اتصلت يارا بالمقاول وأخبرته أن لا مانع أن يعطيه مفتاح الجزء القديم من المنزل. قال المقاول سأفعل ثم أقفل الاتصال. قالت لم أسأله عن اسمه أو عمره وإذا متزوج أم لا. قال كمال اسمه جلال عمره 27 سنه غير متزوج. ويعمل "سائق سيارة أجرة". لكنه طيب وخلوق. ثم قال لها: من الأفضل الا تنتقلي إلى المنزل قريبا لأنه سيحضر شركة ستغير الديكور وتأثث المنزل من جديد. قالت لما لا أستغل أنا أيضا نفس الوقت وأقوم أيضا بعمل ديكور للجزء الذي سأسكن فيه. قال سأقوم بهذا لأجلك.


سألت يارا هل تعرف لماذا هذا المنزل قسمين. قال نعم. كان المنزل لعائلة سعيدة، زوجين ولديهما بنت وولد. كان البيت مناصفة بينهما كان الأب يكثر البقاء خارج المنزل. مهملا زوجته وأولاده. بعد ما قطعت الأم فيه الأمل حكمت لهما المحكمة بالانفصال، فقررا أن يفصلا المنزل بينهما. فقال الأب خذوا المنزل كاملاً، أنا يكفيني غرفة الضيوف وحمامها. قاموا ببناء جدار يفصل بينهما وباب صغير كان الأطفال يستطيعون من خلاله الذهاب إلى أبيهم. عاشوا على هذا الحال سنين. غاب الأب عن المنزل ثم بعده بأسبوع وقع حريق في القسم الخاص بالعائلة لم ينجوا منه أحد. وبقي المنزل على حاله حتى أتت فتاة جميلة لتستأجره اسمها يارا.


قالت يارا قصة مؤثرة. قال لها كمال: توقعت أنك ستتصلين بوالديك وتسألينهما كيف أبدوا. قالت لقد فكرت في ذلك، ولكن لا أريد أحدهم أن يوصف لي كيف تبدوا أريد ان أراك بنفسي.


استمرت المكالمات بين كمال ويارا فكانت يارا مستغنية عن العالم كله لا تريد ان تسمع صوت غير صوت كمال، ولا تريد ان تُحادث غيره، أو تتعرف على غيره، رغم أنها لم تلتقِ به بعد. حتى أصبحوا يلقبونها في الجامعة بالمجنونة لأنها دائما تجلس لوحدها وتتكلم مع كمال فظنوا أنها تكلم نفسها. لأنهم لا يرون سماعة البلوتوث. لكن لم يكن يهمها كلام الجميع. كل الذي يهمها هو ان ترى هذا المستأجر الجديد فكانت تأمل بلهفة أن يكون كمال.

انتهت الأسبوعين وأصبح المنزل جاهز للسكن. أخبرها كمال أن المنزل أصبح جاهز وأن الساكن الجديد قد سبقها وقد استقر في المنزل. عادت يارا إلى شقتها في مبنى الطلاب ثم بدأت تلبس وتتزين. سألها كمال لماذا كل هذا التبرج. قالت عندي شعور أن ألاقي الشخص الذي طال صبري لرؤيته. كمال أرجوك أخبرني أنه انت من استأجر بجانبي. قال ولماذا استأجر بجانبك، أنا إذا أتمنى! فأتمنى أنا وانت نكون تحت سقف واحد. اذهبي إلى المنزل الجديد. وعيشي حياتك ولا تفكري بالجار الجديد، إذا حصل والتقيتم تعرفي عليه مثله مثل أي جار. قالت: أريدك تكون دائما بقربي فلا أعرف كيف أتصرف.