بقي هتان لم يتحرك ولم يفتح عيناه. قبل أن تتمكن الشرطة من القبض على المعتدين والوصول إليه. وقبل أن يصلوا إليه فتح عينيه وبدأ يرفع رأسه. أرادوا الذهاب به إلى المستشفى ليتلقى العلاج اللازم. لكنه أصر أن يعود إلى الكارافان وأقفل على نفسه لا يتواصل إلا مع والديه أو مع متابعيه في السوشال ميديا. بقي هتان في الكارافان ليومين متتاليين يداوي نفسه فلم يفتح الباب لأحد. فكان يستقبل الطعام من النافذة.


لا يزال الفضول عند الكثير لمعرفة من يكون هذا الشاب. وكيف يبدو. طلب الكثير من الإعلاميين من هتان أن يسمح لهم بعمل لقاء على الهواء ولكن كان هتّان يرفض اللقاءات.


يوم بعد يوم يصبح هتان حديث الساعة. وتصميمة على إيجاد تلك الفتاة يزداد وصبره يطول. كل يوم يرى أشخاص وأناس يختلفون عن اليوم الذي قلبه يأتون وينظرون إليه وكأنهم في سرك. ولكنه ما زال ينتظر ان يرى إشارة من تلك الفتاة. ولكن بدون جدوى.


مرت أسبوعين منذ أن بدا هذا الحدث. بدأ الناس يملون من ذلك الروتين اليومي. فأصبح يقل عدد الزوار الذين يأتون إلى ذلك المكان. وبدأت تقل الأنشطة وسيارات الخدمات والأمن. حتى بعد شهر لم تعد قصة هتان تذكر. لكن ما يزال هتان يقيم في ذلك المكان. يأتيه صديقه أمجد من وقت للآخر قبل أو بعد أوقات الدوام الرسمي.


أصبح عدد السيارات التي تأتي يوميا لتشاهد هتان يقل تدريجيا ومنهم من يأتي فقط مرورا ليرى هل ذلك الشاب متواجد أم فقد الأمل. كان هتان كل يومين يتحدث إلى الفتاة. ويخبرها عن مواقف الدراسة وبعض مغامراته ويختتم الحلقة بقوله انتظر إشارة منك. قد لا أكون الشخص الذي تحلمين به أو قد تكوني مرتبطة أو متزوجة أصلا. يكفيني أن تخبريني بذلك لكي يرتاح قلبي.


غادرت جميع وحدات الأمن ما عدى واحدة. وغادرت جميع سيارات الوجبات السريعة ما عدى واحدة التي كانت تقدم له القهوة. وغادرت القنوات التلفزيونية والإذاعية. من الموقع لم يتبقى سوى إحدى القنوات الإخبارية المغمورة. التي تعرض أخبارها فقط على الإنترنت. وأصبحت السيارات التي تأتي إلى ذلك المكان فقط من أجل المركز التجاري.