سألها هتان وقد بدأوا بتصوير المقابلة. شاهدنا ذلك الشاب انتظرك لخمسة شهور. كان يأمل أن يسمع كلمة منك أو رسالة مباشرة أو غير مباشرة. بكى كثيرا، وتألم، وتعرض للضرب، حتى كادت روحه تخرج من قلبه. ومع ذلك تحمل على نفسه، ولم يذهب ليتعالج ليبقى في ذلك المكان ينتظرك. ولكن لم نرى منك أي ردة فعل، لماذا الآن؟
قالت بحزن: أنا فتاة ضعيفة مثل تلك الفتيات المغلوب على أمرهم، يحكم عليهم والديهم ويهدونهم لأبناء إخوانهم منذ صغر سنهم. "فلانة لفلان وفلان لفلانة". ليس لنا أي خيار في ذلك. تنشأ الفتاة على هذا القرار الذي حكموا عليها منذ صغر سنها. مستسلمة لقرار والدها تحاول أن ترضيه بكل ما تستطيع على حساب ما تريده أو تختاره. وإذا فكرت أن ترفض تجد أشد العذاب وكلمات كالجبال. المهم ألا يقول الناس عن ابوك أنه ليس لديه كلمه أو انه رجع في كلامه. لكن ليس لها الحق أن ترفض، لا أحد يفكر في رأيي وفي سعادتي ولا ماذا أريد وهل أنا راضية بهذا الزواج. طبعا لا. يبيعوننا لهم بدون تردد ولا مراعاه.
بينما يعيش ابن عمك سن المراهقة كما يريد، يغازل ويسافر كما يحلوا له ثم إذا شبع من ملذات الدنيا قالوا آن الأوان أن نزوجه لكي يستقر. أي عدلٍ هذا. ومع ذلك نحترم عائلاتنا ونتحجب لكيلا يرانا أحد إلا أزواجنا.
أراد الله أن أكون في موقف سيارات المركز التجاري ذلك اليوم. وأراد الله أن يراني مالك الكارافان لم أتعمد ذلك ولم أعلم أنه كان في تلك السيارة. أراد ربي أن يراني شاب هادئ ومحب ومحترم ويخاف ربنا.
أي شخص آخر كان صورني آلاف الصور ونشرها على الإنترنت. استحمل الكثير من أجلي البرد والغربة وكلام الناس وضُرب من أجلي. أخذ مني الوقت الكثير لأقتنع به ووقت آخر لأرفض ما تجبرني به العادات والتقاليد. فتحت قلبي لأقرب الناس لي وقلت لهم بأنني أنا فتاة النافذة. أعلنوا عليّ الحصار وأخذوا مني كل وسائل الاتصال، وأقفلوا عليّ الأبواب حتى أنني لم أستطيع أن أكمل دراستي الجامعية. فأنصب تفكيري في ذلك الشاب الذي لم أراه ولم حتى أعرف اسمه، أحببت كل يوم يمر وأنا في تلك الغرفة محبوسة بين أربع جدران. لأنه كلما طال حبسي علمت أن الشاب مازال ينتظرني.
المفضلات