#انثى_جريئة
#الفصل_العاشر
خرج يجري وراء صديقه الذي خرج غاضبا من المكتب ، لقد تذكر كل شئ ، اهانتها له ، خيانتها ، حبها لغيره ، اهدارها لامواله ، وقف امام سيارته فضرب مقدمتها بقدمه غاضبا مزمجرا ، لما جاءت ؟ ماذا تنوي بفعلتها هذه ؟ ماذا تريد ؟ جاءه صديقه فربت على كتفه فمسح تلك الدمعة التى ظهرت في عينه سريعا حتى لا يراها يوسف
يوسف بحزن : اهدى يارامي ، ماتعتبرهاش موجودة اصلا ولا كأنك شفتها ، اهدى ياصاحبي ، ماتقلقنيش عليك
رامي بغضب : جت ليه ها ؟ عاوزة مني ايه ؟ مش كفاية اللى عملتوا ؟ مش كفاية كسرة قلبي ، مش كفاية حبي اللى رمتوا بالزبالة الزبالة دي ، القذرة ، اقسم بالله لو شفتها تاني لاموتها بإيدي الكلبة دي
يوسف بقلق : رامي اهدى ابوس ايدك مالك يااخي ، خلاص تعالى نروح عالكافيه اللى قولت عليه ده ، يلا امشي انا اللى حسوق عربيتك <br>
زفر رامي بغضب ودخل الى السيارة هو ويوسف ، تحركا في السيارة وساد هدوء مخيف ولكن لا يخلو من انفاس رامي الغاضبة ، وصلوا الى الكافيه وترجلوا من السيارة ، دخلوا الى الكافيه فأول ماوقع عين رامي على طاولة في اخر الكافيه تجلس عليها الفتاة التى رآها اول مرة ، جلس على الكرسي وعينه مثبتة عليها ، جميلة جدا ، شعرها مبعثر تلفه بقلم رصاص وينزل منه خصلات سوداء اللون ناعمة تضع في اذنيها سماعات ، تكتب شيئا في مفكرة امامها وتنظر امامها تفكر ، لفت نظر يوسف صديقه وهو مثبت نظره على احدهم فالتفت خلفه ليرى ماذا حصل معه زال غضبه وارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه ، ابتسم يوسف بخبث
يوسف بمشاكسة وهو ينظر خلفه : احم احم ، اللهم صلي على النبي ، ايييييه الصاروخ ده ، يخرب بيت كدة ، اتاريك بتقول حتوريني حلويات هنا
انتبه رامي اليه والى نظراته فاشتعل بغضب وغيرة : نعم ياروح خالتك ، اتلم يايوسف وبص قدامك ، لاما اقسم بالله اعميلك عنيك
يوسف بضحكة : يخرب بيتك واقع واقع يعني ، هي دي المزة اللى خطفت قلبك ، اممممم حلوة اوي ، ربنا يهنيك يارب
رامي بضيق : تسلم ياخويا ، وبعدين عندها وحدة صاحبتها ملكش دعوة بدي انت فاهم
ضحك يوسف بشدة فابتسم رامي له ، لفت نظر يوسف فتاة قصيرة جميلة تتشاجر مع احدهم فنظر لها وجد احد الاشخاص يتقدم نحوها وعلى وجهه نظرة مليئة بالرغبة فاشتعل غضبا ، كيف ينظر الى فتاة هكذا ، انها في مثل عمر اخته ، فنهض بهدوء ولحقه رامي
لينا بغضب : انت واحد واطي وقليل الادب ، ازاي يامحترم تحط ايدك عليا ياغبي ، انت سافل ومش راجل
الشخص بغضب : الكلام ده ليا انا يابنت الكلب والله لاربيكي
رفع الرجل يده يريد ان يصفعها فابتعدت قليلا وضربته برجلها في قدمه وامسكت كوب الماء واغرقته به ، فزمجر بغضب وامسك يدها ، فوجد من يمسك يده ويبعدها عن يدها بقوة حتى بان الالم على الشخص ، فابتعد وعيناه تطلق شرارا
يوسف بسخرية : مش عيب ياامور تمد ايدك على وحدة بنت ، ايه كل الرجالة اللى هنا مش ماليين عينك ولا ايه
الشخص بسخرية مماثلة : وانت مالك يااخ انت مالكش دعوة روح من هنا ، وخلينا نشوف المزة دي ، اصلها زي الشوكلاتة تتاكل اكل امممم
ضربه يوسف على وجهه فسالت الدماء من فمه تخت نظرات لينا المندهشة ونظرات كل من في الكافيه ، فمال عليه رامي بمشاكسة وقال له : البنت دي اللى قولتلك عليها صاحبة مزتي
اشتعل يوسف غضبه كثيرا ، نهض الشخص ينوي تسديد الضربة ليوسف الا ان امسكه يوسف من ياقة قميصه وضرب رأسه برأسه فوقع ارضا يتألم
يوسف بغضب : اقسم بالله لو لقيتك بس بصتلها بصة مش كويسة او لمحتك في اي مكان هي فيه متعرفش انا ممكن اعمل ايه ، فاتجنب غضبي احسنلك
رامي للفتاة : اتفضلي ياانسة روحي مكانك وماتشغليش بالك ، وبرافو عليكي على اللى عملتيه
ابتسمت الفتاة بخجل وذهبت الى صديقتها التى لم تسمع او ترى شيئا ، فرجع يوسف ورامي الى طاولتهم نظروا الى بعضهم البعض بهدوء ومن ثم انفجروا ضاحكين
رامي بضحك : ادينا اتدبسنا باتنين صحاب وقال ايه انا اللى كنت غضبان والنار بتطلع من نافوخي ودلوقتي بضحك
يوسف بضحك مماثل : يخرب بيتك ، ومزتي طلعت شرسة وقطة برية اهو ، بس ايه عملت خناقة علشانها ، شكلنا اوقعنا ولا حدش سمى علينا
ظلوا يضحكون الا ان لفت نظر ريهام ولينا اليهم فابتسموا لبعضهم البعض بمشاكسة ، فأكملوا عملهم
**** نظرت امامها بذعر فوجدت من ينظر اليها بدقة لكل تفاصيلها
ايهم بحذر : امممممم انتي مين ياحلوة وبتعملي ايه هنا في فيلتنا المتواضعة دي ؟
الاء بارتياح وغضب : انت غبي صح ، قولي بس انت غبي ولا غبي ، اقولك على حاجة انت غبي
ايهم بغضب : نعم ياختي انتي بتشتمي وكمان في بيتي ، انتي هبلة يابت ، انتي مين ؟ وايه كمية غبي دي في الكلام ؟ شكلك مجنونة
الاء بضحكة : اوعى تقول ان انت ايهم ، لا خوفتني الصراحة ، بالنسبة للشتيمة اه بشتمك وايه يعني في بيتك طز ، ثانيا انا هبلة ؟ مااعتقدش لانو اللى قدامي غبي وزود عليها دي ومجنون كمان
هم ايهم بامساك يدها الا ان قاطعه اخيه ادم بضربة على رأسه وهو يضحك عليه
ادم بضحك : تستاهل كل اللى عملتوا فيك يا...... غبي
تأفف ايهم وقال : اوووف ايه ياادم ، مين الاخت دي وبتشتم عادي كأنها في بيتها ، انا محدش اتكلم معايا كدة قبل كدة
الاء بجدية : والله المفروض قبل ماتخضني كدة وتعمل فصلك البايخ ده كنت سألت باحترام كنت انا جاوبتك
ادم بموافقة : صح كلامها بس انت عمرك ما حتبطل فصولك البايخة دي ، اعتزرلها واسألها باحترام هي مين ، يلا
ايهم بجدية : احم ، انا اسف بجد ، انتي مين بقا ؟
الاء بابتسامة : ايوة كدة احسن ، انا الاء بنت عمو امجد فاكره ولا لا ، فاكر لما كنت صغير وقعتك في البيسين ، دي انا
ايهم بدهشة : قولي والله دي انتي ، الاء ، الاااااء حبيبة قلبي ، هو انا اقدر انسى ، ازيك عاملة ايه ، لحظة لحظة ، مش هما قالوا انك موتي مع اهلك ازاي عايشة
ادم بجدية : دي حكاية طويلة ياايهم ححكيهالك بعدين ، دلوقتي ياالاء تعالي بابا عاوزك جوة في ضيفة لازم تستقبليها
الاء باستفسار : ضيفة ؟ مين الضيفة دي ؟ انا تقريبا مليش حد ومفيش حد يعرفني هنا
ادم بغموض : تعالي وانتي تعرفي ، يلا ياايهم تعالى انت كمان
تأبط ايهم ذراع الاء فضحكت له وتشبست بيده فضحك عليهم ادم ، دخلوا الى المنزل يضحكون فوجدوا من ينظر اليهم سواء نظرة قلق من زياد وسعادة وفرح واشتياق من زينب وغضب مضاعف وغيرة من ادهم وهي تتعلق بيد اخيه ، اما هي فنظرت الى الجالسة امامها تنظر اليها بحب والدموع تغرق وجنتيها والابتسامة لم تفارق وجهها فابتسمت الاء في وجهها
زياد بقلق : الاء حبيبتي تعالي هنا شوية حعرفك على الضيفة دي
دخلت الاء وجلست بجوار زياد وهو يربت على كتفها بحنان ابوي ونظرت اليهم وجدت الوجوم مسيطر عليهم
الاء بتساؤل : هو فيه ايه يااونكل مالكم ؟ ومين الضيفة دي ؟
زياد بسرعة : بصراحة ياالاء الضيفة دي تبقى عمتك ، اخت باباكي
اختفت الابتسامة عن وجهها وتسمرت في مكانها بصدمة واندهاش فهي تعلم انه لا يوجد لوالدها احد ، لا اخوات ولا اخوة فكيف هذه الجالسة امامها عمتها ، نهضت من مكانها تفرك بيديها بتوتر وخوف وتراجعت خطوتين الى الخلف تحت نظراتهم القلقة والمتسائلة
الاء بخوف وبكاء : لا لا لا ابوس ايديكوا ، بابا قالي انو مالوش حد ، مالوش اخوات ، والله هو اللى قالي كدة مالوش حد ازاي تبقى عمتى ، ازااي ؟
ردت العمة بحرج وبكاء : لا والله انا اخته ، عمتك بس حصلت مشاكل بينا خلاه ينسانا ، خلاه يتبرى مننا ، والله انا عمتك
الاء ببكاء : مشاكل ايه ، قولي ، مشاكل ايه اللى تخلى بابا يتخلى عن اهلو ، يتخلى عن باباه ومامتو ؟
زينب ببكاء : قصة قتل وتار ، اتهمناه بالقتل لما كان في البلد عندنا ، بس والله طلعت براءتوا وطلع منها
هنا توقفت الانفس بقلق ورعب ، اما هي فلم تحتمل كل هذه الصدمات فوقعت مغشية عليها ، جرى عليها كلا من زياد وادهم فحملها ادهم وصعد بها الى غرفته ووضعها على السرير تحت نظرات زينب وبكاؤها وقلقهم جميعا ، اتصلوا على الطبيب فحضر بسرعة وفحصها ومن ثم اعطاها حقنة مهدئة
الطبيب بجدية : شكلها سمعت خبر مش كويس او اتصدمت في حاجة لانه عندها انهيار عصبي شديد ياريت تبعدوها عن اي توتر عصبي ، انا كتبتلها على الادوية دي وياريت تاخدها بانتظام ، حمدالله على سلامتها
زياد بقلق : شكرا يادكتور تعبناك معانا ، اتفضل معايا
خرج الجميع من الغرفة ليتركوها ترتاح الا ادهم ، جلس بجانبها يمسد على شعرها ، فنزل برأسه الى اذنها وهمس : اوعي تروحي مني انا اسف ، بحجم الكون انا اسف ، انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك
نهض من مكانه ونظر لها بحنات وحب ومن ثم خرج من الغرفة لترتاح قليلا