الفصل الحادي عشر
بعد العمل الشاق الذي بذلة نجيب بمساعده فيليب حق له اخذ قسط من الراحة فلم يناما الا بعد شروق الشمس ولم يشعر الا بيد فيليب يوقظه قائلا:
-تعال معي نحن نواجه مشكلة ..
نهض نجيب واتجه معه الى السطح ليجد البحارة مصطفين وآثار الدماء جليه على قميص حسام ..وقد اتخذ جنباً وفي الجهة المقابله وقف تويو ..اندهش نجيب وسأل فيليب :
- مالذي حصل ؟؟
- قال فيليب : السادة نسوا انفسهم ولعبوا الورق ويبدوا ان طرف غش فبدا الشجار والآن القبطان يريد حسم هذا الامر ..الان ..تكلم مع صاحبك وحاول تهدأته ولينسى ما فقده من مال ..فهذا هو حال اللعب ..والا فأن القبطان سيجري بعض التغيرات في حال عودتنا ..
- تقدم نجيب من حسام واخذه على جنب فيما تكفل فيليب ب تو يو وهنرى ..جر نجيب حسام من طرف قميصه وسأله مالذي حصل بالتفصيل ؟
- ابدا بعد ان انهينا العمل عرضوا على اللعب معهم ..فوافقت ..ولعبنا ربحت جولة وبعدها ظهر الغش والتدليس واخذ اموالي ..
- تلعب قمار يا حسام ؟؟
- ماذا تريدنى ان افعل ؟ بحر وملل ..فقلت ازيد دخلى ..انا خلفى اناس تريد ان تأكل ..
- بالحرام يا حسام ..انسيت اننا مسلمون ؟!
- عاد حسام للخلف ونفخ في نجيب ..وقال :
- انت ستمثل علي الآن ..هل نسيت الايطاليه السمراء ..سمعنا بالحكايه يا شيخ الازهر !!
- استغرب نجيب من اسلوب حسام التهكمى وقال : اقسم لك بالله انى لم افعل معها شي ..وحتى لو انى اخطأت لماذا لم تأتى لتنورنى ..؟! هل تعلم ان فيليب المسيحي هو الذي نبهنى الى الطريق الذي كنت سأسلكه ..
- انا لعبت وخلاص ..والان اريد مالي ..
- حسام..!! عليك بنسان هذا ..ولا تعد للعب معهم ..
- انسى؟؟!! على جثتى ..ورفع صوته مما اظطر نجيب الى اخذه ابعد وقال له :
- اعتبر ما حصل درس ..انت خسرت مالك ..فلا تخسر فرصة العمل ..القبطان يراقبنا ..تعقل ..
- جلس حسام بعد ان بدا يهدا ووضح تأثير كلام نجيب عليه وقال : حرام ..هم غشونى هذا يعنى انى خسرت ..
- ربت نجيب عليه وقال : خسارة المال تهون عند خسارة الدين ..هل تعلم ان القمار عمل منكر ..ومحرم ..عموما الى حصل حصل ..الان قم وسلم عليهم وعدنى ان لا تعود ..
- التفت اليه حسام وقال : اسلم على من ؟؟!!
- على زملاءك
- الغشاشون؟!!
- اسمع كلامى القبطان يشاهدنا ويجب ان يتأكد ان الامور عادت كما كانت ..هو يعرف انه لا عمل والنفوس تترصد ببعضها ..وانت الحلقة الاضعف ..خلاص لعبة وانتهت ..هي ياصديقي قم معي ..
- نهض الاثنان واتجهوا ..الى فيليب وبقية البحارة وتصالحوا وكان فيليب قد اقنع تويو بأن يرد جزء من المبلغ كتسويه ..وانتهت المشكلة ..وتوزع الجميع ..ولم يبقى الا نجيب وفيليب والذي ضحك في وجه نجيب وقال : اقلقنا منامك ..متأسف فلقد خفت ان يتطور الوضع ..خصوصا اننا لا نستطيع التواصل مع حسام ..
- اتخذ نجيب مكاناً وجلس وقال : يبدو انه تواصل مع تويو في اللعب ..ولكنه لم يستطع مجاراتهم ..
- لا تنسى ياصديقي ان البحارة محترفون وصاحبك جديد ..هل قلت له ان يحرص في المرة القادمه ..
- بل حذرته ان لا يلعب مرة اخرى ..فهذا امر محرم في ديننا ..
- محرم ..كالزنا ؟!
- نعم فما قاموا به يعد من القمار واكل المال بالباطل لأنه يُفقد الإنسان الإحساس والشعور أثناء انغماسه في اللعب، حتَّى إنه لا يبالي بالمال يخرج من يده إلى غير رجعة، طمعاً في أن ينال أكثر منه، فإذا رجع خاسراً أكلت قلبه الندامة وحرق جوفه الحسد، وامتلأت نفسه حقداً وغيظاً على من سلبه المال.كما حصل مع حسام بعد ان خسر ..
- معك حق ففي اغلب الحانات التى يمارس فيها اللعب تجد قتيل في نهاية كل للعبة وايضاً الخمرة تزيد من الامر سوء ...خيرا فعلت معه ..نعم الافضل ان لا يلعب ..
- التفت نجيب الى فيلب قائلا:
- الموضوع انتهى ..هل اكلتم ؟؟
- اه ..نعم لقد اكلنا ..وجبة سمك عدها صاحبكم ..
- اذن سأذهب اليه ..غريبة لم يشارك في المعركة ..اقصد اللعبة ..
- ضحك فيليب وقال :
- القبطان وعمل المطبخ ..هما السبب ..اذهب وكل وعد لي نرتب هذه الشبكة معا ..ولا تنسى الشاى ..
- توجه نجيب الى المطبخ ليجد مروان منهمك بتقطيع البصل ..فسلم وقال :
- لم تتدخل في المعمعه ..
- وكأنه لم يسمع السؤال بل اشار بيده وقال : طعامك في تلك الصينيه ..
- اخذها نجيب وجلس على نفس الطاولة وكرر سؤاله ..هنا اجاب مروان :
- ابدا صاحبك جلف غبي ..حفظ كلمتين اجنبي فأعتقد انه سيطحنهم ..وانا كنت في المطبخ اعد لهذا العجوز قهوته ..هل تعلم كم فنجان في اليوم يشرب هذا البرميل ..
- وهو يأكل ضحك نجيب وقال :
- كم؟؟
- لم اعد.. لكن تقريبا نقترب من الخمسين ؟؟
- يا الله ...!! قالها نجيب ..واردف ..معقولة ؟
- شغل يدي هاتين ..يبدو انه مدمن قهوة ..
- مدمن قهوة افضل من مدمن خمر ..انظر حال البحارة ..
- نعم ......نجيب لدي سؤال ..
- نعم اسئل ..
- بدون زعل ..
- بالطبع نحن اخوة ..
- ابتسم مروان وقال :
- من الايطاليه التى يتكلمون عنها ...
- آه ..على كذا الخبر وصل ليبيا ..وضحك نجيب ..واكمل وهو يقف بعد انهى اكله واتجه ليغسل صحنه ...وبدا اعداد الشاي
- ابدا صديقة عاديه تجاذبنا اطراف الحديث ..وتمشينا في البلد ..
- فقط ..!!
- نعم ..فقط
- ضحك مروان واكمل ..كنت اتمنى انى اعرف للغة هؤلاء مثلك ..
- من اجل النساء .؟؟.سأل نجيب
- نعم وهل هناك ما هو اجمل من النساء ...
- خذ حذرك ..فمن تراهم ليسوا نساء ..بل قنابل موقوته ..
- ماذا سنفعل هل سنعيش رهباناً ..
- لا ..ابدا بتعلم اللغة ..واذا كنت ترغب ففي الحلال تزوج ...بعد ان تجد من تصلح لك
- فكره والله ..لكن هل سنضمن بنات هذه البلاد ..
- في هذه البلاد يوجد عرب ومسلمون ..لذا احرص الان على ان تبنى مستقبلك وبعدها فكر في النساء.. وايضاً حتى لا نصبح مثل هذه الحيوانات ..
- استمر مروان في التقطيع وقال : لكن ايضاً الكلام مع انثى له طعم ..
- خلاص ابدا تعلم للغة من الآن ..وضحك نجيب
- اوف ..عندى امل اجد عربيه اكثر من املى في تعلم اللغة ..
- الم تتعلم شي حتى الآن ؟!
- لا ..تعلمت ..سكر "شوكر" و تفاح "ابل " وكلبي "ماي دوغ " وسكين "نايف "
- ممتاز ..من الكلمات تبدا اللغة ..استمر ومع الوقت ستجد نفسك بلبل ..
- مسح نجيب ما تبقى من ماء في يديه وهم بالخروج ..فنهض مروان ..واقترب منه وقال له : هل لصاحبتك صديقة تعلمنى اللغة ..
- ضحك نجيب وقال : نحن سنعلمك اللغة وصاحبتى سأفكر في طريقة ابتعد عنها ..
- لماذا ؟؟؟قالها مروان
- لأن ما حصل خطأ
- خطأ ؟!