عندما تقدم ألوان الطعام ، و أشكال المأكولات
التي تكفي عمارة كاملة من الفقراء لـ ( رجل واحد ) فأنت .:. مسرف .:.
عندما تتلقى دعوة عشاء إلى حفلة زفاف و ترى أمامك " الميز " مجهزاً بأصناف الطيبات
و ترى أنَّ فائض الطعام يرمى بعد ذهاب الناس لـ ( أنهم شبعوا ) فاعلم أنهم .:. مسرفون .:.
أمثال بسيطة لتلكم العادة السيئة المغلفة في قالب الكرم و السخاء
بينما هي جحود و كفران لنعم الخالق ذي العطاء .
في هذا الموضوع أقدم لكم صوراً حية لـ ( قلوب ميتة )
آملاً أن تبدوا آراءكم في الموضوع ..
يقول أهل اللغة أن كلمة " الإسراف " تُطلق على مجاوزة الحد في الأفعال والأقوال .
وهو صفة سلوكية مقيتة تعني الزيادة فيما لا داعي له ولا ضرورة
حتى لو كان ذلك في أمر مباح .
و الإسراف كما يكون من الغني فإنه يكون من الفقير
و لهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه :
"ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف ، و إن كان قليلاً "
وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه :
"من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف ".
ولأن الإسراف من مساوئ الأخلاق التي تعود على صاحبها و على الأمة بالكثير من الأضرار
فإن الله عز وجل قد نهى عباده عنه فقال :
(( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) الأعراف:31 .
و قال تعالى ممتدحا أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون و لا يسرفون :
(( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً )) الفرقان:67.
و قال عز وجل : ((وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً )) الإسراء:29 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة ".
أما صور الإسراف فكثيرةٌ جداً إذ أنَّ منها ما يكون على مستوى الفرد ، ومنها ما
يكون على مستوى المجتمع ، فهناك من يسرف في استخدام الماء واستعماله
لا سيما الماء الصالح للشرب فيهدره في ريّ المزروعات وغسل السيارات وتنظيف
الأفنية .
وهناك من يسرف في تناول أصناف الأطعمة الشهية ، وألوان المشروبات المختلفة
كما أن هناك من يسرفُ في شراء الملابس واقتنائها بطريقة أو بأخرى ، غير مبال بما
ينفقه في ذلك من أموال تضيع فيما لا فائدة فيه ولا نفع منه .
كثيرون يخلطون بين الإسراف والكرم . فالكرم حالة أو أريحية تهبُ وتنتاب صاحبها عند الحاجة واللزوم ، وليس التبذير و الإنفاق الفوضوي والعبث بالمال دليلاً على الكرم ..
فهناك من يبذرون الأموال الطائلة ويبددون الآلاف في غير وجهها في هوج وخرق و تفاهة .
و لو طلبت من أحدهم أن يمد يده إلى محتاج أو معسر تأبَّى و اشمأزت نفسه ،
و أعرض و نأى بجانبه ، عن مساعدة هذا المحتاج أو البائس الفقير !!
و هنا ندخل بكم في عالم التبذيرمستخلصين لكم نماذج حية من الإسراف في بلادنا
فهيا بنا نخوض غمار هذه الرحلة :
وقفه
إن الإسراف بكل صوره وأشكاله من إنفاق المال ومن المأكل والمشرب والملبسمن تجاوز حدود الله تعالى ، ووضع الشيء في غير موضعه ، إنه أمر ممقوت مؤذن بخطر
و مؤشر بهلاك ، ومعرض لسخط (( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )) غافر : 28 .
اللهم إنا نعوذ بك من الإسراف وأهله ، والتبذير وأصحابه ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا إنك أنت الغفور الرحيم .
أكرر أملي أن تبدوا آراءكم في الموضوع ..
لكم تحياتي
هجرت بعض أحبتي طوعاً لأني رأيت
قلوبهم تهوى فراقي
وأشتاق لقائهم كثيراً غير اني وضعت
كرامتي فوق اشتياقي
وأرغب وصلهم دوماً ولكن
طريق الذل لاتهواه ساقي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات