الحديث السادس

مراحل الخلق




هذه الصورة مصغره ... نقرة على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي




متن الحديث
(حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو مُعَاوِيَةَ ‏ ‏وَوَكِيعٌ ‏ ‏
و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ‏ ‏وَاللَّفْظُ لَهُ ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ‏ ‏وَوَكِيعٌ ‏ ‏
قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏
وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ
‏إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ ‏ ‏عَلَقَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ
ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ ‏ ‏مُضْغَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ
ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ
وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِ
كَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ
فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ
إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا)
*************************************************
إضغط هنا لصحة الحديث



أهمية الحديث
أن الجنين قبل أربعة أشهر
لا يحكم بأنه إنسان حي،
وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر
فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه،
لأنه لم يكن إنساناً بعد.

كما أنه بعد أربعة أشهر
تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي،
فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه
كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر

ومنه يتضح في تحريم إسقاط الجنين بإتفاق العلماء
بعد نفخ الروح فيه؛
واعتبار ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعلها،
لأنه جناية على حيٍّ متكامل الخلق ظاهر الحياة.

كما توضح أهمية الحديث
في أن الله تعالى يعلم أحوال الخلق
قبل أن يخلقهم،
فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة
أو كفر ومعصية، وسعادة وشقاوة؛
إلا بعلم الله وإرادته،

كما تأتي الأهمية في توضيح
أن عِلْمَ الله
لا يَرفع عن العبد الاختيار والقصد؛
لأن العلم صفة غير مؤثرة
بل هو صفة كاشفه،
وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة،
ونهاهم عن الكفر والمعصية،
وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد،
وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً،
وذلك محال

كما يوضح الحديث
كما قال ابن حجر الهيتمي:
إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله -
بسبب دسيسة باطنية للعبد،
ولا يطلع عليها الناس،
وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار
وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره
فتوجب له حسن الخاتمة.


مفردات الحديث
المصدوق: فيما أوحي إليه،
لأن الملك جبيريل يأتيه بالصدق،
والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به.

يُجمع: يُضَم ويُحفظ، وقيل : يُقَدَّر ويُجمع.

في بطن أمه: في رحمها.

نطفة: أصل النطفة الماء الصافي، المراد هنا: منياً.

علقة: قطعة دم لم تيبس، سميت " علقة ".

فيسبق عليه الكتاب: الذي سبق في علم الله تعالى.


المعنى العام للحديث
بين هذا الحديث تطور خلقة الإنسان في بطن أمه،
وأنه أربعة أطوار
الأول: طور النطفة أربعون يوماً ...
والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ...
الثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...
والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه..
فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار

وأن أحوال الإنسان تكتب عليه
وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله ..
شقي أم سعيد،
ومنها بيان حكمة الله عز وجل
وأن كل شيء عنده بأجل مقدر
وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر

أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة،
لأن رسول الله أخبر
{إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.


من فوائد الحديث
نفخ الروح: اتفق العلماء على أن
نفخ الروح في الجنين يكون بعد مضي مئة وعشرين يوماً
على الاجتماع بين الزوجين،
وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس،
وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يُعوَّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام
من الاستلحاق ووجوب النفقات،
وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم،
ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها
تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام؛
لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة
دون ظهور أثر الحمل.

أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة،
لأن رسول الله أخبر
{ إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }

أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء
فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً
ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره