في الجهة الأخرى دمر الانفجار الوكر بأكمله حتى أصبح وكأنه لم يكن هناك. ولأن الوكر كان تحت الجبال فلم يكن للانفجار ذلك التأثير على القرية. أما خارج القصر سمع المسؤولين الصوت الذي هز الأرض تحته. جثا الجميع على ركبته، وبدأت أصوات البكاء والنحيب على الرهائن تحت القصر. بكى أيضا جاك على أخته واحترق قلبه على فراقها. قبض الجنود على العصابة. وبينما هم هنالك تصل الشاحنة التي نقلت الناجين من الرهائن تحت القصر. تنزل سيدة القصر وتفرح بأن قصرها ما يزال واقفا كما كان. ثم تنزل سيرين وترتمي في أحضان أخيها جاك ثم ساشا أيضا. ثم ينظرون حولهم ولا يرون ليكس ولينا فيسألون عنهم يشير لهم جاك والمسؤولين أنهم لم يرونهم ولم يخرج أحد من أسفل القصر او من مخرج المناجب من الجهة الأخرى. يذهب الجميع يبحثون في أسفل القصر لكن وجدوا كل شيء مدفون جيدا فلم يعرفوا إذا ما يزالون أحياء أو انهم لم يسلموا من الانفجار.

بدأ الجميع بالبحث عنهم تحت الأنقاض ويصرخون بإسميهما. لكن لا أثر لهما. بينما تحت أمتار بسيطة يتواجد ليكس ولينا تحت الأنقاض مُغماً عليهم في قاطرتهم التي أصبحت تضغط عليهم من كل مكان بسبب ضغط التراب على أطرافها. يفتح ليكس عيناه متألما ولكن لا يرى شيئا بسبب الظلام الحالك. لكنه يشعر بلينا التي ماتزال في حضنه يخرج يديه بصعوبة من خلفها. ثم يحاول أن يوقظها. تفتح لينا هي الأخرى عيناها وتسأل بصوت مخنوق ليكس هل أنت بخير. يقول لها أنا بخير ماذا عنك. قالت أنا أيضا بخير. وبينما هما كذلك يسمعان من ينادي عنهما. ولكن لشدة الألم لم يستطيعان أن يصرخا. أو أن يحركا أجزاء جسمهما.

استمرت عمليات البحث عنهما حتى ساعات متأخرة رغم الأمطار والخوف من الانهيارات فلم يستسلم رفاقهما عن البحث عنهما. قالت لينا أنا سعيدة لأني بجانبك. استغرب ليكس وقال متسائلا: في هذا المكان؟ قالت لم أكن لأتمنى أن أكون هنالك بالأعلى وانت هنا لوحدك تحت الأنقاض. قال لها سامحيني أنا السبب لأنك في هذا المأزق معي. وضعت رأسها على أكتافه وقالت المهم أننا مع بعضنا. كنت أعرف من الوهل الأولى أن المكان خطير وأني ممكن أن ألا أخرج من هنا على قيد الحياة. لكن ها أنا في حضنك. لا يهم المكان والزمان. قال ليكس انت رائعة يا لينا. سنخرج من هنا وستكون حياتنا أفضل.

كان الوضع يزداد سوءً داخل القاطرة، وجد لكس قطعة من الحديد وبدأ يطرق في جنبات القاطرة، لعل أحدهم أن يسمعهم فيخرجهم. كان الصوت خافت لا يمكن سماعة بسبب أدوات الحفر الجارية بحثاً عنهم. توقف الحفر في ساعات متأخرة من الليل لترتاح المكائن. ذهب البعض للنوم بينما بقي البعض الآخر حزينين على ما حصل لـ ليكس ولينا. وبينما هم كذلك يسمعون صوت طرق من بعيد، انتشروا في أماكن مختلفة في المنجم. لعلهم يسمعون ذلك الطرق مرة أخرى.