من المعوق
شعر: يوسف محمد أبوعواد



[Decrease Font Size]


[Increase Font Size]


قابلت ليلى صدفةً

حاورتها عند الغدير

أحببتها عصر الصبا

فوضتها ذاك المصير

وأردت أختبر التي

في حبها قلبي يطير

وسألتها من ذا المعو

ق من يكون ومن يصير

أهو الأصم أم الضرير

أم من على عجلٍ يسير

أهو المتأتئ إن حكى؟

أهو المقيد في الجبير؟

أم من يدب على العصا

يتجرع الحزن المرير

أهو الذي يهذي بما

يهذي به الطفل الصغير

أهو الكسيح بلا حراكٍ

ذاب في دفء السرير

أهو الذي شلت يداه

يقتات من كف الوزير

أم من يكابد حسرةً

إن يستجار فلا يجير

من ذا المعوق؟ من ترا

هُ ومن يكون ومن يصير؟

قالت وقد أغضبتها

وتعكر الماء النمير

إن المعاق هو الذي

فقد الأمانة والضمير

وهو الذي يسطو على

مال اليتامى والفقير

وهو الذي يؤذي الورى

وينام في دعةٍ قرير

بل ربما كان المعاق

هو الذي قاد الضرير

ولربما كان الذي

قد مارس الفعل الخطير

بغبائه وجحوده

وضع الأمور على الشفير

لله درك يا ابنة

الإدراك والفهم الجدير

كم من معاق بيننا

في ثوبه الأسد المزير

كم من معاق لو دمجْ

نا ودّع الصف الأخير

كم من معاق عالمٍ

يستقطب الجمع الغفير

كم من معاق حاكمٍ

قد سطر العهد النضير

كم من معاق صادحٍ

قد رقص الليل المطير

كم رغم أنف العوق صا

روا حجة العصر المنير

فتمايسوا لا تيأسوا

وتسامقوا فوق العسير

وتسلقوا طود العلا

واستنهضوا صبر البعير

لا تحبطوا لا تقنطوا

الصعب في صعب يسير

يا منهل الطاقات قم

روِّض جناحك كي تطير

غرد كما كل البلا

بل قد طربن مع الخرير

وافرد جناحك في فضا

ءٍ وابتسم تحيا قرير

لو نال عوق من فتى

ما نال من شمم الضمير

كلٌ لديه عوائق

والكل في حالٍ أسير

تصفو الحياة لجاهلٍ

يغفو ويُشعلها شخير

حتى ولو نلنا المنى

كم مقلق ذاك المصير