الفصل الخامس عشر

لم ينتظر نجيب كثيرا بعد الجملة الاخيرة اسقط ملعقته وهم بالنهوض امسك به محمد وقال : اجلس ..لا تكن حساساً ..لم يهتم نجيب ونهض وقام حسام ومروان وقال نجيب موجهاً كلامه الى محمد :
- هل تظن انه من العدل ان تستغفلنا ...لهذه الدرجه ..قال محمد وهو يحاول دعوتهم للعوده للعشاء ..
- لا تذهب بظنك بعيداً ..سأحكى لك الحكايه بعد ان نكمل العشاء ..هيا اجلسوا
- لن نجلس حتى تقول لنا ..هل دبرت كل هذا ...قالها نجيب وقد اخذ منه الغضب ..فأبتسم محمد وقال :
- هذا لو انى انا الذي جئت اليكم في الساحة ..هيا اجلسوا وسنتحدث وصدقنى سترتاح ويطمئن بالك
اقنع حسام نجيب بأكمال العشاء وبعدها ان لم يعجبه الكلام يغادروا ..
طوال هذا الوقت ومحمد لا يكف عن الابتسام ..وانتهى العشاء واخذ محمد الصحون ساعده هذه المره مروان وعمل الشاي ..وعادوا الى الصالة والكل يرغب في سماع القصة ..وبعد ان اخذوا جلستهم وتم توزيع الشاي بدا محمد بالكلام موجهاً حديثه لنجيب ..
- اسمع يا سيدي ..نتاليا ..جارتى منذ اكثر من سنه تزوجتها بعد تعرفي عليها بشهرين ..ولم ينجح هذا الزواج بسبب رغبات نتاليا التى لا تنتهى فمره ترغب في السفر والبحث عن الشهرة ومرة اخرى تصيبها حمى "الامهات " اي ترزق بطفل ..عارضتها..اي اننى لا ارى نفسي زوجاً لعارضة ازياء ..والثانيه لا ارغب بأطفال في هذه الظروف ..لذا انفصلنا ..وبقينا اصدقاء ..وجيران ..اصدقاء بحدود ..سلام ومحادثات بسيطه ..انا اعيش حياتى كما ترون وهي تعمل وتبحث عن فرصه للشهرة بعد ان اسقطت الحلم الثانى لتعارضه مع الحلم الاول ..
- هل احببتها ....سأله حسام
- لو كنت احبها لبقيت معها ..نتاليا بالنسبة لي كانت مجرد علاقة صبغتها بزواج
- زواج عرفي ..قالها مروان
- عرفي ..مسيار ..سمه ما شئت ..لكنه مكتوب وعليه شهود ومشهر ..المهم اخذت بالمتاح ..وهذه كل حكاية علاقتى بها ..
- وكيف عرفت انى على علاقه بها
- نتاليا قالت لي ..فبعد اللقاء الاول بينكم قالت لي واخبرتنى انها سوف تلتقيك للقيام بجولة في روما ..وطلبت منى ان ابقى حولها ..لأنها كانت قلقه ..لذا رافقتكم في الرحلة من بعيد وبعدها ..انسحبت بعد ان ارتحت لك ..وهى ايضاً ايدتنى
- خائفه من ماذا ؟؟
- انظر حولك ..نصب ..احتيال ..اي شي
- وماذا كان كلامها عني تحديدا
- ارتاحت لك ..احبتك ..رات فيك الرجل المناسب ..من هذا القبيل ..
- ولماذا سافرت ؟
- كانت قبل السفر واثناء غيابك تحاول ان تجد اجابه ..عن البقاء وانتظارك ام السفر الى الحلم الاخر
- واختارت الحلم الاخر ..
- تأخر عودتك جعلها تحسم الامر وايضاً اعتقدت انها ستنهى المقابلة وتعود قبل ان ترجع ..
- لم افهم ..قالها نجيب
- فقال له محمد : هي كانت محتارة بين ان تحسن وضعها او تكرر الارتباط ..محتاره بين الزواج او العمل والشهره ..المهم ..ما يخصنى انا ..لا يوجد بينى وبينها اي شي اذا كان هذا همك
- تكلم مروان وقال : نجيب اصلاً ازالها من تفكيره وكان قراره لو وجدها انه سيخبرها انه ليس مستعدا للأرتباط ..
- هل هذا صحيح ...قالها محمد
- رد نجيب : نعم ..
- غريبة ..كيف صارحتها بالحب والغناء وبعد رحلة بحر تتغير 180 درجه
- انا نفسي محتار بين مستقبل ابنيه ..وحب عارض لا اعرف حقيقته ..تكلمت مع اصدقائي مع نفسي ..صدقنى محتار ..احيانا اشعر بحب لها واحياناً اقول انه حب وهم ..فانا ارى فيها صورة خطيبتى التى عجزت عن الارتباط بها ..
- محمد: هي لم تفكر مثلك ..
- نجيب : هي سافرت ورمت بكل شي خلفها ..
- "سبحان الله " قالها حسام وهو يخبط يدا بيد التفت اليه الثلاثه فقال :
- استغرب منكم في اعطاء الامر هذه الاهميه ..هي بنت مثل كل بنات اوربا ..سواء عاشرتوها بعرفي او بدون شي ..
- اختلف معك ..قالها محمد
- رد حسام : كم اعجب لحالنا ..في بلادنا لو ان فتاه تكلمت عابثه في الهاتف لأعتبرناها زانيه ولن يطرق باب والدها خاطب ..في بلادنا لو تزوجت البنت عرفي ستقوم الدنيا ولن تقعد وانتم الان تتناقشون حول بنت لا اقبل ان تكون زوجتى ولو ضربت على راسي لأفكر فيها .. فيكفيها ليلة بأجر
- حسام ...قالها نجيب غاضباً
- هذه الحقيقه يا استاذ يا جامعي ..يا متدين ..من هذه التى تستحق كل هذا ..فتاه عاشت مع شخص بورقه وذهبت لتعمل عارضه ازياء ..اسئلك بربك لو ان خطيبتك السابقة عرت جسمها وقررت ان تعمل عارضه اكنت تقبل ....هناك نطالب بأقصى معايير الاخلاق وهنا نتنازل عن كل شي !!؟
- سكت نجيب فجلس حسام بجانبه وقال : الزوجه التى نتمناها هى الزوجه الصالحة التى تحفظك اذا غبت .وتربي اولادك ..ونتاليا ليست من هذا النوع ..افق يا صديقي ولا تجعل الوهم يركبك ..
- حسام محق ..بدا الكلام مروان ..وقال ..نظرتك للأرتباط خطيرة يا نجيب فأنت لست ممن يهوى العلاقات العابرة ولم تستطع الزواج في البلد لذا تبحث عن ما لم تستطع فعله هناك ..لتفعله هنا ...والخطأ انك تريد فعله مع الفتاة الخطأ ..انت توصلت لقرار سابقا فقط انت بحاجه الى الثبات عليه ..وعدم التردد ..انسها وارمى ذكراها خلف ظهرك ..اتذكر ما قلتى لي في السفينه وبدأت واثقاً من نفسك ...وتنصحنى ..بنوعيه الزوجه المسلمه العربيه ..اتذكر !!
- بدأت السحب تنقشع من امام عينيه ..وقال: يا الله ..نعم اذكر وسأل موجهاً كلامه لمحمد : وانت ماذا ترى ؟
- كلامهم عقلانى ..فنحن كمغتربين نبحث عن تلبيه رغباتنا ..ونتاليا فتاه جيده ..وليست بنت ليل ولكن لا تنفع ان تكون انموذج طيب للزواج الحقيقي او زواج العمر ..لذا اذا كنت تفكر انها زواج العمر فأنت مخطئ ..وهى لن ترضى بزواج عابر لا نهاية له ..انت بحاجه الى التفكير بشكل هادئ ..اسئل نفسك ماذا تريد ..حدد هدفك ...
- ضحك نجيب حتى دمعت عينيه ..استغربوا جميعاً
- فقال نجيب : يبدوا ان نظريه تحديد الهدف خلفي اينما ذهبت ..معكم حق ومع فيليب حق ..
- من فيليب ؟ سأل محمد
- صديقنا في السفينه ..قالها مروان ..وقال نجيب بعدها
- تكلمت مع فيليب كثيرا حول تحديد الهدف في الحياة ..ويبدو انى كنت بحاجه لهذا الموقف معك لتثبيت الدرس ..سأزيل فكرة وجود فتاه في الغرب من راسي ..واركز على عملي وتطوير ذاتى ...اعتقد انى انتهيت ..من هذه الحالة ..وابتسم
- هذا ما يسمى ب "الهوم سيك " يا صديقي ..قالها محمد وهو يهم بعمل الشاي مره اخرى فسأله نجيب : ماذا ستفعل ؟؟
- سأعمل شاي آخر
- لا يكفينا ..سوف نغادر ..لقد تأخرنا ..ونهض رفيقاه ..ووعدوا محمد بالتواصل معه وغادروا وكل واحد فيهم يفكر في احداث الليلة وما الذي ستضيفه على حياته ..نجيب قرر ان لا يفكر في شي آخر الا هدفه ..وكيف يصل اليه ويكفيه ان تاخر عنه في محطة ناتاليا ..
- عادوا الى فندقهم وتوجهوا الى غرفهم للنوم على وعد ان من يستيقظ اولا ً يتولى ايقاظ البقيه ...