المعلم الساذج والطبق الطائر



مازحت ( معلما ً) ذات مساء قائلا ً:
شاهدت قبل قليل طبقاً طائرا ًله أجنحة وقد مر من فوقي !!
فقال: سبحان الله ! كيف حدث ذلك ؟ ومن أين أتى ؟ وما هو سبب طيرانه ؟
وأجزم بأنني لو أخبرته ساخراً بأن 1+ 1= 5 سيرد علي بكل عفوية وسذاجة : بالله صحيح ..؟
يــا الله.. من أين حصلت على هذا الناتج ؟
وكيف؟
ولو قلت له بأني رأيت فيلا ًيتمخطر فوق سطح بيتك لقال بغضب شديد من أدخله وكيف ومتى رأيته ..؟!

هل تصدق عزيزي القاريء أن هذه النوعية من المعلمين تعيش بيننا
وتتسنم زمام تعليم طلابنا كل يوم وليلة مكرسة ً للسطحية،
مغلقة لأبواب الإبداع الخلاّق الذي ينشده كل أب لإبنه
وربما تجد حال ذلك الأستاذ الساذج صاحب العقل المكبل بسلاسل الجمود المعرفي مصدقا ً لكل شي ممجدا ً لكل سخيف راضٍ بكل نزرٍ طفيف،
أحلامه عاديه وطموحه لا يباعد أخمص قدميه.
وإذا كان الإنسان وخاصة المعلم لا يجيد تحليل أي ظاهرة عابره ولا استنتاج ولا إستقراء الواقع فكيف بمقدوره أن ( يوصل المعلومة ) لعقول طلابه وهو يجلس أمامهم ( كالربوت الآلي ) يلت ويعجن في المنهج دون أدنى فائده وإذا سأله طالب عن أمر يحيره .
رد عليه :
اسكت وإلا طلعتك برا .. !

إن الكثير من الطلاب يملكون خيالات إبداعية وأفكار تسكن خلجاتهم تحتاج إلى معلم يمتلك الموهبة والحدس وسرعة البديهه كي يفتـّقها ويزيح عنها ستار التساؤلات وهو ما لم يتوفر عند الكثير من المعلمين .
قد تندهش أخي القارئ متعجبا ً وتقول بأنني أبالغ عن كون هذه النماذج موجوده
لكن صدقني أن عددهم أكثر من أن يحصى وفي اعتقادي أنه يلزم لفك قيود ذلك الفكر المكبل حل واحد فقط .
ألا وهو القراء ة والقراءة الحرة فقط كفيلة بإيجاد فكر إبداعي استنتاجي خلاّق .
فإذا كان المعلم الجامعي لا يقرأ فهذه طامة ،

أما إذا كان خريج إعداد المعلمين أيضا ّ كذلك فتلك الطامة الكبرى..!
لا أريد أن أقسو عليهم واظلمهم فهم تاج رؤوسنا وحبا ً لهم ودفاعا ً عنهم كتبت فيهم ولأجل أنه من المفترض أن يكون المعلم آخر من يتصف بهذا الخمود الفكري .

في همّ تعليمي مختلف ومحزن لكنه على نفس الخط تماما (خط تخريج العقول الهشه) يقف هناك معلمون ( كانوا ) أفاضل ويحاسبون طلابهم على ربع الدرجه .. ؟
( أصبحوا ) الآن وبقدرة قادر مع الأسف الشديد يملكون مدارس وكليات جامعية أهلية يقودهم همهم المادي والثراء الفاحش وربما الوجاهة الاجتماعية إلى تخريج طلاب غاية في الخواء العلمي والفكري .
وأقسم لي أحد الطلاب بأنه لا يفرّق بين غلاف الفيزياء والكيمياء وفي النهاية نجح بدرجة امتياز 99%
كما اقسم أحدهم بأن هناك مدرس أجنبي طلب منه دراهما ً مقابل أن يزيده المعدل واقسم آخر بأنه لم يحضر يوما ً واحدا ً و نجح بإمتياز لكن بطريقة ومبدأ ( ادفـع وانجـح ) .. ! .

إن ما تقوم به تلك المدارس والكليات كارثة تعليمية وأكبر خيانة للوطن .



دمتم بخير