في ليلةٍ شتائيةِ الملامح
سماءٌ باكية ، بردٌ ينخرُ العظمَ ويخدر الاطراف
وطرقاتُ مدينةٍ عتيقة
قد فاض بها دمع السماء
سيجارةٌ كوبية
دخانها يعصف في السكون
يتلفُ بين طياته وجهاً غابت معالمه
وفي غيهب الذكرى يهوم وجهها فيضاً من الدموع
ليلٌ بهيم
وضوءُ برقٍ على ما يحملهُ من الردى
إلا أنهُ يؤنسُ نورُ عينٍ عُلقتْ ببدنٍ دون روح
وعلى منأى قريب صوت غانياتٍ يترنحنَ نشوةً
تنشدُ إحداهن قائلةً:
نعم ... نعم ... نعم
سرى طيفُ من اهواهُ فأرقني
والحبُ يعترضُ اللذاتِ بالألمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ
ولا أرقتَ لذكر البانِ والعلمِ
يا ساكني بقلبي
لوددتُ لكم معناً لطيفاً
سرى معناهُ بالندمِ
أعرفوني فروحي في معارجها لذكركم
كم يداوى بالهوى سقمي
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللِ
ولا أرقت لذكر البان والعلمِ
المفضلات