لا غرو أن الماس أكر حقا عليك لكل حلف شقاء
ومن الكياسة وهو أصب جوهر أن رق رقة أدمع الفقراء
فأصاب عندك والشفاعة لاسمه حظ اليتيم وفاز بالإيواء
ما يغل من شيء فإن لحكمة جلت غلاء الماس في الأشياء
هو بالمتانة والسنى مرآة ما بك من وفاء ثابت وذكاء
هذي مليكات اللآليء أقبلت تفتر عن قطع من اللألاء
باد صفاء القطر في قسماتها وتنافس الألوان والأضواء
ظلت تكون في حشى أصدافها كتكون الأنوار في أفياء
وقضت عصورا سيدات بحارها يسعى لها من أبعد الأنحاء
حتى إذا حملت إليك سبية مجلوبة في جملة الآلاء
وجدت عزاء في رحابك طيبا عن عزها الماضي وأي عزاء
بلقائها حسنا يضاعف ما بها من رونق ونفاسة وبهاء
وجوارها شيما كرائم صنتها في خدر عصمتها عن الرقباء
لا غرو أن الماس أكر حقا عليك لكل حلف شقاء
ومن الكياسة وهو أصب جوهر أن رق رقة أدمع الفقراء
فأصاب عندك والشفاعة لاسمه حظ اليتيم وفاز بالإيواء
ما يغل من شيء فإن لحكمة جلت غلاء الماس في الأشياء
هو بالمتانة والسنى مرآة ما بك من وفاء ثابت وذكاء
يا معدن الذهب الذي في لونه للشمس مسحة بهجة ورواء
يا مدني الأرب البعيد مناله ولقد أقول منيل كل رجاء
يا مرخصا من كل نفس ما غلا حاشا نفوس العلية النبلاء
إن ألهتك الناس كن عبدا هنا واخضع لهذي الشيمة الشماء
وزن التي دفعت ضلالك بالهدى وسواد مكرك باليد البيضاء
عجبا أرى ولعل أعجب ما يرى دنيا الخلائق تنبري لفداء
لماحة للغيب شاعرة به حتى ليحضرها الخفي النائي
تلك الرواعي كل أخضر ناعم من كل ناعمة الخطى ملساء
من بث فيها وهي تقني قزها من بذلها أعمارها بسخاء
أن الذي تقضي شهيدة نسجه لك فيه سعد وامتداد بقاء
هبت صبيات المزارع بكرة يخطرن بين السير والإسراء
من كل عاصية النهود بها تقى مطواعة الأعطاف ذات حياء
نادى بها البشراء حي على الجنى فغدت تلبي دعوة البشراء
والقطن موف ضاحك ببياضه وصفائه من كدرة الغبراء
يشققن مثل الستر من جنباته ويخضن شبه البحر في الأثناء
متغنيات من أهازيج الصبا ما شاء وحي هوى وطيب هواء
ينشدن من وصف المخيلة جلوة لعروس شعر زينة هيفاء
حورية عيناء أبهى ما يرى في الغيد من حورية عيناء
وفر الإله لها العطاء فلم يعد عن بابها عاف بغير عطاء
وبأمرها تعرى الحقول فتنثني أم العراة بميرة وكساء
تلك التي أكبرنها ونعتنها بأحاسن الأوصاف والأسماء
كانت عروس توهم فتحققت بصفاتها وغدت من الأحياء
أعرفتها فلقد أكون بمسمع منها أقول الشعر وهي إزائي
بنت السليم وجل من رجل سما بصوادق العزمات والآراء
ألفخر حق من الثريا أمها نسبا ووالدها أخو الجوزاء
من أسرة هم أهل كل مروءة يوم الحفاظ وأهل كل ثناء
إن عالنوا لتجارة فلطالما بذلوا النوال الجم رهن خفاء
بترفع عن كل فخر باطل وتجنب في البر للغوغاء
ليكن لك الحظ الذي ترجينه فلقد ظفرت بأكرم الأكفاء
نسل الأماجد من أماجد قد زكت أنسابهم في دوحة العلياء
إن سمعان شيخنا شيخنا وحبيب الله والخلق كلهم بالسواء
هو مقدامنا الكبير وأكرم بكبير خلا من الكبرياء
أبدا بينه وبيني دعاوى نتقاضى بها لغير القضاء
أنا أثني عليه وهو على العهد به غير مغرم بالثناء
وله الحق إن في النفس لا في قول من مثن حقيقة العلياء
ولي العذر هل يصح سكوت عن فعال تدعو إلى الإطراء
عظم لم تسعه دار الفناء فلتسعه في الله دار البقاء
يا أميرا إلى ذرى العزة القعساء أعلى مكانة الأمراء
لم تكن بالضعيف يوم أصبت الأمر والأمر مطمع الأقوياء
فتنكبت عنه أقدر ما كنت على الاضطلاع بالأعباء
إنما آثرت لك النفس حالا هي أسمى منازل النزهاء
عدت عطلا وليس في الناس أحلى جبهة منك بعد ذاك الإباء
فجعت مصر فيك فجعة أم في الأعز الاغلى من الأبناء
في جواد جارى أباه وما جاراه إلاه بالندى والسخاء
أورد الفضل كل صادق وخص الجزل منه بالعلم والعلماء
أريحي يهتز للعمل الطيب من نفسه بلا إغراء
إنما يبتغي رضاها وما يعنى بشكر من غيرها وثناء
كلف بالجميل يسديه عفوا متجاف مواطن الإيذاء
لازم حد ربه غير ناس في مقام ما حق للعلياء
كل شأن يسوسه يبلغ الغاية فيه من همة ومضاء
ويرى الفخر أن يكون طليقا من قيود الظاهر الجوفاء
كان وهو الكريم جد ضنين بالإذاعات عنه والأنباء
فإذا ما أميطت الحجب عن تلك المساعي الجسام والآلاء
أسفرت بين روعة وجلال عن كنوز مجلوة من خفاء
كان ذاك الجافي العبوس المحيا في المعاطاة أسمح السمحاء
دون ما تنكر المخايل فيه غرر من شمائل حسناء
من حياء يخال كبرا وما الكبر به غير صورة للحياء
ووفاء للآل والصحب والأوطان في حين عز أهل الوفاء
وكمال في الدين منه وفي الدنيا تسامى به عن النظراء
يذكر الله في النعيم ولا ينساه إن طاف طائف من شقاء
فهو حق الصبور في عنت الدهر وحق الشكور في النعماء
لم ير الناس قبله في مصاب مثل ذاك الإزراء بالأرزاء
بترت ساقه ولم يسمع العواد منه تنفس الصعداء
جلد لا يكون خلة رعديد ولم يؤته سوى البؤساء
كيف يشكو ذاك الذي شكت الآساد منه في كل غيل ناء
والذي كان باقتناص ضواري الغاب يقري الكلاب ذات الضراء
والذي زان قصره بقطاف من رؤوس الأيائل العفراء
أشرف اللهو لهوه بركوب الهول بين المجاهل الوعثاء
باحثا عن قديمها مستفيدا عبرا من تبدل الأشياء
سير الأولين كانت له شغلا فأحيى دروسها من عفاء
وتولى تنقيح ما أخطأته أمم من حقائق الصحراء
فإذا عد في بلاء فخار لم يجاوز فخار ذاك البلاء
إنني آسف لمصر وما ينتابها في رجالها العظماء
كان ممن بنوا علاها فريعت بانقضاض البناء بعد البناء
لم يخيب ما دام حيا لها سؤلا وكائن أجاب قبل الدعاء
فإذا ما بكى أعزتها يأسا فمن للعفاة بالتأساء
قد حسبنا القضاء حين عفا عنه رثى للضعاف والفقراء
غير أن الرجاء مد لهم فيه قليلا قبل انقطاع الرجاء
ويحهم ما مصيرهم فهم اليوم ولا عون غير لطف القضاء
أيها الراحل الجليل الذي أقضيه نزرا من حقه برثائي
لم يكن بيننا إلى أن دعاك الله إلا تعارف الأسماء
زال بالأمس ما عراك فأبديت سروري مهنئا بالشفاء
وأنا اليوم جازع جزع الأدنين من أسرة ومن خلصاء
ذاك حق لكل من نفع الناس على الأقرباء والبعداء
رضي الله عنك فاذهب حميدا والق خيرا وفز بأوفى جزاء
نعمة الله يا سليلة بيت راسخ فوق هامة الجوزاء
لك من عقلك الكبير ومن ذكرى الفقيد الخطير خير عزاء
أنت من أنت في مكانك من وال ومن إخوة ومن آباء
وستهدين هدي أمك في أقوم نهج لفضليات النساء
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
المفضلات