قصة الصغير الصائم الذي لم يفطر .. ؟؟

معاذ بن سعد ليس صحابيا جليلا ولا تابعيا من كبار التابعين!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ لا..

هو فتى في عمر الزهور لم يتجاوز التاسعة من عمره ولكن همته كهمة الأبطال على الرغم من صغر

سنه إلا أنه كان ممن اجتهدوا في حفظ القرآن ظهر نبوغه منذ كان عمره أربع سنوات حيث حفظ وهو

في هذه السن عشرين سورة. كان محبا لوالديه مطيعا لهما إذا دخل المنزل قبّل يدي أمه وإذا تمكن قبّل

رجليها!! كيف لا يكون ذلك وهو الذي نشأ على حب القرآن. كان أحيانا يتقمص شخصية والده (إمام أحد

الجوامع في مدينة الرياض) فكان يلبس غترة والده ويقف أمام المرآه ويكبر وكأنه يصلي بالناس ثم يبدأ

بقراءة القرآن بصوت ندي عذب تحدث والده يوما من الأيام عن الجهاد وفضل الشهادة فذهب هذا الفتى

إلى أمه وقال لها: أنا إذا مت سأدخل ثمانين من أقاربي الجنة فبالله أي همة يحملها هذا الفتى في قلبه؟

دخل المدرسة فأحبته المدرسة إدارة ومعلمون وطلاب سأل المعلم يوما من صلّى الفجر اليوم في

جماعة فأجاب معاذ: أنا فأعطاه المدرس هدية فرح بها فرحا شديدا. أعطته إدارة المدرسة يوما دفترا

لجمع التبرعات للشيشان وكانت قيمة الدفتر 200ريال فأخذه وجمع التبرعات من والديه وأقاربه

وجماعة المسجد حتى بلغ مجموع ما جمعه 250ريالا. تأثر به أبناء الجيران فالتحقوا بحلقة القرآن

وأصبح أكثر جلوسهم في المسجد كان يقول لبعض أصحابه نحن جميعا سوف نموت وسيأتي بعدنا

جيل آخر..فتى لم يتجاوز التاسعة ويذكّر أصحابه بالموت. كان يقول لأمه: أريد أن أصبح مثل الشيخ ابن

باز أو آل الشيخ وفي رمضان فلا تسأل عنهيذهب إلى المسجد يصلي العصر ثم يجلس يقرأ القرآن

حتى قبيل المغرب ثم يساعد في ترتيب الإفطار للصائمين ويفطر معهم ثم يصلي المغرب ويجلس حتى ي

يصلي العشاء والتراويح. وذات يوم بقي في المسجد من صلاة الظهر إلى بعد التراويح دون أن يستأذن

والديه فلما عاد غضب منه أبوه وقرر عدم أخذه معهم إلى السوق وعندما رجعوا توقعوا أن يجدوه

غاضبا متذمرا غير أنه كان قد فتح المذياع وأخذ يتابع في المصحف صلاة التراويح في الحرم المكي و

ولكن رمضان هذا العام لم يكن رمضانا عاديا بالنسبة لمعاذ وبالذات يوم الاثنين الثاني عشر منه وفي

صلاة العصر؟! كيف لم يكن عاديا؟ اقرأ ولا تحبس عينيك أن تذرف الدمع ففي ذلك اليوم وعندما أذن

المؤذن لصلاة العصر تطهر معاذ وكان صائما وتوجه إلى المسجد وعند باب المسجد خلع نعليه ودخل

وما هو إلا قليل حتى طرأ طارئ أو تذكر حاجة له خارج المسجد فخرج من المسجد واقترب من الرف

الذي توضع فيه النعال وسحب نعليه وفجأة وبدون مقدمات إذا بالرفوف تهوي على معاذ ويصطك رأسه

بالأرض وكان أحد الناس قادما فرأى المشهد وصرخ بأعلى صوته فخرج من في المسجد ليستطلعوا

الخطب ورفعوا الدالوب فإذا معاذ مضرج بدمه فحمل إلى المستشفى وكشف عنه هناك الأطباء ليعلنوا

عن وفاته دماغيا واستمر في المستشفى أسبوعا ثم توفاه الله. وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من

رمضان بعد صلاة الظهر قدمت جنازة هذا الفتى وتقدم والده للصلاة عليه وما أن كبّر حتى بكى وأبكى

من خلفه وبعد الصلاة حمل معاذ إلى المقبرة في موكب حزين مؤثر لم يتمالك فيه الكثير دموعهم. لقد

كان آخر لقاء بينه وبين أبيه قبل وفاته بساعتين حيث كان يسمع لوالده أسماء سور القرآن سورة

سورة. فلله درك يا معاذ فقد كنت نعم الفتى وكيف لا تكون كذلك ووالداك قد حرصا على تربيتك على

القرآن وعلى حب القرآن نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحدا.


وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوّده أبوه

إن معاذا هذا لم يكن إلا أنموذج للتربية الطيبة المباركة.. هذا الشاب الصغير في سنه الكبير في

همته هو الآن تحت الثرى وأنت أخي لا تزال على قيد الحياة والمؤمل فيك كثير والرجاء فيك أكبر

من أن يسطر في سطرين أو ثلاثة. المؤمل فيك لا حدود له فكن عند حسن الظن.