كَانتْ لِ علي بنْ أبي طالب - رضي الله عنه - جاريه صبيحة الوجه*,وكانتْ كُلما ذهبتْ في شأنْ مِنْ شُئونْ الإمامْ على طَارِحها الهوى , أحد الشباب فَتمُرْ بقولِهِ مُرورْ الكِرامْ على لغُو الكلام وأسرفَ الفتى في إعتراضْ طريقها,
وهي تسمعُ منه ماربُما أيقظ هَواها,ولكنها كَانتْ تعَظم عاطفتها حتىَ قصّت الأمرُ على عَلي - رضي الله عنه -
فأراد أن يعَرِفْ هل هُو طالبْ شهوةٍ أم هُو راغبٌ زواج ؟
فقال لها: إذا فتحدَثكِ بما حَدثكِ بِهِ منْ قبلْ فأظهِري لهُ مُوافقه وإستجابه ثُمْ إنظري ماذا يفعل
وقال ماكانْ يقول قالت لهُ: إني أجدْ ماتجدْ فقال: إذنْ فأصبُري وأصبُرْ
حتى يَجمًعُ الله بيننا .
وعَادتْ الجاريه تُخبر الإمام بمقالة الرجُلْ فَعملْ منْ فورهِ على زوَاجها مِنهُ
( إنها العِفه التَي كظمتْ بها الجاريه شُجُونها وهي كذلك العفه التي قال الرجل: إصبري وأصبر.
.
اشتهر عن الصحابيات، وأمهات المؤمنين، الجود والكرم.
فقد كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها، صالحة، صوامة ، قوَّامة ، بارَّة ، ويقال لها : أم المساكين، كريمة النفس ، كل ما تصنع بيدها تتصدق به على المساكين.
وقد وصفها النبي - صلى الله عليه وسلم - بطول اليد كناية عن كثرة إنفاقها في سبيل الله عز وجل .
.
.
وقالت عائشة حين بلغها نعي زينب : لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل.
توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة ، وقالت حين حضرتها الوفاة : إني قد أعددت كفني ، ولعل عمر سيبعث إليَّ بكفن ، فإن بعث بكفن فتصدقوا به بأحدهما ، إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي - إزاري - فافعلوا .
الله أكبر ما أكرمها، وهي على فراش الموت لم تنسى الصدقة، فالله أسأل أن يرزق نسائنا الكريمات الاقتدء بها وبأمثالها
.
..
وهذه عائشة رضي الله عنها، بُعِث إليها، بمال في وعاءين كبيرين من الخيش:ثمانين أو مائة ألف، فدعت بطبق وهى يومئذ صائمة، فجلست تقسم بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك المال درهم، فلما أمست قالت: يا جارية هلمى إفطاري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم درة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشترى لنا لحما بدرهم فنفطر به. فقالت: لا تعنفيني، لو كنت ذكرتينى لفعلت.
.
.
.
كانت فاطمة رضي الله عنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم، تتحمل الفقر ، وتكابد صعوبة الحياة ، وكانت في شدة العناء وشظف العيش .
اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبي فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها ،تقول فاطمة رضي الله عنها : فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "على مكانكما" ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ، ثم قال : "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاث وثلاثين فهو خير لكما من خادم".
هذه بنت خير البشر، تعجن الرحى، وتعمل بيديها، لقد ضربت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، أروع الأمثلة في التواضع، وحسن الخلق.
وهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق تقول رضي الله عنها : تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه ، قالت : فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى الناضجة وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن الخبز ، فكان يخبز جارات لي من الأنصار ، وكن نسوة صدق
.
.
تجلت حكمة الصحابيات ورجاحة عقلهم في مواقف كثيرة، لعل من أبرز ذلك ما جاء في يوم الحديبية حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمه، يشكو إليها عدم إجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق. فقالت - رضي الله عنها- للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبى الله ، أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم ، حتى فعل ذلك نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه . فلما رأوا ذلك ، قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما "
ومن ذلك أيضا ما ورد عن أم الفضل بنت الحارث زوجة : العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها وفيها دلالة على حكمتها ، أن ناساً من الصحابة تماروا يوم عرفة في صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال بعضهم : هو صائم ، وقال بعضهم : ليس بصائم . فأرسلت أم الفضل إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه ، وأزالت رضي الله عنها بعلمها هذا الالتباس الذي حصل عند القوم.
.
.
ولعل من المواقف التي تبرز فيها الحكمة ما جاء عن أسماء بنت أبى بكر قالت لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم - قالت - وانطلق بها معه - قالت - فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه.
قالت قلت كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا - قالت - فأخذت أحجارا فتركتها فوضعتها في كوة في البيت كان أبى يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت يا أبت ضع يدك على هذا المال - قالت - فوضع يده عليه فقال لا بأس إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وفى هذا لكم بلاغ.
قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكنى قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
.
تلك هي بعض من صفات الصحابيات .الطاهرات .العفيفات ..مربيات الاجيال..ناصرات الاسلام ..امهات المسلمين .زوجه النبي ..
سيرتهن ..وحياهن لآتختصر على تلك الصفات ..بل هن بحرآ ..من الطهر والعفاف
والصدق ..والتضحيه والزهد ..لآميناء له تلك بعض ممن صفاتهن لنبحر بهآ ..
جعلنا الله واياكن ..ممن يقتدي بهن ..ويتاخذهن آسوه حسسنه
وجمعنا بهن واياكم ..في اعالي جنانك
وصلى الله وسلم على الحبيب المصطفى
المفضلات