تسلم الاياادي وماننحرم من جديدكك يالغلآ
تقبلي مرووري
_____________________
مواقف أضحكت الحبيب المصطفى
الأعرابي الذي طلب العطاء بالغلظة والجفاء
جذب أعرابي رداء الرسول صلى الله عليه وسلم جذبة شديدة أثرت في صفحة عاتق الرسول الكريم ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ :
فقد روى البخاري في كتاب اللباس قال :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْد ِاللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ
(بُرْدٌ : رداء يلبس فوق الثياب أو كساء مخطط ، فَجَبَذَهُ : جذبه وشده بقوة)
دروس وعبر :
كان الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتدي رداء مصنوعا في نجران غليظ الحاشية ، فإذا بأعرابي يجذبه جذبة شديدة أثرت في صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا له بغلظة وجفاء : يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ !! ، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين وخير خلق الله أجمعين إلا أن التفت إلى ذاك الأعرابي وتبسم ضاحكا ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ !!
تتجلى لنا من هذا الموقف الذي أضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم دروس وعبر عديدة منها :
1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي مع أصحابه رضوان الله عليهم كما في هذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وذكر فيه أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2- غلظة بعض الأعراب وجفاءهم وعدم إدراكهم لآداب التعامل اللبق مع الآخرين .
3- حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحمله لجهالة الجاهلين وغلظة المغلظين خاصة إذا كانوا لا يدركون مدارك الآداب ولا يعرفون بحكم طبيعتهم الأسلوب الأمثل في الحديث والخطاب .
4- صبره وعدم غضبه واستيعابه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعرابي الذي أساء القول والفعل فهو قد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه مجردا قائلا : يا محمد !! وكان يجب عليه أن يناديه : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال له : مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ !! وكان ذاك بعد سوء فعله وهو جذبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم جذبة أثرت في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورغم ذلك الْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ . صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله فما أصبرك وما أحلمك وما ألطفك !!
5- تواضعه وزهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا فكساءه الذي كان يرتدي ذو حاشية غليظة أثرت بجذبة الأعرابي على صفحة عاتقه الشريف ، وهو الذي عرضت عليه الدنيا فأباها ، وعرض عليه صلى الله عليه وسلم أن تكون جبال مكة ذهبا فأبى ، وكان لا يمر الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، لا لحم ، ولا شواء ، ولا طيب الطعام ، وإنما كان طعامهم طيلة ثلاثة شهور الأسودين : التمر والماء كما روت الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها ، وكان نومه صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، وهو رسول الله إمام المرسلين وخير خلق الله أجمعين .
6- نظر النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة الأعرابي إلى العطاء ، وعدم ربطه بين أسلوبه في المطالبة بالعطاء وحاجته إليه ، وهذا يعلمنا عمق النظر في الأمور ودقة الإمعان فيها والتدقيق في حاجات المحتاجين دون النظر لاعتبارات أخرى قد تبدو مانعة من إتمام قضاءها ، وهذا يتطلب همة عالية ونفس صفوحة وقلب سليم وعقل نيِّر مضيء بضياء الإيمان ونور الإحسان .
7- أدب الصحابة رضوان الله عليهم وانتظارهم لقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبته في الأمور ، فالصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه لم يتدخل في الموقف ، ولم يتعجل بتعنيف الأعرابي أو زجره بتلقائية قد لا يلام عليها ، وإنما انتظر رد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه للأمة كلها كي تتعلم من هديه وتتأسى به.
8- ابتسامه وضحكه صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الذي تجلى عن كامل صفاته وتمام أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن المضحك ، وكان أحسن الناس ثغرا ، فقد روى الإمام أحمد في مسند بني هاشم قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ وَكَانَ يَزِيدُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ قَالَ فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ رَأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ حَسَنُ الْمَضْحَكِ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ قَالَ عَوْفٌ لَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا .
رزقنا الله تعالى صدق محبته صلى الله عليه وسلم وأنالنا يوم القيامة شفاعته صلى الله عليه وسلم وجمعنا به في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين .
تسلم الاياادي وماننحرم من جديدكك يالغلآ
تقبلي مرووري
_____________________
كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـ العافيه يارب
خالص مودتى لكـ
وتقبل ودى وإحترامى
يسلمووووو
الله يعطيك العافية
على عطائك
فائق الاحترام
قصة مفيدة وشيقة لكي فائقة إحترامي وتقديري بارك الله فيكي استفدت منها واستمعت____
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات