المرواني الى الشاعر الكبير عايد بن معتق المرواني
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 10-07-2015, 01:54 AM
    2. مكس الشاعر حمد
      بواسطة غيبوبه عشق في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 19-06-2014, 04:49 AM
    3. الشاعر والنساء
      بواسطة 00.00.01 في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 09-12-2010, 03:52 AM
    4. الشاعر السجين
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 26-11-2010, 02:11 AM
    5. الشاعر معز عمر بخيت
      بواسطة محمودى في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 132
      آخر مشاركة: 24-01-2010, 11:38 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com