- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كتبت موضوعي هذا قبل اسبوعين شعرت بأنه ممل خاصةً لأولئك الأفراد
الذين لايحبون هذا النوع من العلم الذي يتعلق بنفسياتنا ..
إضافةً لوجود فئات عمرية صغيرة تقرأ مانكتب ومانطرح من مواضيع مهمة تتعلق بحياتنا وسلوكياتنا
لهذا قررت ان اطرح موضوع بدايةً كمثال حي لموضوعي الرئيسي اليوم وكان ذلك الموضوع
7
7
7
الإختيار الصعب
جزأته لموضوعان حتى اقرب لكم الصورة بحالة تمت معايشتها ..
ولتتمكنوا من الرد عن اي حالة عايشتموها او لازلتم تعايشونها.. لكني سأناقش معكم في هذا الموضوع مشاكل الشباب ومعاناتهم مع تلك الإنحرافات ومدى تأثيرها على حياتهم بشكل عام..
يعاني معظم شبابنا من بعض الصراعات الداخلية التي تكون عائقاً بينه وبين النجاح إذ لم يتمكن من إدارة تلك الإنفعالات وتوجيهها توجيهاً سليماً
ومن تلك الأزمات او الصراعات..
-نزاعات القيم مع المتغيرات
-الصراع بين الشهوات والخوف من الخطيئة
-الصراع بين الأنا والغيرية
صراعات متعددة لعلكم تذكرون لنا بعضا منها..
كل فرد لابد ان يتمتع بصحة نفسية جيدة حتى يتمكن من الإنخراط في مجتمعه وقبوله للتغيرات
دون ان يؤثر ذلك على سلوكه..
ودون أن يؤثر هو على سلوك الغير..
والشخص الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة...
-هو شخص سعيد مع نفسه ومع الآخرين.
-هو شخص استطاع ان يحقق ذاته ويثبت وجوده ويستغل قدراته وامكاناته
-لانلاحظ أي إنحرافات في سلوكياته
-لديه القدرة على التوافق مع كل مايتعلق بحياته سواء في الدراسة او مع المجتمع او العمل
-لديه قدرة على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها..
-لايمتلكون عُقد نفسية تعيق حركاتهم بين افراد مجتمعهم..
-يغلب عليهم التفاؤل وحب الحياة
-تلاحظ الصفاء الروحي في علاقاتهم مع الآخرين..
-لايعاني إضطرابات داخلية متعددة..
لكن هناك بعض الأفراد لايتمتعون بصحة نفسية جيدة وهم من تظهر لديهم عكس تلك الصفات ..
هؤلاء لم يولدوا بتلك الحالة النفسية بل كان لوجودها اسباباً اجتماعية وعائلية..
فالتربية لها دور في ذلك , الحالة المادية السيئة , التنشئة الإجتماعية والتي ينتج عنها احياناً
فقدان الثقة بالنفس والإنطوائية الشعور بالنقص,
عدم تحقيق الذات , وعدم القدرة على التفاعل مع المجتمع , تزاحم الصراعات الداخلية ,
واحياناً عدم قدرتنا على البوح بها ,
وهذا سبباً مباشراً لسوء الحال النفسية التربية الخاطئة سواء بالزيادة او النقصان ...
طبعاً هناك أعراض عضوية ووراثية لست بصدد الحديث عنها لكني ارغب بالتحدث عن تلك المشكلات التي تكون لأسباب خارجية ومع مرور الزمن..
تلك المشاكل التي نعاني منها بإمكاننا ملاحظتها ومعرفتها وإدراكها ,
وبإمكاننا التفكير بها وكيفية منطقتها, ويمكننا إدارتها ومعالجتها ايضاً,
كذلك قد تقودنا للحساسية تجاه مشاعر الآخرين وقدرتنا على الموازنة بين المشاعر الإيجابية والسلبية
لتخفيف نوع من انواع الإنفعالات ..
سأعطيكم مثال لهذا الجزء :
عندما تكون في السوق تُفاجأ بأحد المتسولين امامك فتقدم له ماستطعت
ثم تذهب لمكان لآخر فتجده امامك مرة اخرى..
هنا يخطر على بالك مايتداوله الناس من احاديث عن ان المتسولين نصابين وهم اشخاص اغنياء يجمعون ثرواتهم باستغلال المسلمين الباحثين عن الأجر
هنا تشعر بالغضب وتكاد تنهره لكن ما أن تتذكر قول الله تعالى << وأما السائل فلا تنهر >>
حتى تعود لرشدك وتقدم له ماستطعت..
هذا مايُسمى في علم النفس بالذكاء الإنفعالي..
كنت قد ضربت لكم مثالاً حياً في الرابط أعلاه عن حالة أعيشها ..
لدي قدرة على معرفة تلك الصراعات وقدرة على التفكير بها وتحديد اسبابها
لكن لا أمتلك القدرة على معالجتها...رغم أني امتلك القدرة ايضاً على إحداث توازن بين مشاعري السلبية والإيجابية أغلب الوقت..
وهذه حال أغلب الشباب لكنهم يختلفون كلاً وقدرته على التعامل مع تلك الصراعات
اسئلتي لكم..
-هل عجزنا عن فهم إنفعالاتنا وعدم قدرتنا على تحديدها وإدارتها وتوجيهها لما يخدم اهدافنا هو سبب خروج اجيال فاشلين وتصدرنا قائمة الأفراد الغير منتجين أم أن هناك اسباب اُخرى...؟
-يعتبر تحلي المرء في الذكاء الإنفعالي سبباً لنجاحة وقدرته على تطوير ذاته, لكن لماذا يهمل المجتمع أو الجهات المختصة بتنشئة الجيل مثل هذا الأمر علماً بأن نجاح الفرد في حياته سبباً لنجاح مجتمع بأكمله...؟
-هل انت مع او ضد أن تقوم المملكة بإدخال مناهج لجميع المراحل الدراسية , خاصة في تطوير الذات وتعليم الطلاب كيفية التنبه لإنفعالاتهم وكيفية إدارتها..؟
كيف نستطيع تعزيز الجودة النفسية للأبناء في البيت لتُخرج جيلاً صحياً نفسياً..؟
حقيقةً الحديث عن كل مايتعلق بعلم النفس امر ممتع قبل ان يكون مفيد ..
طرحت لكم موضوعاً لا أعرف عنه الكثير وأشعر بأني تجاهلت الكثير
لكني متحمس جداً لأن تُفيدوني بما تعرفون خاصةً تلك الإنفعالات التي تسيطر علينا احياناً لكننا لاننتبه لها إلا إذ قام احدهم برن الجرس فوق رؤسنا..
أنتظر تفاعلكم ومشاركاتكم التي تُضيف الكثير ..
المفضلات