بما أن طفلك أصبح يمتلك مهارات حركية تساعده في استكشاف أمور جديدة، فقد جاهزاً لتعلّم ومعرفة بعض المفاهيم "المكانية" الأساسية. يمكنك استعمال علبة كرتون كبيرة لتعريف صغيرك بمفهوم "الداخل" و"الخارج"، ومن المحتمل صنع مخبأ سري ممتاز منها.
سوف تحتاجين إلى: علبة كرتون قوية وكبيرة كي يزحف طفلك إلى داخلها ويخرج منها.
ضعي بطانية (حراماً) ناعمة وبعض الألعاب والكتب في الصندوق مع طفلك وأتيحي له المجال ليستكشف ما حوله في الصندوق. يستطيع الأطفال الرضّع الذين يتحركون دخول الصندوق والخروج منه إذا كان يبلغ طول جانبيه ثماني بوصات (أي ما يعادل 20 سم). ولو زاد ارتفاع الصندوق أكثر من ذلك سيوفّر المزيد من الخصوصية، ولكن راقبي صغيرك عن كثب في هذه الحالة حتى لا يقلب الصندوق. اصنعي (قصّي) نوافذ في الصندوق الطويل وكأنه "مسرح" صغير فيلعب معك طفلك لعبة إخفاء الوجه ثم إظهاره فجأة ويستمتع بشيء من الاستقلالية.
ملاحظة تتعلق بالسلامة: لا تتركي طفلك يبعد عن ناظريك أبداً وهو داخل الصندوق لأنه قد ينقلب.
خيار آخر : استخدمي صندوقاً كبيراً كان مخصصاً للأجهزة الكهربائية واقلبيه على أحد جوانبه ثم دعي طفلك يزحف داخلاً إليه وخارجاً منه في أوقات فراغه.
متعة الرمال!
ما زال طفلك يسعد بمفاجأة العثور على غرض كان مخفياً عنه. وتسمح له المهارات الحركية الصغرى (الدقيقة) المتزايدة التي أصبح يتمتع بها القيام بجميع أنواع البحث الجديدة وإيجاد ألعاب.
المهارات التي يتمّ تنميتها:المهارات الحركية الصغرى (الدقيقة)، وإدراك مفهوم بقاء الأشياء التي تغيب عن العين
سوف تحتاجين إلى:ملعب رمل، وبضعة أشياء صغيرة ملونة.
حين تكونين مع طفلك في الحديقة أو على الشاطئ أو في ملعب الرمل الموجود في الحديقة، أري طفلك لعبة مفعمة بالألوان (مثل كرة (طابة) مطاطية أو ديناصور مصنوع من البلاستيك أو أي شيء متميز). شجعي طفلك على مراقبتك وأنت تدفنين اللعبة تحت كومة صغيرة من الرمل. فيما بعد، أظهري على وجهك نظرة حيرة وأنت تتساءلين: "تُرى أين ذهبت الكرة؟" ثم ضعي يد طفلك على كومة الرمل وساعديه على إزالته حتى ينكشف ما تحته. وما أن يستوعب طفلك الفكرة حتى يشرع في عمليات الحفر بنفسه من دون مساعدة. وبمقدورك الانتقال تدريجياً إلى إخفاء الأشياء بعيداً عن ناظريه
طفلك في الشهر التاسع، الأسبوع الثاني
طفلي خبّازاً!
ربما لاحظت بالفعل أن طفلك يرغب بتقليد كل ما تفعلينه مهما كان. حوّلي هذا التقليد إلى لعبة بمنحه وقتاً "للطبخ"، وسوف يفرح بأداء هذا الدور الكبير ويجد متعة في تقديم "أطباقه اللذيذة".
سوف تحتاجين إلى:ورق نظيف، وغربال طحين/دقيق أو مكيال (وعاء للكيل)، وبعض الطحين/الدقيق
.
افردي بعض الأوراق النظيفة على الأرض وضعي كومة صغيرة من الدقيق عليها واسمحي لصغيرك بمزج مكونات "كعكته". اشتركا معاً في استخدام ملاعق (أو أوعية) المكيال أو كوب لغرف الطحين وتكويمه، وسيفرح طفلك كثيراً بتقليد حركاتك. انثري قليلاً من الطحين على يدي طفلك ليتعرّف على إحساس الطحين على جلده. بالتأكيد ستعمّ بعض الفوضى المكان، غير أن المشهد سيستحق التقاط صور رائعة.
ملاحظة تتعلق بالسلامة: لا تتركي طفلك وحده وهو يلعب بالطحين، فقد يؤثر على تنفسه إذا استنشق كمية كبيرة منه أو إذا أدخل حفنة منه في فمه الصغير.
المسدس المائي!
من المسلّي قراءة الكتب التي تتحدث عن أجزاء الجسم، ولكن لمَ لا تجربين لعبة التعرّف عليها مع طفلك؟
المهارات التي يتمّ تنميتها: التعرّف على أعضاء الجسم
سوف تحتاجين إلى:مسدس مائي بسيط ولطيف، أو أي لعبة أطفال أخرى تخرج الماء بقوة.
أجلسي طفلك في حوض استحمام دافئ، في مقعد استحمام دائري أو على وسادة استحمام مصنوعة من المطاط أو في حوض الاستحمام (البانيو) ببساطة مع مراقبته عن كثب. أخرجي مسدساً مائياً واملئيه بمياه الحمام الدافئة. (وبهدف السلامة، أحضري المسدس المائي معك إلى حوض الاستحمام (البانيو) ولا تتركي صغيرك أبداً وحده لإحضار لعبة). أظهري المسدس المائي لطفلك وخلّيه يراك وأنت تقومين بملئه حتى لا يفاجأ. اسأليه: "أين بطنك؟" ثم أشيري إلى بطنه بإصبعك وقولي: "ها هو بطنك!" وبعدها رشّي بطن طفلك ببعض الماء برفق من المسدس المائي واشرحي له: "أنا الآن أرش بطنك بالماء!". كرري الحركة نفسها مع ذراعيه، وساقيه، وظهره، وكتفيه، وبقية أجزاء جسمه (احذري أن ترشي الماء بالقرب من وجهه وصوّبي إلى أسفل عنقه).
إذا كان طفلك من النوع الذي يحب المفاجأة، فاستغني عن السؤال والجواب واكتفي برش كل جزء من أجزاء جسمه وأنت تقولين: "أنا الآن أرش رجليك!" و" أنا أرش مرفقك (كوعك)!" وهكذا دواليك مع تنويع ترتيب الأعضاء التي ترشينها بالمسدس المائي كي يندهش طفلك ويشعر بمزيد من المتعة.
طفلك في الشهر التاسع، الأسبوع الثالث
توت تووووت!
هذه اللعبة الطفل حديث العهد بالزحف أو الحبو، وخاصة حين يكون مفعماً بالطاقة ومتشوقاً للحركة.
سوف تحتاجين إلى: لا تتطلب هذه اللعبة أي معدات أو أدوات.
قفي وأنت تباعدين بين رجليك أكثر قليلاً من تباعد كتفيك. أخبري طفلك بأنه سيمثّل دور القطار بينما تؤدين أنت دور النفق، ثم شجعيه على الزحف بين رجليك. وحين يتحرك، أضيفي إلى اللعبة بعض الأصوات تقلدين بها صوت القطار وصفارته مثل: "توت توووووت!". وبعد أن ينجح طفلك في الأمر عدة مرات، قولي له إن على "القطار" أن يمر بسرعة من خلال "النفق" قبل أن ينهار. وعندما يمرّ طفلك بين ساقيك ضمّيهما وكأنك ستمسكين به أو اثني ركبتيك كما لو كنتِ على وشك الجلوس عليه.
وضع لاصق!
حين يتقن طفلك مهارة التقاط الألعاب والتحكّم فيها، يكون مستعداً لمفاجآت بتحديات مضحكة
سوف تحتاجين إلى: قطعة شفافة من ورق لاصق خاص (كالذي يستخدم في تجليد الكتب المدرسية حيث تنزعين الورقة الخلفية لتصلقي الورقة ذاتية الصمغ)، وشريط لاصق، وبعض الألعاب الصغيرة
.
خذي قطعة من الورق اللاصق الشفاف من النوع الذي يستخدم لتبطين الأدراج (الجوارير) والأرفف أو الكتب المدرسية، ثم ضعيها على أرضية المطبخ بحيث يكون الجانب اللاصق إلى أعلى. ثبتيها بشريط لاصق بشكل آمن على امتداد حوافها الأربع. (يمكنك وضع بعض الورق النظيف في الأسفل لتوفير مزيد من الحماية). أحضري مجموعة متنوعة من الألعاب الصغيرة ثم رتبيها على الورق مع الضغط عليها إلى أسفل حتى تتأكدي من التصاقها التام بالورق الشفاف الخاص. أري طفلك الألعاب وشجّعيه على نزعها أو محاولة نزعها على الأقل. وسوف تضحكان سوياً حين ينجح صغيرك في نزع الألعاب الملتصقة بالورق. وعندما ينتهي من نزع جميع الألعاب، ساعديه على المشي على الورق اللاصق حافي القدمين. قد تجدين أنه يستمتع بجذب الورق اللاصق لباطن قدميه وهو يمشي ويحاول نزعهما منه مع كل خطوة ليخطو إلى موضع آخر. من الطبيعي ألا يحب الطفل الإحساس بالالتصاق بحدّ ذاته فلا تدفعيه على القيام بذلك ما لم يرغب به بنفسه.
طفلك في الشهر التاسع، الأسبوع الرابع
المصّنف الصغير!
حين يبلغ طفلك شهره التاسع، تبرز لديه رغبة تصنيف الأشياء. وهناك مساحة هائلة للعب فرز الأشكال البلاستيكية. وتعدّ اللعبة التالية نسخة معدلة من هذه الألعاب وستعجب طفلك.
سوف تحتاجين إلى:: علبة كعك أو صينية كعك بأقسام مختلفة، ومجموعات من الأصداف البحرية أو غيرها من المجموعات.
اجمعي عددا قليلاً من مجموعات أشياء صغيرة ذات نمط معين مثل الأصداف البحرية، والكرات (الطابات) المطاطية، أو مشابك الشعر الكبيرة. علّمي طفلك كيف يضع كلاً منها في كل قسم من علبة الكعك. وبعد أن تساعديه في ملء العلبة وإفراغها عدة مرات، تعاونا على فرز وتصنيف هذه الأشياء، كل مجموعة في قسم خاص بها. تستطيعين الاستمرار في هذه اللعبة مع طفلك لعدة سنوات مع إجراء بعض التعديلات والتطويرات بمرور الوقت لجعلها أكثر تعقيداً من حيث الفرز والمطابقة والتجميع بحسب اللون والشكل على سبيل المثال.
ملاحظة تتعلق بالسلامة: لا تستخدمي أي غرض صغير يمكن لطفلك ابتلاعه.
في بيتنا مخيم!
تتميز ساعة قصّ الحكاية بخصوصية كبيرة في هذه المرحلة بسبب المكانة التي تكتسبها الكتب المصورة في قلب طفلك. ضاعفي متعة هذه الساعة بصنع مخيم صغير. (وهو وسيلة جيدة لإعطاء صغيرك حضناً دافئاً في ليلة باردة من ليالي الشتاء أو في إحدى أمسيات الصيف حين يتأخر غروب الشمس وحلول الظلام).
سوف تحتاجين إلى: ملاءة (شرشف) كبيرة أو بطانية (حرام)، وكرسيين أو ثلاثة، ومصباح جيب (كشّاف أو بطارية أو فانوس)، وعدد من الكتب.
ضعي كرسييْ مطبخ بالقرب من أثاث قطعة ثالثة (طاولة أو أريكة)، أو استخدمي ثلاثة مقاعد ثم افردي فوقها ملاءة كبيرة أو بطانية لتصنعي خيمة. (تناسب الملاءة القطنية الليلة الحارة؛ وتكون بطانية الصوف الأنسب في الليلة الباردة). استعملي أشياء متينة، مثل الأحذية أو الكتب لتثبيت أطراف الخيمة أو حوافها. ادخلي مع طفلك الآن إلى الخيمة وخذي معك
بعض الكتب وإحدى الألعاب المفضلة التي يحتضنها صغيرك عندما ينام في السرير، وتذوقي متعة القراءة على ضوء مصباح يدوي.
المفضلات