بوالعلاء المعري

[محمودى]

::: لحَمدُ للَّهِ الذي صاغَني، :::


أطعَمَني رِزْقي وأحياني الحَمدُ للَّهِ الذي صاغَني،


ولمْ يَزَلْ مَعدِنَ عِصيانِ شخصيَ هذا عُرضةٌ للرّدى،

كأنّهُ جامِعُ سُفيان من كلّ فنٍّ فيهِ أُعجوبةٌ،

في الدّهرِ، من حَبرٍ وديّان يا آلَ يَعقوبَ! خذوا حذرَكم،

تأكلُ ذا إفكٍ وطُغيان يزعمُ: نارٌ من سَماءٍ هوَتْ،

لم تَعدُ للشّر بهِميان لوْ كنتَ فيما قلتَهُ صادِقاً،

تُؤخَذُ من عُرْجٍ وعُميان ولم تكنْ ترغَبُ في زُيَّفٍ،

أذهَلَني منكَ وأعياني؟ أمّا تَوَقّى كَذِباً فاحِشاً،

تخلُطُهُ حَبّةَ عُقيان تجعَلُ نَمِيَّكَ تِبراً، وما

[محمودى]

::: نحنُ قطنيّةٌ، وصوفيّةٌ أنـ :::


ـتمْ، فقَطْني من التّجَمّل، قطني نحنُ قطنيّةٌ، وصوفيّةٌ أنـ


إنّما سعيُكُمْ لفَرْجٍ وبَطن تَقطَعونَ البلادَ بَطناً وظَهراً؛

خوفُهُ، قُلتُ: ليتَهُ لم يُحطني حاطَني خالقي، فعِشتُ، ولولا

ض، فَيا خائطَ العَوالمِ خِطني جسَدي خِرقَةٌ تُخاطُ إلى الأر

[محمودى]

::: فتاةٌ بَغَتْ أمراً من الدّهرِ مُعجَزاً، :::


وما رأيُها لو مُكّنَتْ بسفَيهِ؟ فتاةٌ بَغَتْ أمراً من الدّهرِ مُعجَزاً،


بخمسينَ عَمراً لا تُشارَكُ فيه لتفديّ عُمراً، جمّةً شرَكاؤهُ،

[محمودى]

::: نحنُ شئنا، فلم يكنْ ما أرَدْنا؛ :::


وتَمّتْ للَّهِ فينا المَشيّهْ نحنُ شئنا، فلم يكنْ ما أرَدْنا؛


كالثّرَيّا، في رَهطِها، القرشيّهْ وثُرَيّا النّجومِ تَلقَى حِماماً،

بالأصاحيبِ، غُدْوَةً وعشيّه قدْ طَرِبنا إلى المهارى تَبارى

وبُهمَى غضيضَةٌ حبَشيّه ملأتها البياضَ سُحْمٌ من الدُّجنِ

[محمودى]

::: كأنّكَ بَعدَ خمسينَ استَقَلّتْ، :::


لَمولِدكَ، البناءُ دَنا ليَهوِي كأنّكَ بَعدَ خمسينَ استَقَلّتْ،


لأخيَبُ صَفقَةً من شيخ مَهوِ وإنّكَ، إن تَزَوّجْ بنتَ عَشرٍ،

فإنّهُمُ لَفي لَعِبٍ ولَهوِ فأزمِعْ من بَني الدّنيا نِفاراً،

على ما كانَ من عَمدٍ وسَهوِ وما أنا يائسٌ من أمرِ رَبّي،

وباشَرَ غَيرُهُ عَنَتاً بطَهوِ وكم من آكلٍ رزقاً هَنيئاً،

[محمودى]

::: يا مُشرِعَ الرّمحِ في تثبيتِ مملكةٍ، :::


خيرٌ من المارِنِ الخَطّيِّ مِسباحُ يا مُشرِعَ الرّمحِ في تثبيتِ مملكةٍ،


فما لهُ، آخِرَ الأيّامِ، إصباحُ يزيدُ ليْلُكَ إظلاماً إلى ظُلَمٍ،

وكلّما قال شيئاً، فهو مصباحُ لا يعتِمُ الجنحُ في مثوى أخي نُسُكٍ،

فكيفَ تؤمَلُ، عند اللَّهِ، أرْباح؟ أموالُنا في تٌقانا، لا رُؤوسَ لها؛

وكم تقطّعَ، دون العِبر، سُبّاح ونحنُ في البحْرِ، ما نجّتْ سفائنُه،

وما لنا، في أقاصي الوهم، أشباح وسوفَ نُنسى، فنُمسي، عندَ عارِفنا،

لقيلَ: كشَّ خلالَ القومِ رُبّاح تغيّرَ الدّهُر، حتى لو شحا أسدٌ،

كلبٌ، على فضلاتِ الزّادِ، نبّاح ليثُ النّزالِ، ولكن، في منازلِه،

إذا شتا، ولفارِ المسكِ ذبّاح تجرّعَ، الموْتَ، نَحّارٌ لأينقهِ،

ويكتُمُ السّر، إن خُزّانُهُ باحوا يجودُ بالتّبرِ إنْ أصحابُهُ بخِلوا،

[محمودى]

::: كم بالمدينةِ من غريبٍ نازِلٍ، :::


لا ضابىءٌ منهمْ، ولا قيّارُ كم بالمدينةِ من غريبٍ نازِلٍ،


وتخلّفَتْ، بعدَ القَطينِ، دِيارُ أمّا الذينَ تديّروا، فتَحَمّلوا،

وكذا الزّمانُ بأهلِهِ سيّار سارَ الزّمانُ بهم إلى أجداثِهمْ؛

أو وَهْدةٍ، سينالُكَ التّيّار كنْ حيثُ شِئتَ بلُجّةٍ، أو ربوةٍ،

ضَرَعٍ، فأينَ حليلُها المِغيار؟ قد أعرسَتْ عِرسُ الأميرِ بتابعٍ

في الفَرْسِ، طائرُ مسلكٍ طيّار والدّهرُ سِيدٌ في الخديعةِ، ضَيْغَمٌ

هذا الحِمامُ، لتُرْبها، مَيّار والأرضُ تقتاتُ الجسومَ، كأنّما

طَمَتِ الشّرورُ، وقلّتِ الأخيار واللَّهُ يُحمَدُ، كلّما طالَ المدى،

والوحشُ أفضلُ صَيدِها الأعيار لا حظّ، في الدّنيا، لعالي همّةٍ،

[محمودى]

::: يا ظالماً! عقدَ اليدَينِ، مصليّاً، :::


مِن دون ظُلمِكَ يُعقَدُ الزُّنّارُ يا ظالماً! عقدَ اليدَينِ، مصليّاً،


وخبيُّ أمرِكَ شِرّةٌ وشَنار؟ أتظنُّ أنّكَ للمَحاسن كاسبٌ،

ما زالَ يحلِفُ أنّها دينار ومع الفتى، من نفسِه، نُميّةٌ،

حبَسَ الأدلّةَ، ليس فيه مَنار ليلٌ بلا نورٍ، أجَنَّ بمَهمَهٍ

ثمّ المَماتُ، فجَنّةٌ أو نار وهي الحياةُ، فِعفّةٌ، أو فتنَةٌ،

[محمودى]

::: عَبَرَ الشّبابُ، لأمّه العُبرُ، :::


لا غابرٌ منهُ، ولا غُبْرُ عَبَرَ الشّبابُ، لأمّه العُبرُ،


آثارُه، بمَفارِقي، غُبْر كالأدهمِ الجاري مضى، فإذا

أوْفَى المَنازِلِ، منهُمُ، القبر ونعوذُ بالخلاّق، مِنْ أُمَمٍ

محمولةٌ، فكلامُهُمْ أبْر إبَرُ العقارِبِ، فوقَ ألسُنِهِمْ،

لا إيلُ، عندهمُ، ولا جَبْر مَنْ جَبرئيلُ، إذا تُخَوِّفُهم؛

مثلَ الطّريدةِ، ما لها خُبر وخَبرْتُهم، فوجدتُ أخبرَهم

بالرّغمِ، أنّكَ عالمٌ حَبْر؟ هل يعصِمَنّكَ من لقاءِ ردًى،

بِيضٍ، يشُقُّ مُتونَها الحِبر وحصلتُ من وَرِقٍ على وَرَقٍ

ولقد قضى، بتَبارِكَ، التّبر فُضّتْ نُهاكَ بفِضّةٍ سُبكتْ،

وكذا الولاءُ يحوزُهُ الكُبر واللَّهُ أكبرُ، فالولاءُ لهُ،

ما بانَ فيكَ، عليهمُ، كِبر لو لم تكن، في القومِ، أصغرَهم،

فُ الخَطبِ، وقتَ نزولهِ، الصّبر والدّاءُ يُطرَدُ بالأمرّ، وصَرْ

وجِراحُهُ يعيا بها السَّبر والعيشُ سُقمٌ، لا سَآمَ له،

وتساوَتِ النّعراتُ والدَّبر والنّاسُ خَيرُهُمُ كشرّهِمُ،

إلاّ ضراغمَ، جَدُّها بَبْر ما آلُ بَبْرٍ، إن وصَفتُهُمُ،

راقي الهِضابِ، كأنّهُ وَبْر هاوٍ إلى وَهْدٍ، يخالفُهُ

مَنْ هَمُّهُ التحقيقُ والنَّبر يُوفي على شُرُفاتِ مِنبرِه،

بل شَدُّه، لحزامهِ، ضَبر يتلو العِظاتِ، وليس مُتّعِظاً،

ـآلِ، المُروتَ، فيشحُبُ السَّبر قد أقطعُ السَّبروتَ يملأُ، بالـ

ـعَرْجيُّ موجودٌ، ولا جَبر أودى الزّمانُ بذي الأمانِ، فلا الـ

[محمودى]

::: إذا زادكَ المالُ افتقاراً وحاجةً :::


إلى جامِعِيهِ، فالثراءُ هو الفقرُ إذا زادكَ المالُ افتقاراً وحاجةً


على مُلكِهِ، إلاّ وعسكرُهُ وِقْر؟ ألمْ ترَ أنّ المَلْكَ ليسَ بدائمٍ

ويُعجِبُها، فيما تُزاولُهُ، النّقر تَتبّعُ، آثارَ الرّياضِ، حَمامةٌ،

فما شَعَرَتْ، حتى أُتيحَ لها صقر تَهُمُّ بنَهضٍ، ثمّ تَثني برَغبةٍ،

وأنّ الرّدى يقرُو المكانَ الذي تقرو وقد عرّفَتْها أُمُّها، أمسِ، شرّهُ،

وفي لبّه ضعفٌ، وفي سَمعِه وَقر ومن حان، يوماً، جارَ في عينهِ عمىً،

[محمودى]

::: حورفتُ في كلّ مطلوبٍ هممتُ به، :::


حتى زَهِدتُ، فما خُلّيتُ والزُّهُدا حورفتُ في كلّ مطلوبٍ هممتُ به،


ولستُ أصدُقُ إن سمّيتُهُ شُهدا فالحمدُ للَّهِ! صابي ما يُزايلُني،

إلاّ مَعاشرُ، كانوا في التّقى جُهدا وما أظنُّ جِنانَ الخُلدِ يُدركها

ولا أُطيقُ، إذا جَنّ الدّجى، سُهُدا يمضي النّهارُ، فما أنفكُّ في شُغُلٍ،

والدّينُ عِقدُ جُنوبٍ تهجُرُ المُهُدا أمّا المِهادُ، فجنبي فيهِ مضطَجِعٌ،

[محمودى]

::: أعاذلتي! إنّ الحسانَ قِباحُ؛ :::


فهلْ لظلام العالمين صباحُ؟ أعاذلتي! إنّ الحسانَ قِباحُ؛


شَقاءً، وأسماءُ البنينَ تُباحُ يسمّي، ابنَهُ كِسرى، فقيرٌ ممارسٌ

وليثاً، وفيه، أن يَهِيجَ، نُباح وربَّ مسمّى عنبراً، وهو مُوهِتٌ،

[محمودى]

::: لا يَرهَبُ الموتَ مَن كان امرأً فَطِناً، :::


فإنّ، في العيش، أرزاءً وأحداثا لا يَرهَبُ الموتَ مَن كان امرأً فَطِناً،


حتى يحُلّوا، ببطنِ الأرض، أجداثا وليس يأمَنُ قومٌ شرَّ دهرِهمُ،

[محمودى]

::: فتاةٌ بَغَتْ أمراً من الدّهرِ مُعجَزاً، :::


وما رأيُها لو مُكّنَتْ بسفَيهِ؟ فتاةٌ بَغَتْ أمراً من الدّهرِ مُعجَزاً،


بخمسينَ عَمراً لا تُشارَكُ فيه لتفديّ عُمراً، جمّةً شرَكاؤهُ،

[محمودى]

::: جَيرِ انّ الفتى لَفي النّصَبِ الأعـ :::


ـظمِ، بَينَ الأهلين والجيرانِ جَيرِ انّ الفتى لَفي النّصَبِ الأعـ


رِبِ، قُدّامَ ثائرٍ حَرّان وحِرانُ الجَوادِ كالحَتفِ للها

نسَ مَخلوقَةٌ من الأدران أنا أدْرانيَ الرّشادُ بأنّ الإ

ـوَ بَراني من بَعدِ ما أبراني إنْ يكنْ أبرأ القَضاءُ الضّنى، فهْـ

ـملْتُ، في الدّهرِ، فتنَةً بِكران لاكَرًى نائمٌ بجفْني، ولا أعْـ

ـغابِ، فيما ينوبُ، مثلُ الإرانِ قد أراني القياسُ أنّ ليوثَ الـ

لنَفسٍ، معَ الرّدى، من قِران خوَّفونا من القِرانِ، ولا بُدّ

والذي أُوضِعَتْ لهُ الحِجْران كم جِبالٍ من الجيوشِ تَرادَى،

ـصِ، فقد خِلتُ أنّ دَهراً مَراني مَرّ آنٌ مِنَ الزّمانِ على الشّخْـ

ـنَ بذُلٍّ، وكلُّها في عِران وعَراني خَطْبٌ أرادَ العرانيـ

ـرارِ عُولوا، بالجوّ، بالطّيران زعَمَ النّاسُ أنّ قوماً من الأبْـ

ـكُ، هيهاتَ ما جرى العصران ومشَوْا فوقَ صفحةِ الماءِ، هذا الإفـ

ـدانِ، فيما مضَى، ولا العُمَران ما مشى فوقَ لُجّةِ الماءِ لا السّعْـ

ـرَهُ، واللَّهُ غالبُ الأقران أقراني ذاكَ المُضَيِّفُ ما أكْـ

صُ إلى أنْ أعودَ كالأشران لم أبتْ غافلاً، فأشرانيَ الحِرْ