دخلت يارا المنزل مرة أخرى وكان النهار بأوله. قالت لكمال: لقد أعطينا للسيدة كلمة ولن نستطيع أن نتراجع. من أين الآن سنحصل على النقود لأدفعها. قال لها تأكدي من إغلاق الأبواب ثم اذهبي إلى الحديقة خلف المنزل، توجد بعض أدوات الحفر. قالت: ماذا تريدني أن أفعل فأشار إليها إلى احدى الأماكن في الحديقة الخلفية وطلب منها أن تبدأ بالحفر. حفرت يارا ولم تتعمق كثيراً حتى وجدت رأس برميل ليس بالكبير. أزاحت عنه التراب ثم فتحته فوجدت حقيبة سحبتها من داخل البرميل ثم ذهبت إلى الجزء السليم من المنزل. ووضعتها على الطاولة وفتحتها، وإذا فيها الكثير والكثير من المال فتحت يارا فمها واوو وقالت لا أستطيع أن آخذها، قد تكون لأصحاب المنزل المتوفين. قال لها كمال ليست لهم. بل هي لرجل عصابة كان يسكن قبلهم فأخفى النقود. وبعدها دخل السجن ولم يكن أحد يعرف أين أخفى الحقيبة. وبما أنك اشتريت المنزل أصبح المال من حقك. قالت سآخذ منها القليل. قال لها ستدفعين ال 100 ألفا للسيدة. ثم ستستدعين مقاولا ليقوم بإصلاح المنزل. والباقي ستحتفظين به.


أخذت يارا الحقيبة واتجهت إلى سكن الجامعة. أخرجت بعض النقود وأخفت الباقي. وفي المساء ذهبت إلى صاحبة الشقة. ودفعت لها المبلغ. ثم ذهبت لتشتري بعض الأثاث لشقتها. أصبح عند يارا غرفتها المريحة وصالة صغيرة جدا وأدوات مطبخ وأجهزة كهربائية.


فتحت يارا التلفاز وبدأت تتنقل بين القنوات. فرأت برنامج يتكلم عن الحادث التي سجلتها كاميرات المارة وكيف نجت هي من الحادث. فعرفت أنها لو تقدمت خطوة أو تأخرت خطوة قد لا تبقى على قيد الحياة. سألها كمال هل انتِ سعيدة. قالت نعم. قال لها هيا لنستعد فيوم غد ستعودين إلى الجامعة. ثم بدا يراجع معها ويشرح لها مالم تستطيع فهمه.


نامت يارا تلك الليلة وقبل أن تنام شكرت كمال على ما فعله لأجلها. وسألته هل أستطيع أن أرسل لأهلي من هذه المال. قال لها ليس الآن. لا نريد أن نلفت الانتباه. لكن ممكن أن تخبرينهم بأن يتوقفوا أن يرسلوا نقود لأنك وجدتي وظيفة. قالت: ولكن كيف أستطيع الاتصال بهم بدون ما أقطع الاتصال معك. قال تستطيعين أن تتصلي بأي رقم وتستقبلي أي مكالمة بدون أن تقطعي الاتصال.


اتصلت يارا على والديها وطمأنتهم أنها بخير وأنها وجدت وظيفة وطلبت منهم عدم ارسال أي مساعدة. أخبروها أنهم سيأتون قريبا ليطمئنوا عليها. فرحت يارا وقالت سأنتظر ذلك اليوم. ثم قالت لكمال أشكرك مرة أخرى. تصبح على خير.