• دخول الاعضاء

    صفحة 13 من 28 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 181 إلى 195 من 408

    الموضوع: خطوات تغفو على عتبات الرحيل

    العرض المتطور

    المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
    1. #1
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      و أمام إصراره راح يجرّ الخيوط كلها من بين أنامل الكتمان ..
      فيما تبصق هي تلك الحكاية المرة التي لم تكن سوى تعيث خرابا في جوفها مع كل لحظة تمر ..
      و أمام إتساع عينيه .. و ذهوله .. و غضبه ..
      سرد له كل شيء ..
      انجذابها له .. و اندفاعها نحوه .. دخوله العاصف إلى حياتهم ..
      و إضطراره للسفر مع عمّته ..
      و رغبتها في الموافقة و اتفاقية الزواج المجحفة بحق كرامتها ..
      و قتالها للقبول ..
      كل شيء ..
      حتى تفاصيل الختام المسرحي .. حين صُلِب فؤادها ..
      على أنغام هطول عبرات الذل الذي تجرعته ..
      و هو يستدير مختارا المضي على تحمّلها ..
      .
      .
      بعد كل هذا لم يفلح بكاءها الممزق في لجم غضبه الهادر و هو يصيح بقوة ..
      - انتي صااااااااحية .. كيف استوى كل هذا ..!! متى صار .. من ثلاث سنين و انتو تكذبون عليه ..
      - محد .. محد .. يدري .. الا أنا و نهياان ..و ميعاد .. بس .. عمر .. دخيلك .. لا تخبر حد ..
      لكنه انفجر في وجهها ..
      - أخبرهم بشوه ..؟ سواد ويوهكم .. كيييييييف .. ؟؟ كيف طااااااااع نهيااااااااان .. كيف هنتي عليه ..
      راحت تنشج مدافعة ..
      - أنا لي عندت و ما طعته .. كنت أبــ .. ابااه .. و بعدين ما كان في حل الا هذا ..
      عاد يصرخ بقهر ..
      - حل لشوووه ..؟ انتي تدورين عذر .. شوه هالسخافة لي انتو فيها .. و الا فاضين بس كل واحد يدور له سبب .. تاخذين واحد بس عسب ياخذ راحته فبيتكم ..!!! عنلااااااااته الهرم .. و الله لو كنت أدري .. نهياااان كيف .. كيف رضي بهالشي ..
      شد قبضتيه بقوة يمنع نفسه من لكم أي شيء امامه ..
      - كيف أرخصبج .. و يوزج اياه .. و عشان شوه ..؟ عشان ياخذ راحته .. الله يلعنه .. الكلب .. شوه ياخذ راحته .. بيت أبوه عسب ياخذ راحته ..؟ و الله لربيه الكلب ..
      تشبثت به خولة باكية ..
      - عمر .. دخيلك .. دخيلك .. حلفتك بالله .. و الله ما تييه و لا تخبر حد انيه خبرتك .. انا أستاهل ..
      أزاح يديه بقهر ..
      - تستاهلين .. !!
      أمسك بلحيته و هو يقول بحقد ..
      - و الله انها هب لحية ريّال لو ما ندم الحيوان .. يتحرا بنات الناس وقف لعيونه ..
      أمسكت خولة رأسها و هي تصيح .. غير مبالية بالمكان الذي هي فيه ..
      - باااااااااااااس .. بسسسسس .. بس ..
      تهدج صوته مجددا يفقد قوّته ..
      - بس .. حرام عليك .. و الله حرام .. اروحيه هب قاهره لي فيّه .. هو ما غلط بشي .. انا لي كنت أبا أسافر و نهيان هب موجود .. و أنا لي وافقت ع الاقتراح .. أنا لي كنت أبا .. محد غصبنيه .. محد غصبنيه ما تفهم .. انا لي يبت هالشي لعمريه .. و هم قالو له ان الزواج باطل .. و طلقنيه .. يبانيه أشوف نصيبيه .. افهمنيه يا عمر .. افهمنيه .. دخيلك .. أنا مابا شي خلاص ..
      همست بوجع و هي تضع يدها على فمها .. و وجهها المبتل يئن حزنا ..
      - مابا شي .. بس أبا أنسى .. تعبت .. أبـ ....
      و قبل أن تتم عبارتها .. شعرت بذراعيه الصلبتين تحيط بجسدها المرتجف .. يضمها بقوة .. و هو يقول بألم ..
      - خلاص .. خلاص خولة .. تعوذي من ابليس .. أنا آسف لنيه صارخت عليج .. بس نرفزتنيه السالفة ..
      بكت و هي تذفن وجهها في صدره ..
      - السالفة انتهت .. يا عمر .. و كل واحد راح فطريق ..
      هز رأسه و هو يخنق القهر في داخله ..
      - ما عليه .. بس انتي هدي شوي .. تعالي .. بنرد السيارة ..
      لكنها استقامت في وقفتها قليلا .. تهدئ من روعها ..
      راحت تمسح دموعها .. و ترتشف من الماء الذي جلبه لها من سيارته ..
      مرت دقائق طويلة قبل أن تتماسك مجددا ..
      شعرت لحظتها براحة شديدة .. كانت بحاجة ماسة لهذا الانفجار ..
      رفعت عينيها .. تناظر وجه ابن أخيها بامتنان ..
      - تصدق .. كنت محتاية أرمس حد .. محتاية أفضفض .. و ما لقيت حد يسمعني ..
      عقد جبينه بقسوة ..
      - ليش .. وينها عنج ختج ..؟ و الا شاطرة تخلي العرب يضحون عشانها بس ..
      هزت خولة رأسها بسرعة ..
      - لااا .. بس أنا هالفترة ماحب أرمس وياها وايد .. أتهرب منها ..
      - ليش ..؟
      نظرت له خولة ببؤس ..
      - مادري كل ما أشوفها أتذكر لي استوى .. و بعدين هي متلومة .. و تقول انها السبب .. و أنا هب ناقصة عقد ذنب .. اروحيه ما قهر لي فيّه ..
      ثم مسحت وجهها بقوة ..
      - ذكرتنيه .. ما اتصلت بها أطمن عليها ..
      لكن عمر لا يزال متأثرا بما سمع للتو .. لذلك قال ببرود ..
      - ما عليها شر .. شوه بيستوي بها يعني ..
      التقطت هاتفها الخلوي .. و راحت تدق أزراره بسرعة ..
      - اروحها في البيت .. نهيّان في بوظبي ..
      انتظرها .. و هو يصرّ على أسنانه بقهر ..
      قبل أن ترفع رأسها و هي تقول بأسى ..
      - ما ترد عليّه ..!!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    2. #2
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      حور السالفة استوت عقب ما يينا هنيه بيومين .. و الحين خطف اسبوع و نص تقريبا ..!
      لكن الغضب الملتهب راح يشع في عيني حور التي تقف في منتصف حجرتها الواسعة و هي تلتفت لهن بقوة ..
      - و ليش ما خبرتنيه .. هاا ..؟؟ انتن ما بتيوزن عن حركاتكن الماصخة .. تبن لي يسنعكن .. تلعبن ع مزنوه قلنا ما عليه .. بس توصل بكن لطولة اللسان ع يدي ..
      اتسعت عينا دانة و هي تدافع عن نفسها ..
      - أي طولة لسان .. الا هو لي هد علينا و طير فواديه .. قسم بالله انيه بغيت أشيّب ..
      قالت عفرا التي كانت تجلس بهدوء على الأريكة جوار المها التي تراقب الوضع أمامها بقلق ..
      - حتى و لو .. فيه اسلوب ترمسين به ويا خواتج و ربيعاتج .. و احترام يوم يكون حد عود و الا غريب عندج .. ما حيدكن ترمسن بقواة العين هاي عند ابوية الله يرحمه ..!
      لكن حور اعترضت بقهر ..
      - و من اسبوع و نص .. الحين اتذكرتن تخبرنيه .. و ليش هنودة و مزنة ما قالن ..
      نظرن دانة و نورة إلى بعض بشيء من القلق .. قبل أن تجيب نورة بقلق ,,
      - نحن قلنا لهن ما يخبرنج .. خفنا تعصبين علينا ..
      - يعني تعرفن ان لي سويتنه غلط ..
      تويلتها دانة بيأس ..
      - و نحن شوه سوينا .. دوم نمزح ويا مزنوه و نلعوزها .. بس هو شب ضو مرة وحدة و يلس يزاعق علينا ..
      وافقتها نورة بسرعة ..
      - هيه و الله .. حور لا تعصبين .. و الله ما كنا قاصدات .. و ما بنعيدها ..
      وضعت حور يديها على خاصرتها و هي تتنهد بقوة .. قبل أن تقول بهدوء تحاول التزامه ..
      - انتن ما تفهمن .. هاييلا ما قد تعودوا علينا .. و عدهم يتعرفون علينا و ع شخصياتنا و أخلاقنا .. تبونهم ياخذون فكرة شينة و يقولون بنات حمد قليلات أدب ..
      قلن معا ..
      - لا ..
      - اففف .. خلاص عيل .. حسن شوي بالمسؤولية .. و احترمن المكان لي انتن فيه .. برايكن استهبلن عندنا ع كيفكن .. بس فيه حدود تلتزمين بها عند العرب ..
      لكن عفرا اعترضت بهدوء ..
      - لحظة حور .. ما ظنتيه انج تبينهن يتعاملن ويا هلهن برسمية ..؟؟ بنات خذن راحتكن .. بس اركدن سوي .. تعلمن الرزانة .. و ما بتموتن و الله ..!
      مطت نورة شفتيها بتذمر ..
      - لا و الله ع آخر زمانيه تعطينيه ناقة محاضرة ..
      رفعت عفرا حاجبها ببرود و هي ترد ..
      - الناقة عمتج و تاج راسج .. انا أستاهل لي دافعت عنكن ..
      نظرت لها دانة شزرا ..
      - أعوذ بالله .. صدق الحاية بنت حرام .. نحن يايبينج واسطة انتي و المها اللي اسمها في الدلع مهاو .. فرفورةٍ تسّلـف الشمـس السنـا .. مغويةٍ و يطرد وراها كـل غـاو ..
      نظرت نورة للمها التي لم تكن تسمع شيئا مما قيل .. فقط تتابع حركة شفاههن و تعابير أوجههن بجهدٍ بليغ ..!
      - إن وقفت كل شـي متباعـد دنـا .. و إذا مشت كل شي متلخبط تسـاو .. و اليا مشت قـال النمـل الله لنـا .. تقاو يا صبري على جوعي تقـاو ..
      هزت حور رأسها بيأس مع تغيّر الموضوع بسرعة .. حين سألت نورة بشيء من الحماس ..
      - حور باكر بنسير للسوق ..
      نظرت لها حور و هي لا تزال غاضبة من الامر الذي عرض عليها منذ قليل ..
      - لا هب ياكر و أنا خبرتج انه يوم الخميس .. بس شكلها السيرة بتتكنسل و بنسير انا و مهاوي و عفاري بس .. اذا تميتن ع حركاتكن هاي ..
      عقدت دانة جبينها ..
      - عنبوه حور .. ذليتينا و الله .. مساعة تهازبين و تخشعين .. ما سامحتينا .. قلنا آسفين و ما بنعيدها ..!!
      نظرت لها حور شزرا و قبل أن تقول شيئا ارتفع رنين هاتفها الحاد .. الذي راح يهتز على الطاولة الأثرية القابعة بجانب السرير ..
      لتلتقطه نورة الأقرب إليه بسرعة .. تمعن النظر إلى شاشته و هي تتلفظ باسم المتصل ..
      - غييييث ..!!
      ثم نظرت لوجه حور الذي احتقن بالإحمرار فجأة ..
      - مسودة الويه شوه بينج و بين الريال عسب ترمسينه ..
      قالت لها حور بغل يغالب إحراجها .. و هي تنتزع الهاتف من بين يديها ..
      - ريلي يا السخيفة . و اظهرن لو سمحتن أبا أرقد ..
      قالت دانة بخبث ..
      - بترقدين و الا بتلحقين ع السهرة ..!
      - جب .. براااا ..
      ضحكت نورة و عفرا و دانة .. و المها تهب واقفة مع اشارة حور لتشير لها بفمٍ متثاءب عن رغبتها في النوم .. فتبتسم حور بوجه خجول تحت وطأة نظرات البقية ,,
      - يا الله لو سمحتن ..
      ثم تنهدت بإحباط لم تستطع إخفاءه حين انقطع رنين الهاتف دون أن ترد عليه ..
      - اففف .. مالت عليكن بند ..
      ضحكت نورة عليها بشدّة ..
      - حشى مستلغثة ..
      و توجهت عفرا للباب تهز رأسها باسمة ..
      - تصبحن ع خير سامحنيه ..
      قالت حور بصوتٍ نزق و عينها تعود للنظر إلى شاشة الهاتف منتظرة أن تضيء مجددا بإسمه ..
      - و انتي من هله .. بالحل .. يا الله شنقل و منقل .. آوت سايد ..
      رفعت نورة حاجبا ماكرا .
      - حور اثقلي ..
      و أيدتها دانة ..
      - خلج رزينة ..
      صاحت حور بسرعة حين عاد الهاتف إلى الرنين ..
      - جب .. جب .. براااا .. بسرعة ..
      خرجت نورة و هي تجلجل بالضحك .. و صوتها يصل لحور ..
      - خيييييبه حور .. ما بيطير ..
      شعرت حور بالحرج .. و راحت تبرر كاذبة ..
      - لاااا .. هو يبانيه في موضوع ضروري ..
      لكن نورة التي خرجت لم تسمعها فقط دانة قالت و هي تتوجه للباب ..
      - موضوع شوه ..؟؟ حبني و أحبك .. امففف عليج يا بنت حمد .. طلعتي سهلة المنال ..
      قالت حور لها بغل و هي تشعر أن المكالمة ستنتهي للمرة الثانية ..
      - جب .. و بندي الباب وراج ..
      راحت دانة تغلق الباب ببطء و هي تترنم بأغنية ما أثارت جنون حور ..
      - حايرة .. و الشوق بين عيونج .. خايفة تحبين و يلومونج .. باقية بنص الدرب محتارة .. ما تعرفين هذا العشق و أسراره ..
      لم تنتظر من دانة أن توصد الباب و هي تأخذ نفسا عميقا .. قبل أن تجيب على تلك المكالمة و قد استلزمها كل جهدها لتخرج الصوت من جوفها بقوة ..
      - ألووه .. مرحبا ..
      - مرحب حواري ..
      لم يكن هو .. عادت للنظر إلى الشاشة بفزع تحوّل لخيبة و هي ترى ذاك الاسم يتألق عليها ..
      لتقول بصوتٍ خائبٍ لم تستطع أن تزرع فيه إحساسا بالحماس ..
      - هلا رويض ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    3. #3
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      في ذاك البيت الصغير ..
      الخالي من كل شيء عدا عجز أحدهم ..
      كانت الأبواب مغلقة ..
      و النوافذ موصدة ..
      الشمس قد ولّت منذ ساعاتٍ طوال معلنة الرحيل بتعب ..
      فيما بقي القمر وحده يتهجّد وسط السماء ..
      تناجيه النجوم المتفرقة ..
      نسمة عابرة داعبت الشجرة العجوز التي كانت تتكئ أمام الباب بوهنٍ ..
      و قد نخر أوراقها الخريف قبل قدوم الشتاء ..
      .
      .
      في ذلك البيت الصغير ..
      لم يكن أحد هنا ..
      لم يكن أحد في البيت سوى جسد افترش أرضيّة المطبخ الصلبة الباردة ..
      و قد انقلب قربه كرسيّ بعجلاتٍ راحت تدور بحركة بطيئة بعد أن استلقى على احد جانبيه ..
      و وعاء القهوة الساخن الذي اندلق على الأرض قربها ..
      لتتناثر قطراته الساخنة في كل مكان ..
      تصيب شيئا من جسدها اللاواعي ..
      و قد غطّى الشعر وجهها تماما ..
      .
      .
      كانت تغفو هنا بعد أن سقطت لوحدها ..
      لم يكن أحدٌ يعلم بما جرى لها ..
      فكلٌّ وراء همّه يسعى ..!

      * * * * *
      * عقارب الساعة / للمبدعة الراحلة عابرة سبيل





























      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    4. #4
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      في ذاك البيت الصغير ..
      الخالي من كل شيء عدا عجز أحدهم ..
      كانت الأبواب مغلقة ..
      و النوافذ موصدة ..
      الشمس قد ولّت منذ ساعاتٍ طوال معلنة الرحيل بتعب ..
      فيما بقي القمر وحده يتهجّد وسط السماء ..
      تناجيه النجوم المتفرقة ..
      نسمة عابرة داعبت الشجرة العجوز التي كانت تتكئ أمام الباب بوهنٍ ..
      و قد نخر أوراقها الخريف قبل قدوم الشتاء ..
      .
      .
      في ذلك البيت الصغير ..
      لم يكن أحد هنا ..
      لم يكن أحد في البيت سوى جسد افترش أرضيّة المطبخ الصلبة الباردة ..
      و قد انقلب قربه كرسيّ بعجلاتٍ راحت تدور بحركة بطيئة بعد أن استلقى على احد جانبيه ..
      و وعاء القهوة الساخن الذي اندلق على الأرض قربها ..
      لتتناثر قطراته الساخنة في كل مكان ..
      تصيب شيئا من جسدها اللاواعي ..
      و قد غطّى الشعر وجهها تماما ..
      .
      .
      كانت تغفو هنا بعد أن سقطت لوحدها ..
      لم يكن أحدٌ يعلم بما جرى لها ..
      فكلٌّ وراء همّه يسعى ..!

      * * * * *
      * عقارب الساعة / للمبدعة الراحلة عابرة سبيل





























      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    5. #5
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      الخطوه الثامنة عشر

      خطوات مجنونه


      جحظت عيناه المحمرتين بقوة .. و هما تتعلقان بأخيه الجامد ..
      يبحث بين ثنيات وجهه الأسمر القاسي عن أي بوادرٍ لضحكة .. أو سخرية ..
      شيء يبشّر بأن كل ما قيل للتو مجرد مزحة ثقيلة ..!
      كان قد انفجر .. وكاد يقتل غيث بعد كل تلك القذارة التي بسطها أمامه بهدوء ..
      بعد دقائق طويلة من الصياح المقهور .. و الحقد القاتل .. استطاع غيث أن يعدم كل شي ..
      أشار ببساطة أن ذاك الحثالة قد تلقى عقابه ..
      تلقى عقابه ..؟ و لماذا إذا لا يزال حيّا ..؟
      اللعنة ..
      عليه أن يتوسد قبره الليلة ..
      شعر برغبة جامحة تشده لخنق أخاه قبل أن يذهب لذاك الحقير .. ليمزّقه إربا ..
      ثم يجرّها .. تلك الوصمة العالقة بشرفهم .. ليدفنها بعيدا ..
      حيث تستر التربة بقايا فضيحتها ..
      لكن سطوة غيث كان جازمة ..
      و هو يقول بهدوء ..
      - ما نبا الفضايح .. لو بغيت هالحشرة كلها كان خبّرت أبوية و عماميه .. انا هب ياي أخبرك عسب أشوف حميّتك ..
      ثم أعاد ظهره للوراء باسترخاء غريب لا يناسب الموقف .. و لا الخبر الذي تلقاه حامد للتو ..
      - الكلب ياه يزاه .. و لو كنت أبا أذبحه كان ذبحته .. هب صعبه عليّه و هب ياي أباك تسويها بداليه ..
      ثم برقت عينيه بتصميم ..
      - لكنّيه ما تسترت ع الموضوع عسب أفضح كل شي أحينه .. العجز لي بيعيش فيه يسدّه .. و الذبح راحة ما يستاهلها .. خله يعيش حياته ع كرسي إلين يموت .. ماريد أدنس ايديه بقتله ..
      كان حامد ينظر بصدمة مقهوره .. شيء يلمع في عينيه بدا كدمعة غضب مجنون .. و هو يكابد لخنق ما يخالجه ..
      أخيه الأكبر كان باردا .. باردا و هادئا للغاية .. و كأن الأمر لا يعنيه .. أو كأنه ليس بالرجل الذي قد يشعر ..
      بل آلة تجلس بهدوء أمامه لتعالج الوضع بهذه العقلانية ..
      - أنا ترانيه أول ما دريت بهالشي .. كنت شراتك .. الشي الوحيد لي كنت أبا أسويه انيه أحصل هالحيوان و أطلع عيونه و أخنقه بيديه .. لكن ربيه رحمنيه و هو كان شارد .. و هالشي خلانيه أفكر زين .. تتحرانيه هب محترق شراتك .. انته حيّا الله ولد عم ما دريت بهم إلا أمس .. و توهم داخلين حياتك و ما يهمونك ..
      ثم أردف بألم لم يستطع إخفاءه و عينيه تقسوان بشدة ..
      - لكن أنا .. أنا كنت ملزوم أحميهم .. و أداريهم .. أنا الريّال لي انتهكوا عرضيه تحت خشميه .. و أنا هب داري ..! تعرف شوه يعني انه حد يتعدا ع شرفك .. و انته آخر من يعلم .. انه الكلب لي تجرأ و سوى سواته يرتغد في كل مكان .. حي .. و عايش حياته .. عقب ما لوّث اسمك .. و دنّس عرضك ..
      سحب نفسا عميقا بعد أن شعر بصوته المثقل بالمرارة يكشف مدى عمق جرحه ذاك .. ليقول بصلابة ..
      - لكن ما بينفعنيه الا انيه أتصرف بعقل .. لو ذبحته شوه بستفيد ..؟ لي ما درى بالسالفة بيدري .. و بتغدي فضيحه على كل لسان .. فضيحة أنا أبا أتستر عليها .. لو خبّرت حد من هليه و الا من خواتها .. شوه بيستوي .. بيرد الزمن و بنغير شي ..؟ لااا .. بيغدون لي يعرفون هالموضوع وايدين .. و شوه يظمن ليه ان كل واحد منهم بيلم ثمه و يصخ ..؟
      قال حامد بمرارة .. و صوته يخرج محترقا من جوفه ..
      - الله يلعنه .. و يلعنها وياه .. برايه لو بننفضح .. بس أبا أبرد حرتيه .. أبا أذبحه ولد الكلب .. و الله لثوّر فيه .. حرام انه ما يبات باكر الا فقبره ..
      لكن غيث نهره بقوة ..
      - انته غبي ..؟؟؟ فكر .. فكر .. فكر .. شغّل مخك .. ذبحه ما بيفيد .. و لا بيرد شي .. نحن لازم نتستر على الفضيحة .. الحيوان و داويناه .. بس السالفة هاي لازم محد يدري بها .. أنا ما باك تتهور .. ما خبرتك عسب تتصرف و تستعرض عضلاتك .. افهمنيه .. أنا محتاينك في هالموضوع ..
      لكن حامد لم يجبه . أسند جبينه بيديه .. و هو يطرق برأسه ذلا ..
      و قد ارتخت أكتافه تحت وطأة العار الذي راح يشعر به ..
      انتهك عرضه .. دنسوا شرفه ..
      الحثالة .. لا يستحق أن يكون حيّا ..
      - ماروم .. ماروم أفكر بعقليه .. ليش خبرتنيه و انته ما تبانيه أعدمه النذل .. ليش ..؟؟
      ثم ظرب صدره بقبضته .. و صوته الأجش يتردد متلوعا ..
      - تبا تقهرنيه ..؟ تبا تذبحنيه ..
      لكن غيث قال بقوة و هو يتحرك نحوه ..
      - حامد .. هد شويه .. ركّز ويايه .. انته ريال و تعرف شوه بيصير لو يظهر طرف خبر عن هالسالفة لأي حد .. أي حد .. تعرف شوه يعني ..؟؟ تمشي و راسك في القاع .. ما ترفع عينك في ويه ريّال .. تعرف شوه يعني الفضيحة .. ركز يا حامد .. ما بتفيدنا بشي لو العرب كلها درت انه الحيوان معتدي ع وحدة من بناتنا ..
      شحب وجه حامد بشدّة .. و مئات الصور تتهيأ له ..
      و غيث يقول بصرامة ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    6. #6
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      يصدقها ..
      لماذا هذه الثقة ..؟
      و من أين مصدرها ..؟
      لا يهم .. يعلم أنها طاهرة .. و أنها انتهكت قسرا ..
      هذه الشهقات التي انزلقت من كومة المرارة هناك ..
      راحت تمزّق أعصابه بوحشية ..
      كأنما تعيّره بما فعل ..
      .
      .
      كان صوته أجشا.. بدا جليّا أنه يكبت رغبات مريرة في صدره .. يكبح غضبا أهوج يربض بين أنفاسه ..
      - بس خلاص .. صخي ..
      لكنها لم تستطع السيطرة على شهقاتها المتتابعة .. ظل صوتها ينفلت نشيجا مرهقا من بين شفتيها ..
      شيئا أثاره أكثر فأكثر ..
      لن يفيدها أن يحطّم وجهها الآن أبــدا .. عليها أن تتوخى الحذر حتى يهدأ ..
      بدا صوته أكثر غضبا و هو يزمجر ..
      - بااااااااس أقووولج .. صخي .. ما اباا أسمع نصخج ..
      شهقت بقوة تبتلع بكائها وجسدها يرتجف كالورقة الخريفية المتراقصة ..
      حتما ستدهس تحت الأقدام ..
      ستتفتت .. و تتناثر ..
      لتذروها الريح بعيدا ..
      حيث لا أذى ..
      ما الذي أوقفه عن قتلها ..؟ لا زالت تلك الرغبة تنبض بقوة ..
      متأكد بأن لا ذنب لها .. كل ما ترى عينيه يشير لذلك .. كل ما سمع بأذنيه ..
      تلك الليلة الغريبة ..
      يعلم أنه لا ذنب لها .. و لكن ذلك لا يخمد نيرانه ..
      هي وصمة .. وكفى ..
      كيف و لماذا .. و ذنب من .. لا يهم ..
      عليه فقط أن يهدأ .. أن يهدأ ..
      عليه أن يستخدم عقله ..
      الانفعال لن يفعل شيئا سوى تعقيد الأمور و فضحها ..
      أغمض عينيه بقوة يسحب نفسا عميقا .. لبرهة فقط شعر بالإختناق وكتلة ثقيلة شائكة .. من كلماتٍ لا تروى ..
      تسد حلقه .. قبل أن يخرجها بحشرجة .. وعينيه الحمراوين تلمعان بشيء يكبحه في جوفه ..
      - أبا أعرف .. حد يدري ..؟ حور تدري ..؟
      تمنى لو أنها تجيب بنعم .. تمنى ذلك بشدة ..
      أراد فقط أن ينهض من مكانه ليقتحم بيتهم ثم يجرها من شعرها كما فعل بأختها قبل قليل ..
      كم سيسره أن يمزّقها على استغفاله بهذه الحماقة ..
      لكن صوتها المتقطع رغم خفوته حمل إجابة واضحة ..
      - لااا ..
      صرخ بها حاقدا ..
      - لا تكذبين ..!
      بكت مجددا .. و في صوتها الهامس نبرة يائسة .. أثقلت على روحه ..
      - و .. و الله .. ما تعرف .. محد .. محد يعرف .. ما خبرت حد .. و الله ماخبرت حد ..
      اعتصرت قبضة من الأسى فؤاده .. و هي تتابع بانكسار مؤلم ..
      - كنت خاا .. خايفة .. خفت .. مادريت أخبر منوه ...؟
      قال بمرارة راحت تنفث قهره ملوحة في فمه ..
      - كان خبرتينيه .. ليش ما خبرتينيه ..؟
      لم تجبه .. ترتج أركان جسدها مع كل شهقة تخنقها ..
      .
      .
      تخبره ..؟!
      من هو لتفعل ذلك ..؟
      ليس سوى غريب يشاركهم السكن بحجّة لم ينجح في تحقيقها ..
      أما كان له أن يحميهم ..
      إمتداد حمايته لم يبلغها إذا ..
      كان يجلس الآن متصلبا .. عبر الغطاء لا تتبين سوى وجه إسودّ من الغضب ..
      و عينان بدتا تنفثان لهبا ..
      شعرت بالوهن .. إن فكر في اللحظة التالية في قتلها لن ترفع إصبعا واحدة لتقاومه ..
      لربما يمنحها هدّية عظيمة و يقوم بذلك متعجلا ..
      كم ستشعر بالراحة بعدها ..
      أي شيء يمكنه أن يصلها بعد الموت ..؟
      لا شيء إلا جزاء من رب العالمين ..
      هذا الرجل انتزع تلك التفاصيل القذرة من بين أسنانها .. يعلم كل شيء ..
      هذا الغريب الذي لا يعني لها شيئا يدرك حجم مصيبتها و الفضيحة التي كانت تخفي ..
      الخطب الذي خجلت و خشيت من إخبار أختها الأقرب لها .. غدى أمرا معروفا له ..
      أغمضت عينيها بيأس شديد .. أي ذلٍّ قد يفوق هذا ..؟!
      انتفض جسدها المتورم من الضرب و صوته الخشن يقول بقسوة ..
      - ما فكرتي تقولين لحد ..؟
      - كـ .. كنت بخبر حور ..
      ثم أجهشت مجددا بالبكاء ..
      - بس ما رمت ..
      صرخ فجأة بقوة أجفلتها ..
      - لا تصيحين .. و ردي عليه ..
      ضغطت بيدها على فمها و الدموع تبلل غطاءها ..
      فيما هب هو ينقل قدميه في المجلس الضيق ..
      بدا كالليث الحبيس و هو يدور بيأس في المكان .. ابعاد يده عنها ..
      و عدم التهجم عليها مجددا توجب منه قدرا كبيرا من ضبط النفس .. و ها هي النيران تلتهم صبره مجددا ..
      - اسمعي .. و اسمعينيه عدل .. الرمسة لي بقولها مابا عيدها .. الموضوع مابا حد يدريبه .. و الله .. ثم الله .. لوأدري انج رمستي به بينج و بين عمرج .. ينه الذبح ما يسدنيه منج .. تسمعين ..؟
      صرخ بالجملة الأخيرة بغضب مجنون ..و هي تومئ برأسها مع انفلات شهقة متلوعة ..
      ها هي السيطرة ستولي بعد قليل .. أغمض عينيه بشدة .. كابحا رغبة مميتة في اقتلاع شعرها من جذوره .. و ركلها حتى تموت ..
      همس بقوة ..
      - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
      عاد ليجلس على طرف فراشه..و عينيه ترتكز عليها وهي تكتم أنفاسها و لكن ذلك لم يوقف ارتعاش الجسد و إحساسها ..!
      فطر قلبه مظهرها .. شيء في تجردها هذا من الحياة أعاده لأيام أجبر فيها مرارا على ابتلاع أوجاعه .. و آلامه ..
      على المعاناة بصمت تحت وطأة الخوف ..
      لم أرسل القدر هذه الفتاة إلى طريقه ..؟ كل ما فيها راح يستفز مواطنا خفيّة من الروح ..
      أشياءً جاهد على مر سنين عمره الطويلة في طمسها ..
      في انتزاعها من الذاكرة ..
      كان صوته عميقا .. يحمل ثقلا كبيرا يجثم الآن على صدره ..
      نظر للأرض متجنبا النظر إليها ..
      - الموضوع أنا بحله .. انا بحله .. كل شي لازم يتصلح ..
      و لكن كيف ..؟
      هذا حتما ما سيفكر فيه لاحقا ..

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    7. #7
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      دفعت كرسيها ذو العجلات بقوة خارج الغرفة حين راحت أصواتهما تتعالى بقوة لتصلها ..
      لكن ما إن بلغت الممر حتى فُتح باب غرفة أخيها الأكبر بشيء من العنف .. لتخرج أختها الكبرى منها مندفعة ،،
      كان شعرها البني اللامع قد ارتخى في عقدة ناعمة على قمّة رأسها ،، ليحتضن رقة ملامحها التي انكمشت بألم واضح فيما راحت عبراتها تتدفق بلا توقف ..
      اتسعت عينا ميعاد لرؤية أختها تبكي .. فارتجف صوتها و خولة تشيح بوجهها متوجهه لغرفتها ..
      - خولـــــــة ..؟
      - خولة ..!
      كانت تلك صرخة نهيان الصادرة من الغرفة التي خرجت منها خولة للتو .. قبل أن تغلق الاخيرة بابها بقوة .. ثم يصدر تكّة ناتجة عن دوران المفتاح فيه ..
      دفعت كرسيها تتقدم من باب غرفة الجلوس المفتوح .. لتتوقف أمامه ناظرة لنهيان الذي أخفض غترته على وجهه باستياء أخافها ..
      - نهيـــان ..؟
      أزاح نهيان الغترة ليكشف وجهه المتجهم .. عاقدا حاجبيه ..
      - ميعاد ..؟
      دفعت كرسيها بقوة نحوه و صوتها يرتجف بقلق ..
      - بلاكم .. شوه مستوي ..؟
      امتعق لونه لبرهة قبل أن يشيح بوجهه متجاهلا عينيها ..
      - و لا شي .. ما رقدتي ..؟
      قالت بتوتر تتجاهل سؤاله ..
      - نهيااان شوه السالفة خبرنيه .. ليش خولة تصيح .. حد استوابه شي من خوانكم .. حد قال شي ..؟
      - قلت لج و لا شي .. لا تخافين .. سيري رقدي ..
      نظرت له ميعاد بلوم ساخط ..
      - ماباا .. و مابا اتحرك من هنيه الا يوم تخبرنيه .. لا تخبّي عليّه .. ارمس ..
      نظر لها مطوّلا قبل ان يزفر بقوة .. محملا أنفاسه شيئا من ثقل همّه ذاك ..
      - اليوم واحد من الربع في الدوام كان يرمس عن موضوع .. يعني عن الزواج و كذيه .. و تكلموا عن زواج المتعة ..كيف انه بنية الطلاق .. و شكّيت في ..
      صمت و هو يعتصر غترته بيده و ميعاد تنتظر أن يقول شيئا .. ثم تحثّه باصرار ..
      - شكيت فشوه ..؟
      نظر لمواطئ قدميه يقول بصوتٍ متألم ..
      - اتصلت بمطوع و خبرته ظروف زواج أختج .. و انها هي و ريلها بيتطلقون أول ما يرتبون أمورج ..
      اتعست عيناها صدمة .. و هو يتابع بشيء من الألم ..
      - قال إن الزواج باطل ما دام بنيّة الطلاق .. حتى و لو لم يكتب هالشرط في العقد ..
      شحب وجه ميعاد بقوّة و هي تهمس بصوتٍ متقطع ..
      - بـ اا .. باطــ .. باطل ..؟؟
      اومأ نهيان برأسه أسفا و هو يقول بصوتٍ متألم ..
      - الزواج لازم يكون زواج طبيعي .. او يطلّقها .. و يخليها تشوف نصيبها .. خولة هب صغيرة .. لي بعمرها .. عندها درزن عيال .. نحن طاوعناها و طاوعنا غيث عشانج يا ميعاد .. بس الحين خلاص .. العلاقة غلط .. و الزواج باطل .. أنا برمس غيث و أشوف شوه رايه .. و الين ما يقرر .. تنسى انه حرمته .. العقد لي بينهم ما يعني شي ..
      ارتعشت دمعة في مقلتها و هي تعجز حتى عن النطق ..
      زواج باطل ..؟
      باطل ..؟! باطل ..؟!
      أين ألقت بأختها ..؟
      لم تتخيل و لو مرة أن ....
      يا إلهي ..
      و كأنما تلك الفاجعة المؤجلة أقبلت تهرول على قدمين ..
      ستدوس حتما كل أمل لأختها مع زوجها ..
      كل حلم سخيف رسمته لن يصبح إلا غبارا ..!
      خياران تعلم أن غيث لن يتردد كثيرا في الجزم بينهما ..
      فهو لم يكن الا مضطرا للزواج منها .. و لن يضريه أبدا أن ينحيها جانبا إن أصبح الموضوع أكثر تطلّبا ..!
      يديها المرتجفتين راحت تدير عجلات الكرسي للخلف ..
      تخرج من الغرفة لتتقدم نحو باب أختها .. تلك الشهقات الباكية تنسل من تحت الباب و ميعاد ترفع يدها بألم لتقرعه ..
      هي السبب .. هي السبب ..
      ما كان لغيث أن يتزوجها لولا أنه مضطر لزيارتهم كثيرا .. حتى في غياب نهيّان ..
      دوما كانت خولة تشعر بالخجل من زيارته .. تظل حبيسة غرفتها لساعات ما زال هنا ..
      و كان يشعر إبن أخيها الذي أخذ يتردد عليهم بعد فترة طويلة من معرفته بوجودها بالحرج ..
      و يحس بالضيق من احتمال أن يعيق حركتها في البيت .. او التواجد فيه و أخوها ليس هنا ..
      حتى أتى أمر السفر ذاك ..
      ذاك الموعد الذي حدده طبيبها الكندي للكشف على ساقيها بغيّة فحصها .. خوفا من أي عطب سيصيب تلك العضلتين الواهنتين
      ساقيها اللتان لا تتجاوزان ساقي طفل في سمكها .. رغم طولها الطبيعي ..
      لطالما شبّهتها في صغرها بعودي معكرونة مسلوقين ..
      و كم كان يؤلمها مرآها ..
      لم يكن الأمل يختبئ في مكان ما لتنتظر أن يخرج مفصحا عن نفسه ..
      تعلم أنها عاجزة .. تماما ..
      لا تستطيع الوقوف .. و لا المشي .. لن تركض كالأطفال .. و لن ترقص كالفتيات ..
      لن تتباهى بمشيتها أو ما ترتدي ..
      ليس لها حتى أن تمني نفسها بأحلامٍ كسيحة .. كل شيء في حياتها يتربع على هذا الكرسي .. لا تحركه إلا عجلات ..
      و كان السعي إلى آخر العالم لمجرد الإطمئنان على ساقين نحيلتين .. لا فائدة منهما مجرد اهدار للمال و الوقت ..
      لكن أباها لم يكترث ..
      أصر على ذهابها .. و لم يكن سفرها إلا بعد شهرين من عمليّته الخطيرة تلك ..
      ثم ماذا ..؟ من كان سيرافقها غيره ..
      ابن أخيها الأكبر ..
      ذاك المتعجرف الذي ظهر ذات يوم على باب بيتهم يطالب برؤية ابنة جدّه ..
      لا تنسى قسوة تلك النظرة التي راح يسلّطها بكراهية نحوها .. متأملا جلوسها الصامت ..
      حين راح ينفث حقده و صدمته .. و اعتراضه المتأخر .. كلماتٍ وقحة .. دفعت شجارا كلاميا ليشتعل بينه و بين نهيان الذي سرعان ما رافقه لخارج البيت طالبا منه عدم القدوم إلى هنا مجددا ..
      تلك النظرة الكريهة على وجهه و هو يخرج .. أعلمتها بأنه لن يعود إلى هنا ..
      و كم كانت مخطئة ..
      لقد عاد ..
      كثيرا .. ما فعل ذلك ..
      بعدها بيومين فقط .. أتى نهيان للبيت يصطحب ذاك الرجل معه ..
      هل اعتذر أبدا عن قسوته ..؟
      هذا ما لا تعرفه ..!
      في تلك المرة كان جافا ..و لكنه أكثر هدوءا ..جلس لمدة ساعتين ينظر اليها بصمت ..
      و كأنما يدفع عينيه للاعتياد على مرآها ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    8. #8
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      مر وقت طويل .. طويل للغاية .. قبل أن تجد نفسها على وفاق معه ..
      و لم يكن ليجد مشكلة في السفر معها حينها .. لولا استحالة مرافقة أختها الكبرى لها مع غياب محرمها ..
      ثم رمى هو الحل في وجوههم .. سرد اقتراحه ذاك بنفس البرود الذي يشرب به قهوة الصباح ..
      طلب من أختها الزواج مقيدا الأمر بينهم بكرسيها هي ..!
      و أعطاها الحريّة في أن تتجاهله .. و أن تغطي وجهها عنه ..
      و تعامله كغريب ..
      تتذكر الآن هياج نهيان و رفضه الشديد .. إعتراضها هي ..
      و لكن خولة لها كلمة أخرى ..
      أصرّت على المضي في الأمر ..
      لم يكن لديها أدنى فكرة أين سيرمي بها هذا الزواج ..
      و الآن ..؟!
      باطل ..؟!
      تبـــــا ..
      ذلك سيسحق مشاعر أختها ..
      رفعت يدها تقرع الباب مرات عديدة ..
      و صوت خولة المبحوح يرتفع بحدّة ..
      - ماريد أرمس حد .. خلونيه اروحيه ..
      ضمت ميعاد قبضتها .. و دمعتين متمردتين تتطفلان على وجنتيها و هي تناجي بتعاسة ..
      - خولة .. بطلي الباب برمسج شوي ..
      لكن الصرخة تلك أصرت على ما تريد ..
      - ماااااااااااااااااريـد .. ماريد أرمس حد .. مااااريد ..!

      * * * * *


      بعيدا ..
      بعيداعن كل شيء ..
      أوقف سيارته في أقرب مكان يمكن لها أن تجتازه عبر هذه الكثبان ..
      ليترجل وحيدا عنها ..
      يسير ببطء و قدميه تنغرس بين ذرّات الرمال الباردة ..
      خيوط النور ترتعش بردا على حدود الكون ..
      و الهواء يعبق برائحة الحياة ..
      الحياة التي يمقتها في هذه اللحظة ..
      لا يريد أن يشتم رائحتها النافذة مع نسائم الفجر الباردة التي اخترقت رئتيه الساخنتين ..
      ليتمرد إنتعاش يومٍ جديد على تلك الكآبة التي ارتسمت بخطوط عريضة على جبينه ..
      الريح الباردة .. تحرك ثوبه الثقيل .. تعبث بشعره الكث الطليق ..
      تتحدى شموخ ذاك الأنف الذي رفعه و هو يصعد تل الرمال الصفراء ..
      ليجلس على قمّته العالية ..
      يشخص ببصره للسماء للحظات طويلة ..
      السماء الداكنة ..
      لم تمزق ستار ظلماتها سهام الفجر بعد ..
      لكنها قد نالت من أفق دامي ..
      صوت خوار .. صياح ديك .. و غثاء يأتي من البعيد .. البعيد ..
      و تلك نجمة الصباح معلّقة لتزيّن السماء الزرقاء القاتمة ..
      كيف تنظر الأمر من هذا العلو يا ترى ..؟
      أتراه بالصغر الذي يراها به الآن ..؟
      .
      .
      منهك ..
      منهك ..
      منهك ..
      يخلع حذاءيه الفاخرين ببطء .. ليدس قدميه بين ذرات الرمال الباردة ..
      لو كان للجنون معنى .. فهو ما يحدث الآن بين أضلعه ..
      يتنازعه قهر .. و غضب ..
      يمزقه ذنب عظيم ..
      و يقتله ذاك الهدوء الذي ينتابه الآن ..
      هذا الصمت الذي لا يفضح فوضى ما يشعر به ..
      أحاسيسه و أفكاره المتخبّطة ..
      فكرة واضحة تجلّت أمامه ..
      وصورة ضبابية ليده الثقيلة و هي تهوي - بالعقال - على جسدها الضعيف ..
      صيحاتها المتوسلة وهي تمزّق روحه ..
      قبضة من تربة يعتصرها في يده ..
      و ألم غريب راحت يسري في داخله ..
      شيء من الحزن يتسلل ببطء لروحه ..
      حين ضج سمعه بكلماتها اليائسة ..
      (( يارب أموت .. يا رب ارحمنيه ))


      تفكيره الآن بما قد تكون مرت به ..
      خوفها .. حزنها .. وجعها ..
      تلك اللحظات المريرة التي أعاد تمثيلها بالأمس ..
      تستنجد به ..
      وتتوسله أن تشرح ..
      لم يكن بحاجة أن تشرح له .. حتى مع علمه بأنها ليست مذنبه ..
      أراد شيئا يطفئ غليانه ..
      غيرته التي لم ينفس عنها سوى على جلدها ..
      ضغط براحتيه على عينيه ..
      ذاك الحثالة سيجده ..
      و سيندم على ما فعل ..
      لن يكفيه تمزيقه إربا بأسنانه ..
      عندها سيبرد هذا الغضب قليلا ..
      سيسلط عليه جحيم ما يخالجه الآن ..
      و سينتزع من عينيه سوء فعلته تلك ..
      أما عنها ..
      ماذا عنها ..؟ ما الذي سيفعله ..
      هذا ما يحتاج للتفكير فيه ..
      لكنه سيجد حلا لهذه المعضلة ..
      سيعلم كيف عليه أن يحل الموضوع بهدوء تام ..
      الأهم هنا هو التكتم ..
      فكرة أن يعلم جده أو أعمامه .. أو أي حد بالموضوع .. لم ترق له ..
      هناك الكثير من التبعات التي ستلحق بها ..
      الكثير من الأذى الذي يمكن تجنبه ..
      الحذر يجب توخيه الآن ..
      حين يحين الوقت ..
      سيفجّر غضبه كلّه ..
      .
      .
      كل هذا لم يزح الضغط الهائل الذي ترزح تحته روحه ..
      و هو يرفع رأسه مستنشقا الهواء ..
      و يدفن قدميه أكثر بين الرمال ..
      كم سيستمتع باقتلاع عيني ذاك الحقير ..
      صر على أسنانه بشراسة حاقدة ..
      سيمزّقه ..


      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    9. #9
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      اتسعت عينا مزنة و هي تفرد أصابعها و تثنيها مرارا ثم تنظر للأعلى بتفكير عميق قبل أن تميل رأسها أخيرا لحور ..
      - يعني باقي عشر أيام .. صح حور ..
      هزت حور رأسها مشغولة بالكي الذي بين يديها ..
      - صح حبيبتي ..
      هبت مزنة واقفة و اقتربت من حور تجلس بجانبها تماما ..
      - و بنشل ثيابنا ويانا ..
      - هيه ..
      تساءلت الطفلة مجددا ..
      - و البطانيات ..
      عقدت حور جبينها تثني ثوب نايف الأسود .. الذي كان غيث قد اشتراه مع جموعة أخرى كبيرة من الثياب ..
      ذاك القرب و التفهم الذي يغدقه على أخيها يخلّف إحساسا دافئا في قلبها ...
      - لا حبيبتي عندهم بطانيات ..
      - بيعطونا بطانيات نرقد عليها ..
      اخفت حور ابتسامة ..
      - هيه بيعطونا ..
      - و الثياب بيعطونا ..
      تنهدت حور مجددا ..
      - لا بنشل ثيابنا ويانا ..
      - انزين وين برقد انا عندكن و الا عند امايا ..
      طوت حور الثوب الاخير تجيبها بحزم ..
      - مزون فديتج هاك اليوم يصير خير .. بعدنا فبيتنا الحين ..
      اسندت خدها بيدها الصغيرة و هي تقول بابتسامة ..
      - حور بيتهم كبير ..
      أطفات حور المكواة و اسندتها على الجدار.. قبل أن تجيب نورة التي تستلقي تحت التلفاز مباشرة و ترفع قدما على طاولة التلفاز ..
      - أذيتيناا انتي .. عنبوه هب شايفة خير ..
      نهرتها حور حين رأت انكماش أختها الصغرى ..
      - مالج حاية فيها .. و نزلي ريلج ..
      أنزلت نورة قدمها و هي تهدد ..
      - بعد شوي بتسيرين تسوين الريوق .. بنشوف كيف بتستقوي هالياهل ..
      الآن بدا الخوف على وجه مزنة و حور تصر أسنانها بغيظ ..
      - نورة اصطلبي .. ما في فوادج رحمه .. عنبوه دوم و انتي ملعوزة هالمسكينة ..
      التفتت نورة نحوها تشهق بمبالغة ..
      - مسكيييييييييييينة ..؟ إلااا سكييينة .. ما تعرفينها هاي أم الدويس .. ما يضيع لها حق ..
      وقفت مزنة خلف حور و هي تقول بتحدي ضعيف ..
      - انتي أم الدويس ..
      - هيه أنا أم الدويس .. بييبه داسي و انتي راقدة و بحش ريولج .. و خلاف بذبحج كذيه ..
      و كشّرت بشراسة و هي تمرر يدها عرضا على عنقها .. لتصيح حور بضيق ..
      - نوووروووه .. افففففف منج .. كبري عقلج ..
      - ماروم الصراحة .. هو ينمو بروحه .. مزنة منوه هالشيبة لي واقف وراج ..
      و تظاهرت بالخوف مع تصلب مزنة الحذر ..
      - يماااااه طالعووو ريوله .. ريول حماااار ..!
      أطلقت مزنة صرخة خوف مروعة و هي تبتعد قبل أن تتلفت حولها .. و هي تلهث باكية ..
      - كذااابة .. نورة كذااابة .. حووور قوليلها تخوفنيه ..
      قبل أن تقول حور شيئا تنهدت نورة و هي تعود للاستلقاء و رفع قدمها على الطاولة ..
      - أنا هب كذابة .. كان وراج سيده .. و شفته يأشر يقول بييج يوم ترقدين .. أوووف ما شفتي ريوله كيف .. كانها ريولج مزنووه .. قصدي كانها ريول حماار .. طبعا انتي انسانه هب حماارة .. الا اذا انتي حمارة و انا مادري .. انتي حمارة ..؟؟
      تقدمت حور لتنزل قدمها بقوة من على الطاولة و هي تنهرها مع ارتفاع صوت بكاء مزنة ..
      - أقسم بالله يا نورة .. لو ما تودرين حركات النذالة هاي يا تندمين .. أذيتي البنية .. أذيتينا .. اففف .. خلينيه أسمع صوتها .. و الله لداويج ..
      رفعت نورة حاجبا و عيناها تتعلقان بالتلفاز ..
      - ما تلاحظين آنسة حور انج عصبية هالايام حبتين ..؟؟ اذا متضايقة من شي لا تفكين حرتج فيّه ..!
      أغمضت حور عينيها تهدئ من نفسها ..
      - يا صبر أيوب .. متى حطيت حرتيه فيج آنسة نورة ..؟
      أجابت نورة بسرعة ..
      - ما حطيتي حرتج .. بس انتي على وشك فعل ذلك ..
      صفقت بيدها بحماس ..
      - سلااااامي بس على وشك .. مادري كيف طلعت وياي .. المهم .. بعدين حنانج على ناس .. أشوفج تراعين و ادارين عفرا .. و لو بيدج يبتي سعفة و يلستي تهوينها .. و نحن النا السب و الهزاب .. تقولين عيال البطة السوداا .. ما تسويلنا سالفة ..
      شهقت حور بقوة ..
      - أنا ما سويلج سالفة .. و منوه لي عاطنج اجازة اسبوع من شغل البيت عشان امتحاناتج يا الشيخة .. انا أستاهل .. لو فينيه الخير كان خليتج اتشلين دورج في المطبخ غصب .. لنج هب ويه يماله ..
      - انزين هاي عفرا من شهر ما تسوي شي ..
      - عفرا تعبانة .. تعرفين انها أمس ما رامت تنش من مكانها .. و تشتكي من ظهرها و بطنها ..
      عادت صورة عفرا بيدها المتورمة و الكدمة الزرقاء على جانب وجهها أمام عيني نورة ..
      كانت قد سقطت بالأمس في الحمام بقوة على يدها لتنال ضربة أخرى على وجهها ..
      أما آن لحوادث هذه الحبيبة أن تنقضي ..!
      - أدري و الله أدري .. بس أغاار أنا .. عطيني حنان ..
      رفعت حور حاجبها ..
      - و كيف أعطيج حنان ان شا الله ..
      قالت نورة بابتسامة واسعة ..
      - ابتسامة .. ضمة .. كلمة و لا جبر خاطر ..
      قطبت حور ..
      - انقلعي زين .. يوم بملك عليج ذكرينيه بس ..
      ضحكت نورة و هي تتنهد ..
      - لو أنا عفرا .. كان عطيتينيه حنان .. بس شوه نقول ..
      لوحت حور بيدها ..
      - خلي عنج .. يوم انج فاضية نشي شوفي لج شغله ..
      رمشت بأهدابها في براءة ..
      - عنديه امتحان علم نفس .. لا تنسين انيه ثنوية عامة ..
      - عندج امتحان علم نفس يام ثنوية عامة و يالسة هنيه ..؟
      التفتت نورة للتلفاز ..
      - هيه أغير جوو .. لو أنا عفرا كان خليتينيه أغير جوو ..
      و ضحكت بصوتٍ مرح ..
      - شكليه بعلق عليها ..
      ثم استقامت في جلستها بسرعة و حور تتوجه للمطبخ ..
      - لو أنا عفرا كان عطست ..
      و عطست بقوة .. لتعقب العطسة بمدة طويلة متعمدة ..
      - تشووووووووووو هووووووووووووو ..
      ثم حكت أنفها ..
      - لو أنا عفرا كان قلت الحمد الله .. وين مزنة .. أخخ .. شردت .. ما عليه اليايات أكثر ..
      ثم وقفت لتطفئ التلفاز و تتوجه لغرفتهن ..
      أمام مقبض الباب مباشرة توقفت يدها عن المسير ..
      ببطء .. ببطء ..
      راحت تتصاعد ..
      تتضخم ..
      ثم ،،
      تبخّرت تلك الابتسامة المرحة و عبرة كالشوك تسد حلقها ..
      ثقل هبط على قلبها .. و هي تزيح كل شيء جانبا .. و صورة وجه أختها تطفو أمامها في الفراغ ..
      ما الأمر ..؟
      أين رونق الحياة ..
      بريق من الإحساس ..
      لماذا لا ترى في مقلتيها إلا انعكاس الإنطفاء ..؟
      كيف أصبحت فجأة مجرد طيف باهت .. يعمل على أوراق الدراسة بلا كلل ..
      يحصر وقته في صمتٍ بين دروس تعزله عن العالم ..
      ذاك البهتان لا يعجبها .. تكره خطوط يأس بلا معنى تحفر في أيام اختها ..
      في كلماتها ..
      في ضحكاتها الباردة ..
      ابتسامة أصبح لها رنين صدئ ..
      لا تحمل للفرحة صوت ..
      ما الأمر ..
      أصبح هذا يزهق أرواحهم جميعا هنا ..
      يقتلهم مرارة على حالها ..
      صدقا أختي .. ما الذي فعلها .. او من فعلها ..
      من دثركِ تحت أتربة أحزانٍ مجهولة ..
      .
      .
      ليش قلبج يا بعد عمري حزين والله مب لايق عليج هذا الزعل
      يا حلاتج يوم انتي تضحكين.. افتحي قلبج وقولي وش حصل؟
      من تجرأ من قطف هالياسمين؟ من حرمه الزين قبل لا يكتمل؟
      منهو ارخص قيمة الغالي الثمين؟ ويدري انه في عيوني له محل
      ومن يقول الورد ما يقطر حنين؟ ومن يقول اته وسط قلبي ذبل؟
      .
      .
      ما نطقت بشي وانا ميت حزين.. والدمع من فوق وجناتي همل
      قمت اشاهق ما ابي نوحي يبين .. كني خيل باعلى صرخاته صهل
      .
      .
      في بعض الاوقات اقعد مستكين بس افكر لين يذبحني الملل
      بالفعل قطفوا زهور الياسمين
      قطفوا الزهرة قبل لا تكتمل **


      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    10. #10
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      عينيه القاسيتين كانت تجول في وجهيهما .. و جسده الكبير يستريح على الأريكة التي يألفها ..
      هذا المنزل بشكل ما منزله ..
      فيه فرد مهم من العائلة ..
      و زوجته ..!
      هه ..
      أين هي هذه الليلة ..؟
      إعتاد أن تهرول بلهفة كي تستقبله و تفتح الباب .. لا يرى لها أثرا الآن ..
      رفض شرب القهوة .
      و اكتفى باعتكاف الصمت .. عيناه تبحث عن إجابة ما لهذا الاستدعاء الغريب .. و لهذا التوسل الصامت في عيني ميعاد ..
      و للتوتر الغريب الذي اكتسح جسد أخيها ..
      لكن مهلا ..
      ليس هو من سيسأل هنا .. سينتظر .. لا يهم كم من الوقت .. لكنهم سيتكلمون ..
      و كأنما شعر نهيّان بما يفكر فيه استعجل بالقول و هو يفرك لحيته ..
      - أكيد مستعيب ليش متصلبك يا بو سيف ..
      رفع حاجبا .. و هو يهمهم بعدم اهتمام ..
      - هممم ..؟
      بدا أن هذه الاستجابة الباردة غير مشجّعة البتة ..
      لكن نهيان تابع بصلابة أكبر ..
      - الموضوع وايد مهم و ما كان ينفع إننا نرمس فيه بالتيلفون ..
      هذه مقدمات تضجره .. لذلك التوت شفتيه بابتسامة باردة ..
      - ارمس يا نهيان .. شعندك ..؟
      صمت خيّم بعد هذه الكلمتين .. قطع أي طريقة للتمهيد .. لذلك مرت لحظات طويلة قبل أن يرفع نهيان عينيه ببطء ..
      - يا غيث أنا اتصلت بمطوع اليوم .. و سألته عن حكم الزواج بنيّة الطلاق .. و قال إنه باطل ..!
      تعلقت عينا الإثنين بوجهه الجامد الذي لم يبدو عليه أثرا واحدا لأي تأثر .. قبل أن يقول بهدوء ..
      - انزين ..؟
      قطب نهيان قبل أن يشرح ..
      - زواجك بخولة كان بنية الطلاق .. يعني أول ما ترتبون أمور ميعاد كل واحد بيروح فطريقه ..
      أعاد الكلمة بابتسامة كريهة ..
      - انزين ..؟
      شعر نهيان بأنه يستفزّه .. ضيق كبير راح يمد أوصاله بين أضلعه ..
      أخذ نفسا عميقا و علة وشك شرح أهم نقطة ..
      و أكثر جزء يضايقه في الموضوع .. شعر بأنه أمام ملامح غيث المتهكمة قد يرخص بأخته بشكل ما .. لذلك قال بقوة .. ليخرج صوته غاضبا بشكل ما ..
      - الزواج باطل .. يعني لازم نصلّح الوضع ..
      ضيّق غيث عينيه .. متجاهلا نظرة ميعاد الصامتة .. كأنها ستضغط عليه بشكل ما ..
      - و كيف تبا تصلح الوضع ان شا الله ..
      إنه لا يسهل الأمر أبدا ..!
      أغمض نهيان عينيه لثانية قبل أن يفتحها و يقول بهدوء ..
      - يعني لازم يكون الزواج طبيعي .. بنيّة شرعية .. في الارتباط و مواصلة الحياة ويا بعض ..
      سحب نفسا عميقا مع اتساع ابتسامة غيث الماكرة .. قبل أن يستطرد ..
      - و الا تطلق ..
      أصدرت ميعاد صوتا متقطعا . قبل أن يسود الصمت ..
      تعلّقت عينا الإثنين بوجه غيث .. الذي انحنى للأمام يسند كوعيه للركبتين و يعقد انامله بنظرة متكبّرة ..
      .
      .
      تجنب متعمدا النظر لوجه عمته .. لن تؤثر فيه هذه المرة .. لن تفعل ..
      تزوج تلك المرأة من أجلها ..
      جميلة .. بل فائقة الجمال لا ينكر ..
      لكنه لا يريدها .. يعلم كم هي متلهفة للحصول عليه ..
      و لا يبالي بذلك البتة ..
      لا تهمه ..
      و هذه الخدعة الرخيصة التي يحاول أخاها من خلالها أن يحشره في الزاوية لن تنجح أبدا ..
      لذلك تجنب النظر لميعاد و هو يرفع رأسه ليقطع السكون الذي جثم عليهم مطوّلا .. و يقول ببساطة ..
      - خلاص .. و لا يهمّك ..
      ثم هب واقفا و عينا ميعاد تسترخيان لبرهة .. فيما تلين ملامح نهيّان .. ليقول هو ببرود ..
      - ورقة أختك بتوصلها باكر ..
      شهقة ميعاد المصدومة .. و شحوب نهيان أكدت له أنهما كانا على ثقة بأنه سيضطر للزواج بها ..
      لكنه لم يكن ليفعل ..
      لديه إمرأة واحدة ..
      لا تضاهي أختهم في شيء ..
      لكنها تكفيه ..
      و ليس بحاجة لغيرها ..
      لذلك استدار بهدوء حين شعر بثقل دموع ميعاد .. و الخيبة التي علت وجه نهيّان تؤنّبه ..
      ترك مكانا هنا ..
      سيجد صعوبةً في العودة إليه لاحقا ..
      .
      .
      أطرق الهدب وجعا .. لتنزلق تلك العبرتين الدافئتين على وجنتها ..
      لم تلتفت لأخيها ..
      لا داعٍ لذلك .. فلا ينقصها أن يمزقها اللوم على محيّاه ..
      كل لديها فتات ..
      القليل .. القليل من الأمل ..
      بأنه سيكون شهما .. و لم يتخلى عن أختها بهذه البساطة ..
      حتى و لو كان هو من فرض تلك الحدود سابقا ..
      شعرت بأن رجولته قد تمنعه من تركها ..
      رغم تجاهله إياها .. رغم نفوره ..
      خيط من رجاء انقطع الآن بلا مبالاته ..
      كيف لخولة أن تواجه الأمر ..
      كيف ..؟
      و كيف لها هي أن تعيش مع الذنب الذي راح يخنقها ..
      يكتم أنفاسها ..
      رحماك يا ربي ..!
      .
      .
      .
      .
      عينيها تخترقان النافذة الزجاجية و هي تراقبه بحب ..
      ظهره العريض يوليها إياه و هو يمشي بتلك الطريقة الواثقة ..
      يقطع الطريق لسيارته المتوقفة أمام البيت ..
      قلبها يخفق بعمق .. ما يحمل هذه الليلة ..
      هل أخبروه ..؟؟
      تضخم الخوف مجددا في صدرها .. و اللوعة ..
      توسلت ربها أن نهيان تراجع و لم يخبره بالأمر ..
      و تعلقت عيناها بلهفة تلقي نظرة أخيرة على ملامحه التي بدت غامضة إثر المسافة و الظلام ..
      حين راحت السيارة تتراجع في الطريق الداخلي لخارج المنزل بسرعة .. ارتعش فؤادها وجعا ..
      و هي تخنق دموعها باستماتة ..
      شيء ما أنبأها بأنها تراه للمرة الأخيرة ..!
      لذلك تلامس بأناملها الناعمة برودة الزجاج و هي تغمض عينيها ببطء ..
      آذنه لدمعة باردة أن تنزلق على خدّها الصافي ..
      هل علم بالأمر ..؟
      ما الذي سيقدم عليه ..؟
      سيتركها ..؟
      هل سيفعل ..؟
      .
      .
      ليه أحـــس إني وأنا اشوفــك حزين
      وقــلبــي الـلـيـلــه بــهـــمــي ممتـلــي
      كانهـــا الفــرقى طلبـــتك حـــاجتين
      لا تـــعــلــــمنــي ولا تـــكـــذب عـلــيّ
      خـلنــي مــا بـــين شكــي والــيقيــن
      الــسـكــوت رضـــــاي عنــك وزعلــي
      بــاكــر الـلــي خـــافــيٍ لازم يبيــن
      والــوعــــد بـلقــى مكـــانك بــه خلــي
      وانتظــــــر لــي ليلــة او لـــيلتيـــن
      لين مـا يـقـفـــي الـسحــاب وينجلـــي
      ولا طويت اليـــاس بـذرف دمعتين
      للـهــوى الــغــــالــي وبـا وادع هـلـــي
      صاحبي بمـــــوت من كثر الحنيـن
      خــلـنــي بــخـــتـــار لــحظـــة مقتلـــي .. **
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    11. #11
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      انتفضت مع طرقات الباب الذي انتشلتها لتمد أصابعها الطويلة مرتجفة و تمسح دمعتها تلك ..
      قبل أن تبتلع حزنها و تجلي صوتها الرقيق ..
      - امنوه ..؟
      أجابها صوت نهيّان الأجش ..
      - أنــــا ..
      خطت بسرعة نحو الباب تفتح لأخيها .. انتفض قلبها ذعرا من تلك النظرة المتجهمة على وجه أخيها الصامت ..
      حدّق فيها لبضع ثوانٍ مؤلمة ..
      قبل أن تنزلق الكلمات من شفتيها ..
      يائسة .. يائسة .. يائسة ..
      - خبرتوه ..؟
      انتظرت بأسى قبل أن يومئ نهيان برأسها .. و بريق الحزن في عينيه ..
      لم تسأله هذه المرة ..
      وحده غرس ذاك النصل في روحها ..
      - يقول ورقتج بتوصلج باكر ..
      .
      .
      انفجر قلبها ..
      شظايا تبعثرت في جوفها آلاف القطع ..
      لتشد على الباب بقوة حين راحت قدميها تعجزان عن الوقوف ..
      و تعتصر جفنيها باستماتة ..
      تمنع طوفانا من الدموع كان على استعداد للنزف لحظة الرحيل ..
      لم يفكر حتى في الأمر ..
      آثار زهق الأمل ببساطة و تحطيمها ..
      .
      .
      إلهي ..
      لا تريد أن تنفجر الآن .. لا تريد أن تتهاوى الروح في لحظة الذل هذه ..
      لا ترغب في أن يركع الإحساس متوسلا بقاءه ،،
      هي أبوابٌ للرحيل شرِّعت ..
      هي مواكب للمضي تنتظر ..
      تنتظـــــر ،،
      تنتظــــــــر ..
      و موطن في الروح استفحل فيه حبه ..أراد أن يُقتَطع منها ..
      ليلتصق بظله الذاوي الذي استدار دون أن تراها ..
      يهديها التفاتة ظهر أقفا .. عازما الإبتعاد ..
      .
      .
      يمنحها أمنية كاذبة ..
      و دمعة ..
      و رحيل ..!

      * * * * *


      ( و بهذا فكل إرتفاع للدخل لا يعني سوى إتساع ابتسامة التاجر الجشعة .. و ثقل جيبه .. هل يزداد مدخول الفرد هنا .. أم ان المقصود ليس إلا ازدياد ارباح المنتج .. و كيف للمستهلك سد حاجاته مع تزياد الاسعار الذي راح يلتهم الاخضر و الاحمر من العملات النقدية .. تلك البيضة الذي قد يحتاجها الطفل لاكمال هرمه الغذائي
      .. او ليس من الاجدر استبدالها بدجاجة تسكن السطح ليضمن الواحد منا على الاقل ان الدجاجة لن ترفع انفها مطالبة بزيادة في الحَب مع كل فلس يضاف لتحفيزنا .. ام ان الدجاجة اصبحت حكرا على التجارات الداخلية ايضا .. اذ لن يضري نساء – الفريج – ان يخفضن نصف القيمة و تقديم عروض خاصة على كل بيضة تباع بين الجيران .. كيف لنا مقاومة طوفان ارتفاع الاسعار يا ترى .. لن ترك اعمالنا بلا شك لمقاطعة المنتجات و زرع ما نحتاجه في - حوش - البيت هذا ان استطاع اطفالنا مقاومة اقتلاعها .. حتما سياتي الوقت الذي نجد فيه ان كيس - الصمون - ليس سوى رفاهية لا تحتملها الميزانية .. هل سنجد حينها فنون زوجات الجيل الجديد في صنع - الخبز رقاق - نافعة ..!! )
      .
      .
      - ساخر ..!!
      قالتها بابتسامة و حاجب مرفوع .. قبل ان تلتقط كوب القهوة لترتشف منه جرعة كبيرة .. القت نظرة لا مبالية على ساعة يدها .. قبل ان تتسع عينيها بدهشة .. تجاوزت الساعة فرصة الغداء .. التفتت للمكتب الخالي جوراها .. كانت زميلتها قد تركته بصمت ..
      الحقيقة انها لم تبني علاقة طيبة مع هذه الزميلة التي تشاركها الغرفة اطلاقا ..
      بل رفضت ان تتدنى للتفكير حتى في التبادل مع تلك العجوز صاحبة النظرة المنتقدة .. رغم يقينها بانها لا تتجاوز الخامسة و الثلاثين الا انها بدت في الستين بحجابها الثقيل و ذاك الوجه الجاف .. و تعاملها الرسمي الكئيب .. لن تنسى عوشة قط نظرتها المتمعنة و لمعان الاحتقار في مقلتيها حين التقتها للمرة الاولى .. تلك البلهاء .. لا تعلم ان بامكان عوشة ان تشتريها و تشتري كل هذا المكان بنفوذ عائلتها ..
      هه .. تلك الغبية ..
      رغم هذا كله لا تنكر انها تسبب لها ازعاجا كافيا مذ حلت مقيمة في هذا المكتب ..
      استطاعت استبدال مكتبها بواحد جديد و جهاز الحاسوب القديم بواحد أكثر حداثة ..
      تشعر بتفوق مع ابراز كل تلك المزايا التي تمتلكها و يقدمها المال بسهولة ..
      ربتت على سطح المكتب باناملها البيضاء الناعمة في رضا ..
      لن تنكر ان جمالها يلعب دورا خلاقا هنا .. فرغم هذه العباءة المغلقة ،، و شعرها الذي تدسه بعناية تحت غطائها ..
      إلا أن ملامحها الفاتنة لا تخطئها النظرات الملهوفة ..
      تلك العجوز الشمطاء تكره نظرة الموظفين المعجبة لعوشة ..
      خصوصا ..
      أوه او كان عليها ان تفكر فيه ..
      ها هو المغفل الوسيم اتى يهرول على عجل .. و نفس النظرة الجائعة تبرق في عينيه .. ليستند على حافة الباب بجسده الضخم ..
      - مساء الورد ..
      قالها بصوت تعمد ان يكون خشنا .. فيما تنهدت عوشة ..
      المغفل .. انه قد يبدو كالذبابة امام غيث ..
      لكنها اجباته بنعومة و هي تهب من على مقعدها في احترام كاذب تخفض اهدابها الطويلة في خجل مصطنع ..
      - مساء النور .. هلا استاذ فلاح ..
      ارتكزت عيناه النهمتين على تفاصيل وجهها المكشوف .. و قد ساعدت عباءتها السوداء و غطائها الداكن ذو النقش الوردي في ايضاح اللون الزاهي الذي صبغت به وجهها ايضا .. قبل ان يقول ببطء ..
      - هلا بج زود .. شحالج انسة عوشة ..
      - يسرك الحال استاذ .. احم .. شحالك ..
      بدت ابتسامته جشعة بشكل ما .. اشعرتها بالقرف ..
      - بخير يعلج الخير .. حصة وينها ..
      القت نظرة اشمئزاز على المكتب الخالي بجانبها ..
      - ظهرت تتغدا ..
      - و انتي ..
      - انا شوه ..
      - ما بتتغدين ..
      كانت تهدئ نفسها بصبر .. لازال بامكانها احتمال ثقل ظله قليلا .. لا تنكر انها تستمتع بهذا الاعجاب .. و لكن ان حاول ان يتمادى معها .. ستكون سعيدة بان تريه حجمه ..
      اوه كم سيرضيها ذلك .. لذلك تخلت بهدوء عن خجلها الخادع و هي ترفع حاجبا ..
      - لا .. اسوي ريجيم ..
      حدج جسدها الملفوف بالعباءة بنظرة متمهلة قبل ان يعلق بخبث ..
      - ما شا الله .. ما يحتاي ..
      نفسا عميقا .. و نظرة محتقرة متكبرة .. قبل ان تقول و هي تنظر له بتعالي ..
      - استاذ فلاح .. عندك شغل هنيه ..
      ابتسامته الخبيثة لم ترق لها ..
      لم ترق لها البتة ..
      - مشغولة ..
      ردت بوقاحة ..
      - عطلتنا ..
      ضحك بملئ فمه ..
      - عطلتج .. عن شوه .. انتي ما عندج شغلة احين الا متابعة مقالات الكتاب الكبار عدنا ..
      صرت على اسنانها بغيظ .. تكره ان يذكرها احد بذلك .. بدت و كانها تافهة بلا قيمة ..
      - ما عليه اسمحليه استاذ .. لكن المقالات مالت الكتاب الكبار لي - و ضغطت على الاحرف بحلاوة زائفة - عندكم و اتابعهن اهم عن سوالفك الفاضية ..
      فجاة اختفت ابتسامته الكريهة ليتصلب جسده الضخم و انتصب ليبدو اكثر طولا ..
      - سوالفيه فاضية .. ما شوفج اشتكيتي قبل ..
      و راح يمرر عيناه عليها من القمة الى القاع .. شعرت بشكل ما ببؤس غريب ..
      لماذا حشرها في زاوية رخيصة بتلك النظرة المحتقرة .. جلست على كرسيها بهدوء .. و اشاحت بنظرها للجهاز امامها ..
      تستطيع ردعه برد لاذع .. و لكنها احجمت عن ذلك ..
      تكره ان تكتسبه عدوا لها .. و هو من الادارة .. هذا التافه .. الحثالة ..
      لن يستطيع ان يجمع ربع ما يملك والدها و لو سعى لذلك طوال عمره ..
      تعلم ان خلف هذه الثياب الفاخرة .. و المظهر المنهدم فقر مدقع ..
      راحت تصدر صوتا عصبيا باظافرا على سطح الطاولة .. فيما يحدق هو فيها دون ان يرفع عينيه ..
      فجاة شعرت بانها ستقفز لتقتلع تلك الكرتين النهمتين من مقلتين .. السافل ..
      لكنها نظرت نحوه بادب لتقول بهدوء مستفز ..
      - استاذ فلاح .. المكتب مكتبك .. لو عندك شي لا تخلينيه اشغلك ..
      مرت لحظة متوترة قبل ان يرميها بابتسامة غريبة كرهتها .. و يستدير تاركا اياها لوحدها .. لتسحب نفسا مجنونا ..
      تبا له .. تبا له ..
      يخيفها كما يفعل الكثيرون باهتمامهم المتحذلق ..
      لا تبالي و ان ابدى الملايين اعجابهم ..
      اللعنة ..
      لا تكترث ..
      لا تريد سوى رجل واحد ..
      رجل لا يتقن سوى تركها في منتصف الشوق ..
      تنهدت ببطء .. الأحمق .. حتما سيأتي اليوم الذي يتلهف هو الآخر لها ..
      تشاغلت بما يلمع في الشاشة من كلمات ..قبل ان تتلفظ بالإسم مرة أخرى ببطء ..
      - قلم حر .. آمممم ..
      ضيّقت عينيها بحدّة ..
      غمار الكلمات الذي تخوضه مع هذا القلم مجنون ..
      لا شيء تخرج به كالمتعة التي تخلّفه مقالاته الجريئة..!


      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    12. #12
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      عادي عندج حور ..!!!!!
      رفعت حور حاجبها ببرود .. فيما استمرت نورة و عفرا في مراقبة هذا الحوار المثير للاهتمام ..
      - و اثنين ..؟
      - اثنين .. ما كنتي تحبين طاري ريلج .. لي ملك عليج و من سنة و شي ما شفناه .. فجأة غديتي تيلسين وياه .. ترمسينه .. تروحين له .. يعني ..مادري .. - ثم سألت بحذر - تحبينه ؟؟
      إحمر وجه حور على الفور .. و صوتها يتحشرج ..
      - ما يخصج .. خليج في تحليلج ..
      لكن نورة هي من تكلّم الآن بحماس ..
      - تونيه قلت لكن .. يمكن أبوية كان الحاجز .. يمكن هو ما خلى غيث يتصل بحور و الا يشوفها ..؟
      أمسكت حور رأسها ..
      - نورة دخيل أمج .. انتي و تحليلاتج الغبية .. لو ما يباه يتصلبيه و الا يشوفنيه .. ليش يوزني اياه غصب ..؟
      صفقت نورة مجددا ..
      - يمكن أبوية ندم .. و الا يبا يتحدى أبوه .. و الا ..
      قاطعتها حور بغيظ ..
      - و الا يمكن هذا لي فراسج قوطي صلصة هب مخ .. اففف ..
      مطت نورة شفتيها تصب لها كوبا آخر من الحليب ..
      - أنا أستاهل .. يوم انيه أحلل الكن الموضوع .. اشوفج مستانسة برمسة دانة ..
      ربتت حور على صدرها بسرعة .. و هي تقول بغية اسكاتها ..
      - انزين آسفين أخت نورة .. دانوووه .. خلصينيه .. تراج بتسيرين تودين كشرة المطبخ انتي و نورة ..
      ارتخا كتفي دانة باحباط ..
      - حووور .. الدنيا تمطر الحين ..
      -لا .. لا .. وقف المطر عقب المغرب .. بسرعة .. و ثالثا ..؟؟؟؟؟؟؟
      صمتت دانة لبرهه قبل أن تقول بتفكير ..
      - ثالثا .. انتي تغيّرتي .. يعني أول تصارخين .. و تضحكين .. تلعبين .. و ترابعين في البيت .. مادري .. أحسج الحين هادية .. وااايد هادية .. هب حور لي نعرفها قبل ..!!
      نظرت لوجه حور الجامد للحظات طويلة .. اعقب كلام دانة صمت بارد .. فيما شعرت حور بنظراتهن تتعلق بوجهها .. حتى المها الصامتة راحت تراقب الوضع الآن ..
      أعادت حور كوبها للصحن أمامها ببطء شديد .. قبل أن تعتدل مرة أخرى .. أجالت بصرها فيهن .. ثم ركّزت نظرها على دانة ..
      - أولا .. دوام الحال من المحال .. الشي لي مرينا به هب شويه .. أبويه فجأة يموت .. و أميه تعبانه .. و أنا أروحيه لازم أدبر حاية البيت و خوانيه .. و أراعي أمي المريضة .. أصعب فترة مرت بيه كانت هاييك الفترة .. حسيت انيه عاجزة .. و خايفة .. شكيت انيه يمكن ما أعرف أدبر عمريه .. و لا أدير البيت و لا أربي خوانيه .. منوه بيصرف علينا .. و المعاش بالموت يسد البيت ..؟ منوه بيتابع نايف يوم يكبر و بيغدي ريّال .. امنوه الرقيب عليكن .. منوه بيربيكن و بيوزكن ..؟ يوم توفّى أبويه .. طاح كل شي كان يشلّه على ظهره .. مسؤوليات و حمل ما كنا نقدره .. و لقيت عمريه لازم ألعب هالدور .. بس كيف ..؟ أنا اروحيه كنت خايفة ..
      ابتلعت غصّتها و احساسها بالألم يأتي مع تلك الذكريات ..
      - وايد خايفة .. غير الحقد لي حسيت به يوم العزا ما كان فبيتنا .. كرهت العالم .. و كرهت أهل أبوية .. حسيت انيه ما شوف الا سواد الدنيا .. الحزن .. الكره .. و مستقبل قداميه ما أعرف شوه يايب ليه وياه ..
      عضت نورة على شفتيها بقوة .. و نظرتها الممزقة تحكي أي وجع خلّفته كلمات أختها ..
      - فيه حد قاليه عقب موت ابويه الله يرحمه .. ان كرهي للغير ما بيفيدنيه .. لكن التسامح يمكن يجنبنيه المشاعر الخبيثة لي يمكن أحس ابها .. الرمسة هاي يوم انقالت ما عنتليه شي .. بس عقب فترة فكرت ابها .. يوم قوم ابوية تدخلوا فحياتنا .. كنت أبا أطردهم .. اباهم يبتعدون عنا .. و يتمون ناسينا .. بس مع الوقت عرفت انيه هب قدهم .. هم أعمامنا .. و أحق ابنا .. و أي ريال فيه نخوة ما بيخلي أهل أخوه بلا والي .. أول مرة حسيت بسلطة العم ..!!! بعدين .. رياييل .. و كبار .. و أهل خير .. ما يصعب عليهم شي ..
      التفتت لدانة بابتسامة حزينة ..
      - يعني الاستسلام حزتها ما كان الا تفكير سليم .. لو تميت أعاندهم شوه بيصير ..؟ بيينيه طراق يطير مخي .. و لي يبونه غصب بيصير ..! أنا مادري بظروفهم .. و لا بظروف القطاعة لي بينا و بينهم عسب كذيه شفت انه من الأفضل انيه أفهم كل شي حوليه قبل لا أحكم ع الأمور .. بيتمون أهلنا .. لو بينا و بينهم ثار .. أمايا تقول انها ما تعرف شوه السالفة .. مع انيه أشك انها يمكن تاخذ ريال بدون ما تعرف أسراره .. و أمايا عذيجة نفس الشي .. فيه شي صار.. و محد يبا يرمس عنه ..! بس أكيد بعرف شوه هو ..
      ثم تساءلت بألم ..
      - بعدين منوه قال ان موضوع انتقالنا عادي ..؟ أنا أعرف السالفة هاي من يوم سكن غيث عدنا .. كم .. سبع شهور ..؟ سبع شهور و أنا على نار .. هب رايمة أرمس .. و لا أخبركم ... تعرفين شوه يعني أخلي البيت لي عشت فيه .. كبرت فيه .. و تيتمت فيه ..؟ و أنا أدري انه حياتنا كلها بتتغير .. بس ساكته .. لا تحكمين على شي ما تعرفينه ..
      أصبحت أكثر هدوء و هي تخفض بصرها .. تعقد أصابعها في حجرها ..
      - أما عن مشاعري لريلي .. فأعتقد هالشي خاص فيني .. و ما برمس عنه .. يكفي أقولج انيه أعرفه الحين عدل .. و أعرف انه هب شرا ما كنت أتوقع ..
      كانت نبرتها متحدية أكثر مما كانت تريد ... رأت انعكاس ذلك في وجه دانة الذي احتقن بلونٍ قاني .. و شيء يشبه عبرة احتبستها خلف حدود الجفن .. و صوتها يهمس ..
      - حور .. ما كــان قصدي و الله .. أنـــا ..
      قاطعتها حور بسرعة و هي تشعر بأنها قد أثقلت على نفس أختها .. لتخفض رأسها و هي ترفع عينيها لوجه دانة بنبرة لطيفة ..
      - دندن فديتج .. أدري شوه كنتي تقصدين .. بس أنا كذيه بسرعة أتنرفز من هالسالفة ..!! ما عليكن منيه .. خبرنيه شوه شعوركن و نحن بنودر البيت و بنسير بيتهم ..؟؟؟
      شيء يشبه الأمتنان الكسير غشى مقلتي دانة .. و نورة تجيب بسرعة لتغيير دفة الحديث ..
      - قلنالج زعلانين .. بس بعد الحزن في القلب .. بس تدرن شوه ..؟ قولن شوه ..؟
      أسندت حور خدّها بابتسامة غريبة .. و هي تتشاغل بكلمات أختها عن دفق غريب من الإحساس .. راح يمتد في داخلها ..
      - شوه ..؟
      - في جوانب وايد زينة لروحتنا اهناك ... وايد .. غير الحالة الإقتصادية .. فكرن .. هلنا ..! خوان أبوية .. عماميه .. و الشباب .. هذاك المطوع لي شفناه في المستشفى شكله طيب .. غريبة ..!! أحيد كل واحد عنده فلوس يصيع ..!!!
      ضحكن عفرا و دانة معا .. و حور ترد باستياء ..
      - وجه نظر بايخة ..
      لوحت نورة بيدها لا مبالية ..
      - المهم .. و الاثنين لي وياهم شكلهم كشيخين .. و راعين سوالف .. يا سلاااام .. تخيلن عيال عمنا ..!!!! الله يرحم أبوية ما غصبنا نحن بعد ..!!
      الآن كانت عفرا هي من تنهرها باستنكار ..
      - نوراااه .. استغفري ربج ..
      - أستغفر الله .. انزين .. عميه سعيد و عميه مطر طيبين .. صح ما نعرف عميه أحمد .. و عميه علي .. بس أكيد طيبين .. يعني عيال عمي علي شيوخ .. روضة .. و غيث .. لو بنات عمنا الباقياات ..؟؟ كم عددهن ..؟؟؟
      أجابت دانة بسرعة ..
      - ثنتين ..
      تنهدت نورة باحباط ..
      - هيه صح بس ثنتين .. لو بنات عمنا هالثنتين .. يكونن شرا روضة .. تخيلن .. بيق فاملي .. الله .. أنا متفائلة خير .. أحس اننا يوم بنروح وايد أشياء بتتغير للاحسن ..! شوه لي أخير عن لمتنا بهلنا .. نعيش وياهم و يداروننا ..؟
      ارتفعت شفة حور بنبرة غريبة ..
      - هيه صح .. شوه لي أخير عن هالشي ..!
      برودة غريبة راحت تلتهم إحساسها ببطء .. و دوامة أفكار تكاد تبتلع عقلها ..
      ما الأمر ..؟
      لم تكن تكذب فيما قالت .. و لم تدّعي شيئا ..!
      لمَ إذن يحتضن خواء مؤلم فؤادها ..؟
      سحبت نفسا عميقا تملأ به صدرها قبل أن تطلقه ببطء ..
      و هي تشعر بزخم متدفق من المشاعر على وشك ان يُسكب و يغرقها ..
      راحت تكافحه بشدة و هي تركز على ما حولها ..
      هناك العديد .. العديد من الأشياء ستعيد النظر إليها لاحقا ..
      ركّزت بقوة على ما كانت دانة تقوله و هي تنظر لها ..
      - حور تحيدين العشر دراهم لي خذتيهن السنة لي طافت منيه ..؟
      عقدت جبينها بشيء من الضياع ..
      - أي عشر دراهم ...؟
      أكدت دانة ما تقول ..
      - العشر دراهم لي عطيتج اياهن يوم تعشينا هذا اليوم من المطعم و كل وحدة تدفع لعمرها و انتي ما كان عندج شي ..؟
      رفعت حور حاجبا في شك ..
      - ما حيد ..
      راحت دانة تلح بإصرار ..
      - أنا حيدهن .. عشرتيه !! .. كان عنديه عشر زيادة و سلفتج اياهن .. قبل حتى ما يموت أبوية الله يرحمه ..؟ يوم شلينا التلفزيون حجرتنا نشوف الفلم .. و رديناه عسب لا يدري ابوية ..؟ كان يوم الخميس حتى .. نورة تذكرين يوم الفلم الهندي ..؟
      تدخّلت عفرا بهدوء ..
      - السنة لي طافت .. و عشر ربية ..؟ الله يسامحها فيهن .. شوه بتطاليبن برد الدين الحين ..؟
      تمطّت دانة بكسل ..
      - هيه بطالب برد الدين .. و الا بشل من حسناتها يوم القيامة ..
      اتسعت عينا حور ..
      - أعوذ بالله .. بنعطيج عشر يا شحفان القطو ..!!
      لكن دانة لوحت ..
      - لا .. لا .. صدق .. تحيدينهن .. أمس حلمتهن ..
      - حلمتي العشر ربية ..؟
      - هيه و الله .. حلمت حور ردتهن ليه مية ربية ..
      ضحكت نورة ..
      - خيبة .. حتى في الحلم طماعة ..!! شوه بالفوايد ..؟
      - لا صدق و الله .. حلمت حور عطتنيه امية ربية تقول هاي حقج بدال العشر لي خذتهن .. أنا أقول إن تفسيرهن إن حور بتعطينيه امية ربية هبة لوجه الله ..
      و رسمت ابتسامة واسعة لمع من خلفها صف أسنانها الأبيض لترد حور ابتسامتها بخبث ..
      - للأسف أنا ما أتعامل بالربا في الحياة الواقعية .. يعني لازم ترضين بالعشر لي بتييج .. و نشي انتي و نورة ودن الكشرة .. الساعة تسع الحين ..
      مطت دانة شفتها باحباط .. و نورة تستعطف أختها الكبرى ..
      - خليها باكر بنوديها قبل لا نسير المدرسة ..
      صفقت حور يديها بحزم ..
      - على هندي حبيبتي .. اعرفها حركاتكن هاي .. كم مرة وديتها أنا و المها بدالكن ..؟؟ يا الله انتي وياها أشوف .. تحركن .. و نورة .. المواعين هاي اغسليها لا تخلينها الين باكر في المطبخ ..
      - أنا أستاهل لي متعنية و مسوية حليب و خبز رقاق .. ما تستاهلن ،،
      - يوم اننا ما نستاهل ليش سويتيه ..؟ حد مطج من خشمج و غصبج ..
      حملت نورة بعد مناوشات عدّة صحنها .. و توجهت هي و دانة للخارج ..
      تلتقط حور هاتفها المتحرك و تلعب به في شرود و هي تسأل عفرا ..
      - شوه تانسين الحين ..؟؟
      ابتسمت عفرا بشحوب شديد .. و على وجهها النحيل آثار التعب و الألم ..
      - أحسن .. الحمد لله .. وايد أحسن ..
      كانت تعني ذلك .. تعنيه بحق ..
      شيء بثقل الخوف أُسقِطَ عن كاهلها ..
      تبا لذلك الذل .. و هذا الخجل .. و الإحراج المميت الذي يخالجها كلما فكّرت بأن أحد يعلم بما حدث لها ..
      لا يهمها أن يشمئز هو منها .. أو يحتقرها ..
      كل ما يشعل شمعة بين أضلعها ..
      هو أن ذاك الكبير قد علم بالأمر ..
      و أنها لم تعد لوحدها ..
      غاضب هو .. و يكرهها الآن ..
      و لكنه يعلم .. يدري بكل تفاصيل مواجعها الخفيّة ..
      يدرك أبعاد تلك المأساة و سينتشلها من عمق يأسها حتما .. لن يتركها فريسة أقدارها وحيدة ..
      أضاء هذا اليقين قبسا من أمل أدفأ فؤادها ..
      فللمرة الأولى منذ وقت طويل ..
      تضع رأسها المثقل على المخدة .. لتطبق جفنيها المتعبين .. و ترقد ليلا .. لم يعد أسودا كيومها ..
      سيحل الموضوع .. قال انه سيحلّه ..
      ليس لديها خيار سوى أن تثق به .. فإذا كان هناك ما تعرفه .. فهو أنه سيكون أحرص منها على التكتم و معالجة الأمر بصمت ..
      هذا الوضع يقتله الآن بقدر ما يقتلها ..
      و احساسها بانه يشاركها المأساة خفف قليلا من وطأة احزانها ..
      نظرت لحور التي انشغلت بهاتفها .. لتسألها بهمس ..
      - شوه تسوين ..؟
      تنهدت حور و هي تلوح بالهاتف ..
      - أطرش مسج لمايد .. القاطع .. تولهت عليه ..!كم خطف من يوم العيد ..؟ اسبوعين .. و ليتنيه شفته زين .. سلام ع الباب .. و شرد .. !!
      .
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    13. #13
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ألقت نورة بالحجرة الصغيرة نحو الحاوية الحديدية الكبيرة قبل ان تطلق صوتا حادا ..
      - ميااااااااااو .. مياااااااااااو ..
      نظرت دانة للحاوية باهتمام ..
      - الحمد الله ماشي قطاوة ..
      تقدمن و كل منهن تحمل طرف السلّة المهملات الكبيرة الخاصة بالمطبخ .. ليدنينها من الحاوية فيلقين الكيس الأسود المصرور بعناية .. قبل أن يعدن أدراجهن للبيت .. فتقول نورة بهدوء ..
      - على فكرة .. الرمسة لي قلتيها لحور ثقيلة .. و مالها داعي ..
      رفعت دانة عينيها للسماء دون أن تراها نورة من خلف الغطاء ..
      - أنا قلت بتفهمونيه غلط ..! و الله .. و الله مالومها و هب قاصدة شي .. و ما أنتقدها .. بس لاحظت هالشي و بغيت أشوف اذا كان عندها سبب خاص .. صدق ما تشوفينها انتي تغيرت ..؟ يعني وين العداوة لي قبلا .. وين الحقد و الكره ..
      - تبينها اتم حاقدة ..؟
      - لا .. و الله .. و مرتاحة لنها فكّرت بهالطريقة .. لنيه أشوف انه أحسن لنا نتعرف على هلنا .. يسد السنين لي راحن و نحن مقاطعينهم ..
      همست نورة مع اقترابهن من باب البيت ..
      - صخي .. هذا غيث معسكر عن باب الميلس ..
      شهقت دانة بخفة ..
      - يدخن الحمار .. يتحراه بيت أبوه ..!! اشوف حلت له اليلسة .. و ما خذ راحته ..
      - جب .. سلمي و امشي بسرعة .. ما فيناا يهزبنا ع سالفة عميه مطر ..
      ابتسمت دانة تخفض صوتها أكثر ..
      - يا الخبلة السالفة من رمضان مستوية .. تلقينه الريال ناسي ..
      ثم قلن معا عندما تجاوزن الباب الحديدي ..
      - السلام عليكم ..
      رفع رأسه نحوهن قبل أن يجيب بهدوء ..
      - و عليكم السلام و الرحمه .. نبرته المتسلّطة بدت كريهة و هو يضيّق عينيه عليهن بقوة و يسأل بقوة ..
      - من وين يايات ..؟؟
      نظرت دانة بطرف عينها لنورة قبل أن تجيبه ..
      - من عرس و الله .. بغينا نعزمك بس الدعوة لشخصين .. من وين يايات يعني .. ما تشوف - و رفعت سلة القمامة قليلا - سرنا نودي الكشرة ..
      نظر لها غيث متسائلا بخشونة حين تعرف صوتها ..
      - دانة ..؟
      ردّت دانة بشيء من الفخر ..
      - هيه نعم ..
      - لمي ثمج و انطبي .. و مرة ثانية اصلبي عمرج يوم بترمسين ..
      شعرت دانة باحراج بالغ و هي تلتزم الصمت قبل أن يسأل بنبرة فولاذية ..
      - و انتي منوه ..؟ نورة ..؟
      قالت نورة بنبرة ضعيفة و قد شعرت بأنها ستكون الضحية الثانية بشكل ما ..
      - هيه ..
      رفع حاجبه قبل أن يخرج صوته الرجولي العميق بشكل أرهبهن ..
      - أنا ما لقيتكن من سالفة المستشفى .. بس و الله يا بنات حمد لو ما تحشمن عماركن انيه أنا لي بعلمكن السنع .. انتن ما تخيلن ..؟ اظربن ريال ..!! و ترادنه .. و الله لولا اننا في مستشفى ان كان داويتكن ..
      شعرت نورة بالضيق و الحقد اتجاهه .. قبل أن تقول دانة بهدوء مصطنع تخفي خوفها منه ..
      - اسمحلنا .. المرة الياية يوم ايي ريال غريب و ما نعرفه و يوخي على نورة يبا يوايهاا .. بنرد سلامه .. ترانا اخوة في الاسلام ..
      حين رأت الغضب الأسود يلوح على وجه غيث استدركت بسرعة ..
      - نحن ما كنا نعرف انه عمنا .. ريال و يبا يسلم على نورة .. يعني ردة فعل تلقائية ..
      صر غيث على أسنانه و هو يقول بغيظ ..
      - محد بيتعرض لج لو انتي حاشمة عمرج .. و ودرن الهياته ..
      قالت نورة بحذر ..
      - أي هياته ..
      - شلي كشرتج .. و حدري انتي وياها .. يا الله أشوف ..
      بدا و كأنهن أجبرن على ابتلاع كلماتهن .. قبل أن يحملن السلة تحت نظراته المهينة و يتوجهن للمكان و كل واحدة منهن تتميز غيظا ..
      من يعتقد نفسه ..؟!
      أيظن أنه له الحق في التحكم فيهن لمجـرد أنـ ..
      - اييييه .. تعالن ..
      توقفن مكانهن لبرهة قبل أن يتبادلن نظرة سريعة .. ثم يعدن أدراجهن نحوه في خطوات متعجلة ..
      قبل أن يتفوه بشيء .. رفعت دانة راحته بهدوء و هي تقول بوقار ..
      - لا تعتـــــذر ..
      وافقتها نورة بلهفة ..
      - خلاص سامحناك ..
      .
      .
      لذقيقة كاملة جاهد بصبر و هو يضغط على أسنانه بقوة ..
      يشعر بأنه سينفجر في وجه هاتين المجنونتين ..
      هدأ رغبته الغريبة في الضحك و الصراخ عليهن معا ..
      قبل أن يرفع رأسه بنفس عميق ..
      - ذلفي انتي وياها داخل و خلن حور تطلع ليه .. اباها ..

      * * * * *
      * الحجرات / آية 11 ..
      ** من فطف هالياسمين / لطارق المحياس ..
      *** لا تعلمني / للبدر ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    14. #14
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      و أيضا .. دمعه ..
      أواصل وأدها على شفير الهدب باستمامته ..!
      راح المفتاح يحتك بالجدار حافرا فيه تلك الأحرف المتعرجة .. بخط غير متقن .. بدا كخربشة طفلة عابثة ..
      .
      .
      ( إذكريني يا الأماكن ،، )
      .
      .
      و ارتعش قلبها ..
      شعرت بأنها تدفن جزءا من روحها .. هنا ..
      تلك اليد التي تمتد بلطف إلى ظهرها .. و الصوت الدافئ يناديها بهدوء ..
      - دندن ..!
      - أبا اسير لندن ..
      قالتها و هي تستدير لأختها الكبرى بابتسامة خادعة لن تراها من خلف الغطاء .. سترت الكثير من الوجع الذي سكن جوفها ..
      لترد حور بصوتٍ مرح يخالف الإضطراب الذي خالط صوتها المرة الأولى ..
      - لندن مرة وحدة ..!
      ردت دانة بسرعة مرحة ..
      - ع الوزن يختي .. ها ..! بنسير ..؟
      تنهدت حور بهدوء ..
      - هيه .. ببند الحجر و البيت .. يا الله .. أمايا و البنات كلهن خاري ..
      سحبت نفس عميقا قبل أن تزفره ببطء في الوقت الذي دلف فيه أبناء عمّها - الجدد- و ابتسمت لهذه الفكرة .. على الأقل إعتادت على وجود عبيد في حياتهم ..
      و لكن هؤلاء ..!
      همست بخفوت لحور مازحة ..
      - يخرب بيته أبو كوت .. شكله طرر ..!!!
      لكزتها حور و هي تنهرها بقسوة هامسة ..
      - دااانة ..!!
      تشدّقت دانة بسخرية ..
      - بلاج ..؟!! ولد عميه .. رابيه وياه .. شرات خوية ..
      - لا و الله ..؟
      ضحكت دانة بخفة ..
      - عيل .. هذا عذر كل وحدة ما لقت سبب و تبا تتفصخ عند الخلق ..
      - انزين عيبتج الوقفة هنيه ..
      - خلينا نتشمس .. و عدنيه ما شبعت من الشوفه ..
      ثم تنهدت بمبالغة ..
      - الله يغربله ..و الله ان أبو كوت غاوي ..!!
      همست حور بغيض تجذبها من يدها ..
      - يا قليلة الأدب .. أبو كوت اسمه هزاع .. و يا الله قداميه ..
      ضحكت دانة بخفوت .. و هي تهمس لها قبل أن تتوجه للباب ..
      - هادمة اللذات ..!
      تنهدت حور و هي تراها تتجاوز الباب نحو الممر المؤدي للمجلس ..
      تلك الخفّة التي تتقنها أختها أزاحت ثقلا ما عن روحها ..
      هناك من الأرواح حولنا .. من يحمل في جوفه عبق من الراحة .. من الطمأنينة .. و البهجة ..
      يمكنه بثّها في من حوله .. حتى لو كان الظرف عسيرا ..
      سيحتاجون للثبات و القوة في اللحظات القادمة ..
      سيكون الأمر كبداية صعبا .. لكن سرعان ما سيعتادون الأمر ..
      رأت مايد يدلف للتو من الباب الفاصل بين الحوش و المجلس .. ليتلفت قليلا .. قبل أن يتجاهل الجمع الذي وقف قريبا منها .. و يتقدم نحوها بثبات ..
      تأملته بحب جارف .. و هو يبتسم لها بحنان قبل أن يصل إليها و يحيط كتفيها بذراعه القوية و هو يتساءل ..
      - هاا .. بندتي الحجر ..؟
      رفعت عينيها عبر الغطاء الثقيل .. تهمس له ..
      - لا بعدنيه ..
      صمت لبرهة و كأنما لمس تلك الاستغاثة الصامتة في صوتها ..
      - تبينيه أنا أبندها ..؟
      سارعت تقول بصوتٍ مهتز ..
      - لا .. هب مشكلة ببندها .. بس .....
      سحبت نفسا عميقا تحتبسه في صدرها .. تحتضن رئتيها برودته .. و هي ترفع رأسها للسماء الملبّدة بالغيوم .. تمنع تدفق تلك الدموع الحمقاء .. برهة من سكون قبل أن يتهدج صوتها ببطء ..
      - فواديه يعورنيه .. هب هاين عليّه نروح و نودر بيتنا .. و نسير لبيتهم ..
      شعرت بذراعه تشتد على كتفيها أكثر قبل أن يقول بعمق ..
      - بتودرون بيتكم .. و بتسيرون لبيتكم بعد .. حور لا تحاولين من الحين تعزلين عمرج عنهم .. هاي أول حركة تفصلج عنهم .. لا تقولين بيتهم .. هذاك بيغدي بيتكم بعد .. هاييلا هلج .. و لو بينكم قطاعة سنين .. حاولي تتقبلين هالشي .. و لا تصعبين السالفة .. و بعدين هاذوه بيتكم .. بيتم مبند و في الحفظ و الصون .. لج منيه كل اسبوع أييب هندي ينظفه لكم .. و متى ما تولهتي ع البيت .. تعالي شوفيه .. يلسي فيه .. و العبي فيه ..
      قال بصوت حريص .. يبثّها الثقة ..
      - يمكن انتي خايفة الحين من سالفة الروحة .. و انج تتعرفين عليهم و تعيشين وياهم .. بس صدقينيه .. أنا متأكد انهم خايفين و متوترين أكثر عنج .. بس لي أشوفه انهم متحمسين لييتكم .. حور غناتيه .. قوي قلبج .. انتي الكبيرة .. و هلج يعتمدون عليج .. خلج هادية .. و رزينة .. و واثقة .. محد جبرهم يخلونكم تعيشون وياهم لو هم ما يبون .. و بعدين لو انتي تميتي خايفة .. و هم خايفين .. منوه لي بيخطي الخطوة الأولى ..؟
      علت شفتيها ابتسامة مرّة ..
      - غادي فيلسوف ما شا الله ..
      ضحك بهدوء ..
      - أنا مرتب الرمسة قبل لا اييج .. شرايج بس ..
      - خطيرة .. بس مع ذلك أنا خايفة ..
      - الخوف بيخرب عليج .. توكلي على الله .. و احسني الظن بالناس .. تصرفي على طبيعتج .. و لو ما حبّوج .. بغيّر اسمي ..
      ابتسمت بهدوء ..
      - لي يسمعك يقول انيه بسير بروحيه .. هاي أمايا و خوانيه كلهم ويايه ..
      هز رأسه بوقار ..
      - بس انتي العودة .. و هم معتمدين عليج .. لو استقرت أمورج .. استقرت أمورهم .. فهمتي ..
      - شوي .. تستعمل مصطلحات و الله ..
      ربت على ظهرها و هو يقول بهدوء ..
      - يا الله حبيبتي .. بندي حجر البيت .. و اظهري .. العرب يرقبونج ..
      رفعت عينيها نحو المجموعة امامها .. لتتعلق عينيها على الفور بذلك الوجه الأسمر الجامد .. يستند بظهره العريض على الجدار .. و عيناه تختفيان خلف نظارة داكنة .. لا تعرف إلى أين يسلّط تلك النظرات الثاقبة الآن ..؟!
      لا تدري لما تمنت لوهلة أن تتقدم لتمسك بيده القوية .. و تجذبه نحو عتبة المجلس لتجلس معه قليلا ..
      تلك الرغبة السخيفة .. السخيفة .. السخيفة ..
      بدت ملحّة للغاية في تلك اللحظة .. و فمه القاسي يلتوي بشبه ابتسامة ساخرة ..
      هل ينظر إليها يا ترى ..!
      تجاهلت كل ذلك تتقدم لداخل البيت .. توصد الأبواب بشيء من الألم ..
      ليس من السهل أبدا .. أن يهجروا هذا المسكن ..
      هنا .. في كل بقعة .. و كل زاوية .. و كل جدار ..تركوا شيئا من ذواتهم و هم يرحلون ..
      راح شوق مبرح يتفاقم في صدرها و هي لم تهجر البيت بعد ..!
      أمنية تطابقت مع أمنية سكنت جوف اختها منذ هينهه دون أن تدري ..!
      تحتضن كل جدار .. و تطبع قبلة على كل جبين مقشّر متعب لها ..
      تربت على ظهر كل باب حائل اللون .. و تصافح تلك النوافذ القديمة ..
      تمنت بقوة أن ينسوها هنا .. و يتركوا المكان ..
      ستتكور في الزاوية ..
      تحتضن الذكرى و حنينها ..
      لتنام قليلا ..
      مجهد ذاك الإحساس بالفراق ..
      يتركنا مخطوفي الأنفاس ..
      لاهثين .. ممزقين ..
      حاملين على الكاهل دمعة ..
      لا نعلم حقّا أين تقودنا الطرقات ..!
      .
      .
      ودي أسرق من زماني بس لحظة ..
      من دفا ذاك الجدار .. و ابتسامات النوافذ في النهار ..
      من تفاؤل .. كل فجرٍ .. مع سنا شمسه يلوح ..
      من حمام .. يغفا .. ساهي .. فوق أحجار السطوح ..
      من فرح ذيك الشوارع ..
      و باص مدرستي يعجل .. للعلم ودّه يسارع ..
      و الصغار يدفنون كفوف لعبٍ في التراب ..
      يغرفون الحلم حفنة .. ما تضاهي هالسراب ..
      يلعبون .. و يلتهون .. و يرسمون بصوت ضحكة ..
      لوحة حلوة .. ملونة ..
      ما لها طعم التعاسة .. ما تعرف الإغتراب ..*
      .
      .
      يميل برأسه نحوهما عبر نافذة السيّارة الكبيرة .. و صوته الخشن يأمرهما بصرامة ..
      - الشناط كلها إلا شناطيه لي خبرتكم عنها ..
      ثم تجاوز ابن عمه بنظره لأخيه الجالس على مقعد السائق ..
      - أحمد .. سامانيه عقب الغدا ودّه لبيت أبويه علي .. خل روضة لي ترتب أغراضي ..
      هز أحمد رأسه مجيبا بسرعة ..
      - أمايا و روضة مرتبين الحجرة من اسبوع ..
      عقد جبينه دون أن يتبينوا نظرته من خلف زجاج النظارة .. و هو يقول بصرامة ..
      - المهم .. مثل ما قلت لكم .. سلطان و عياله بيتغدون عدنا بعد ..
      التفت لهزاع بسرعة ..
      - حارب ظهر من الكلية و الا محجوز ..؟
      أجاب هزاع بسرعة ..
      - ظهر .. العرب كلها هناك ..
      - خبروا سيف .. ما ظنتيه يدري ..
      - لا يدري ..
      يبتعد غيث قليلا عن السيارة ملوحا لهما بيده ..
      - توكلوا ..
      انطلقت السيارة مبتعدة ..
      قبل أن يستدير هو للوراء .. ناظرا نحو اليبت حيث كان مايد و عبيد هناك ..
      و تقف هي بينهما ..
      ذاك الحجم الصغير .. الذي لا يبلغ كتف مايد الطويل ..
      شعر بانقباض في معدته .. و شعور بالحرقة يسري في صدره حين احتضن عبيد جسدها الضئيل ..
      نفس الإحساس الحاقد الذي راوده منذ برهه و هو يراها تقف مع مايد في الداخل يتهامسان ..
      صر بأسنانه يخنق رغبته الغريبة في ضرب أخيها ..
      ما الخطب ..!!


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    15. #15
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      التوت شفتيه بسخرية .. لا يمكن أن تكون هذه غيرة من إخوتها بالطبع ..!
      تجاهل الإحساس و هو يراها تنفصل عنهما بهدوء متوجّهة نحو سيارته .. في ما مر هو بسلطان الذي كان يحادث أم نايف .. بحركات كثيرة من يده .. لا تدل سوى على ألفة اعتادها في الحديث معها ..بعد لحظات ابتعد هو الآخر من السيارة التي سيوصلها السائق إلى البيت ليستقل سيارته العتيقة مع ابنيه ..
      كانت قد احتلت المقعد الأمامي حين استقل السيارة .. ليلاحظ الفتاة التي تجلس في المقعد الخلفي أيضا .. مع مزنة و هند .. الصوت المألوف قليلا يقول بعد صمت و هو يدير محرك السيارة ..
      - شحالك غيث ..
      رفع عينه في المرآة و قد تعرف الصوت المألوف فورا .. ليقول بهدوء ..
      - هلا نورة .. شحالج ..
      قالت بصوتٍ حرج أعلمه أنها لم تنسَ بعد آخر توبيخ ..
      - بخير الله يعافيك ..
      التفت للجالسة أمامه و هي لا تزال تسدل ذاك الغطاء الثقيل على وجهها رغم التظليل الداكن على زجاج السيارة ..
      تلصق جبينها بالنافذة و هي تراقب البيت القديم .. فيمد يده بهدوء .. ليعتصر كفّها الصغير بخفّة ..
      لا يمكنه أن يدعي اللامبالاة ..
      يصعب عليهم ترك بيتهم .. و يتفهم هذا ..
      يدرك رفضها ذاك و كرهها لهم .. و لا يعلم حال المشاعر تلك الآن ..
      هل لا زالت تخالجها .. أم أنه استطاع استئصالها ببطء ..؟
      ذاك الرفض كان يشمله يوما .. و هو على يقين الآن بأنه انقلب لشيء آخر تماما ..
      هل لا زال يسلّط على عائلته ..؟ أم أن الرضى امتد إليهم يا ترى ..
      قلّما تهمه مشاعرها السلبية .. متأكد بأنها سرعان ما ستنخرط بينهم ..
      الحقيقة أن الكثير من الأمور ستتغير .. الكثير .. الكثير ..
      لن يكون وصول أبناء حمد للعائلة بالأمر السهل .. يعلم في قرارة نفسه أن هناك من الحواجز ما سيهدم .. و من الفجوات ما سيردم ..
      كيف لهؤلاء القادمين الجدد أن يؤثروا على العائلة يا ترى ..؟!
      عيناها لا تفارقان أسوار بيتهم الواهية ..و بابه الحديدي الصدئ الموصد ..
      يترك يدها ببطء .. ليمدها نحو محرك السرعة ..
      قبل أن تستوقفه شهقتها العالية و هي تقول بقوة ..
      - غيث .. لحظــــة ..!!
      .
      .
      لم تعد ترى أمامها و هي تتعثر في ذاك الزقاق بخطواتٍ أغشتها الدموع ،،
      شهقاتها راحت تنفلت من أعماقها بألم ..
      راحلون ..!
      رأت ذاك الركب يوشك على الانطلاق ..
      سيمضون إذا .. حاملين الفرحة .. و أحاسيسها الحلوة التي شاركتهم ..
      تاركين لها حفنة من الصور الرمادية في الذاكرة .. لحظات مميزة عرفتها بجوارهم ..
      و صدى الضحكات المتلاشية .. الغابرة ..
      التي ستذوي ببطء ..
      لتجد نفسها يوما قد نسيت هذا الجوار .. و ساكنيه ..
      لم يخلّفوا بهجرهم هذه المساكن .. و هذه الشوارع ..
      سوى هوّة في روحها ..
      ستمتص شعورا عميقا بالأخوة .. إحساس حقيقي عرفته معهم ..
      حين كان ذاك الأب أبوها .. و ذاك الصغير أخوها ..
      و لم يكنّ لها سوى الروح أو أكثر ..
      كم هي خاوية هذه الأيام القادمة ..
      ترتعش بردا فلا يدفئها وجودهم في قربها ..
      كم ضيّعت من الوقت في ذنبٍ لم تقترفه ..؟!
      ذنب لم يدفعها إلا للابتعاد عنهن .. مذعورة .. من أن يعلم أحدهم ما الذي اقترفه ذاك الأخ في حقّهم ..
      تمنت لو أنها لحقت بهم .. ركضت خلفهم بقدمين حافيتين ..
      و صرخت مرات و مرات لتوقفهم ..
      لتراهم مرة أخيرة ..
      فتقبل جبين ذاك الحب الذي لطالما انعكس في أحداقهن .. في ضحكاتهن .. و مزاحهن ..
      تمد أنامل الوعد .. تمسح على راحاتٍ من نقاء .. لطالما احتوتها بينهن ..
      بأنها لن تنسى .. أبدا لن تنسى ..
      و تنشج باكية ..
      لساعات و أيامٍ و أعوام ..
      تعتذر عن كل شيء .. و تودّع ..
      تمنت لو ..........
      - فاطمـــــــــة ..!!!!!
      تتعثر الخطوات لبرهة مسروقة من الزمن ..
      أهذا الصوت من الواقع .. أم أنه انزلق من غياهب مخيّلتها ..؟!
      تستدير بيأس ..
      يا رب .. يا رب ..
      إجعل الأمر حقيقة .. لمرة أخيرة فقط ..!
      .
      .
      و كان أن حدث ..
      ذاك الجسد المتشح بالسواد يقطع الزقاق الضيّق متجها إليها .. و كف مرتجفة ترفع الغطاء عنه ..
      كاشفة وجه أغرقته الدموع وجعا ..
      ليقفن على بعد أنفاس و صمت ..
      عيونهن مثقلة .. بالكلمات ..
      أ هو وقتٌ للعتاب ..؟
      راح أسئلة تتفجر في مقلة حور الكئيبة .. تسأل هذه الأخت الثامنة عن غيابها .. عن الهجران ..
      تتوسلها أن تسقي ذاك الظمأ الذي إعتلت به روحها ..
      أيام طويلة مرّت و تلك الصديقة تبتعد دون سبب ..!
      الآن .. و هم يرحلون ..
      خيّل إليها أنها ترى طيفها المتردد بين البيوت العتيقة يرقب ذهابهم ..
      و ها هي ترى الأعذار .. و كلماتٍ لا تبرر تكتسح سحنتها المتألمة ..
      .
      .
      ما الأمر صديقتي ..؟!
      لم يكن الأمر بهذا السوء قط ..
      نلتقي دون أن تتلهف كف إحدانا للقاء الأخرى ..
      نجتمع على الطريق في جوٍّ محملٍ بأنفاسٍ من عتاب .. تخنقنا ..!
      .
      .
      همست ببطء شاعرة بتمرّد الدمعة التي ولّت من طرف جفنها الذي انسدل لبرهة ..
      - فاطمة ..
      شهقة معذّبة من الأخيرة و هي ترفع عينيها للأعلى بسرعة .. تمنع تدفق المزيد من الدموع و صوتها الضعيف يتردد بوجع ..
      - حمود بن عنتر يا بيتنا .. قال .. قــ ..ا..ل ..
      وضعت يديها على خاصرتيها دون أن تخفض العينين الشاخصتين للسماء .. تعظ شفتها و عبراتها تنزلق بقوة ..
      - انكم خلاص بتسيرون ..!
      تخفض حور رأسها و هي تومئ بصمت ..
      فيما تلتفت فاطمة لحركتها الصامتة قبل أن تومئ هي الأخرى بابتسامة ممزقة ..
      لحظات طويلة .. طويلة من السكون .. قبل أن تطرق الأخيرة برأسها مشيرة بكف مرتجف لجدار البيت .. و صوتها يتهدّج بضعف ..
      - أناا .. كنت أبا .. أبـ .. اا ..
      لكنها لم تكمل .. غطّت وجهها بكفيّها بقوة ..
      لترتجف تلك بقوة .. عبراتها تتابع دون توقف ..
      قبل أن تقطع المسافة .. الخوف .. و غيابها ..و تحتضن صديقتها بقوة ..
      تمسك بين يديها كل تلك المشاعر الطيبة .. الجيرة .. و السنوات المشتركة ..
      .
      .
      لم تشعر بوجود الأخريات أيضا إلا حين رحن يتبادلن الوداع أحضانا و دموع ..
      واحدة تلو الأخرى ..
      إلا هي تقف بعيدة عنهن خطوات .. مثقلة خطواتها التي تأبى التقدم ..
      كل ما بينهما لا يمكن الإدعاء بأنه غير موجود .. بل هو الآن أكثر قوّة ..
      ينهمر من أرواحهما قطرات مالحة ..
      رغم ذلك تُجَرُّ الأقدام نحوها .. بطيئة ..
      تختصر جروحا لا زالت نديّة .. تنزف وجعا لن يفارقها العمر كلّه ..
      رغم هذا .. تتكسر الروح توسلا .. ترفض الرحيل دون أن تحتوي نقاء هذه التي لا يد لها فيما حدث ..
      ربما ألقت اللوم عليها لأوقات طويلة .. لكن الآن ..
      الآن لم يعد الأمر يخصّها .. أصبح بين كفّي رجل قادر على فعل الكثير ..
      أكثر مما قد يفعلن هن معا ..!
      آثار ترسم في زقاق الجفاء ذاك و هي تتقدم .. تسوق روحها .. في برهة حقيقية ..
      أصبح الفراق جليّا أمام عينيها الآن ..
      ستترك كل شيء خلفها ..
      كل ما حدث و كل الألم .. و كل أوجاعها التي ابتلعتها شوكا .. ستتركها ملتصقة بجدران هذه البيوت ..
      وراء ظهرها ..
      و لن تلتفت و لو للحظة ..
      لا تريد لعبراتٍ .. و ابتسامات مؤلمة أن تناشدها الرجوع ..
      ذراعين من صدقٍ الآن إلتفت حول جسد تلك الفتاة التي كانت لهن أكثر من أخت ..
      سنوات مرّت و هن يلعبن .. يمرحن .. يتقاسمن الفرحة في ما بينهن ..
      هذه الفتاة لم تكن سوى إحداهن .. و ستظل كذلك دوما ..
      مهما فصلت بينهم مسافاتٍ و سنين ..
      جسدها يرتعش وهنا .. و دموع تبلل سواد عباءة عفرا ..
      فيما تهمس فاطمة بنشيج مزّق ما حولها ..
      و أذهل الأخريات .. صوت مفجوع .. أدرك عمق خطيئة أخيها .. و أي سوء إقترفه و لم تستطع هي إصلاحه ..!
      - عفــ .. ر ..اا .. ساا .. سامــ.. سامحيني .. دخيـ .. لـ.. ج .. سامحيني .. حلليني .. ياا .. عفــراا ..
      ودّت عفرا في تلك اللحظة لو تنتشل الإحساس بالذنب الذي زرعته في صدر هذه الصديقة ..
      شعورٌ علمت أنه سيلازمها طوال حياتها فيما هي تتسائل ماذا كان سيحدث لو أنها مدت يد العون ..؟
      هل كان للأمور أن تختلف ..
      كرهت أن يثقل ذاك الحزن على غيرها ..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    صفحة 13 من 28 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ايهما تختار العتاب ثم الرحيل ام الرحيل بصمت دون العتاب
      بواسطة متبلدهه في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 27-02-2014, 12:19 AM
    2. إثم الرحيل
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 25-03-2011, 09:59 PM
    3. تعبت ا عد خطوات الرحيل
      بواسطة مطعون بسهام الغدر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 29-10-2010, 07:07 PM
    4. المرأة المسلمة على عتبات الزواج
      بواسطة منارالكون في المنتدى عالم حواء
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-07-2010, 10:11 PM
    5. °•. مناجاة على عتبات الرحمن.•°
      بواسطة ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪ في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 680
      آخر مشاركة: 09-05-2010, 02:51 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com