يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 4 العصر في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك :
قبل وقت الإقلاع :
أول ما تحركت سيارة الأجرة اللي نزلتهم في ميناء ضباء وشافت أزهار السفن على أرصفة الميناء قالت بفرحة : ياااااااااااي أول مرة أدخل ميناء , شكله يهبببببببببببل , متى نركب السفينة ؟؟..
ضربها عمير على راسها وقال يقلدها بتريقة : رخي صوتك يالمطفوقة , متى نركب السفينة ؟؟ ..
طالعت فيه بضحكه وقالت : مو عشانك خايف من السفينة تقوم تتريق عليه ..
قال بكبرياء : من قال إني خايف ؟؟ وليش أخاف ؟؟ شايفتني بزر ..
تنهدت وقالت وهي تجر شنطتها : ما أدري من إيش خايف , يمكن يمكن لأنك ماتعرف تسبح ..
ضحكوا عليهم لمن بدأوا يتناقرون , بعدها جلسوا منتظرين إلين خلص عمار أوراقهم وتحركوا للرصيف اللي فيه السفينه , حست أزهار بالإنشراح وهي تشوف اللون الأبيض والأزرق المميز للسفينة , كان شكلها مهيب بطوابقها المتعدده والناس المنتشرين على سطوحها وهم يطالعون من الحواجز , حست بشعور مختلط من الحماس والفرح , هذي أول مرة في حياتها تركب عبارة , ابتسمت وهي تقرى اسم العبارة (( عبارة السلام 98 )) لفت على عمار وقالت : عموري , حلو اسم العبارة مرة , هي عبارة مصرية صح ؟؟ ..
قال بهدوء وهو يدف كرسي أمها المتحرك : هي حاليا ملك لشركة مصرية لكنها على ما أعتقد أصلها إيطالية ..
قالت فرحانه بالمعلومة الجديدة اللي حتقولها للبنات : يا حركتاااااااااااااااات , أتاريني ماني هينة راكبه عبارة إيطالية ..
كان الرصيف مزدحم بالناس أكثرهم من الجنسية المصرية , قال عمير : ما شاء الله هذولي كلهم مصارية , ليه ؟؟
قال عمر : اش بك راجعين من حج و إجازة ..
قالت أمه بمزح : الله يخليك لا تجيب سيرة الحج عشان ما نرجع لنفس الموال ..
قال عمير وهو يلف بوزه : أجل تحسبوني ناسي القهر اللي في قلبي ليش ما خليتوني أحج ..
قال عمر : يالغييييييييييرة , ترى والله دعيتلك يوم عرفة , و إنت إن شاء الله لاحقها السنة الجاية ..
طالع عمير في السفينة اللي لاحت له من فوق زحمة الناس وقال بتوتر : أدري أعيش للسنة الجاية ولا لا ؟؟ والله السفينة شكلها ما يطمن ...
وحس بالإحباط لمن قاموا يضحكون عليه ...
كان فيه مدخل واحد كبييييير للعبارة عشان كذا طلبوا من الركاب يطلعون أول لأنهم بيشحنون السيارات والشاحنات والحقائب بعدهم ..
كانت أزهار تمشي مع عمر وهي تلف يمين ويسار تحاول تستوعب المناظر قد ما تقدر , شهقت بخفة لمن شافت بوفيه وقالت : أكلللللللللللل ..
سحبها عمر عشان تكمل مشيها وهو يقول : بعدين , ما تفكرين إلا في بطنك ..
استغربت لمن شافت الناس متزاحمين على سطح السفينة و تساءلت جوتها عن سبب عدم جلستهم في غرفهم , طلعت عدد من السلالم ما حسبتها ومشيت في ممر يدوب يكفي لشخصين , ولمن وصلت لغرفتهم هي وأمها و عمير وشافت ضيقها عرفت سبب هروب الناس للسطح , جلست على السرير المهترئ وعرفت إنه أكيد هذا كله بسبب الأسعار الرمزية للرحلة , لكن هذا ما حبطها ولا قلل حماسها لأنها عارفة إنهم لازم يوفرون الفلوس عشان عملية أمهم اللي ماعاد تقدر توقف وتمشي من كثر الوجع ..
شوية كذا جات أمها اللي بالقوة تعاونوا أخوانها وجابوها على كرسيها المتحرك وعلى طول نقلوها السرير و سدحوها عشان ترتاح ..
مسكت جوالها بعد مالحفت أمها واتصلت على أول رقم في القائمة , ولمن جاوبها البريد الصوتي قالت بطفش : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي ذابحتني فيه , من حلات الصوت عاد عشان أسيبلك رسالة كل شوية , أنا في العبارة وما حتتحرك إلا الساعة سبعة وحنوصل 2.30 بإذن الله , ادعيلي ..
قال عمر وهو يرتب الشنط : اش عندك انتي ومشاعل هذه كل شوي معطيتها تقارير عن تحركاتك ..
لفت بوزها وقالت : صحبتي الروح بالروح ...
وقف عمار جنبها وسألها باهتمام : حتى اليوم ماردت عليك ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تلعب في الجوال بطفش : ماسمعت صوتها من زمان , شكلها مشغولة لأنه زواجها مابقي له شي ..
قال بمحبة : شيلي البوز اللي مادته , إذا وصلنا مصر بالسلامة أخليك تدقين بجوالي , وإن شاء الله نرجع قبل زواجها ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله لايحرمني منك ياعسل ..
قال عمير بتريقة وهو يدق عمر : وترى وددددها تقول لك الله يفكني منك يابصل ..
ضحكوا عليها لمن بدأت تنكر وهي تضرب عمير بمزح , ولأن انتظار شحن الآليات حيطول ترجت أخوانها يخرجونها تمشى شويه , ووافقوا الكبار بعد جهد إنها تخرج مع عمير وقت الإقلاع عشان تشوف البحر , لكنها أصرت عشان تبغى تشوف على قولتها البحر تحت ضوء الشمس , وعمير اللي ما أحد سمعت إعتراضاته كان وده يكفخها ليش خلته يخرج وسط هالزحمة ..