تبدأ روايتنا هذه المرة في المملكة العربية السعودية وتحديدا في عاصمتها الرياض. حيث تعيش عائلة الدكتور محمد الثرية في أرقى أحياء العاصمة. تتكون عائلة الدكتور من زوجته السيدة نوال وابنه هتان وابنته رنيم.


تعيش عائلة الدكتور محمد بسعادة وهناء. خصوصا بعد تخرج ابنه الوحيد "هتان" من الجامعة الأمريكية وعودته إلى أرض الوطن، كانت سعادة والديه لا توصف بعودته، فهو ابنهما البكر الذي كانا يقفان بجانبه ليكون سنداً لوالده في المستقبل.


تتنافس عائلة الدكتور في التجارة، فالدكتور محمد لديه أكبر مستشفيات العاصمة، وهتّان لديه مركز تجاري من أكبر مراكز العاصمة. والسيدة نوال زوجة الدكتور محمد، فلديها مركز من أفضل مراكز التجميل في الرياض. بينما ابنته رنيم فلديها واحد من أكبر وأشهر المطاعم في العاصمة.


استطاع الدكتور محمد انشاء عائلة متماسكة ومترابطة، يحب كل واحد منهم الآخر، يجتمعون دائما ويشاركون بعضهم البعض همومهم ومشاكلهم، سواء في الحياة أو في مشاريعهم الخاصة.


ورغم تجارتهم الخاصة، إلاّ أن كل واحد منهم له هوايته التي يحب أن يزاولها في وقت فراغه. فرنيم التي تبغ الثانية والعشرون من عمرها، كانت تحب أن تهتم بالزهور، فلديها ذلك الركن الصغير في حديقة القصر تزرع فيه أجمل الزهور. لتزين بها المنزل، وتصنع الباقات لعائلتها ليقوموا بإهدائها في المناسبات. وأما الدكتور وزوجته فكانا يُفضلان السفر والسياحة، وقضاء الأوقات مع بعضهما.


بينما هتّان الشاب الوسيم، فيبلغ السابعة والعشرون من عمره، فأثناء دراسته في الجامعة الأمريكية كان لديه سيارته الكارافان العائلية الخاص به، يحب أن يقضي فيها أكثر أوقاته، حتى وإن كان لديه غرفته الخاصة في منزل والديه، إلا أنه يحب إن ينام فيها. كان يستخدمها في التنقل من مدينة إلى أخرى. فلا يشعر أنه بحاجة إلى فنادق في السفر.


كانت سيارة الكارافان رفيقته وعشيقته المحببة، فمنذ عودته من أمريكا لم يتعرف إلى أصدقاء حقيقيين بسبب انشغاله وتنقله بالكارافان. لكن هذا لا يعني أنّه لم يكوّن صداقات. فلديه الآلاف من المعجبين الذين يتابعون رحلاته وتنقلاته على السوشال ميديا. رغم أنهم لم يرونه ولم يعرفوا اسمه الحقيقي.