اصبح الوقت عصرا وفاتن تنتظر من والدها ان يصحبها معه الى منزل ابو مساعد للقاء مريم ونورة.. هؤلاء الفتيان كانن من افضل الصديقات المقربات .. مع ان نورة اكبر منهن .. الا انها لم تكن تبدو كذلك .. تلعب بالعابهن .. وتتسامر بسمرهن .. الا ان غدت شابه واضحه للعيان وخطبها احد الشبان .. فيصل.. لتصبح امرأة اخرى تختلف عن الفتاة التي تلهو بدمى شقيقتها وصديقتها..
نزل الاب الى الطابق السفلي . فاتن كانت جاهزة الا من الحجاب.. نظر اليها ابيها باستغراب
( فتون على وين حبيبتي من الظهر؟)
( يوبا بروح وياك بيت عمي بو مساعد لان مريم ونورة عازميني على قعدة جذي)
( خليني قبل اتصل في مساعد اقول له اني بييهم وياج ما يحتاي يمر علينا)
فاتن مسكت قلبها.. مساعد هو من يوصل ابي .. اذا اتى اليوم .. فهذا يعني اني ساراه بعد 6 سنين من اخر مرة رايته .. لابد وقد تغير..
لم ينتظرها الاب واسرع باجراء المكالمه الهاتفيه .. وظلت فاتن تستمع لكلام ابيها معه
( الو ... مساعد.. شلونك.. تمام الحمد لله .. يسلمون عليك... الله يسلمك.... اقلك انا اليوم بييكم بسيارتي يعني ماله داعي تيني .. لا الله يسلمك السالفه ومافيها ان بنتي فاتن بتكون وياي... ايه عدل .. اوكيه يا بو طلال.. في امان الله ... مع السلامه )
انهى الوالد المكالمه وهو يكلم فاتن
( تزهبي يوبا الحين بمشي..)
فاتن بكل توجس تكلم ابيها
(اهو اللي بينا؟؟)
( لا انا بوصلج .. بتردين وياي المغرب ولا ؟)
( ماادري يمكن أي ويمكن لا.. اطول للعشى.. ماتعرف نورة ومريم .. دوم جذي)
(هههههههه حليلهن والله بنيات طيبات... طالعين عليج )
فاتن تبتسم لابيها بكل حياء
( من طيب اصلك يوبا.. انا ما طلعت جذي الا بتعبك انت وامي)
يمسح الاب على راس ابنته
( الله يخليج يا نظر عيني .. سند والله ما راح اطيح من بعده)
ترقرت الدموع بعيني ابو جراح وفاتن عمرتها الحيرة .. ماله والدي تدر عيناه بالدمع كلما يراني هذه الايام .. لابد وانه وعي لفكرة انني كبرت وصرت بسن الاعتماد علي.. جازاك الله خيرا يا والدي.. فانت والباقون كل ما املك بهذه الدنيا..
ركبت فاتن مع والدها بسيارته القديمه وسارا بالطريق لمنزل مريم ... وصلا الى المنزل ودق ابو جراح الجرس من اجل الاستئذان..
مساعد من خرج لاستقبال الزائر وابتسم عندما رأى ابو جراح .. الوالد دخل للباحه لكي يسلم على مساعد الذي يبدو من حرارة الاستقبال ان العلاقه فيما بينهما قويه جدا..
ابو جراح: شخبارك مساعد
الصوت الرخيم يتحدث: بخير الحمد لله انتو شخباركم شعلومكم
بو جراح: الحمد لله ما نشكي باس..
مساعد: هههههههههه دوم ان شالله .. لحظه انادي على مريم
دخل مساعد لينادي على اخته
الاب يلتفت لابنته الواقفه بالخارج: يوبا فاتن دشي .. (يلتفت ليكلم مساعد) ما وصل لكم الهندي اليوم؟
مساعد وهو يمط ذراعيه الطويلتين : لا والله ما وصل اليوم .. بس انا اتصلت في الورشه وقالوا لي يوم السبت بيبدون الدوام .. لان اليوم الخميس واحنا تاخرنا بالاتصال
تخرج مريم وهي تغطي شعرها: هلا عمي شخبارك
الاب: بخير الحمد لله انتي شخبارج
مريم: زي البومب .. وينها الفتونه
الاب : كاهي بره ماترضى تدخل
فاتن وهي تدخل: كنت بدخل بس كنت اكلم ام سميه .. السلام عليكم
مساعد تلقائيا نظر للصوت المألوف وانصدم مما رآه.. :....... وعليكم السلام ..
مريم :هلا بفتوووووووونتي الغاليه هلا
فاتن لم تستطع ان ترد على صديقتها لانها ترى امامها الرجل ذاته الذي اصطدمت به في المدرسة.. وكانت اوصالها ترتجف من هول ما تراه ..
مريم: هيه فتون.. شفيج
فاتن: ها.. ولا شي.. شخبارج مريمو..
مريم: مريموو.. ابخير الحمد لله .. تعالي داخل نورة هني
بو جراح: أي بنيتي روحو داخل ..
فاتن: عن اذنكم ..
تمر فاتن بجانب الرجل المصعوق الذي لم يخفض بصره عن الفتاة.. فاتن غضت بعينيها وتابعت خلف مريم وهي تحس بالخوف العارم يدب في اوصالها من هذا الرجل ..
مساعد تابع خطى فاتن حتى داخل المنزل وهو يحس بالحيرة والاستغراب والدهشه الكبيرة .. عاد بنظره الى ابو جراح .. عيناه لا تصدقان ما تراه..
مساعد: ............ عاليه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو جراح: هههههههههههه انت بعد حسبتها عاليه .. لا يا مساعد .. هذي بنتي.. فتون .. ماتذكرها.. كانت عاليه تقعدها بالحضانه ويا اليهال..
مساعد وهو ضائع بحيرته: لكن .... انها تكون صورة منها .. هذا شي غريب.. نفس الويه .. ونفس الصوت.. ونفس كل شي.... بو جراح .. لا يكون ينيت؟
ابو جراح بحزن: لايا مساعد .. هاذي بنتي فاتن ... النسخه الثانيه من عاليه .. انت ما تدري احنا شقاعدين نمر بحياتنا واحنا نشوف فاتن كل يوم تصير مثل عاليه بكل شي.. بالخلق بالكلام بالحركات وبالتصرفات.. حتى اني ساعات انسى انها فاتن واحسها عاليه اكثر..
مساعد لم يصدق ما يحدث معه.. بالامس هو رآها بالمدرسة .. كانت هي .. نفس الفتاه التي اصطدمت به .. احسها قريبه منه .. ليس لكونها تشبه عاليه فقط..بل لانها كانت تبث نوع من الاحساس بالالفه .. وكانه يعرفها من زمن .. ولكن .. ما معنى الذي يحصل معه؟ هل ان عاليه عادت له .. ام انها ستكون افظع تجربه يمر فيها بحياته ..
دخلت مريم وفاتن للمنزل والتراحيب تصلهن من الباب..
نورة وهي متزينه بزينه العروس: هلا والله هلا وغلا ببنت الياسي بعد عيني والله
فاتن: أي أي صبغي اللي تقدرين عليه ليما تسكتيني ..
نورة: عيني عليج بااااااااارده دومج فطينه هههههههههههههههه على عكس الناس
مريم: احم احم .. تقصديني يا مرت الحنفي؟
نورة: حنفي بعينج .. عمج ولد الراهي .. سامعه؟
مريم: الو... الو .. مااسمع... الو الو .. .الارسال ضعيف.. طووووووووووووط انقطع الخط
فاتن ونورة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نورة: والله خبال
مريم تقلد عليها: والله خبال.. محد اخبل عنج زين سكتي بس سكتي ..
جلسن الفتيات بالصالة ..
نورة: اييييييه شخبارج فتون بعد؟
فاتن :ابخير الله يسلمج وانتي بعد شخبارج
نورة بابتسامه لامعه: والله بخير والحمد لله واللي يقولج اني مو بخير جذاب وحاقد وحسود ومغتاض من فرحتي
كانت تمرر النظرات الجانبية على اختها مريم التي اصيبت بالدهشه من كلامها
مريم: هو هو عليج يا بنت الدخيلي.. دومه لسانج وظنونج خايسه بالناس.. عنبووج متى بتستوين مرة عدله .. والله انج تقهرين ..
فاتن: هدي اعصابج مريوم
مريم بعصبيه: شنو اهدي الحين انا حاقده عليج ولا اجذب عن حالج .. صج انج ما تستحين على ويهج
نورة: يالله عاد قلبي ويهج مللتيني الا حاقده وحسوده بعد .. عبالج ما قالت لي أمي عن الكلام اللي قلتيه للؤي؟
مريم: شقلت ويا خشتج؟
نورة: قلتي اني مو مرتاحه ويا فيصل واني اتشكى من غيرته!!
مريم: حلفي انج ما قلتيلي ؟؟
نورة بغرورها الجديد: قلت بس ما قلت لج بالطريقة اللي انتي قلتيها ..
مريم: الله واكبر يعني الطرق بتختلف .. انتي صج نصابه وام مشاكل .. والله يعينه ولد الراهي عليج
نورة: اثرينا بسكاتج عاد ... ويه عشتوا.. ما تلقين اللي انا ملاقيته بريلي حبيبي..